المدير العام شو دونيو

منتدى منظمة الأغذية والزراعة العالمي للأعلاف الحيوانية ومنظمي قطاع الأعلاف الملاحظات الافتتاحية للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

14/11/2023

منتدى منظمة الأغذية والزراعة العالمي للأعلاف الحيوانية ومنظمي قطاع الأعلاف

الملاحظات الافتتاحية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

 

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

 

يتعين علينا، إذا ما أردنا تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تحويل نظمنا الزراعية والغذائية لتصبح أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، لما فيه صالح السكان والكوكب.

 

وتشمل الجهود الرامية إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية قطاعات متعددة منها إنتاج المحاصيل والحيوانات وتربية الأحياء المائية، وإدارة الموارد الطبيعية، والممارسات المراعية للبيئة، والتجارة الدولية المفتوحة، وجملة من القطاعات الأخرى، وفي إطار هذا التغيير الأوسع نطاقًا الواسع، لا بدّ من إحداث تحوّل في قطاع الثروة الحيوانية أيضًا.

 

ولهذا السبب، قامت منظمة الأغذية والزراعة في أواخر شهر سبتمبر/أيلول 2023 بتنظيم أوّل مؤتمر عالمي على الإطلاق بشأن التحويل المستدام في مجال الثروة الحيوانية، بهدف تسليط الضوء على ضرورة جعل القطاع أكثر استجابة للطلب العالمي المتزايد على الأغذية الحيوانية المصدر وغيرها من المنتجات الحيوانية، بموازاة المساهمة بشكل إيجابي في سبل العيش وحماية البيئة.

 

ويتمثّل أحد مسارات تحويل قطاع الثروة الحيوانية في تطوير سلاسل قيمة مستدامة وقادرة على الصمود وآمنة، بما في ذلك بالنسبة إلى الأعلاف الحيوانية، وعلم الوراثة، وسلامة الأغذية وتجهيزها، والوصول إلى الأسواق وغير ذلك.

 

وسيتناول هذا المنتدى جانبًا حاسمًا من هذا التحوّل، ألّا وهو توافر الأعلاف الحيوانية وإمكانية الحصول عليها وجودتها وسلامتها؛ بدءًا من إدارة الأراضي العشبية والمراعي وتجديدها، إلى إنتاج الأعلاف ومكوّناتها، وتجهيز الأعلاف المركّبة واستخدامها.

 

ونحن نعرف في الواقع حلولًا عديدة.

 

فحوالي 40 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم تُستخدم لتزويد الحيوانات بالأعلاف، ما يتيح لنا فرصة تحسين استدامة النظم الزراعية والغذائية من خلال استخدام الأراضي على النحو الأمثل.

 

وبالإضافة إلى ذلك، وبما أنّ الأعلاف تمثّل 60 إلى 80 في المائة من تكاليف الإنتاج الحيواني، ثمة فرص هامة لتحسين الكفاءة من حيث الكلفة عن طريق العمل على مستوى نظم الأعلاف.

 

ومن خلال اعتماد نُهج قائمة على العلوم لإنتاج الأعلاف، وتركيبها وتقويتها، يمكننا المساهمة في تحسين تغذية الحيوان والإنسان، وصحتهما، وسلامة الأغذية.

 

ولا يمكن لهذه التطورات أن تحدث من دون سياسات ولوائح مناسبة، ونحن بحاجة إلى تزويد المزارعين الصغار
والمتوسطين- الذين يمثّلون معظم منتجي الثروة الحيوانية في جميع أنحاء العالم- بإمكانية الانتفاع بالمعارف والتكنولوجيا والوصول إلى الأسواق، لتحسين سبل عيشهم، والمساهمة في الحد من الفقر وتسريع وتيرة التنمية الريفية.

 

وتنصّ مبادرة المنظمة لتحويل الثروة الحيوانية على العديد من هذه الحلول، وهي أساسية لعمل المنظمة الرامي إلى تحويل قطاع الأعلاف من خلال العمل المعياري والميداني.

 

وقد أصدرت المنظمة أيضًا، بالاشتراك مع الاتحاد الدولي لصناعة العلف (IFIF)، دليلًا للممارسات الجيدة في قطاع الأعلاف، يعدّ أداة تدريبية هامة.

 

وعلاوة على ذلك، يشكّل التقرير المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية بشأن المخاطر المرتبطة بأعلاف الحيوانات أساسًا للتوصيات ذات الصلة الواردة في الدستور الغذائي.

 

وقدّمت منظمة الأغذية والزراعة الدعم إلى البلدان الأفريقية لتقييم مواردها من الأعلاف، وأدّت عمليات التقييم هذه إلى وضع استراتيجية شرق أفريقيا الخاصة بأعلاف المواشي وتغذيتها للسنوات الخمس عشرة المقبلة.

 

وفي عام 2022 وحده، بلغت مشتريات المنظمة من الأعلاف الحيوانية ما قيمته 53 مليون دولار أمريكي لدعم صغار منتجي الثروة الحيوانية في التغلّب على نقص إمدادات الأعلاف.

 

ويعدّ هذا المنتدى منصة مهنية هامة لتعزيز أواصر التعاون بين الخبراء والمنظّمين الوطنيين والإقليميين والمنتجين وممثلي القطاع.

 

وإنّي أشجّعكم على استخدام هذه المنصة لتحسين الأمن والسلامة والاستدامة البيئية في إنتاج الأعلاف، ما سيؤدي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتحديد معالم مستقبل إنتاج الأعلاف الحيوانية واللوائح ذات الصلة على المستوى العالمي.

 

ويمكننا، بفضل جهودنا الجماعية، أن نبني مستقبلًا يعمل فيه إنتاج الأعلاف الحيوانية والكلأ والعلائق والإدارة المستدامة للأراضي العشبية والمراعي وتجديدها، كعوامل محفّزة للتحوّل المستدام للثروة الحيوانية.

 

الأمر الذي سيساهم في إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

 

وينبغي ألّا يغيب عن بالنا أنّ أمن الأعلاف وسلامتها بالنسبة إلى الحيوانات سيؤديان إلى ضمان الأمن الغذائي وسلامة الأغذية بالنسبة إلى الإنسان.

 

وإنّ تغذية الحيوانات بشكل جيد ستزوّد العالم بتغذية أفضل!

 

وشكرًا على حسن إصغائكم.