المدير العام شو دونيو

اليوم الدولي للشاي2023 الملاحظات الافتتاحية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

19/05/2023

اليوم الدولي للشاي2023

الملاحظات الافتتاحية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

19 مايو/أيار 2023

 

معالي وزير سري لانكا،

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

حضرة نائب المدير العام، السيدة Maria Helena Semedo

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء المتواجدين هنا في روما والمنضمّين إلينا بصورة افتراضية من جميع أنحاء العالم،

 

1-            اليوم هو يوم مهم في منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة): فقد احتفلنا هذا الصباح باليوم العالمي للنحل ونحتفل بعد الظهر باليوم الدولي للشاي.

 

2-            واليوم أيضًا هو اليوم الذي عقد فيه مؤتمر الأمم المتحدة الأول للأغذية والزراعة – منذ 80 عامًا – في هوت سبرينغ، غرب فرجينيا، في عام 1943.

 

3-            ومن المهم أن نتذكر تطلّعاتنا الأصلية التي حددها أسلافنا قبل 80 عامًا. فيجب ألّا ننسى جذورنا أثناء نمائنا. ويجب ألّا ننسى الأشواط التي قطعناها وكيف ناضلنا معًا خلال السنوات الثمانين الماضية.

 

4-            فلكم أن تتخيّلوا أننا كنا، قبل 80 عامًا، في خضم الأوقات الحالكة للحرب العالمية الثانية، ومع ذلك، بدأ أسلافنا بقيادة أكثر من 40 بلدًا بالتفكير في تأسيس ما سيصبح في ما بعد "منظمة الأغذية والزراعة" – ولم تكن حتى الأمم المتحدة قد خرجت إلى حيز الوجود حينها!

 

5-            وأنا مسرور جدًا بأن زملائي في منظمة الصحة العالمية أعلنوا، أخيرًا بعد ثلاث سنوات ونصف، أن الجائحة قد انتهت.

 

6-            وكما ذكرت السيدة Semedo، نائب المدير العام، كان الشاي اللغة المشتركة التي أبقتنا متّحدين من خلال "جلسة الشاي الافتراضية" التي كانت تنظّمها لجنة شؤون المرأة في المنظمة أثناء الفترة الصعبة التي كان عليكم خلالها تحدي أنفسكم والتغلّب على التحديات!

 

7-            وأود أن أعرب عن تقديري للسيدة Semedo، نائب المدير العام، التي هي أوّل رئيسية في تاريخ لجنة شؤون المرأة في المنظمة – التي هي أول لجنة شكّلتُها في منظومة الأمم المتحدة في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

 

8-            وقد أضحينا الآن في وضع طبيعي جديد، فيما الشاي ما زال على حاله – ولكن مع اختلاف فهمنا لقيمته.

 

9-            وبالعودة إلى تاريخ الشاي، علّمنا الملك Shen Nong Shi منذ قرابة خمسة آلاف سنة كيفية شرب الشاي. ولقد تم اختيار تاريخ ميلاده الذي يصادف يوم26 أبريل/نيسان منذ 000 5 سنة في التقويم القمري– أي 21 مايو/أيار بحسب التقويم الغربي– للاحتفال باليوم الدولي للشاي.

 

10-         كما علّمنا الملك Shen Nong Shi أن شرب الشاي هو دواء تقليدي – دواء صيني.

 

11-         وإضافة إلى ذلك، يعلّمنا أصدقاؤنا اليابانيون "دورة الشاي" التي لها معنى علمي يتمثل في تطهيرنا من خلال غلي الماء. وعندما بدأ الناس يشربون الماء المغلي، كان ذلك بمثابة ثورة كبيرة في مجالات مراقبة الصحة ومكافحة الأمراض وتحسين الصحة. فغلي الماء يؤدي إلى القضاء على حوالي 99 في المائة من العوامل المسببة للأمراض؛ ولذلك يشكّل شرب الشاي سبيلًا لتهيئة ظروف صحية جيدة.

 

12-         وأنا مسرور جدًا لانضمامي إليكم اليوم من أجل الاحتفال للمرّة الأولى بشكل حضوري باليوم الدولي للشاي في نسخته الرابعة. وقد بدأت الترويج لهذا اليوم منذ حوالي 18 عامًا، وهذا دليل على أنه يجب التحلي بالصبر بعض الشيء أحيانًا!

