الفاو في سورية

منظمة الفاو تنفذ مشروعين تجريبيين رائدين لمواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي في المجتمعات الريفية

FAO/Bayan Ksiebi
22/02/2024

تؤدي الأعراف الاجتماعية السائدة إلى ترسيخ العنف ضد النساء والفتيات، حيث تساهم بعض الممارسات المؤذية إلى انتشار العديد من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي ومنها العنف الاقتصادي والزواج المبكر اللذين ينتشران بشكل شائع للغاية في المجتمعات الريفية في الحمهورية العربية سورية. وعليه، تنفذ منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) مشروعين تجريبيين يهدفان لمنع العنف ضد النساء والفتيات في محافظتي حمص وريف دمشق.

تنفذ المنظمة هذين المشروعين تحت مظلة مشروع بناء الصمود المحلي في سورية بتمويل من المملكة المتحدة وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان. حيث يستهدف المشروعان ثلاثة آلاف شخص من 31 قرية في كلتي المحافظتين، ويعملان نحو تحقيق التمكين الاجتماعي والاقتصادي طويلي الأمد والمساواة في الحقوق والمسؤوليات ونحقيق المزيد من الاستقلال للنساء والفتيات.

يتكوّن المشروع من مكوّنين تنفّذهما منظمة الفاو للمرة الأولى في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، حيث يتكامل هذان المكوّنان لتحقيق منهجية تغييرية لمواجهة واقع العنف ضد النساء والفتيات على صعيد المجتمع من خلال مكوّن أندية ديميترا، وعلى صعيد العائلة من خلال سلسلة مجموعات الحوار.

تقول سوزان الأستاذ، خبيرة النوع الاجتماعي لدى منظمة الفاو في سورية: "يأخذ العنف الاقتصادي أشكالاً متعددة، حيث تعمل الكثير من النساء مقابل أجر زهيد أو معدوم، ولا يحقّ لهنّ في النهاية إبداء الرأي حيال التصرّف في دخلهنّ المادي، كما يتمّ استثناؤهنّ من النقاشات المتعلقة بالأمور المادية الخاصة بالعائلة. إضافةً لذلك، لا يمكن لهنّ الوصول إلى الموارد اللازمة لتمكين أنفسهنّ اقتصادياً نتيجةً للمعاملة التمييزية التي تتعرضن لها".

وتضيف سوزان أن الزواج المبكّر يسود في المجتمعات الريفية نظراً لكثرة الصعوبات الاقتصادية، كما ينظر له كوسيلة لحماية الفتيات، حيث تقول: "إنّ الفتيات اليافعات أصغر من أن يكون لهنّ القدرة على اتّخاذ قرار الزواج الذي من شأنه تغيير حياتهنّ بهذا الشكل، ما يؤدّي كثيراً لآثار جسدية ونفسية وعاطفيةً قاسية عليهنّ، كما يؤدي لحرمانهنّ من حقّهنّ بالتعليم".

يقول جيمسون زفيزفاي، مدير مشروع بناء الصمود المحلّيّ في سورية: "تحظى مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعيّ بأولوية كبيرة لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في سبيل بناء صمود المجتمعات الريفية في سورية على المدى البعيد. يتكامل مشروع منع العنف القائم على النوع الاجتماعي مع أنشطة مشروع بناء الصمود المحلّي في سورية بهدف دعم التمكين المستدام للسيدات من خلال منهجيتين معدّتين لملائمة خصوصيات السياق السوريّ: أندية ديميترا وسلسلة مجموعات الحوار".

تعتبر أندية ديميترا منهجية الفاو العالمية لتشجيع التواصل ضمن المجتمعات الريفية ما بين الأفراد من الذكور والإناث، إضافة للأزواج والشخصيات المحلية المؤثرة وصنّاع الرأي، كما تشمل نقاشات الأندية أفراد العائلة الذكور. وتجمع الأندية هؤلاء المشاركين في جلسات نقاش مُيسّرة وتشجّع على التعاون بهدف إيجاد حلول لمشاكلهم المشتركة، بما فيها العنف الاقتصادي والزواج المبكّر، بحيث تكون هذه الحلول نابعةً من صلب المجتمعات المشاركة.

كما تتكامل نشاطات الأندية على صعيد العائلة مع نشاطات سلسلة مجموعات الحوار، وهي سلسلة من الجلسات المُيسّرة ما بين الأزواج وغيرهم من أفراد العائلة لتشجيع التعاون في اتّخاذ القرارات والتأكيد على أهمية دور النساء في المسائل الاقتصادية للعائلة. تهدف هذه المجموعات لتحقيق أثر إيجابيّ حقيقيّ ومستدام من خلال التمكين الاقتصادي للأسر عن طريق تقديم تدريبات مهارات الأعمال مستخدمة لذلك منهجيّتين تمّ تكييفهما لملائمة نشاطات المشروع وهما منهجيّة مدارس الأعمال الزراعية ومنهجية المهارات الاقتصادية القائمة على الكفاءة وتكوين المشاريع.