اليوم العالمي للمياه، ٢٢ آذار

المياه هي شريان الحياة في كوكبنا. فهي تحافظ على النُظم الإيكولوجية، وتدعم إنتاج الأغذية، وهي حيوية بالنسبة إلى كلٍ من النظم البشرية والطبيعية. وبمناسبة اليوم العالمي للمياه لعام 2025، نسلّط الضوء على أحد أكثر النظم الإيكولوجية أهمية والمغفل في أغلب الأحيان، ألا وهو الأنهار الجليدية.

تخزّن الأنهار الجليدية والأغطية الجليدية ما يقارب 70 في المائة من المياه العذبة في العالم، ممّا يجعلها ذات أهمية حيوية لاستهلاك المياه وأمن المياه على المستوى العالمي. وتؤدي الأنهار الجليدية والجبال، باعتبارها "أبراج المياه" في العالم، دورًا فريدًا لا غنى عنه في دورة المياه العالمية. فهي بمثابة خزانات طبيعية تخزّن المياه التي تنظّم تدفق الأنهار وتعيد تخزين المياه في الطبقات الحاملة للمياه الجوفية.

الجبال والأنهار الجليدية: حجر الزاوية للأمن المائي والغذائي

تعتبر الجبال والأنهار الجليدية عنصرًا حاسمًا بالنسبة إلى كل من البيئة والأمن الغذائي. وتروي المياه المستمدة من هذه المناطق مزارع الأراضي المنخفضة وتحافظ على سُبل عيش المجتمعات المحلية الجبلية. وتؤدي الزراعة دورًا حاسمًا في حماية هذه النظم الإيكولوجية الهشة.

وتوفر الغابات، التي تغطي حوالي 40 في المائة من مساحة المناطق الجبلية حول العالم، حماية من المخاطر الطبيعية عن طريق تثبيت المنحدرات الشديدة، وتنظيم تدفق المياه، والحد من جريان المياه السطحية وتآكل التربة. وتعمل زراعة المصاطب، المصممة خصيصًا للتضاريس الجبلية، على تحسين إدارة المياه، والحد من تآكل التربة، والحفاظ على التراث الثقافي.

وتساهم مجتمعات الشعوب الأصلية في المناطق الجبلية أيضًا بمعارف قيّمة بشأن الإدارة المستدامة للموارد. كما أن خبرتهم في الزراعة وتربية الماشية وإدارة الأراضي والمياه والحفاظ على التنوع البيولوجي ضرورية من أجل دعم الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.


الحاجة إلى العمل: الحفاظ على الأنهار الجليدية من أجل الأمن المائي والغذائي العالمي

إنّ الحفاظ على الأنهار الجليدية وإصلاح النظم الإيكولوجية الجبلية أمرٌ ضروري من أجل استقرار دورة المياه في العالم وتأمين الإمدادات الغذائية العالمية. ولا تقتصر آثار تغيّر المناخ في المناطق الجبلية على تلك المناطق فحسب، بل يطال أثرها الجميع.

وإنّ الزراعة، باعتبارها أكبر قطاع مستخدم للمياه، منوطة بمسؤولية ضمان الأمن الغذائي والمائي على السواء، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الموارد الطبيعية الرئيسية مثل الأنهار الجليدية.

وتوفر الممارسات الزراعية المستدامة والنظم الزراعية والغذائية حلولًا أساسية لأزمة المناخ، وتتصف بأهمية حاسمة في الحفاظ على الأنهار الجليدية. 

وفي اليوم العالمي للمياه لهذا العام، يتعيّن علينا أن نتحد من أجل إسناد الأولوية للحفاظ على الأنهار الجليدية كاستراتيجية مركزية في التصدي لتغير المناخ وأزمة المياه العالمية.


خطر تغيّر المناخ على الأنهار الجليدية وموارد المياه في العالم

تواجه الأنهار الجليدية، على الرغم من أهميتها، تحديات غير مسبوقة بسبب تغير المناخ. وتتسبّب درجات الحرارة المرتفعة في تقلص الأنهار الجليدية وذوبان الغطاء الثلجي بمعدل ينذر بالخطر. ويؤدي هذا، على المدى القصير، إلى زيادة الجريان السطحي في فصل الربيع، ممّا يتسبب في فيضانات تلحق الضرر بالحقول الزراعية. وعلى المدى الطويل، سيؤدي فقدان الأنهار الجليدية إلى انخفاض كبير في كمية المياه المتاحة، ممّا يهدد نظم الري وإنتاج الأغذية.

ونتيجة لذلك، يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم المنافسة الشرسة بالفعل على الموارد المائية المحدودة، خاصةً خلال الأشهر الحرجة التي يشتد فيها اعتماد الزراعة عليها.


كلمة مدير الأراضي والمياه في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)
 
إطلاق تقرير الأمم المتحدة عن تنمية المياه في العالم لعام 2025
WWDR25_BOOK_SITEFINITY
الروابط
 Join the conversation