مساندة صغار منتجي الألبان في إقليم بعلبك

19/07/2013 - 

كانت لبنان تعتمد لفترة طويلة على الواردات لتلبية الطلب المحلي على منتجات الألبان. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 60٪ من منتجات الألبان مستوردة. في أعقاب ارتفاع أسعار الغذاء، وكوسيلة لدعم الاقتصاد الوطني، منحت الحكومة اللبنانية الأولوية للزراعة وإنتاج الألبان خلال السنوات الخمس الماضية. فقطاع الزراعة، في الواقع، وخصوصا الحليب و قطاع الألبان، تمثل مصدرا رئيسيا للدخل بالنسبة لغالبية المجتمعات الريفية في لبنان. و قد أشارت دراسة حديثة أجريت ضمن مشروع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة على صغار منتجي الألبان في عكار وبعلبك، الهرمل، البقاع، وراشيا، أن أكثر من 70٪ من منتجي الألبان يتم تصنيفهم  على أنهم فقراء أو شديدي الفقر.

وبالتالي فإن تحسين معيشة تلك المجموعات، والتي هي عرضة للصدمات الاقتصادية، يمكن أن يساهم في ضمان فرص عمل لكثير منهم، وفى نفس الوقت  تحسين و زيادة  إنتاج الألبان المحلية.

و لمواجهة هذا التحدي والمساهمة في انخفاض الاعتماد على واردات منتجات الألبان، فإن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بالتعاون مع وزارة الزراعة اللبنانية، تقوم بتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع الذي يوفر لأفقر منتجي الألبان العديد من  الأنشطة المدرة للدخل، ويضمن معايير الجودة الجيدة في إنتاج الألبان. وقد قدم المشروع حتى الآن الدعم لبعض الآلاف من صغار المنتجين من خلال إنشاء التعاونيات التي تساعدهم إلى حد كبير في توحيد القوى للوصول إلى الأسواق المحلية وتحقيق قيمة مضافة لإنتاجهم.

توزيع الحليب لمنتجي الألبان من الإناث

مؤخرا، قامت تعاونيات الألبان في تارايا بتوزيع 200 وعاء (40 لتر) على منتجي الألبان من  الإناث، وبالتالي استفاد حوالي 200 من صغار منتجي  الألبان. تم توزيع الأوعية خلال زيارة ميدانية مشتركة إلى بعلبك قام بها معالي وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن والدكتور علي مؤمن ممثل منظمة الأغذية والزراعة. وخلال الزيارة تم افتتاح مركز جديد لتصنيع الحليب في بريتال. و سيستفيد من هذا مركز جميع منتجي الألبان المشتركين  في تعاونية منتجات الألبان بريتال، و سوف يسهم المركز إلى حد كبير في تحسين نوعية الحليب، وتجنب تخزين الحليب خلال الليل مما يفسد نوعية الحليب و بالتالي يهدد سلامته. ومن المفترض أن يؤدى إنشاء المركز إلى زيادة دخل الفقراء من صغار منتجي الألبان و ذلك من خلال زيادة إنتاج الحليب و التي تقدر في المتوسط ب 50% .

إنجازات ملموسة : من المزرعة إلى مائدة المستهلك

تمكن المشروع حتى الآن من الوصول  إلى أدنى حد من نسبة الحليب الذي يتم رفض تسلمه من وحدات المعالجة وتعزيز الحفاظ بشكل أفضل على نوعية الحليب، من خلال نقل المعرفة التدريجي للمنتجين من خلال سلسلة القيمة.

أما بالنسبة للنقل، على سبيل المثال، فإن المشروع يهدف إلى استبدال استخدام البلاستيك باستخدام الأوعية المقاومة للصدأ، مما يساهم في الحفاظ على سلامة الحليب الذي كان يتعرض للغبار والحشرات وارتفاع درجات الحرارة.

و بفضل النوعية الجيدة من الحليب ،ارتفع سعره. و حصلت نوعية الحليب المحسنة على رضا المستهلك اللبناني في منطقة بعلبك، الذي اعتاد على الاستهلاك اليومي من الزبادي والجبن.

Submitted by: Yasir Iftikhar
FAO Office: FAOLB
Country: Lebanon