دعم عمليات الانتقال إلى أغذية وزراعة مستدامة في تنزانيا
يقدم الصندوق المتعدد الاختصاصات لدى منظمة الأغذية والزراعة الدعم لتبادل المعارف وبناء القدرات في تنزانيا من أجل تحفيز التقدم باتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة
ساعدت مبادرتان اثنتان أطلقتا مؤخرًا في تنزانيا على بناء قدرات المجتمعات الزراعية المحلية والقطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، من أجل تسريع عجلة الانتقال إلى نظم زراعية وغذائية أكثر إنتاجية واستدامة.
وقد جمع مؤتمر وحلقة عمل عقدا على المستوى
الوطني بدعم من الصندوق المتعدد الاختصاصات (الصندوق) أصحاب المصلحة من مختلف شرائح المجتمع لتعزيز المعارف وتبادل التجارب بالنسبة إلى الجهود التي بذلوها في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والوفاء بالتزامات مالابو، فضلاً عما تتيحه النهج التحولية الممكنة من فرص.
الدور الأساسي للزراعة
تؤدي الزراعة دورًا رئدًا في اقتصاد تنزانيا. فهي تستحوذ على ربع الناتج المحلي الإجمالي في البلاد فيما تعتمد نسبة 80 في المائة تقريبًا من السكان على الزراعة وإنتاج الأغذية لتأمين سبل عيشها.
وتشكل الزراعة دعامة أساسية لتغذية الملايين وأمنهم ال غذائي. وتعيش شريحة كبيرة من أشد المجتمعات المحلية ضعفًا في تنزانيا في المناطق الريفية حث تعتمد على أراضيها لتأمين رزقها.
لذا، يتسم وجود قطاع زراعي سليم بأهمية حاسمة لضمان مستقبل خالٍ تمامًا من الجوع في البلاد. وفي حين أنّ المزارعين الأسريين وأصحاب الحيازات الصغ يرة غالبًا ما يعانون من العوائق الناجمة عن القدرة المحدودة وعدم الحصول على المعارف والموارد، سجّل نمو ملحوظ خلال السنوات الأخيرة حيث باتت المزارع المتوسطة الحجم تمثل ثلث الحيازات الزراعية الإجمالية.
الالتزام بالتغيير
التزمت تنزانيا بعدد من الأطر والاتفاقات الدولية التي ترمي إلى تحفيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في مختلف أنحاء العالم. فقد اعتمدت البلاد مثلاً أهداف التنمية المستدامة وخطة عام 2030، إضافة إلى "أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063: أفريقيا التي نريدها" والتي تسعى إلى إحداث تغيير على مستوى القارة برمّتها.
ومن المنظار الزراعي، التزمت تنزانيا أيضًا بإعلان مالابو بشأن التعجيل بالنمو والتحول الزراعيين من أجل الرخاء المشترك وتحسين سبل المعيشة والذي حددت فيه البلدان الأفريقية أهدافًا وغايات كانت سابقة للأهداف الموضوعة في أهداف التنمية المستدامة.
يتطلب تحقيق الرؤية التي يجسدها كل من إعلان مالابو وأهداف التنمية المستدامة ضمن المهل الزمنية الموضوعة لهما اتخاذ إجراءات فورية وفعالة.
بناء القدرات
في أكتوبر/تشرين الأول 2019، عقدت تنزانيا ومنظمة الأغذية والزراعة "حلقة العمل الوطنية لأصحاب المصلحة بشأن تحويل النظم الغذائية والزراعية المستدامة من أجل سبل عيش قادرة على الصمود وتعزيز الأمن الغذائي". وكان الهدف من حلقة العمل التي حظيت بدعم مالي من الصندوق المتعدد الاختصاصات تعزيز قدرات المؤسسات والجهات الفاعلة الزراعية الرئيسية في البلاد.
وبالاستناد إلى "حلقة العمل الإقليمية لأفريقيا: تعميم الأغذية والزراعة المستدامة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في سياق إعلان مالابو" التي عقدت في وقت سابق في إثيوبيا خلال شهر مايو/أيار 2019، عرضت حلقة العمل التي امتدت على يومين مجموعة من الأدوات والنهج والإجراءات والسياسات التي من شأنها أن تسرّع وتيرة التقدم نحو تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة ودعم التغيير التحولي في البلاد.
وكانت مناسبة لأكثر من 50 من أصحاب المصلحة من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وشبكات المزارعين والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ومنظمة الأغذية والزراعة، لتبادل معارفهم وخبراتهم للعمل في سبيل إحداث تحول في نظم الأغذية والزراعة المستدامة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تعميم النهج المستدامة
تعدّ الأداة الأساسية لتحقيق غايات والتزامات أهداف التنمية المستدامة وإعلان مالابو نهجًا يعزز الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لنظمنا الزراعية والغذائية.
وبالاستفادة من المعارف المتبادلة خلال حلقة العمل، شاركت المنظمة خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019 في تنظيم المؤتمر عن الزراعة العضوية الإيكولوجية الوطنية في إطار مبادرة النهوض بالزراعة الإيكولوجية بدعم من أموال الصندوق.
وقد حضر المؤتمر الذي امتد على يومين أكثر من 300 مشارك أو كانوا على اتصال معه حيث تمحور النقاش حول مجموعة من مجالات مواضيعية رئيسية ثلاثة هي: الأمن الغذائي وسلامة الأغذية، والنهوض بسبل العيش والتصنيع، والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ والحفاظ على البيئة.
وخلال هذا الحدث، حثّ رئيس اللجنة البرلمانية للزراعة في تنزانيا الحكومة على الإسراع في تطبيق نُهج الزراعة الإيكولوجية التي أقرّت في السياسات وخطط العمل الوطنية.
والزراعة الإيكولوجية هي نهج للزراعة والأغذية المستدامة استنادًا إلى تطبيق المفاهيم والمبادئ الإيكولوجية لتعظيم التفاعلات بين النباتات والحيوانات والبشر والبيئة، مع مراعاة الجوانب الاجتماعية التي ينبغي معالجتها من أجل إقامة نظم غذائية مستدامة ومنصفة.
إعطاء دفع للتقدم
بناءً على مبادرات أخرى للصندوق المتعدد الاختصاصات، جمعت حلقة العمل والمؤتمر المنعقدين في تنزانيا تجارب وخبرات مجموعة منوعة من أصحاب المصلحة وأفضتا إلى خلق روابط وتعزيز المعارف للإسراع في التحول نحو أغذية وزراعة مستدامة وعالم خالٍ تمامًا من الجوع.
وتواصل المنظمة العمل مع أصحاب المصلحة المحليين والدوليين لمؤازرة تنزانيا في الجهود التي تبذلها من أجل تحقيق غايات إعلان مالابو وأهداف التنمية المستدامة.