تسخير قوة التكنولوجيا لكشف انتشار الجراد الصحراوي ومكافحته في إريتريا

منظمة الأغذية والزراعة تساعد في مكافحة انتشار الجراد الصحراوي بتوفير أدوات الكشف في الوقت الحقيقي.

نقاط رئيسية

إريتريا أحد بلدان شرق أفريقيا التي يشكل فيها الجراد الصحراوي تهديداً مشتركاً، إذ يجتاحها سنوياً تقريباً ويجعل البلد عرضة لانعدام الأمن الغذائي. ونتيجةً لذلك، اشتركت وزارة الزراعة مع منظمة الأغذية والزراعة ومنظمات إقليمية أخرى لمكافحة حالات انتشار هذه الآفة وضمان الإنتاج الغذائي والتغذية للمجتمعات الزراعية. وقد تستحيل السيطرة على حركة الجراد، ولكن المشروع يُسخر قوة علم البيانات للكشف عن تقلبات أعداد هذه الحشرات ومسارها، وتوجيه إنذار مبكر لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وما فتئت المنظمة تعمل، عن طريق دائرة معلومات الجراد الصحراوي التابعة لها، على رصد التهديدات المحتملة للإنتاج الغذائي والتنبؤ بها، ونفذت في هذا الصدد نظام eLocust3 في إريتريا. وتسمح هذه الأداة للموظفين الوطنيين المعنيين بمكافحة الجراد بتسجيل الملاحظات الميدانية التي تُجرى خلال عمليات المسح والمراقبة وإرسال البيانات إلى المركز الوطني لمكافحة الجراد في الوقت الحقيقي عبر الأقمار الصناعية. وتشكل هذه البيانات أساس النظام العالمي للإنذار المبكر التابع للمنظمة. وتلقى موظفو الوزارة تدريباً أيضاً على استخدام النظام لتوقع حركة الجراد ورصدها وتقييمها.

ينشأ الجراد الصحراوي، وهو آفة شبيهة بالجندب، في صحاري شمال أفريقيا والشرق الأدنى. وعندما تتوافر أحوال جوية وظروف إيكولوجية مثلى، من قبيل الأمطار الجيدة، ودرجات الحرارة المرتفعة، والنباتات الخضراء، يمكن أن تتكاثر أعداد هذا الجراد بسرعة وتشكل أسراباً ضخمة يمكن أن تأتي على حقول المزارعين في بضع ساعات.

ولما كانت إريتريا تحتل موقعاً استراتيجياً عند مدخل منطقة القرن الأفريقي، فقد توصلت بلدان المنطقة إلى التزام مشترك بمكافحة حالات انتشار الجراد. وأعطت حكومة إريتريا الأولوية لمكافحة الآفات وبادرت إلى اتخاذ إجراءات وقائية في إطار عمل وثيق مع المنظمة.

ويساعد تنفيذ نظام eLocust3 الحكومة على تقييم حركة وتكاثر الجراد في إطار آليات الإنذار المبكر في مختلف مناطق البلد. ويستخدم النظام هوائياً صغيراً على سقف المركبة للربط بقمر صناعي كي يتسنى إرسال البيانات التي تُجمع ميدانياً بسرعة إلى وحدة مكافحة الجراد الصحراوي التي يوجد مقرها في وزارة الزراعة في أسمرة. وتتألف البيانات من معلومات مفصلة عن الموائل والظروف الإيكولوجية والطقس والجراد وتدابير المكافحة والسلامة.

وأكد مسح للجراد أُنجز مؤخراً أن عدد الجراد الصحراوي كان عند مستوى طبيعي في كانون الثاني/يناير 2016، على طول ساحل البحر الأحمر الذي يمتد 1200 كلم. وقال تيدروس سيوم، رئيس وحدة مكافحة الجراد الصحراوي في وزارة الزراعة، إن المسح شمل السهول الساحلية الواقعة بين كارورا في الشمال ومدينة ماساوا المرفئية.

’’ لقد توقفت أفرقة المسح في ما مجموعه 416 موقعاً، واستناداً إلى البيانات التي جمعناها وحللناها، لا توجد تهديدات وشيكة بانتشار الجراد‘‘. وأضاف أن المسح كشف عن وجود جراد بالغ منعزل في مرحلة التسافد بكثافة منخفضة فقط في أنحاء بلدة مهيميت. واستُخدمت في هذا المسح ثلاثة أجهزة eLocust3 لجمع البيانات وإرسالها.

وأكد سيوم كذلك أن النجاح في استخدام أجهزة eLocust3 لجمع البيانات جاء نتيجة التدريب والدعم التقني اللذين قدمتهما المنظمة. وتغطي هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى التابعة للمنظمة (هيئة المنظمة لمكافحة الجراد) التكاليف الشهرية لاستخدام نظام eLocust3. وأضاف قائلاً ’’إن الجهاز يتيح آلية فعالة من حيث التكلفة تكمّل الأساليب التقليدية لجمع البيانات والمراقبة‘‘.

وأشاد كيث كريسمان، كبير الموظفين الزراعيين في المنظمة بالإدارة والاستخدام الفعالين لأداة eLocust3 في إريتريا، وتشجيع البلدان الأخرى في المنطقة على أن تحذو حذوها، وقال: ’’لم يُلاحظ أي خطأ البتة في جميع البيانات المسجلة في الأجهزة التي شملت 416 موقعاً‘‘.

وفي عام 2014، وفرت المنظمة 14 جهاز eLocust3 وأطلقت برنامجاً تدريبياً شاملاً ومستداماً لإعداد مدربين وطنيين رئيسيين. وقدمت هيئة المنظمة لمكافحة الجراد تدريباً إلى الموظفين الميدانيين الوطنيين أيضاً بشأن مختلف جوانب رصد الجراد الصحراوي لتحسين عملياتهم التقليدية للمسح والإبلاغ وتبادل المعلومات.

وينطلق موسم تكاثر الجراد الصحراوي في إريتريا في حزيران/يونيو ويستمر حتى أيلول/سبتمبر على امتداد الحدود الغربية، أما موسم التكاثر الشتوي فيغطي الفترة من تشرين الأول/أكتوبر إلى آذار/مارس في السهول الساحلية للبحر الأحمر في الشرق. ويشكل تنفيذ نظام الإنذار المبكر إنجازاً هائلاً في مجال مكافحة آفة الجراد في إريتريا وفي المنطقة كلها أيضاً.

شارك بهذه الصفحة