المدير العام شو دونيو

اليوم العالمي للبقول لعام 2024 ملاحظات افتتاحية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

08/02/2024

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

حضرات الزميلات والزملاء الكرام،

يسعدني دومًا أن أكون معكم، واليوم هو يوم خاص لأنّنا نحتفل باليوم العالمي للبقول.

لقد حضرت الاحتفال باليوم العالمي للبقول للمرة الأولى في عام 2019 في نيويورك. وإن احتفال هذا العام يتزامن لحسن الحظ مع عام التنين الصيني الذي سيبدأ يوم السبت 10 فبراير/شباط.

تشكّل الفاصولياء وفول الصويا والحمص والعدس، على سبيل الذكر لا الحصر، فصيلة البقوليات بكاملها. وتتسم البقول، بفضل أشجارها وأوراقها وشجيراتها، بأهمية حقيقية لكل من العلف والغذاء.

ويمكن مناقشة مجموعة واسعة من المواضيع من أجل تسليط الضوء على مدى أهمية الاحتفال باليوم العالمي للبقول. فالبقول ليست غذاءً مغذيًا للبشر فحسب، بل هي أيضًا مصدر مهم للأعلاف الحيوانية المغذّية. ولدى بعض فصائل البقوليات شجيرات عالية الجودة، ومحاصيل يمكنها تثبيت النيتروجين من النيترو، وهو ما يحسّن من جودة التربة.

وتعتبر الأيام الدولية، مثل هذا اليوم، بمثابة تذكير مهم بالميزات والمساهمات الفريدة التي تقدمها بعض المحاصيل والمنتجات. فالبقول تساهم في ضمان الأمن الغذائي والتغذية، بالتوازي مع حماية البيئة.

ويمكنها أيضًا أن تؤدي دورًا مهمًا في تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية لأنها تشكّل مصدرًا ميسور الكلفة للبروتين والألياف والمغذّيات الأساسية، التي تعتبر عناصر رئيسية للأنماط الغذائية الصحية، وللأعلاف الحيوانية كذلك.

ولذلك، علينا أن ننظر في إنتاج المحاصيل واستدامة الثروة الحيوانية معًا. وهذا النهج المتكامل هو النهج الذي اتبعته خلال فترة عملي كمسؤول محلي في الصين.

وتضم المنظمة شُعبًا فنية مختلفة، تتولّى كل واحدة منها مسؤولية الاضطلاع بجوانب مختلفة من مهمتها، وهي ممارسة أثبتت فعاليتها في المقر الرئيسي. وعلى العكس من ذلك، فإن النظم الزراعية والغذائية على المستوى القطري صغيرة نسبيًا مقارنة بنظيراتها العالمية. ولضمان تحقيق نتائج على المستوى القطري يمكنها أن تعود بالنفع على المزارعين في الميدان، يعمل موظفونا المحليون دائمًا جنبًا إلى جنب باعتبارنا "منظمة واحدة للأغذية والزراعة" من أجل الإشراف على الدورة بأكملها، من المحاصيل إلى الحيوانات.

ويمكن لتنوّع البقول وقدرتها على الصمود تحسين سلامة تربتنا وصحة أفراد مجتمعاتنا المحلية. وينعكس هذا في موضوع اليوم العالمي للبقول لهذا العام: "تغذية التربة والسكّان".

وتشكّل أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وتآكل التربة وتدهورها تحديات رئيسية، ويمكن للبقول أن تكون جزءًا من الحلّ. كما أن قدرتها على النمو في مناخات متنوّعة، إلى جانب خصائصها المثبّتة للنيتروجين، تجعلها ذات قيمة كبيرة.

وعندما كنت أعمل في مجال البحث العلمي، حاولنا استنساخ الجينات المرتبطة بتثبيت النيتروجين في التربة. ولكن ما هو المعنى العلمي الحقيقي لذلك وما هي أفضل الممارسات المتعلقة به؟

في ظلّ تدهور قرابة ربع إجمالي مساحة الأراضي في العالم - ما يقارب ثلثي إجمالي الأراضي في أفريقيا – يمكن لاعتماد البقول، كجزءٍ من المحاصيل البينية ومحاصيل التغطية والممارسات الزراعية وتعاقب المحاصيل، أن يحسّن سلامة التربة.

وخلال الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، كان هناك التزام حقيقي بتسريع وتيرة إدماج النظم الزراعية والغذائية في الإجراءات المناخية.

ولتعظيم المنافع المناخية والبيئية للنظم الزراعية والغذائية، يجب علينا التركيز على الحفاظ على الأراضي والنظم الإيكولوجية الطبيعية وحمايتها واستعادتها، وتعزيز سلامة التربة والتنوع البيولوجي.

ويمكن للبقول المساهمة في تحقيق ذلك من خلال ثلاث طرق رئيسية: 

  • أولًا: تعمل على تحسين سلامة التربة والمساهمة في استدامة النظم الزراعية على المدى الطويل؛
  • ثانيًا: تتميّز بتأثير بيئي منخفض من خلال التقليل إلى أدنى حد من استخدام مبيدات الآفات والأسمدة، وبالتالي فهي تقلّل الآثار السلبية على النظم الإيكولوجية؛
  • ثالثًا: تتسم بالقدرة على الصمود في وجه آثار أزمة المناخ. وبفضل تنوعها الوراثي الواسع وقدرتها على النمو في مناخات متنوعة، فهي تساهم في بناء القدرة على الصمود في النظم الزراعية والغذائية.

وتلتزم المنظمة بدعم الأعضاء في تعزيز إنتاج البقول واستهلاكها من أجل النهوض بتحويل النظم الزراعية والغذائية لكي تصبح أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، دعمًا لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

وسنواصل دعم المزارعين والعمل مع جميع الشركاء من أجل إطلاق إمكانات البقول. وسيتطلّب ذلك استثمارًا من حيث الوقت والموارد من أجل تحقيق ما يلي:

  • أوّلًا: الاستمرار في توسيع نطاق مدى توافر الموارد الوراثية والاستثمار في البحث والابتكار.
  • ثانيًا: الاستفادة من التكنولوجيات والتقنيات الزراعية المتطوّرة، والارتقاء بها.
  • ثالثًا: تحسين طريقة إنتاج البقول وحصادها وتجهيزها وتسويقها. 

حضرات السيدات والسادة،

إنّ عملنا في مجال البقول يساهم في تحقيق تطلعاتنا نحو الأفضليات الأربع - إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب، على النحو المنصوص عليه في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031.

وأودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر سعادة الممثلة الدائمة للنيجر ورئيسة اللجنة التوجيهية لليوم العالمي للبقول، ورئيسة المجموعة الإقليمية لأفريقيا في المنظمة، على التزامها ودعمها لهذا اليوم الدولي، ولحدث اليوم.

وإنني أشجعكم جميعًا - ممثلي الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية وجميع الشركاء الملتزمين على المدى الطويل - على مواصلة العمل مع المنظمة، كما يفعل الأصدقاء من الاتحاد الأوروبي والشركاء الرئيسيون الآخرون الموجودون هنا؛ وكونوا دائمًا حلفاء لنا لدعم تحقيق ولاية المنظمة المتمثلة في إطلاق العنان للإمكانات الكاملة للبقول ومساهمتها المهمّة في بناء عالم أكثر أمنًا من الناحية الغذائية وإيجاد نظام زراعي أكثر ملاءمة للبيئة، وهو ما يُعد أمرًا أساسيًا أيضًا. 

وشكرًا على حسن إصغائكم.