تشكل المنتجات الحرجية، بشتى أنواعها من الحطب وحتى الورق، أساس المجتمع البشري. في حين نجد أن التجارة بالمنتجات الحرجية هي بقدم حضارة الإنسان. أما الأشجار فتوفر السكن والمأوى والدفء وكذلك الغذاء والدواء، حتى أنها باتت توفر اليوم منتجات نسيجية وأبنية متطاولة.  

تقوم منظمة الأغذية والزراعة في الوقت الراهن بجمع البيانات اللازمة حول 77 منتجًا حرجيًا، بما في ذلك البيانات المتعلقة بإنتاج منتجات حرجية أولية وتداولها تجاريًا، ومن هذه المنتجات الخشب الخام والخشب المنشور واللب والورق، إضافة إلى البيانات المتعلقة بتجارة منتجات ثانوية، بما فيها الأثاب الخشبي ومواد التغليف.

تتلقى منظمة الأغذية والزراعة بيانات عالمية سنويًا حول إنتاج المنتجات الحرجية وتداولها التجاري، إضافة إلى ما تحصل عليه من بيانات من المسوحات المتعلقة بالطاقة الإنتاجية للّب والورق. كما تدعم المنظمة التصنيفات الدولية التي تعد أساسًا للبيانات العالمية القابلة للمقارنة، ناهيك عن أنها تدعم القدرات لدى الدول الأعضاء في المنظمة كي تتمكن من جمع بيانات قوية حول المنتجات الحرجية وإعداد التقارير بشأنها.

 ونظرًا لأن تغير المناخ يستوجب خفض انبعاثات الكربون، نرى أن للأشجار القدرة على توفير حلول طبيعية لهذه الغاية. إذ لا شك أن إدارة الغابات بمستوى استدامة أكبر واستخدام المنتجات الحرجية واستهلاكها وإعادة استخدامها بمستوى أعلى من الذكاء من شأنه أن يسهم في إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، ناهيك عن التحوّل إلى اقتصاد أحيائي مستدام. ولعل المحرك لدافع لهذا التقدم يتمثل في نوعية البيانات، فتوافر بيانات أفضل يسرّع من المضي قدُمًا نحو مستقبل يتسم بالعدالة ويتحلى بمستوى أعلى من القدرة على الصمود.