المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يحدّد رؤيته للعام المقبل في إطار الاجتماع الشامل للموظفين

روما - وضع السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، رؤيةً للسنوات الأربع المقبلة، في الكلمة التي ألقاها في أول اجتماع شامل لموظفي المنظمة لعام 2024. وشدّد السيد شو دونيو على أن التركيز سيكون على نهج واحد وجامع لمنظمة واحدة.

واستحضارًا لروح عام التنين الذي يبدأ مع حلول رأس السنة القمرية بحسب التقويم الصيني والذي يُعتبر رمزًا للقوة والديناميكية والحظ السعيد، ويَعد ببدايات إيجابية وبالازدهار، فضلًا عن الشجاعة والحكمة والوئام بين الإنسانية والطبيعة، دعا السيد شو دونيو إلى أن "تلهمنا هذه الصفات جميعًا ونحن نبدأ رحلات جديدة في العام المقبل".

وقال المدير العام إن السنوات الأربع الأولى من رئاسته للمنظمة اتسمت بالإصدار الأول من الأهداف الأربعة "4 Es V1.0" أي الكفاءة والفعالية والعمل الاستثنائي والتميّز. وستسترشد فترة ولايته الثانية، التي بدأت في أغسطس/آب 2023، بالإصدار الأول من الأهداف الأربعة "Four Rs V1.0" أي التعافي والإصلاح وإعادة البناء ونهضة منظمة الأغذية والزراعة، وذلك استنادًا إلى إنجازات الأهداف الأربعة "4Es".

خمسة مجالات تركيز رئيسية

ركّز السيد شو دونيو خلال فترة ولايته الثانية على خمسة مجالات رئيسية:

المجال الأول: تعبئة الموارد وتوسيع نطاق الشركاء التقليديين والجدد بقدر أكبر.

المجال الثاني: الاستفادة بالكامل من إمكانات المنظمة وتعزيز التحول القائم على الابتكار والمقترن بالمعارف التقليدية. وفي هذا الصدد، ستقوم المنظمة بإنشاء متحف وشبكة عالميين للأغذية والزراعة سيشملان مواقع التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية.

المجال الثالث: سيواصل منتدى الأغذية العالمي المساعدة في تشجيع الاستثمارات المحددة الأهداف في إطار مبادرة العمل يدًا بيد التي أطلقتها المنظمة لتوفير دعم قوي للبلدان الأقل نموًا؛ وتشجيع العلوم والابتكار باعتبارها العوامل المسرّعة الرئيسية للتحول؛ وحشد شباب العالم بوصفهم عناصر التغيير.

المجال الرابع: تعزيز قدرة المنظمة وإمكاناتها لتقديم الخدمات إلى الأعضاء. ويتعين على المنظمة أن تكون مناسبة للغرض ومرنة وحديثة من أجل دعم الأعضاء والمزارعين في العالم بكفاءة وفعالية من خلال تعزيز المكاتب اللامركزية.

المجال الخامس: تحسين تنمية الموارد البشرية واستقطاب المواهب العالمية.

التحديات العالمية الراهنة

وصف المدير العام للمنظمة التحديات العالمية الراهنة، بما في ذلك الحروب والنزاعات، وأزمة المناخ، وحالات الانكماش الاقتصادي في أجزاء كثيرة من العالم، بأنها تحديات تلقي بظلالها الثقيلة على عمل المنظمة.

وقال إن الأمثلة الناجحة على كيفية قيام المنظمة بتوسيع نطاق تأديتها لمهامها خلال الأوقات الصعبة تشمل أفغانستان والسودان واليمن، والتي توفر مخططًا للمضي قدمًا.

وأشار السيد شو دونيو إلى أنه كان للمنظمة، اعتبارًا من عام 2024، هدف شامل في إطار برنامج عملها وميزانيتها يتمثل في دعم 80 مليون شخص سنويًا في مجال أنشطة الطوارئ والقدرة على الصمود.

واستطرد قائلًا: "بينما نلاحظ محدودية التمويل في مجال العمل الإنساني، فإننا بحاجة إلى تعزيز الميزة النسبية للمنظمة - ولدينا دور فريد نضطلع به في جذب الاستثمارات إلى الزراعة وسبل العيش في حالات الطوارئ لكي يتمكن ملايين الأشخاص من وضع الأغذية على موائدهم كل يوم".

وأضاف أن العامين الماضيين شهدا رقمًا قياسيًا في تاريخ المنظمة في ما يتعلق بتعبئة الموارد، إذ تجاوزت المنظمة مبلغ ملياري (2) دولار أمريكي في كلا العامين.

من المفاهيم إلى الإجراءات الملموسة

شكر السيد شو دونيو موظفي المنظمة على تبني "المفاهيم" وترجمتها إلى "إجراءات ملموسة" على أرض الواقع مما أدى إلى تحقيق نتائج ملموسة.

وعلى سبيل المثال، انضم 83 بلدًا الآن إلى مبادرة "بلد واحد، منتج واحد ذو أولوية".

وقدمت المنظمة، من خلال مبادرة المدن الخضراء، الدعم لأكثر من 100 مدينة على مستوى العالم.

وعلى مدى العامين المقبلين، دعا السيد شو دونيو إلى دعم تنفيذ موضوع فترة السنتين "إدارة الموارد المائية من أجل تحقيق الأفضليات الأربع لتنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة".

وتطرّق الاجتماع الشامل للموظفين إلى عشرات الأسئلة التي طرحها الموظفون من جميع أنحاء العالم، وتناول مجموعة متنوعة من المواضيع بما في ذلك الخدمات اللوجستية وشروط الخدمة للموظفين العاملين في المكاتب اللامركزية والتدريب في جميع أنحاء المنظمة.

يمكن الاطلاع هنا على الكلمة الكاملة للمدير العام للمنظمة.