الفاو في سورية

برنامج نبتة يدعم مشاريع النحل في درعا نحو حياة أفضل

FAO/Abdulrahman Al Kor
19/05/2024

تعتمد نوعية وكمية الإنتاج الزراعي على عوامل أساسية لإنتاج  محاصيل زراعية بجودة عالية ومنتجات طازجة، ومن بين الكثير من العوامل، يعود الفضل  للنحل والملقحات الأخرى والتي تعتبر ضرورية لنمو هذه المحاصيل، فضلا عن  دورها بتحقيق الأمن الغذائي واستعادة النظم البيئية.

يدرك المزارعون والناس في سورية، وجميع أنحاء العالم، أهمية النحل والملقحات، إلى جانب قيمة وأهمية منتجات النحل ضمن الأنظمة الغذائية الصحية والاستخدامات الطبية، وهو ما يعطي مهنة تربية النحل اهمية كبيرة للتنمية والتحسين في البلاد بالرغم من التحديات الكثيرة.

يتميز النحالون في سورية بخبرتهم الطويلة بإنتاج عسل عالي الجودة والذي يعد حيويًا لنظامهم الغذائي ودخلهم. ومع ذلك، تسببت الأزمة المستمرة منذ 14 عامًا في جميع أنحاء البلاد بتدمير خلايا النحل والأدوات التي كانت بمثابة الأصول الأساسية لمربي النحل، وخاصة في محافظة درعا والتي تعتبر إحدى المحافظات التي تعرضت للأضرار في سورية، فقد فقد حوالي 1200 مربي في درعا أكثر من 25000 خلية نحل بسبب النزاع المسلح، مما أجبرهم على ترك تربية النحل ،بالرغم من محبتهم لهذا العمل والبحث عن بدائل أخرى لكسب العيش.

ضمن سياق الأزمة هذا، حيث ينصب التركيز على الدعم الفوري القصير، هناك حاجة حيوية لدعم الأشخاص المستضعفين والعاملين في قطاعات الإنتاج التي في حالة تعرضها للضرر يمكن أن تتسبب بآثار مدمرة على المدى الطويل على الأمن الغذائي وحماية البيئة.

جودت السموري، طالب في كلية الكيمياء بجامعة دمشق، هو أحد مربي النحل المتضررين في درعا، حيث ورث مهارات و خبرات تربية النحل من عائلته ولكنه قرر استعادة المهنة مع مراقبة تحسينات تربية النحل والفرص المتاحة في السوق.

الاستفادة من الفرص في السوق

يعبر جودت عن رأيه ببرنامج نبتة، بقوله: "إن برنامج نبتة التابع لمنظمة الفاو مفيد جداً بالنسبة لي، حيث ساعدني البرنامج بتوسيع رؤيتي حول إنتاج منتجات النحل المفيدة للناس، إلى جانب زيادة الدخل،".

انضم جودت إلى برنامج نبتة ، والذي تم تنفيذه ضمن إطار برنامج الأمم المتحدة المشترك بدعم من الإتحاد الأوروبي والنرويج وإيطاليا، للتعرف على أفكار ومقترحات المشاريع الريادية  وتحليل السوق لتحسين  قدراته على تقديم منتجات مميزة وتنافسية في الأسواق المحيطة. 

يقول جودت "يسعى رائد الأعمال إلى إيجاد فرص لتقديم منتجات مبتكرة إلى السوق. وهذا ما يميز رجل الأعمال عن صاحب العمل. أنا أعتبر هذه المقارنة دافعي لتشغيل مشروعي بهدف تحقيق النجاح،" كما ويضيف: "أقوم اليوم بإنتاج سم النحل والأجهزة الإلكترونية التي تساعد النحالين على استخلاص حبوب اللقاح والسم،".

منظمة الفاو تشرك الشباب في حلول تربية النحل المبتكرة

تؤمن منظمة الأغذية والزراعة بأن الشباب هم المحركون الرئيسيون لإنقاذ النحل والملقحات الأخرى، فضلاً عن مساهمتهم في صناعة تربية النحل باعتبارها فرصة دخل يمكن الوصول إليها وتتطلب الحد الأدنى من تكاليف بدء المشروع واستخدام المواد المتاحة محلياً.

وحول مشروعه يقول جودت: "عندما اختارت منظمة الفاو مشروعي وقدمت لي المنحة المالية والمتابعة والإشراف، تمكنت من تجهيز وشراء المواد الإلكترونية والخشب لبدء التنفيذ. كانت فكرتي تتلخص في إنتاج العسل وحبوب اللقاح و غذاء ملكات النحل كمكملات غذائية قابلة للاستهلاك البشري، وإنتاج وبيع الملكات بالإضافة إلى إنتاج سم النحل للاستخدام الطبي. ومن ناحية أخرى، تصنيع الأجهزة التي من شأنها مساعدة النحالين على استخلاص سم النحل وحبوب اللقاح،". 

ويضيف: "نادراً ما يتم إنتاج سم النحل في سورية ! فكانت هذه نقطة انطلاقي للتواصل مع  الجامعات ومراكز الأبحاث للترويج لهذا المنتج القيم والمهم. كما أقوم بالترويج لمنتجات أخرى باستخدام تطبيق السوق الإلكتروني للتواصل مع العملاء المحتملين في الخارج وتزويدهم بوصف تفصيلي للمنتج،". 

الترويج ليوم النحل العالمي!

تحتفل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة هذا العام، وكل عام، باليوم العالمي للنحل من خلال رفع مستوى الوعي حول الدور الأساسي الذي يلعبه النحل والملقحات الأخرى في الحفاظ على صحة الناس وكوكب الأرض، وحول التحديات العديدة التي يواجهونها اليوم. 

تتناقص أعداد النحل والملقحات والعديد من الحشرات الأخرى، الأمر الذي يجعل هذا اليوم فرصة لنا جميعًا - سواء كنا نعمل لصالح الحكومات أو المنظمات أو المجتمع المدني أو المواطنين المعنيين - لتعزيز الإجراءات التي من شأنها حماية وتعزيز الملقحات وموائلها، وتحسين وفرتها وتنوعها ودعم التنمية المستدامة تربية النحل.