المدير العام شو دونيو

الدورة الثانية والسبعون بعد المائة لمجلس منظمة الأغذية والزراعة البند 13: كلمات المرشحين لمنصب المدير العام

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

27/04/2023

الزملاء والأعضاء الأعزاء،

 

1-         إنه لشرف عظيم لي أن تتاح لي فرصة ثانية لأن أمثُل أمامكم، وأوافيكم بمعلومات وتقارير، وأجيب على أسئلتكم، وأن أمضي قدمًا في جدول أعمال المنظمة معكم في السنوات الأربع القادمة.

 

2-         وسأستخدام فترة الخمس عشرة دقيقة المخصصة لي على أكمل وجه وسأبدأ بالشريحة الأولى.

 

3-         عملًابأحكام النصوص الأساسية للمنظمة، بإمكان جميع المرشحين توزيع البيان مسبقًا، لكني طلبتُ من البعثة الصينية أن تقوم، بالنيابة عني لأنني كنت منشغلًا جدًا، بتوزيع البيان الذي أتلو نصه عليكم الآن، باللغات الست حتى تتمكنوا من متابعتي.

 

4-         لقد تمثل التزامي الراسخ عام 2019 في بناء منظمة ديناميكية من أجل إيجاد عالمٍ أفضل. فشكرًا على دعمكم وتعاونكم طيلة هذه الرحلة التي واجهنا خلالها تحدياتٍ غير متوقعة طبعتها موجةٌ من الأزمات المتداخلة غير المسبوقة، أثّرت كلٌ منها علينا جميعًا. وقد عملنا معًا لتحقيق الإنجازات جميعها، وتمكنّا معًا من تحقيق إنجازات استثنائية، مع زملائنا وبدعمكم ودعم الشركاء كافةً.

 

5-         أوّلًا، إنها رؤية جديدة، وبنية جديدة، ومبادرة جديدة لبناء منظمة جديدة. لن أخوض في جميع التفاصيل إذ يمكنكم متابعة العرض على الشاشة، والاطلاع عليه أيضًا على القرص الذي وزّعته عليكم.

 

6-         إنّها استراتيجية جديدة لسردية جديدة. وإني فخورٌ جدًا بأن المؤتمر الوزاري أقّر قبل عامين الإطار الاستراتيجي للسنوات العشر المقبلة. فقد غيّر ذلك السردية، وباتت الأفضليات الأربع ترشدنا نحو المستقبل.

 

7-         وإنه إصلاح هيكلي يفضي إلى تحوّل منهجي. وأضحى بإمكانكم أن تروا المنظمة في حلّتها الجديدة كما نعرضها عليكم، ليس فقط من المدخل إلى الكافتيريا، وإنما أيضًا من المقر الرئيسي إلى المكاتب القطرية. وكذلك من تغيير في الشكل إلى تغيير في الذهنية. هذا ما يسرّني حقًا أن أبلِّغكم به.

 

8-         لقد أنشأتُ عددًا كبيرًا من الوحدات/المكاتب الجديدة، وخاصة لجنة الإشراف الاستشارية التي أُنشئت رسميًا للمرة الأولى في المنظمة. وقد اعتمدنا، بالتعاون مع القادة الرئيسيين، سياسة عدم التسامح مطلقًا مع حالات التحرّش الجنسي، والتمييز الجنسي، والاستغلال الجنسي، وسوء استغلال السلطة.

 

9-         وكما سبق أن ذكرت، أنشأنا العديد من المكاتب الجديدة، مثل مكتب أمين المظالم ومكتب الشؤون الأخلاقية وكذلك فريق القيادة الرئيسية وخطّي الإبلاغ ألف وباء. ثم، بات لدينا مكتب جديد لأهداف التنمية المستدامة، وهو المكتب الوحيد من نوعه في منظومة الأمم المتحدة. ولهذا السبب، نتطلّع إلى القمة المقبلة بشأن أهداف التنمية المستدامة التي من المزمع انعقادها في سبتمبر/أيلول. كما أنشأنا مكتب الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقلّ نموًا والبلدان النامية غير الساحلية. ولذا، عقدت الأمم المتحدة الشهر الفائت مؤتمرها الخامس المعني بالبلدان الأقلّ نموًا. وكان الأمين العام مسرورًا بالإشارة إلى أن منظمة الأغذية والزراعة أنشأت على نحوٍ مبتكر هيكلية مناسبة للغرض المنشود.

