في سابقة جديدة، حضر ممثلو منظمة الأغذية والزراعة من جميع أرجاء العالم إلى روما من أجل استكشاف طرق لتعظيم الأثر في الميدان

روما - حضر جميع ممثلي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) من مختلف أرجاء العالم، بما في ذلك من المكاتب الإقليمية والإقليمية الفرعية والقطرية ومكاتب الاتصال، واجتمعوا في المقر الرئيسي للمنظمة في روما للمشاركة في مؤتمر يمتد على ثلاثة أيام من أجل تنشيط استراتيجيات العمل وتحفيزها وتوجيهها، بحيث تفضي إلى تحقيق تأثيرات فعلية وملموسة بقدر أكبر في الميدان، برعاية "منظمة أغذية وزراعة واحدة".

وكان المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو قد دعا إلى مؤتمر العمل الأول لممثلي منظمة الأغذية والزراعة وافتتح الحدث مذكّرًا بأنّ العملاء الرئيسيين للمنظمة هم المزارعون والمستهلكون والنساء والشباب والشعوب الأصلية والسكان الريفيون من جميع أصقاع العالم.

وأبلغ السيد شو دونيو ممثلي المنظمة بأنهم "واجهة المنظمة المسؤولة عن تحقيق النتائج" في الميدان وعلى المستوى القطري، وحثّهم على الاستفادة من الشبكات العرضية عن طريق التعاون وتشاطر الخبرات بين القارات من أجل توفير خدمات على قدر أكبر من الكفاءة والفعالية للأعضاء.

ويشارك في الحدث نحو 100 ممثل حضروا شخصيًا، بينما تشارك حفنة منهم بالوسائل الافتراضية. وركّز الحدث على الجوانب الرئيسية، ومنها إدارة الأعمال والموارد البشرية ومنظمة الأغذية والزراعة الرقمية والحوكمة والاتصالات وتعدد اللغات، فضلًا عن سلامة الموظفين ورفاههم. وتخللت الجلسة الافتتاحية ملاحظات افتتاحية ألقاها معالي السيد Francesco Lollobrigida، وزير الزراعة والسيادة الغذائية والغابات في إيطاليا، الذي أشاد برؤية المنظمة المتمثلة في اتباع نهج منهجي بقدر أكبر ووصفها بأنها لا تقدّر بثمن في زمن يشهد توترات جغرافية وسياسية، بالإضافة إلى كلمة رئيسية ألقتها السيدة Hanna Serwaa Tetteh، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون القرن الأفريقي.

وسيضع المؤتمر خطة عمل ملموسة من أجل تحسين الإدارة الداخلية وضمان اتساق الشبكة وزيادة القدرات النظمية، وسيعيد تركيز الجهود المبذولة لكي تصبح موجهة بصورة أكبر نحو تحقيق النتائج. وسوف يناقش الأعضاء في المؤتمر الوزاري الإقليمي لعام 2024 خطط تنفيذ مصممة لتتناسب بصورة أكبر مع كل سياق.

النتائج هي الأهمّ

توجه المدير العام للمنظمة بالشكر إلى الممثلين على ما يظهرونه من تفانٍ ونشاط وهمة وشغف، وكل ذلك في ظلّ أوضاع صعبة للغاية. كما أكّد أنّ المؤتمر سيسهم في تعزيز أسرة "منظمة واحدة" وسيعمل بقدر أكبر على توطيد التعاون وتضافر الجهود بين فرق ووحدات المنظمة الإقليمية والإقليمية الفرعية والوطنية. وهذا يكمّل ويتوافق مع الإصلاحات السابقة التي أجراها السيد شو دونيو حين وضع هيكلًا تنظيميًا معياريًا ومرنًا في المقر الرئيسي، وأعاد هيكلة المكاتب الإقليمية والإقليمية الفرعية بهدف زيادة الكفاءة وتحديث نموذج الأعمال.

ويقوم ممثلو المنظمة بتنفيذ برنامج عمل المنظمة وقيادته وهم مسؤولون عن تطبيقه في البلدان التي يعملون فيها. كما أنهم يهيئون ويرسخون ويحسنون التعاون مع الحكومات المستضيفة والشركاء الرئيسيين الآخرين من أجل دعمهم في تحويل النظم الزراعية والغذائية الوطنية ومساراتهم الوطنية. وبالإضافة إلى عملهم مع المنظمة، فإنهم يتعاونون أيضًا مع المنسقين المقيمين للأمم المتحدة بشأن مسائل تتعلق بولاية المنظمة ومن أجل دعم الحكومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار السيد شو دونيو إلى أنه بات من المهم أكثر فأكثر أن تعزز المنظمة بروزها ومصداقيتها ومشاركتها في السياق الأوسع نطاقًا لترتيبات البرمجة القطرية المشتركة للأمم المتحدة، لا سيما في وقت تتطلب فيه مواجهة التحديات العالمية والمحلية تطبيق نُهج شمولية. وقال إنّ الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2022-2031 هو "خارطة طريق ومجموعة أدوات فعالة تستخدمها المكاتب القطرية وتستند إليها من أجل إعادة تحديد مكانتها".

وأشار المدير العام إلى أنّ إنشاء مكتب شؤون الشباب والمرأة في المنظمة الذي جرت الموافقة عليه الأسبوع الفائت في مجلس المنظمة، سيوفر دعمًا هامًا للممثلين العاملين في الميدان. وأضاف أنّ المرأة والشباب هما عاملان محفزان شاملان و"هما يغيران فعلًا مجرى الأمور بالنسبة إلى تحقيق الأفضليات الأربع".

واختتم السيد شو دونيو قائلًا: "لن تتحقق نهضة المنظمة إلّا إذا عقدنا العزم على التفكير معًا والعمل معًا والإسهام معًا في سبيل التعافي وإعادة البناء والإصلاح".