الغذاء المستدام والزراعة

أخبار

تحقيق نمو مستدام في الإنتاجية في القطاع الزراعي

17 March 2020

المسار المستدام نحو القضاء التام على الجوع

مع اقتراب الموعد النهائي لخطة عام 2030 ، لا بد لنا من العمل سريعًا للوفاء بالتزامات الأسرة الدولية بشأن بناء عالم خا ل من الجوع.

وتشير التقديرات إلى أنّه يتعين زيادة الإنتاج العالمي للأغذية بما لا يقل عن 50 في المائة خلال العقد الحالي لضمان تأمين الغذاء الكافي لسكان العالم الذين يزداد عددهم بشكل مطرد. لكن لا بد أن يكون ذلك بشك ل مستدام، بما يتخطى المقاييس المتمحورة حول الغلال أو النِتاج لا بل من خلال اتباع نهج شامل طويل الأجل لإنتاج الأغذية - أي نهج يراعي الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للاستدامة.

محركات عدم الاستدامة

هناك مجموعة منوعة من العوامل الكامنة وراء عدم استدامة النظم الزراعية والغذائية. وهي تشمل الطلب المتنامي على الأغذية والحاجة إلى توليد الدخل وتأمين سبل العيش والاعتماد على هنهج أو تكنولوجيات قديمة، وهي قد تؤدي جميعًا إلى فرط استخدام الموارد الطبيعية مما يؤدي إلى ظواهر من قبيل إزالة الغابات وخسارة التنوع البيولوجي وازدياد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وقد تؤدي هذه الممارسات مع مرور الوقت إلى تراجع الغلال وانخفاض المداخيل وانحسار القدرة على المقاومة في وجه الصدمات وارتفاع انعدام الأمن الغذائي، خاصة في أوساط المجتمعات المحلية الأضعف.

تغير المناخ والزراعة: علاقة معقّدة

.يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الأوضااع بشاكل أك بسابب التهديد الذي لا ساابق له على الحياة على كوكبناا وأيضًاا بساباب علاقتاه المترابطاة بالزراعة.

وفي الواقع، تعدّ القطاعات الزراعية من بين أشادّ القطااعاات عرضاة لتاأليرات تغير المنااخ وتقلبااتاه كما أنها تشاكل دافعًا رئيسايًا وراء تغير المناخ نفساه. وكانت ممارساات إنتاج الأغذية الشاائعة وغير المساتدامة عوامل مسااهمة رئيساية في الأزمة المناخية التي نشهدها اليوم.

وباساتطاعتنا من خلال القضااء على النظم الغذائية والزراعية غير المساتدامة إطلاع العنان لحلقة مثمرة تعود بالنفع على البيئة وتحد من تأليرات تغير المناخ وتساعد في زيادة الإنتاج على نحو مستدام من أجل إطعام العالم.

التحديات بالنسبة إلى البلدان

يتطلّب التكيف مع التحديات الناجمة عن تغير المناخ والنمو الساكالم المطرد وانحساار قاعدة الموارد البشارية عمليات تحوّل ك ى في نظم إنتاج الأغذية.

وإنّ الطابع التحوّلي لأهداف التنمية المساتدامة التي تساعى إلى مواجهة هذه التحديات تتطلّب تحولاً في العمق بعيدًا عن النههج الحالية غير المساتدامة - أي هنهج تراعي المجتمعات المحلية وكذلك الحكومات المحلية وتٌشاركها معها. ولا بد للمزارعين والصايادين والرعاة وغيرهم من منتجي الأغذية أن يدركوا تمامًا أحدث التكنولوجيات والأدوات وأن يساتفيدوا منها بما يساعدهم على زيادة إنتاجهم على نحو مستدام وحماية الموارد الطبيعية.

وفي مقاابال جمع مجموعاة متنوعاة من البياانات والعمال على بلورة منهجياات وأدوات لإعماال عملياات التحوّل هاذه، قاد تواجه الحكومات وأصاحاب المصالحة المحليون تحديات إزاء اساتخدامها لأغراض صانع القرارات ورسام الساياساات وانتقاء الخيارات الأنجع لساياقهم الخا . وإذا ما اعت نا أنّ الزراعة تؤدي دورًا رئيسايًا في تحقيق مجموعة واساعة من أهداف التنمية المستدامة، فإنّ التحدي يكمن في خلق نظم متكاملة تحقق المزايا المشتركة المثلى وتحدّ من المقايضات.

