اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، 17 يونيو/حزيران

 

اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2025 - إصلاح الأراضي. اغتنام الفرص

يُسلّط شعار اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لهذا العام، إصلاح الأراضي. اغتنام الفرص الضوء على كيفية مساهمة إصلاح الأراضي في تعزيز الأمن الغذائي والمائي، ودعم العمل المناخي، وبناء القدرة على الصمود من الناحية الاقتصادية.

وتُشكّل الأرض أساس نظمنا الزراعية والغذائية، إذ يتم إنتاج ما نسبته 95 في المائة من الأغذية في العالم انطلاقًا من الأراضي الزراعية. ومع ذلك، تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) إلى أن 660 1 مليون هكتار من الأراضي - أي ما يُعادل أكثر من 10 في المائة من مساحة اليابسة في العالم - مُتدهورة بسبب تأثير الأنشطة البشرية. ويحدث أكثر من 60 في المائة من هذا التدهور في الأراضي الزراعية، بما في ذلك الأراضي المستخدمة في زراعة المحاصيل والمراعي، مما يؤثر بشكل مباشر على النظم 

ويرتبط تدهور الأراضي والجفاف ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض، وهو ما يُؤدي إلى خلق حلقة مضرّة تُقوّض النظم الإيكولوجية والإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي وسبل العيش. وعلى مدى الثلاثين عامًا الماضية، خسر العالم ما نسبته 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الزراعي سنويًا بسبب الكوارث. ومن بين هذه الكوارث، يبرز الجفاف كأكبرها إذ يُمثل ما يقرب من نصف إجمالي الخسائر الزراعية. وفي الفترة من عام 2012 إلى عام 2018، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في البلدان المعرضة للجفاف بنسبة 45.6 في المائة، مما يُبرز الأثر الشديد للجفاف على الزراعة وتداعياته المتتالية على الأمن الغذائي وسبل العيش.

 

 

تُعدّ الإدارة المستدامة لموارد الأراضي والتربة والمياه عاملًا أساسيًا لزيادة إنتاج الأغذية، والحفاظ على النظم الإيكولوجية، وتحسين جودة الأراضي والتربة والمياه، وتعزيز قدرة المجتمعات الريفية على الصمود في وجه الظواهر المناخية القصوى.

 

ويتطلب إصلاح الأراضي الزراعية المتدهورة قيادة عاجلة من الناحية السياسية واستثمارات مكثّفة وجهودًا متضافرة. ويدعو القرار الذي اتخذته الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر العام الماضي "تجنب تدهور الأراضي والتربة في الأراضي الزراعية والحد منه وعكس مساره" إلى تعزيز الاستخدام المستدام للأراضي لمنع تدهورها وعكس مساره في ظلّ تغير المناخ والتدهور البيئي.

ويُمثل الاستثمار في الوقاية من مخاطر الجفاف وإدارتها، وفي إصلاح الأراضي الزراعية، فرصتنا لمجابهة هذه التهديدات وخلق إمكانات جديدة لنظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة.

ويُتيح عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية (2021-2030) فرصةً فريدةً لإحداث نقلة نوعية في نظم إنتاج الأغذية والألياف والأعلاف لتلبية الطلب المتزايد على الاغذية والقضاء على الفقر والجوع وسوء التغذية، من خلال إدارة فعّالة ومبتكرة للمناظر الطبيعية والبحرية.

 

ويُتيح عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية (2021-2030) فرصةً فريدةً لإحداث نقلة نوعية في نظم إنتاج الأغذية والألياف والأعلاف لتلبية الطلب المتزايد على الاغذية والقضاء على الفقر والجوع وسوء التغذية، من خلال إدارة فعّالة ومبتكرة للمناظر الطبيعية والبحرية.

