المدير العام شو دونيو

المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات "بناء مستقبل أخضر وصحي وقادر على الصمود بوجود الغابات"

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

02/05/2022

المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات

"بناء مستقبل أخضر وصحي وقادر على الصمود بوجود الغابات"

البيان الافتتاحي

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

سيول، كوريا

2 مايو/أيار 2022

 

فخامة السيد Moon Jae-in، رئيس جمهورية كوريا،

صاحبة السموّ الملكي الأميرة بسمة بنت علي،

معالي السيد Choi Byeong-am، وزير شؤون الغابات في كوريا،

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

الزميلات والزملاء الأعزّاء،

1-                  أودّ أن أعرب عن تقديري لفخامة الرئيس Moon Jae-in ولحكومة جمهورية كوريا على استضافة المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات الذي تشارك منظمة الأغذية والزراعة في تنظيمه، بعنوان "بناء مستقبل أخضر وصحي وقادر على الصمود بوجود الغابات".

2-                  ويُعقد هذا المؤتمر من جديد في إقليم آسيا والمحيط الهادئ منذ انعقاده في إندونيسيا قبل 43 عامًا من الآن.

3-                  وهي أيضًا المرة الأولى على الإطلاق التي يُعقد فيها المؤتمر العالمي للغابات بشكل مختلط منذ إنشائه في عام 1926، ما يتيح لآلاف الأشخاص من أقطار العالم كافة المشاركة فيه.

4-                  ويمثّل المؤتمر العالمي الخامس عشر للغابات أكبر منتدى عالمي لتعزيز المعارف والخبرات، فضلًا عن التعاون بين القادة وصانعي السياسات والخبراء والعاملين في مجال الغابات، وإقامة الروابط بين قطاع الغابات وسائر القطاعات والشركاء الرئيسيين حول العالم.

5-                  ويأتي هذا المؤتمر عقب سلسلة من المحافل العالمية التي تبعت قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية وسلطت الضوء على سبل مساهمة النظم الزراعية والغذائية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة كافة،

6-                  وعقب الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في غلاسكو التي سلّطت الضوء على أهمية الغابات واستخدام الأراضي لتسريع عجلة العمل المناخي.

7-                  فالغابات شريكتنا الرئيسية لتحقيق أهداف خطة عام 2030 (مكافحة التصحر وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين سبل العيش، وغير ذلك)؛ والأهداف العالمية المتعلقة بالغابات، واتفاق باريس، وعقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية، والإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020، ضمن جملة أمور.

8-                  وهذه رسالة هامة ينبغي إيصالها إلى الاجتماعات العالمية المهمة ذات الصلة باتفاقات ريو وغير ذلك من المحافل العالمية حيث ستُتخذ قرارات بشأن مستقبل كوكب الأرض وسكانه، لضمان أن تكون الغابات جزءًا لا يتجزأ من الحل لمواجهة التحديات الراهنة والمقبلة.

9-                  وأود في هذا الصدد أن أتوجّه بالشكر إلى سموّ الأميرة بسمة بنت علي من المملكة الأردنية الهاشمية، وسفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، الحاضرة معنا اليوم بصفتها رائدة في مجال الغابات والدعوة من أجل مستقبل مستدام لغاباتنا.

10-              ويضع المؤتمر العالمي للغابات "الغابات بلا حدود" فعلًا موضع التنفيذ من خلال العمل يدًا بيد إذ يجمع الحكومات والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية ومنظمات البحوث والأوساط الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، بما يشمل الأعمال التجارية الصغيرة الموجودة في الميدان.

11-              ومشهود لجمهورية كوريا باتخاذ إجراءات ناجحة وجريئة لحماية مواردها الطبيعية بما يعود بالنفع على التنمية المستدامة ويحسّن سبل كسب عيش السكان.

12-              ويُعقد هذا المؤتمر في وقت تواجه فيه البشرية جمعاء تحديات متعددة ومترابطة وغالبًا ما تكون أيضًا متزامنة (أزمة المناخ والجائحة والارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية)، وهي تحديات يواجهها السكان الأفقر كونهم الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية.

13-              وما زال اليوم أكثر من 800 مليون نسمة يعانون من الجوع، فيما يعجز 3 مليارات نسمة عن تحمل تكاليف نمط غذائي صحي.

