المدير العام شو دونيو

منتدى الحلول الخاصة بالدول الجزرية الصغيرة النامية الجلسة الافتتاحية الرفيعة المستوى: "الرقمنة والابتكار من أجل استدامة الزراعة والأغذية والتغذية والبيئة والصّحة"

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

30/08/2021

منتدى الحلول الخاصة بالدول الجزرية الصغيرة النامية

الجلسة الافتتاحية الرفيعة المستوى:

"الرقمنة والابتكار من أجل استدامة الزراعة والأغذية والتغذية والبيئة والصّحة"

بيان افتتاحي
للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

النسخة المعدّة للإلقاء

30 أغسطس/آب 2021

 

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

1-             يسرّني أن أرحّب بكم في هذه الجلسة الافتتاحية الرفيعة المستوى.

2-             نحن نعيش اليوم أوقاتًا تسودها صعوبات كبرى وعدم اليقين في شتّى أرجاء العالم.

3-             وبالنسبة إلى الدول الجزرية الصغيرة النامية، فاقمت آثار جائحة كوفيد-19 التحديات التي كانت موجودة مسبقًا بسبب انخفاض التنمية وأزمة المناخ وانعدام الأمن الغذائي والقضايا المتعلقة بالصحة والتغذية.

4-             كما أنّ الدول الجزرية الصغيرة النامية ضعيفة أمام الصدمات الخارجية، مثل تقلّب أسعار الأغذية والنفط والتقلّبات في الواردات والإمدادات.

5-             وينبغي أن تتّسم النظم الزراعية والغذائية بقدر أكبر من الكفاءة في الدول الجزرية الصغيرة النامية.

6-             وتدعو الحاجة إلى تعزيز جميع الجهود الرامية إلى توفير الأنماط الغذائية الصحية اللّازمة وتحسين جودة حياة الناس في الدول الجزرية الصغيرة النامية.

7-             ويتيح منتدى اليوم فرصة للدول الجزرية الصغيرة النامية من أجل تبادل التجارب والأفكار بشأن كيفية مساهمة زيادة الابتكار والرقمنة في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وأولويات مسار ساموا.

8-             وإنّ المنظمة ملتزمة ببناء عالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية؛

9-             عالم لا يُترك فيه أحد خلف الركب، بغض النظر عن حجم أرض البلد وعدد سكانه وموقعه الجغرافي.

10-          وسيدعم الإطار الاستراتيجي الجديد للمنظمة للفترة 2022-2031 الأعضاء في التحوّل إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع – من دون ترك أي أحد خلف الركب!

11-          وتفتخر المنظمة بشراكتها المتينة مع الدول الجزرية الصغيرة النامية بوصفها من أولويات المنظمة.

12-          ولهذا السبب، أنشأتُ مكتب المنظمة المعني بالدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية، إضافة إلى عدد من الإجراءات اللاحقة (مبادرة العمل يدًا بيد ومبادرة 000 1 قرية رقمية ومبادرات أخرى).

 

حضرات السيدات والسادة،

13-          يشكّل منتدى الحلول هذا إجراءً ملموسًا آخر عما يوفّره الابتكار والرقمنة من فرص في وجه التحديات.

14-          ويتعيّن علينا الإقرار بهذه الفرص واستخدامها كعوامل دافعة للتنمية الزراعية والريفية ولتحقيق الفضائل الأربع.

15-          إذ يمكن لمزارع ما في المحيط الهادئ أن يتلقّى بشكل آني توجيهات فنية بشأن إنتاج النباتات وحمايتها من مزارعين ومسؤولي إرشاد آخرين متواجدين على بعد مئات الأميال منه.

16-          ولم يعد مزارعو الخضروات في أفريقيا وساموا يضيّعون الوقت ويهدرون المال من أجل السفر إلى تجّار الجملة لتحصيل عائدات إمداداتهم، وذلك بفضل منصات الدفع الرقمية.

17-          وفي هذا الصدد، تركّز مبادرة "000 1 قرية رقمية" التي أطلقتها المنظمة على تحويل 000 1 قرية حول العالم إلى مراكز رقمية، بهدف دعم تحويل النظم الزراعية والغذائية.

18-          وتتضمّن المبادرة العناصر الرئيسية الثلاثة التالية: "الزراعة الإلكترونية" و"الخدمات الرقمية للمزارعين" والخدمات الرقمية من أجل "التحول الريفي".

