منظمة الأغذية والزراعة تحتفل برأس السنة القمرية بحسب التقويم الصيني في حدث رفيع المستوى تخللته رسالة تحثُّ على الوئام والسلام والتنوّع
©FAO/Giuseppe Carotenuto
روما- جمع اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، أعضاء من الهيئات الدبلوماسية التي توجد مقارها في روما، ومن السلطات الإيطالية، والموظفين في المقر الرئيسي للمنظمة احتفالًا برأس السنة القمرية بحسب التقويم الصيني، ويعدُّ هذا الاحتفال الأول من نوعه بالنسبة إلى المنظمة.
وفي معرض الخطاب المؤثّر الذي ألقاه المدير العام في قاعة مزينة بالمصابيح الصينية وغيرها من الزينة الاحتفالية التقليدية، شدّد السيد شو دونيو على أهمية احتضان ما يرتبط بهذا الاحتفال من تقاليد غنية وتراث ثقافي.
وبخلاف التقويم الغريغوري الذي يتبع النظام الشمسي، فإن رأس السنة القمرية بحسب التقويم الصيني متأصلة في قرون من التقاليد وتتوافق مع دورات القمر والنقاط الشمسية البالغ عددها 24 نقطة، ويشير الرابع من فبراير/ شباط فيها إلى بداية الربيع (Li Chun). وهو أيضًا اليوم الذي تجتمع فيه الأسرة لتكريم أسلافها واحتضان الأعراف التي ظلت تنتقل من جيل إلى آخر.
وشدّد المدير العام على أهمية الإقرار بالتنوع وتقديره، مشيرًا إلى القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرًا والذي أدرج رأس السنة القمرية كإجازة رسمية في منظومة الأمم المتحدة يأخذها لموظفون متى شاؤوا.
وأكد السيد شو دونيو كذلك على أهمية التعاون والتضامن في مواجهة التحديات العالمية، لا سيما في هذه الأوقات التي يخيم عليها عدم اليقين. وحثَّ المنظمة بأسرها على السعي نحو خلق عالم أكثر انسجامًا تتلاشى فيه الحدود أمام التعاون، وعلى إبقاء قضايا الأغذية والزراعة في صدارة جدول الأعمال الدولي.
وحثّ الحضور قائلًا: "بغضّ النظر عن موطنكم- سواء أكان في أمريكا اللاتينية أم آسيا أم أفريقيا أم الشرق الأوسط - نحن جميعنا نواجه التحديات ذاتها، بما في ذلك أزمة المناخ والأمن الغذائي. فلنجعل هذه المناسبة لحظة تضامن من أجل مستقبل أكثر إشراقًا".
ورأس السنة القمرية ليس مجرد احتفال صيني تقليدي، بل يمثل يومًا للاحتفاء بقيم الأسرة العالمية، وهو وداع لما هو قديم وترحيب بما هو جديد. وتحتفل العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم بعيد الربيع كعطلة رسمية، ويحتفل حوالي خُمس سكان العالم برأس السنة القمرية بأشكال متنوعة.
وتصادف السنة الجديدة المقبلة عام التنين، الذي يعتبر رمزًا للقوة والسلطة والحظ السعيد في الأبراج الصينية، ويحمل معه وعدًا ببدايات إيجابية وبالازدهار. والتنين هو أيضًا رمز روحي للشجاعة والحكمة ويهدي الناس الثقة ووضوح الطريق أثناء مواجهتهم الصعاب والتحديات. ويمثل هذا الرمز المقدس الصلة بين السماء والأرض، وكذلك التناغم بين الإنسان والطبيعة.
وأضاف المدير العام، قائلًا: "إن سنة التنين لها مكانة خاصة في ثقافة الصين وشرق آسيا ويجب الاحتفال بها، كون سنة التنين القادمة ستصادف بعد 12 عامًا من الآن".
وشدَّد الحدث، الذي أُقيم في المقر الرئيسي للمنظمة، على معنى عيد الربيع وتخلله عرض لمجموعة من التقاليد، مثل عرض الفن القتالي الصيني "تاي تشي" ومراسيم تقديم الشاي وفن قصّ الورق.