 

10-      كما عزّزنا مركز الاستثمار التابع للمنظمة. وأضحى لدينا مراكز مشتركة مع وكالات شقيقة في الأمم المتحدة، وعزّزنا بالطبع مكتب تغيّر المناخ والتنوّع البيولوجي والبيئة ومكاتب أخرى.

 

11-      وأمّا عملية حشد الموارد فقد بلغت رقمًا قياسيًا تاريخيًا. وبحسب مقولة صينية "يجب أن تسبق الأغذية والأعلاف الجنود والخيول". وفي هذا المجال، سُجِّل أيضًا رقم قياسي تاريخي. ففي عام 2022، تمكنت المنظمة من حشد أكثر من 2.1 مليار دولار أمريكي من المساهمات الطوعية، أي بزيادة 51 في المائة قياسًا إلى عام 2021 الذي كان عامًا شهد إنجازًا تاريخيًا، بزيادة بنسبة 61 في المائة مقارنة بمتوسط السنوات الخمس الأخيرة. وهذا إنجازٌ تاريخي.

 

12-      وأرسينا ثقافةً جديدة محورها الناس، وبات الموظفون سعيدين للغاية الآن. وأصبحت المنظمة مكانًا لطيفًا للعمل. ويتعيّن علينا، بالطبع، إجراء المزيد من التحسينات. فعملية التوظيف مفتوحة. وخلال السنوات الأربع الأخيرة، تمّ توظيف حوالي 630 موظفًا، معظمهم من النساء ومن خارج المنظمة، وهذه عملية متوازنة.

 

13-      كما تحسّنت البنية التحتية. فقد شكّل التكافؤ بين الجنسين 94 في المائة من مؤشرات خطة عمل الأمم المتحدة بشأن المساواة بين الجنسين. وهذه عملية تخضع لتقييم الأمم المتحدة وليس لتقييمنا.

 

14-      وتشكِّل كل هذه الأمور إنجازات رائعة، كما يمكنكم أن تروا. لا أريد الإسهاب في الكلام، لأنه إذا رغبتم في الاطلاع على التفاصيل، فهي متاحة في جميع التقارير التي صدرت في السنوات السابقة، خلال دورات المجلس التي ألقيت فيها كلمة.

 

15-      وهناك أيضًا المبادرة الرئيسية للمنظمة، مبادرة العمل يدًا بيد، والتصدّي لجائحة كوفيد-19. فبمساعدة فريق إدارة الأزمات، تمكّنا من تهيئة مكان عمل آمن. وحتى خلال تلك الفترة، حققنا الكثير من الإنجازات التاريخية. وقد شكّل اجتماع ما قبل القمة الاجتماع الحضوري والمختلط الأول المنظم في منظومة الأمم المتحدة خلال فترة تفشي الجائحة. وشهد قدوم أكثر من 600 مشارك، بما في ذلك وزراء ونوّاب وزراء ووفود رفيعة المستوى، إلى المقرّ الرئيسي عام 2021. وأعبّر عن خالص تقديري لزملائي الذين تولّوا إدارة ذلك الحدث من دون تسجيل أي حالة كوفيد-19. وهذا رائع حقًا.

 

16-      وبالطبع، يجب أن أعرب عن تقديري للبلد المضيف للمقر الرئيسي للمنظمة، إيطاليا، ولبلدان مضيفة أخرى تدعم أنشطة المنظمة في الميدان.

 

17-      وتمّ إنشاء منصّات تاريخية جديدة، مثل منتدى الأغذية العالمي، كانت مؤثرة جدًا وسيجري إنشاء المزيد منها في المستقبل. وثمة أيضًا المبادرات الرقمية. كما قلتُ مرارًا وتكرارًا، هناك عالم رقمي وعالم غير رقمي. ولحسن الحظ، تحوّلت المنظمة في السنوات الأربع الماضية إلى منظمة رقمية.

 

18-      وإضافة إلى ذلك، ثمة مبادرة "بلد واحد، منتج واحد ذو الأولوية"، ومبادرة المدن الخضراء. وهكذا، بات علينا الآن أن ننظر إلى الجانبين، إلى المناطق الحضرية والريفية لنعرف كيف لنا أن ندمج عملنا.

 

19-      ويتمثّل أحد الإنجازات المسجّلة في العلوم والابتكار. وبالنسبة إلى البيانات لاتخاذ قرارات مستنيرة، فقد تعزّز العمل الفني للمنظمة، وتمّ إقرار الاستراتيجية الخاصة بتغيّر المناخ واستراتيجية العلوم والابتكار. لذا، سنقوم الآن بوضع خطة العمل.

