
وضع خارطة لمستقبل مستدام
من دون الوصول إلى بيانات دقيقة لا يمكن تكوين فكرة دقيقة عن العالم الذي نعيش فيه. أما فهم المشاكل المعقدة مثل تغير المناخ والتدهور البيئي فسيكون مستحيلاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى رصد التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولحسن الحظ، فإن الأدوات المجانية والسهلة الاستخدام لرصد الأراضي والمناخ توفر الآن طريقة سريعة لتحويل البيانات إلى معلومات عملية، ما يساعد المنظمة وشركاءها على العمل من أجل تحسين التغذية والإنتاج. ويصب هذا أيضًا في مصلحة صون البيئة من خلال مشاريع أفضل للتصميم والتنفيذ والتقييم، والرصد الأسهل للمخزونات مثل غازات الدفيئة وتحسين الإبلاغ على المستويين الوطني والدولي.
وقد شهد العقدان الأخيران زيادة تصاعدية في إتاحة مجموعات البيانات المجانية وبرمجيات مراقبة كوكب الأرض بما في ذلك Google Earth (2005) وسياسة البيانات المفتوحة للرصد الجيولوجي للولايات المتحدة الأمريكية (2008) والإصدار الأول لمحرك Google Earth (2010). وتتيح هذه الأدوات الاطلاع على كمية كبيرة من البيانات الأرضية الفضائية وقدرات الحوسبة السحابية لأي شخص مهتم باستخدامها. ومع ذلك فإن صعوبة التعلم من أجل إجادة استخدام البرمجيات المطلوبة لفهم البيانات تشكل في الكثير من الأحيان عائقًا أمام اعتماد البرمجيات على نطاق واسع.
ومن خلال سلسلة من حلقات العمل المشتركة ساعدت منظمة الأغذية والزراعة وGoogle المستخدمين في تعزيز إجادتهم لاستخدام تلك الأدوات وشجعت استخدام الأدوات الأرضية الفضائية المتاحة مثل Earth Map وCollect Earth وSEPAL، لعدد من المشاريع التي تقودها المنظمة فضلًا عن وكالات أخرى. وفي سياق الشراكة، تلقى الآلاف من موظفي المنظمة في العشرات من البلدان التدريب على استخدام أدوات مثل Open Foris ما زاد من قدرتهم على قراءة البيانات وأتاح لهم تطبيق ذلك في عملهم.
ومع زيادة الإجادة في استخدام تلك التطبيقات والفهم الأفضل للبيانات المتاحة، تمكن موظفو المنظمة من توفير دعم أكبر لشركاء مثل البنك الدولي والصندوق الأخضر للمناخ والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير ومساعدة البلدان بشكل أفضل في اتخاذ الإجراءات في مجال تغير المناخ.
يهدف برنامج Google Earth Outreach إلى إحداث تغيير إيجابي لدى الأشخاص والكوكب، حيث يقدم مجموعة من الأدوات المتخصصة لرسم الخرائط وتكنولوجيا السواتل. وقد وقّعت منظمة الأغذية والزراعة وشركة Google على مذكرة تفاهم في عام 2015، على هامش الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في باريس، بهدف الاستفادة من تكنولوجيا Google والتدريب لتعزيز قدرة المنظمة على مراقبة الموارد الطبيعية وسبل المعيشة والبيئة وتقييمها.