منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

16 أكتوبر / تشرين الأول 2024

يوم الأغذية العالمي

السيدة Karen Messam

"في السابق، لم يكن لدي ما يكفي من السلع [لبيعها في السوق الكبيرة].  أما الآن وقد أصبحت قادرة على زراعة المزيد، فإنني أتطلّع إلى هذه التجربة". 
17/08/2023

جامايكا

ماونت أيري (Mount Airy) هي منطقة زراعية جبلية تقع على بعد ساعة بالسيارة من غرب مدنية كينغستون (Kingston) عاصمة جامايكا، وفيها ثاني أكبر عدد من المزارعين المسجلين في البلاد، إلّا أن زراعة الأغذية فيها ليست أمرًا يسيرًا.  

وهذا ما ستخبرك به السيدة Karen Messam، البالغة من العمر 57 عامًا والتي دائمًا ما عملت في مجال الزراعة، ولطالما كانت المياه مشكلة بالنسبة لها. فالمناخ هنا لا يرحم وإمكانية الحصول على المياه بواسطة الأنابيب محدودة على هذه الأرض الجبلية.   

ولمدة طويلة، أنفقت السيدة Karen الكثير مما كسبته من الزراعة لشراء المياه من الشاحنات لري محاصيلها. وفي الفترات التي لم تحقق فيها دخلًا كافيًا لتغطية التكاليف، كانت تحت رحمة المطر وتأمل أن يأتي الموسم بما يكفي من المطر لسقي نباتات الفلفل الحار والفلفل الحلو والبصل الأخضر في مزرعتها للخضار.  

ولكن كل ذلك تغير عندما حصلت مجموعة المزارعين في ماونت أيري على نظام حديث للريّ بالتنقيط. وبفضل هذا النظام المزوّد بحوالي 700 متر من الأنابيب وأجهزة مراقبة التربة وأجهزة توقيت الري ومضخة شمسية، شهدت تجربة السيدة Karen الزراعية تحوّلًا ملموسًا.  

وتوضّح قائلة "يعجبني نظام التنقيط، لقد ساعدني كثيرًا".  

فمن جهة، أدت تكنولوجيا الري إلى تقليل الوقت الذي تستغرقه في السقي من أربع إلى خمس دقائق فقط.  

"في السابق عندما كنت أسقي بالدلو، كان يتعين عليّ رش الماء على كل نبتة [يدويًّا] – لقد كنت أعاني حقًّا. أما الآن فالأمر أسهل بكثير".   

والأهم من ذلك، أنه يُمكن استخدام نظام الري بالتنقيط كنظام تسميد يتطلب كمية من السماد أقل مما كانت تستخدمه من قبل. إذ تخلط كيسًا صغيرًا من السماد يبلغ وزنه نصف رطل في الماء ليغذي جذور النباتات، فيزيد محصولها من الفلفل الحار والفلفل الحلو.   

وترى السيدة Karen أنها باتت تجني الآن أرباحًا باستمرار.   

ومع زوال عبء شح المياه، زاد على نحو كبير شعور السيدة Karen بالاستقلالية. فلم تعد الهواجس بشأن توافر المياه تقضّ مضجعها، ووضعت هذه الأم لستة أطفال نصب عينيها هدفًا هو زيادة إنتاجها والتوسع في أسواق جديدة.   

وتوضّح قائلة "أعتزم، في ديسمبر/كانون الأول، عرض منتجاتي في كينغستون"، في إشارة إلى أكبر سوق في جامايكا وهو Coronation Market. وبعمل ذلك، فإنها ستحقق حلمًا طالما راودها. "في السابق، لم يكن لدي ما يكفي من السلع، وكنت أستطيع بيعها فقط في ماي بن. أمّا الآن وقد أصبحت قادرة على زراعة المزيد، فإنني أتطلّع إلى هذه التجربة".   

واستفادت السيدة Karen من المبادرة المشتركة بين حكومة المكسيك والمجموعة الكاريبية ومنظمة الأغذية والزراعة بعنوان "التعاون من أجل   التكيف مع تغير المناخ والقدرة على الصمود في منطقة البحر الكاريبي". وتقدم هذه المبادرة، التي تموّلها الوكالة المكسيكية للتعاون الدولي من أجل التنمية وتنفذها منظمة الأغذية والزراعة، الدعم إلى الدول الجزرية الصغيرة النامية في منطقة البحر الكاريبي باستخدام نهج متكامل للترابط بين المياه والطاقة والأغذية في بربادوس وأنتيغوا وبربودا وجامايكا وسان كيتس ونفيس. وتشجّع المبادرة الابتكارات التكنولوجية، مثل نظم الري (الصغيرة) التي تعمل بالطاقة الشمسية لتحسين كفاءة المياه وإدارتها (من قبيل الزراعة في الأحواض المائية وحصاد مياه الأمطار)، وإمكانية الحصول على الطاقة النظيفة والمتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح)، من أجل زيادة الإنتاجية الزراعية والكفاءة في استخدام المياه.