 

13-         وبعد أن استلمت مهام منصبي في المنظمة في عام 2019، حصلنا على تأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ ولكن بسبب حالة الإغلاق التام، لم يتسن لنا الاحتفال بشكل حضوري. وأخيرًا، ها نحن هنا اليوم بعد مرور أربع سنوت!

 

14-         وفي عام 2019، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 مايو/أيار من كل سنة يومًا دوليًا للشاي اعترافًا منها بالدور الهام الذي يؤديه إنتاج الشاي وتجهيزه في مكافحة الجوع والفقر، وتمكين المرأة، وتعزيز التنمية الريفية، وتحقيق الأفضليات الأربع، أي: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع – من دون ترك أي أحد خلف الركب.

 

15-         وإن الأفضليات الأربع ليست مفهومًا نظريًا. إذ يمكنكم ربطها بكل سلعة من السلع. فلنأخذ، على سبيل المثال، الأرز غير المقشور: يجب إنتاج أرزّ ذي جودة أفضل وتهيئة بيئة أفضل لحقول الأرز غير المقشور؛ ومن ثم يجب مواءمة ذلك مع الأسماك وغيرها. كما يجب التقليل من استخدام مبيدات الحشرات ومبيدات الآفات والأسمدة. وبالتالي، يجب تأمين حياة أفضل لزراعة الأرز.

 

16-         ويمكنكم تطبيق الأفضليات الأربع على مواقع ومجتمعات محلية وبلدان وسلع مختلفة.

 

17-         وفي السنوات الثلاث الأخيرة، واجه العالم تحديات هائلة بسبب النزاعات والانكماش الاقتصادي الذي سببته جائحة كوفيد-19، وذلك بموازاة الأحوال الجوية القصوى الناجمة عن أزمة المناخ.

 

18-         ويقدّر إصدار عام 2023 من التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية الذي تم نشره مؤخرًا، أن أكثر من 258 مليون شخص في 58 بلدًا وإقليمًا قد عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد في عام 2022.

 

19-         ويمكن لصناعة الشاي أن تصبح محرّكًا لدفع عجلة النمو الاقتصادي ولإصلاح النظم الإيكولوجية. كما يمكنها أن تساهم في مكافحة الفقر والجوع وأن تمثل مصدرًا رئيسيًا للدخل وفرص العمل، لا سيما بالنسبة إلى المجتمعات الريفية.

 

20-     ويساهم المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة، وكثير منهم من النساء، في 60 في المائة من الإنتاج العالمي
للشاي – ولذلك فإنهم يشكّلون العمود الفقري لهذا لقطاع.

 

21-         وصناعة الشاي هي مزيج من السياحة الزراعية التي تجمع بين الإنتاج والسياحة والثقافة، وهي عبارة عن قطاع كثيف العمالة ويؤمن فرص عمل لائقة. ولهذا السبب، يركّز الاحتفال هذه السنة على منتجي الشاي من أصحاب الحيازات الصغيرة. ولا ينتمي المنتجون إلى القطاع الزراعي فحسب، بل إلى قطاع التجهيز والوسط الثقافي أيضًا.

 

22-         فعلى سبيل المثال، وكما رأيتم، تشكّل دورة الشاي اليابانية نقطة جذب سياحي أيضًا.

 

23-         ونودّ أن نحتفل بإنجازات منتجي الشاي من أصحاب الحيازات الصغيرة وأن نقوم أيضًا برفع مستوى الوعي بالتحديات الكبيرة التي يواجهونها والحاجة الماسة إلى حشد الإرادة السياسية لدعمهم.

 

24-         فهم يعانون من تدني الأسعار الأساسية، وضعف خدمات الإرشاد، ومحدودية قنوات التسويق، والافتقار إلى فرص الحصول على الإئتمان والتكنولوجيا، وصعوبات استيفاء معايير الجودة.

 

25-         ويشكّل الشاي مصدر الرزق الرئيسي لملايين الأسر الفقيرة التي يعيش معظمها في بلدان منخفضة الدخل.

 

26-         وتتخطى قيمة الإنتاج العالمي للشاي 18 مليار دولار أمريكي في السنة. وهذا لا يشمل سوى المواد الخام التي يتم إنتاجها. وإذا أضفنا القطاع الثانوي وقطاع الخدمات، فإن العائدات هي أكثر بكثير من ذلك.

 

27-         وتقدر قيمة التجارة العالمية في الشاي بحوالي 9.8 مليارات دولار أمريكي - ما يشكّل مصدرًا هامًا لعائدات التصدير والعملة الأجنبية في العديد من البلدان الفقيرة.