14-              ويمكن للغابات أن تؤدي دورًا رئيسيًا في إصلاح النظم الإيكولوجية بهدف تحقيق حياة أفضل للجميع.

15-              وقد حددت المنظمة ثلاثة مسارات مترابطة للغابات والأشجار من أجل دعم التعافي الاقتصادي والبيئي:

  • أوّلًا، العمل على وقف إزالة الغابات والحفاظ عليها؛
  • ثانيًا، عن طريق إصلاح الأراضي المتدهورة وتوسيع نطاق الحراجة الزراعية؛
  • ثالثًا، عن طريق استخدام الغابات بشكل مستدام وبناء سلاسل قيمة خضراء.

16-              وتعمل الغابات على إزالة الكربون من الغلاف الجوي وتخزّنه - ما يعني أن قطاع الغابات يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.

17-              ويتعيّن علينا وقف أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامة التي تعرّض غاباتنا للخطر.

18-              ويتعيّن علينا عكس مسار إزالة الغابات.

19-              ويتعيّن علينا أن نعمل على إصلاح 1.5 مليارات هكتار من الأراضي والغابات المتدهورة، وزيادة الغطاء الشجري لحفز الإنتاجية الزراعية على مساحة مليار (1) هكتار إضافية.

20-              ويتعيّن علينا صون التنوع البيولوجي للغابات وإدارته واستخدامه على نحو مستدام.

21-              ويتعيّن علينا أيضًا تحويل نظمنا الزراعية والغذائية لكي تصبح أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود.

22-              ويتعيّن علينا قبل كل شيء أن نشجّع اعتماد نموذج تدعم فيه الغابات الزراعة وتدعم فيه الزراعة الغابات.

23-              ويمكن أيضًا لقطاعي الزراعة والغابات أن يضطلعا معًا بدور أساسي في بلورة مواد ومنتجات جديدة قابلة للتجدد، فضلًا عن اتباع نُهج مبتكرة في مجال المناظر الطبيعية وسلاسل القيمة، يستفيد منها كوكب الأرض وسكّانه على السواء.

 

الزميلات والزملاء الأعزّاء،

24-              الغابات تفيدنا جميعًا من خلال خدمات النظم الإيكولوجية والفرص الاقتصادية الهامة التي تقدّمها- إذ يوفّر قطاع الغابات وحده فرص العمل المباشرة لما يقدر بـنحو 33 مليون شخص حول العالم.

25-              وتحتضن الغابات الغالبية العظمى للتنوع البيولوجي البري في العالم؛ وتوفر الأغذية والأدوية والخشب والوقود وفرص الاستجمام؛ وهي مصدر للصحة البدنية والروحية.

26-              ومعًا يمكننا أن نطلق كامل إمكانات الغابات والأشجار بالاستناد إلى نهج ثلاثي لصون الغابات وإصلاحها واستخدامها المستدام،

27-              من أجل ضمان إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.  

28-              ولتحقيق هذه الرؤية، نحتاج إلى تبادل البيانات، والابتكارات، وأفضل الممارسات، والتكنولوجيات.

29-              وعلينا أن نعزز الاستثمارات وأن نكفل توفير الموارد والصكوك المالية المناسبة.

30-              ويشكل المنتجون على نطاق صغير ومتوسط الحجم نسبة تتراوح بين 80 إلى 90 في المائة من المؤسسات في قطاع الغابات، وبإمكانهم المساهمة على نحو كبير في اقتصاد قادر على الصمود، ومع ذلك فإنهم يحصلون على أقل من 2 في المائة من التمويل العالمي للمناخ.

31-              نحن إذًا بحاجة إلى إجراءات جريئة وطموحة، تمامًا كالتعهد العالمي لتمويل الغابات الذي شهدنا إطلاقه خلال مؤتمر الأمم المتحدة الأخير للمناخ.

32-              لم يعد هناك وقت نضيّعه، بل علينا أن نعمل الآن بطريقة تتسم بالكفاءة والفعالية والاتساق.

33-              فلنبنِ مستقبلًا أخضر وصحيًا وقادرًا على الصمود بوجود الغابات للجميع، فيعيش السكان في مدن فيها غابات، وفي قرى محاطة بالغابات!

34-              وشكرًا على حسن إصغائكم.