وعلاوة على ذلك، فإنّ قدرات البلدان وقاعدة المعارف التقليدية التي كان بإمكانهم الاعتماد عليها في الماضاي لا تتلاءم بشاكل متزايد مع الاضاطرابات التي هودلها تغير المناخ. وإنّ الوقاية من تغير المناخ وتعزيز القدرة على الصامود في وجه الصدمات الحالية والمقبلة باتت بالتالي أمرًا ملحًا.

مشروع النمو المستدام للإنتاجية في القطاع الزراعي

ساعيًا من المنظمة إلى إعطاء أجوبة واضاحة وقابلة للتنفيذ ومساتندة إلى ال اهين لمواضايع من هذا القبيل، تتهيأ المنظمة لإطلاع مشروع النمو المستدام للإنتاجية في القطاع الزراعي.

وسايعمل المشاروع، بالاساتفادة من خ ة المنظمة وإربتها، على إعداد توجيهات وبلورة أدوات لتشاجيع عمليات التحول الفعالة إلى زراعة أكثر إنتاجية واساتدامة على مساتوى الساياساات الوطنية والإنتاج المحلي، كدافع للبلدان لإحراز تقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وهذا المشاروع المتجذّر في المؤشار 2 - 4 - 1 لأهداف التنمية المساتدامة انسابة المسااحة الزراعية الخاضا عة للزراعة المنتجة والمساتدامةا والذي جرت صاياغته لقياس التقدم المحرز نحو نظم إنتاج للأغذية أكثر إنتاجية واساتدامة ورصاد مدى اعتماد ممارساات زراعية قادرة على الصامود - ساوف يوفر تدابير لدعم تحليل الساياساات والبيانات بما يمكّن من الانتقال إلى هنهج مثل الزراعة الإيكولوجية والزراعة الذكية مناخيًا المصاممة من أجل زيادة الإنتاج على نحو مساتدام وبما يراعي الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المحددة الخاصة بالبلد أو المجتمع المحلي المعني.

وهذا المشاروع الذي ينفذ بقيادة ال نامج الاساتراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة من أجل زراعة مساتدامة، ساوف يسااعد المزارعين من خلال إعطائهم توجيهات لاختيار أفضال النهج الكفيلة بمواجهة التحديات الخاصاة الماللة أمامهم. أما على المساتوى الوطني، فساوف تساهّل الأدوات انتقاء عمليات التحول المثلى نحو زراعة أكثر إنتاجية واساتدامة وإرسااء الساياساة والبيئة المشجعة اللازمتين لأصحاب المصلحة المحليين.

وعلاوة على ذلك، ساوف يقيم المشاروع قاعدة أكثر متانة من القرائن من خلال النظر في المقايضاات وأوجه الت زر في ساياع الزراعة المساتدامة وسايضامن القدرة على اساتخدام الأدوات اللازمة من جانب واضاعي الساياساات وصاانعي القرارات والمجتمعات المحلية للاتسرشاد بها في إجراءات دعم عمليات التحول نحو مزيد من الاستدامة.

وتشامل هذه الأدوات الأدلة التوجيهية للحكومات من قبيل دليل يتناول بالتفصايل الخطوات العملية اللازمة لتصاميم أو تحديث الساياساات التي من شاأنها أن تساهّل التحول إلى اساتدامة الأغذية والزراعة. والعمل جا ر أيضًاا على إعداد تطبيق على الهواتف المحمولة في إطار هذا المشاروع: فمن خلال الاساتفادة من البيانات العالمية والإقليمية والوطنية حيثما أمكن ذلك وإدماجها مع معلومات على مساتوى المزرعة خاصاة بساياع معيّن، ساوف يساهّل التطبيق عملية التقييم والتخطي وصنع القرارات من خلال منصة سهلة الاستخدام.

وتعدّ البيانات نفساها عنصارًا رئيسايًا من عناصار المشاروع: فجمع البيانات والمعلومات الخاصاة بالإنتاج والاساتدامة في الزراعة وتحليلها وتبادلها أساسية لصياغة خط استراتيجية فعالة من قِبل البلدان.

وساوف يزيد صاانعو القرارات وأصاحاب المصالحة، بما في ذلك الحكومات والمزارعين على حد ساواء، من خلال المشاروع قدرتهم على تقييم اساتدامة نظمهم الحالية وإنتاجيتها وتحديد الحلول المناسابة والمساتدامة للتحديات الماللة أمامهم، بما يمكّ ن من إحراز تقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

شارك بهذه الصفحة