 

28-         ومنذ مائة وعشرين عامًا، كان الشاي السلعة الرئيسية التي تصدّرها الصين إلى العالم، حيث كانت تمثل حوالي 85 في المائة من قيمة الصادرات الإجمالية. وكان طريق الحرير يمتد من الصين إلى روما، مرورًا بأذربيجان وسلطنة عمان وبعض أنحاء جورجيا.

 

29-         وعلى المستوى العالمي، شهدنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة اتجاهًا مشجعًا، تمثل في ارتفاع الطلب على الشاي بشكل ملحوظ، والأهم من ذلك، في زيادة استهلاك الشاي من جانب شريحة الشباب في السوق.

 

30-         وعلينا أن نستفيد من هذه التطورات وأن نبذل كل الجهود اللازمة لضمان أن يعود قطاع الشاي بالمنفعة على المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات الريفية، ليس فقط في الأجل القصير وإنما في الأجل الطويل أيضًا.

 

31-         ويستمر قطاع الشاي، بالرغم من أهميته، في مواجهة تحديات هيكلية جمّة.

 

32-         وهو بحاجة إلى الاتسام بمزيد من الاستدامة والقدرة على الصمود على امتداد سلسلة القيمة، من أوراق الشاي إلى فنجان الشاي.

 

33-         وتقضي الاستدامة الاقتصادية بأن تكون الأنشطة الاقتصادية التي يتم الاضطلاع بها على طول سلسلة قيمة الشاي، مفيدة بشكل متساوٍ للجميع من أجل ضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب.

 

34-         وأما الاستدامة البيئية، فهي تعني زيادة كفاءة القطاع والمحافظة على الموارد لأجيال الحاضر والمستقبل.

 

35-         وتتطلب الاستدامة منا أن ننظر أيضًا في البعد الاجتماعي من خلال تمكين المرأة والشباب وضمان أن يحترم إنتاج الشاي وتجهيزه المعايير والأعراف الاجتماعية.

 

36-         ولكن، لتظل عمليات الشاي الصغيرة النطاق قابلة للاستمرار في الأسواق التي تتزايد فيها المنافسة، عليها أن تبتكر بصورة مستمرة وأن تستكشف طرقًا جديدة للقيام بالأمور بشكل أفضل.

 

37-         وتعد الرقمنة والحلول المدفوعة بالابتكار، إضافة إلى الحصول على التمويل، أمورًا ضرورية لاستدامة قطاع الشاي في المستقبل ولزيادة مساهمته في تنفيذ خطة عام 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

38-         وعلينا جميعًا أن نعمل معًا وأن نستفيد من جميع الإمكانات، بما في ذلك زيادة الاستثمارات العامة والخاصة المحددة الأهداف، من أجل تحويل قطاع الشاي،

 

39-         وجعله جزءًا من التحوّل اللازم إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، وتحقيق الأفضليات الأربع، أي: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

 

40-         ويشكّل اليوم الدولي للشاي مناسبة هامة بالنسبة إلينا جميعًا لأنه يجمعنا للاحتفال بالشاي، ليس فقط كسلعة وإنما أيضًا كثقافة وتراث وسبيل لكسب العيش.

 

41-         وأود أيضًا أن أرفع مستوى الوعي بالشاي. فعندما كنت نائبًا للوزير، أقمت حوار قمة متزامنًا بين الشاي والبن لأنهما المشروبان الأهم في العالم.

 

42-         ونحن نسميهما "الطرازين". فأحدهما هو البن من الطراز الأفريقي - مثل طير الفلامينغو.

43-         والآخر هو الشاي الذي يمثل الهدوء. وكما قالت السيدة اليابانية، يمثل الشاي الهدوء والسكينة والتناغم والبساطة.

 

44-         وبالتالي، فإن هاذين الطرازين المختلفين هما ما يحقّق الانسجام في العالم. من الهضبة الأثيوبية التي هي مهد البن إلى الشاي الصيني.

 

45-         وهذا هو العالم: علينا أن نستفيد من بعضنا البعض، وأن نتعلّم من بعضنا البعض، وأن نحقق التوازن بين بعضنا البعض. وهذه هي الصورة الحقيقية للعالم.

 

46-         وأتمنى أن تستمتعوا بالشاي وألّا تنسوا القهوة!

 

47-         وشكرًا جزيلًا على حسن إصغائكم.