 

20-      وسنركّز في المؤتمر القادم على إدارة الموارد المائية من أجلالأفضليات الأربع، وكذلك على الشراكة العالمية من أجل التربة، ورسم خرائط التربة، والحراجة، ونهج صحة واحدة. وتضطلع المنظمة الآن بدورٍ حاسم في المسائل المتصلة بنهج صحة واحدة ومقاومة مضادات الميكروبات بعد مرور العديد من السنوات. وقد كانت زميلتي،
السيدة Maria HelenaSemedo، فخورة جدًا بذلك وساهمت إلى حدّ كبير في هذا الإنجاز.

 

21-      وفي ما يتعلق بالمساعدة في حالات الطوارئ، أنشأنا مكتبًا جديدًا لحالات الطوارئ والقدرة على الصمود يُعنى الآن بجميع البؤر الساخنة- أفغانستان، وشرق القرن الأفريقي، وأوكرانيا وغيرها. وعقدتُ البارحة اجتماعًا جيدًا جدًا مع وزير خارجية أوكرانيا الذي عبّر لي عن تقديره العميق. وتجدر الإشارة إلى أنني كنت، قبل أن أنضم إلى المنظمة، الرئيس المشارك لدعم التنمية الزراعية في أوكرانيا. وحتى بعد انضمامي إلى المنظمة، لطالما عملت هذه الأخيرة بشكل وثيق مع مزارعي أوكرانيا وسكانها.

 

22-      واليوم، في إطار سعينا إلى إيجاد منظمة أفضل للأغذية والزراعة، نواجه تحديات جديدة؛ ولكن، وكما لطالما ردّدت، يتيح لنا ذلك فرصة جديدةً أيضًا. فقد تكيّفت المنظمة وتطوّرت للاستجابة للنداء الدولي للدعم والتضامن.

 

23-      وهذه السنوات الأربع الأخيرة دوّنت فصلًا جديدًا في تاريخ المنظمة، بالاسترشاد بالماضي. وإليكم أفكاري للمستقبل.

 

24-      أوّلًا وقبل كل شيء، يتوقف نجاح المنظمة على شعور أعضائها بتولي زمام الأمور والثقة والدعم. ثانيًا، يجب أن تسمح حوكمة المنظمة باعتماد نهجٍ قائم على القواعد، بما يتفق مع النصوص الأساسية للمنظمة. وهذه جميعها النقاط العشر التي أذكرها هنا. هذه أفكاري وملاحظاتي بعد مرور أربع سنوات، حول كيفية التفاعل مع أعضائنا، وموظّفينا وشركائنا. وهذا هو القاسم المشترك بيننا الذي يجب أن ننطلق منه للسنوات الأربع القادمة. وهذه هي النقاط العشر التي آمل أن تتمكّنوا من تبنيها، وعندها يمكننا اعتماد لغة مشتركة في المستقبل.

 

25-      ولكن الأهم الآن هو أن نرى كيف يمكن للمنظمة أن تساهم في بناء عالم أفضل. أقتبس هنا دستور المنظمة، وما زال أمامنا الكثير من العمل للقيام به معًا. وأركّز على الأفضليات الأربع، التي لدينا لكلّ منها ثلاثة إجراءات أو أكثر تركز على مجالات التأثير ذات القيمة المضافة. وخلال السنتين الماضيتين، أجريتُ مناقشات طويلة ومهمة مع القادة الرئيسيين في المنظمة بالاسترشاد بالأفضليات الأربع ومجالات الأولوية البرامجية العشرين. وبالنسبة إلى إنتاج أفضل، هناك سلاسل القيمة، ومبادرة "بلدٌ واحد، منتج واحد ذو أولوية"، ومبادرة الموجة الزرقاء التي تقود التحوّل الأزرق، وتحديث مدارس المزارعين الحقلية.

 

26-      وبالنسبة إلى تغذية أفضل، ثمة أيضًا ثلاثة أو أربعة مجالات. ثم بيئة أفضل وحياة أفضل، مع عدم ترك أي أحد خلف الركب. ومبادرة العمل يدًا بيد، والتحوّل الريفي الشامل والقادر على الصمود، وغير ذلك.

