دأب مركز إدارة الطوارئ في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) على قيادة الجهود الرامية إلى إدارة حالات الطوارئ العالمية المتعلقة بالصحة الحيوانية منذ عام 2006 من خلال نهج الصحة الواحدة. ومركز إدارة الطوارئ هو عبارة عن منصة مشتركة تربط بين اثنين من أقسام منظمة الأغذية والزراعة، وبذلك تجمع الخبرات التقنية والتشغيلية التي يتمتع بها قسم الإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية في منظمة الأغذية والزراعة، ومكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الأغذية والزراعة. وبالتالي فإنَّ مركز إدارة الطوارئ يلعبُ دوراً حاسماً في تحسين قدرة البلدان على التأهُّب والاستجابة من أجل تخفيف تأثير حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة الحيوانية، والتي من شأنها تهديد سُبُل العيش والأمن الغذائي، لا سيَّما في البلدان المنخفضة الدخل ذات البنى التحتية الضعيفة. ومنذ بداية عام 2022، جرى توسيع ولاية مركز إدارة الطوارئ لدعم حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة النباتية، وسيتعاون المركز مع قسم الإنتاج النباتي وحماية النباتات في منظمة الأغذية والزراعة.

نهج رباعي الركائز

تتوزَّع الوظائف الرئيسية للمركز على الركائز الأربع الموضَّحة في خطة عمله الاستراتيجية للفترة 2018-2022:

• التأهُّب
• الاستجابة
• تنسيق الشؤون
• التعاون وحشد الموارد

التأهُّب
إنَّ الدعم الذي يقدّمه مركز إدارة الطوارئ لجهود التأهُّب من شأنه أن يسرِّع عمل الحكومات ويساعد في زيادة الموارد المُقدَّمة من الشركاء بما يعزز قدرة البلد على الصمود في مواجهة فاشيات الأمراض الحيوانية. ينظم مركز إدارة الطوارئ ورشات عملٍ في مجال الممارسات الجيدة لإدارة حالات الطوارئ من أجل دعم البلدان في وضع خطط الطوارئ المتعلقة بالصحة الحيوانية. في العام الماضي، نشر مركز إدارة الطوارئ نسخةً منقَّحة (الطبعة الثالثة) من الممارسات الجيدة في إدارة الطوارئ: الجوانب الأساسية، وهي متوفرة الآن في جميع اللغات الستِّ المعتمَدة من قِبل منظمة الأمم المتحدة. وفي عام 2021، أُعدَّت دورة تدريبية عبر الإنترنت في مجال الممارسات السليمة لإدارة حالات الطوارئ، وهي متوفرة باللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية. كما يعمل المركز على ابتكار أدواتٍ تتيح للبلدان تقييم مستويات تأهُّبها لحالات الطوارئ (عن طريق المسار التدريجي للتأهُّب لحالات الطوارئ، الذي يُسمَّى اختصاراً "PPEP")، وتقييم استجابتها لحالات الطوارئ (عن طريق دليلإجراء استعراضاتٍ لاحقة للإجراءات في حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة الحيوانية ، بالإضافة إلى وضع أنشطة الاستجابة قيدَ التنفيذ (عن طريق دليل إدارة العمليات في حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة الحيوانية).

الاستجابة
عند تقديم طلباتٍ رسميةٍ من الحكومات، يُطلق مركز إدارة الطوارئ بعثاتٍ للاستجابة السريعة من أجل دعم البلدان في التأهُّب لفاشيات الأمراض الحيوانية والاستجابة لها، بما فيها الأمراض الحيوانية المنشأ. وكثيراً ما تشارك المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية في التخطيط لهذه البعثات، وتنفيذها، ومتابعتها. ومن شأن هذه البعثات تعزيز التأهُّب التشغيلي للبلدان وقدرتها على رصدِ الأحداث السلبية المؤثرة على الصحة الحيوانية والأمن الغذائي وسبُل العيش، وتحسين الاستجابة لها. وبعد إرسال البعثة، يحرصُ مركز إدارة الطوارئ على إطلاق أنشطة المتابعة، إما عن طريق المكاتب القُطرية لمنظمة الأغذية والزراعة أو المنظمات الشريكة.

فِرَق تنسيق الشؤون
تنسيق الشؤون هي ركيزةٌ أخرى من الركائز الأساسية الأربعة لمركز إدارة الطوارئ. حيث يفعِّل المركز فِرق تنسيق الشؤون ويقودُها استجابةً للحاجة إلى التنسيق الدولي بشأن حدثٍ معيَّن يتعلق بالصحة الحيوانية. منذ عام 2019، قاد مركز إدارة الطوارئ فِرق تنسيق الشؤون للتصدي لأمراضٍ مختلفة: مرض فيروس إيبولا، وكوفيد-19، وحمّى الوادي المتصدِّع، وكلّها كانت في إطار نهج الصحة الواحدة، وإنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض، ومرض الحمَّى القلاعية (مرض الفم والقدَم)، ومرض التهاب الجلد العُقدي، وحمَّى الخنازير الأفريقية. وفي الوقت الراهن، يُطلَق نداءٌ عالمي من فرق تنسيق الشؤون مرتَين شهرياً، كما يُعقَد اجتماعٌ إقليمي لفرق تنسيق الشؤون مرةً في الشهر لمناقشة أمراضٍ محدَّدة. تُتيح فرق تنسيق الشؤون الإقليمية لبلدان المنطقة ذاتها الاجتماع عبر الإنترنت ومناقشة أمراض ومواضيع محدَّدة تؤثِّر على منطقتها. وينشط حالياً فريق تنسيق الشؤون في منطقة آسيا-المحيط الهادئ للتعامل مع فاشيات الحمَّى القلاعية ومرض التهاب الجلد العُقدي في المنطقة.

التعاون وحشد الموارد
يعمل فريق مركز إدارة الطوارئ مع أقسامٍ أخرى في منظمة الأغذية والزراعة ومع الشركاء الدوليين على الحدِّ من التهديدات المتعلقة بالصحة الحيوانية، ويعود الفضل في ذلك إلى الدعم المالي والتقني المُقدَّم من الجهات المانحة إلى المركز والمنظمات الشريكة له. يعتمدُ تمويل مركز إدارة الطوارئ بالكامل على الجهات المانحة. وما كان للأنشطة التي ينفذها مركز إدارة الطوارئ، والإنجازات التي حققها، أن ترى النور لولا الدعم الهام من شركائه الذين يوفّرون له الموارد. وتتيح هذه الأموال أن يستمرَّ مركز إدارة الطوارئ في مساعدة البلدان على إدارة حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة الحيوانية، وحماية سُبُل العيش، وإنقاذ الأرواح.