 

 

الحلول بإيجاز

 

تعمل المنظمة بشكل وثيق مع الأعضاء والشركاء لتنفيذ عدد من الحلول العملية في إطار جهودنا لمكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف وتعزيز قدرة النظم الإيكولوجية على الصمود وزيادة إنتاجيتها. وتشمل هذه الحلول:

  • الحفاظ على سلامة التربة من خلال تنظيم قدرتها على الاحتفاظ بالمياه وزيادة مخزونات الكربون العضوي فيها، وذلك مثلًا من خلال مبادرة إعادة توفير الكربون في التربة الزراعية العالمية (RECSOIL) التي وضعتها المنظمة؛
  • وإدارة موارد الأراضي والتربة والمياه بطريقة مستدامة ومتكاملة، باستخدام نظم بيانات ومعلومات وعلوم وتكنولوجيات متسقة ومتكاملة؛
  • وتمكين الحكومات الوطنية من تجريب سياسات واستراتيجيات لمعالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء تدهور الأراضي؛
  • ودعم عمليات رصد تدهور الأراضي والإبلاغ عنها، وتعزيزها؛
  • وحماية التنوع البيولوجي، بما في ذلك في التربة، مع تجنب انتشار الأنواع الغازية؛
  • وتشجيع الاستخدام المستدام للمحاصيل المحلية التي تتيح فرصًا متعددة، والمحاصيل المقاومة للجفاف والقادرة على التكيّف، والنباتات المحلية والمتكيفة لأغراض الأغذية والأعلاف والاستخدامات الأخرى في برامج الإصلاح؛
  • وتعزيز أمن حيازة الأراضي واعتماد حوكمة رشيدة للأراضي والمياه لتشجيع المجتمعات المحلية على الاستثمار على نحو مستدام في إصلاح الأراضي؛
  • وتنفيذ التخطيط المتكامل لاستخدام الأراضي لدعم إصلاح الأراضي الزراعية من خلال عملية تشاورية وشاملة؛
  • وتمكين المؤسسات الوطنية من قيادة وتنسيق جهود التأهّب لمكافحة الجفاف وإدارته من خلال مواءمة السياسات والاستثمارات، وتشجيع التعاون بين القطاعات، ووضع خطط متكاملة تعكس أولويات التنمية الوطنية؛
  • ووضع خرائط طريق وطنية للمياه أو إقامة حوارات بقيادة البلدان بشأن المياه، ما يُساهم في تعزيز التنسيق بين القطاعات بشأن الإدارة المستدامة لموارد المياه من أجل تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة؛
  • وتشجيع اعتماد وتنفيذ العديد من الخطوط التوجيهية والإرشادات ومدونات السلوك، بما في ذلك الخطوط التوجيهية الطوعية للإدارة المستدامة للتربة، ومدونة السلوك الدولية بشأن استخدام الأسمدة وإدارتها على نحو مستدام، بالإضافة إلى العديد من الخطوط التوجيهية والمبادئ المتعلقة بالإصلاح.

 

الشراكات القائمة

عقدت المنظمة شراكات مع مجموعة واسعة من الأعضاء والشركاء ومؤسسات البحوث والمجتمعات المحلية ومنظمات المزارعين لتعزيز وتوسيع نطاق الجهود المشتركة والتأثير على أرض الواقع:

على المستوى القطري: تعمل المنظمة مع الحكومات الوطنية والشركاء لمعالجة العقبات المتعلقة بحوكمة الأراضي وتوسيع نطاق الحلول التي أثبتت نجاحها، بموازاة دعم المزارعين والمجتمعات المحلية في مجال الإدارة المستدامة لموارد الأراضي والتربة والمياه، إلى جانب التنوع البيولوجي.

وبالإضافة إلى ذلك، تدعم المنظمة البلدان من أجل الحصول على التمويل اللازم لتعزيز إصلاح الأراضي الزراعية وبناء قدرتها على الصمود في وجه الجفاف، بما في ذلك من خلال مرفق البيئة العالمية والصندوق الأخضر للمناخ.