 

الزميلات والزملاء الأعزاء،

19-          إنّ الشراكات عنصر أساسي.

20-          وهذه هي فحوى مبادرة المنظمة للعمل يدًا بيد.

21-          وهذه المبادرة التي تقودها البلدان وتعود ملكيتها لها هي بمثابة منفعة عامة رقمية لرسم خرائط تفاعلية للبيانات وتحليل الاتجاهات وتحديد الثغرات والفرص في الوقت الحقيقي في سلاسل القيمة الزراعية والغذائية، وضمان وجود الاستثمارات المؤثرة.

22-          وستتيح المنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية التابعة للمنظمة حيّزًا للحوار ووضع السياسات وتعزيز الروابط بين الزراعة ومنتديات الاقتصاد الرقمي،

23-          فضلًا عن دعم الحكومات في تعزيز فوائد الزراعة الرقمية وتحقيق قفزات نوعية من خلال التعلم من النظراء، مع معالجة الشواغل المحتملة في الوقت ذاته.

 

حضرات السيدات والسادة،

24-          كونكم من بين الدول الجزرية الصغيرة النامية، فإنكم تفهمون تحديات التنمية المحلية لديكم وتعرفون الحلول القادرة على معالجتها.

25-          وفي إطار الحديث عن القدرة، أودّ أن أشير إلى أن العديد من المبتكرين والمزارعين والمشاركين هم من النساء والشباب.

26-          وتؤدي النساء والشباب دورًا أساسيًا من أجل مواصلة التحوّل الثقافي حيث تساعد المساواة بين الجنسين والشمولية على بناء عالم أفضل لنا جميعًا.

27-          كما أنّ الشعوب الأصلية هي جهات مساهمة مهمة أيضًا وينبغي ألّا تُترك خلف الركب.

 

الزميلات والزملاء الأعزاء،

28-          تتيح التكنولوجيات الرقمية فرصًا واعدة لتحسين إنتاج الأغذية والنفاذ إلى التجارة والأسواق، لا سيّما بالنسبة إلى المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة.

29-          وينبغي إضفاء الطابع الرقمي على الزراعة – فهو الحلّ الذكي لمستقبل الزراعة!

30-          ويشكل الابتكار واستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات عنصرين أساسيين من أجل تحديث الزراعة والمناطق الريفية.

31-          وتلتزم المنظمة بالتحول الزراعي الرقمي واستخدام الابتكار من أجل القضاء على الجوع والارتقاء بمستوى المعيشة.

 

الصديقات والأصدقاء الأعزاء،

32-          نظرًا إلى أن الحلول والقصص التي سيتم تبادلها خلال هذا المنتدى هي حلول وقصص حقيقة، أي قصص شخصية للمزارعين وأصحاب المشاريع ورحلتهم حتى بلوغهم ما هم عليه اليوم، أودّ أيضًا أن أشارككم قصّتي الشخصية.

33-          فأنا ابن مزارع للأرزّ في قرية صينية، وُلدت في ستينيات القرن الماضي.

34-          وشعور الجوع محفور في ذاكرتي منذ طفولتي.

35-          وعندما كنت في الثانية عشرة من عمري، اطلعت للمرة الأولى على معلومات عن الأرزّ الهجين للبروفسور Yuan Longping.

36-          واتضح لي أن التكنولوجيا الزراعية تحمل في ثناياها قدرة سحرية على إنتاج المزيد من الأغذية بشكل أفضل من أجل جميع الأشخاص.

37-          ولذلك قرّرت أن أكرّس نفسي عندما أكبر للزراعة والابتكار والعمل من أجل المزارعين والتنمية الريفية.

38-          وهذا الفتى اليافع هو الذي يتحدث إليكم اليوم،

39-          ولا يزال هذا الفتى يؤمن بأن العلوم والابتكار في مجال الزراعة يمكنها أن تساعد من خلال التكنولوجيا العملية المتنوعة والرقمنة في معالجة التحديات التي تواجه العالم اليوم – ولا سيّما في الدول الجزرية الصغيرة النامية. إذ لا يمكنكم تغيير موقعكم ولكن بالإمكان تغيير عقليتكم والعالم عن طريق تغيير أنفسكم في المقام الأوّل.

40-          ونحن بحاجة إلى الابتكار في مجال السياسات والتكنولوجيا والتمويل ونماذج الأعمال من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود.

41-          وشكرًا على حسن إصغائكم.