 

27-      وإضافة إلى ذلك، هناك الأبعاد الخمسة الرئيسية للسنوات الأربع المقبلة. أوّلًا، ينبغي مواصلة زيادة حشد الموارد وتعزيز الشراكات التقليدية والجديدة لأنه جرت العادة على اعتمدنا على بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. وما زلنا نريد الاستمرار، ولكن أيضًا استكشاف شراكات جديدة مع المؤسسات المالية الدولية، والمصارف الإقليمية وغيرها من القوى الاقتصادية الناشئة. فهي أهبة الاستعداد لدعم المنظمة.

 

28-      ثانيًا، ينبغي الاستفادة بالكامل من إمكانات المنظمة والنهوض بالابتكار وتوجيه التحوّل. ويتعيّن على المنظمة أن تنشئ مركز امتياز في مجال الزراعة الرقمية، وأن تحدّد ما تعنيه المصلحة العامة من وجهة نظرها. كما ينبغي أن نوفّر تحليلاتٍ قائمة على البيانات والعلوم، وأن نصدر مطبوعات رئيسية.

 

29-      ونريد أيضًا الاستعانة بالمعارف التقليدية. ونحن نسعى إلى إقامة متحف عالمي للأغذية والزراعة وشبكة تضم نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة الرقمية بالطبع.

 

30-      ثالثًا، ثمة منتدى الأغذية العالمي حيث يتعلق الأمر بالنهوض بخطة استثمار مصمّمة خصيصًا وتوفير دعم متين للبلدان الأقلّ نموًا.

 

31-      رابعًا، ينبغي تعزيز قدرات المنظمة وإمكاناتها لخدمة الأعضاء. فإذا لم تكن المنظمة بحدّ ذاتها مجهّزة بشكل جيد ومحدّثة، فكيف لها أن تدعم أعضاءنا، وخاصةً الأكثر ضعفًا من بينهم؟ لذا، يتعيّن علينا أن نحسّن تنمية الموارد البشرية وأن نستقطب المواهب من جميع أصقاع العالم.

 

32-      وخلال السنوات الأربع المقبلة، سيتمثل أحد الأحداث المهمة في اقتراب المنظمة من الذكرى الثمانين لتأسيسها. فنحن نسعى إلى أن تكون المنظمة منظمة أكثر ديناميكية وحداثة وجمالًا.

 

33-      وفي ما يتعلق بنقاط الدخول الخمس الحرجة، تعمل المنظمة على زيادة دعمها للدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقل نموًا والبلدان النامية غير الساحلية، لبناء قدراتها على التكيّف والاستجابة للاحتياجات المحددة للفئات السكانية الضعيفة في هذه البلدان، من خلال حشد الموارد. وستنشئ المنظمة شبكة تعاون عالمية خاصة بسلاسل القيمة المستدامة للبحث والتطوير والاستثمار والإنتاج في مجال الزراعة المدارية. ذلك أن البلدان المدارية وشبه المدارية تشكّل أكثر من 113 من الأعضاء. وهناك عدد من البلدان الكبيرة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند والبرازيل، الواقعة أيضًا في أجزاء كبيرة من المناطق المدارية وشبه المدارية. وبالتالي، يمكن أن تتشاطر بعضًا من تجاربها مع باقي البلدان المدارية.

 

34-      كما ستقوم المنظمة بوضع استراتيجيات عالمية للصحة وإنتاج البروتين الحيواني المنخفض الكربون، بما يقلّل من الضغط على الموارد والاستثمار. والأمر يتعلق بإحدى المسائل المهمة المرتبطة بتغيّر المناخ في قطاع الزراعة، وخاصة في إنتاج البروتين الحيواني. فنحن بالتأكيد بحاجة إلى البروتين الحيواني من أجل تحقيق التنمية، ولكن كيف لنا أن نقلّل من آثاره على البيئة؟

 

35-      كما تستجيب المنظمة لأزمات المناخ، وتولي الأولوية لنظم الحراجة الزراعية التي تتمتع بالقدرة على التكيّف والصمود.

 

36-      وستلتزم المنظمة التزامًا كاملًا بالتوصيات الصادرة عن لجنة الإشراف الاستشارية، والاستعراضات الخارجية المهنية ذات الصلة، وعن وحدة التفتيش المشتركة وشبكة تقييم أداء المنظمات المتعددة الأطراف. فهذه التوصيات وشيكة ومحط ترحيب.

 

37-      وأخيرًا وليس آخرًا، ما تعتزم المنظمة إنجازه صراحًة في السنوات الأربع القادمة سيتطّلب منا العمل معًا ومضافرة جهودنا للمضي قدمًا معًا. وأعيد التأكيد أنني سأعمل، في السنوات الأربع القادمة، بشكل وثيق معكم أيها الشركاء، ومع فريق القيادة والموظفين لترجمة استراتيجية المنظمة إلى أفعال ملموسة، وتحويل المبادرات إلى نتائج. وستكون شبكتنا العالمية في موقع أفضل للمساهمة بشكل أكبر. وشكرًا على حسن إصغائكم.

 

السيدة Nosipho Nausca-Jean NGCABA(رئيسة المجموعة الإقليمية لأفريقيا)

 

أرحّب بمرشحنا الخاص لمنصب المدير العام. وإن جنوب أفريقيا تلقي هذا البيان بالنيابة عن المجموعة الإقليمية لأفريقيا بالإضافة إلى تنزانيا والسنغال وليسوتو والمغرب والنيجر.

 

وتودّ المجموعة بادئ ذي بدء أن تتوجه بالشكر إلى المدير العام على تحديد رؤيته لولايته الثانية كمدير عام لمنظمة الأغذية والزراعة، والتزامه، كما ذكر، بالنهوض بالأمن الغذائي في أفريقيا. وفي هذا الخصوص، تودّ المجموعة أن تطرح على المدير العام السؤالين التاليين.

 

أوّلًا، هل ستشكِّل الاستعانة بالخبرة الأفريقية في عمل المنظمة أولوية في ولايتكم الثانية؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف وأين ستُستخدم هذه الخبرة؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلم لا؟

 

وسؤالنا الثاني هو كالآتي: هل يعتقد المدير العام أن الأزمة الغذائية العالمية قد أكدت الحاجة إلى زيادة الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية الرئيسية؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف ستقوم المنظمة بتشجيع ودعم إنتاج المحاصيل الأفريقية اليتيمة والأسمدة الأفريقية، واستخدامها والاتجار بها؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلم لا؟

 

سآخذ الكلمة مجددًا بعد الاستماع إلى إجابات المدير العام.

 

المدير العام

 

شكرًا سعادة السفيرة على أسئلتكم الوجيهة المتصلة بالتنمية الأفريقية، والأهم من ذلك، باحتياجات البلدان الأفريقية.

 

سأجيب بدايةً على سؤالكم الأول. إن البلدان الأفريقية تتمتع بإمكانات كبيرة، ليس بأراضٍ شاسعة وتنوّع بيولوجي كبير فحسب، وإنما أيضًا بالخبرة. وحدها أفريقيا هي قارة الأفريقيين. ولا يسعنا أن نتعلّم سوى بالعمل مع الخبراء المحليين في أفريقيا، وبعدها يمكننا أن نقدّم خدمات ملائمة بدرجة أكبر لدعم التنمية الأفريقية. وهذا،أوّلًا وقبل كل شيء، واضح جدًا من الناحية السياسية.

 

ثانيًا، كيف لنا أن نتعلّم معًا؟ يمكننا ذلك بفضل المقرّ الرئيسي للمنظمة والشبكة. وأنا مستعدّ لتقديم ما يلزم من دعم. وقد بدأت فعلًا، خلال السنوات الأربع الأخيرة، هذا التعاون عبر القارات. ومنذ أربع سنوات، سمعتُ هذا السؤال من أفريقيا، أي كيف يمكن الاستعانة بالخبرة الأفريقية في أقاليم أخرى. ويمكنكم أن تروا الآن أنه تم إيفاد الكثير من الخبراء الأفريقيين من أفريقيا إلى آسيا وأمريكا اللاتينية والعكس صحيح، ليكونوا ممثلين للمنظمة. لأن الأفريقيين يجدون الخبرة في أقاليم أخرى، ثم ينقلونها إلى قارتكم. وهنا يكمن جمال شبكات المنظمة وقيمتها. ولسنوات طويلة، لم تستخدمها المنظمة. ولذلك، أشجّع التعاون عبر القارات.

 

ثالثًا، ينبغي أن تشكّل الاستعانة بالخبرة الأفريقية فرصةً عادلة ومفتوحة وقائمة على الجدارة بالنسبة إلى المرشحين المتقدمين من أفريقيا.

 

وأخيرًا وليس آخرًا، أردنا أن دعم أيضًا أفريقيا بحيث تقدّم خدمات إرشاد معزّزة في مجال نقل التكنولوجيا.

 

وأمّا بالنسبة إلى سؤالكم الثاني، ستكون إجابتي أقصر لأنكم تنتجون في أفريقيا كمياتٍ أكبر بموارد أقلّ. وثانيًا، تتمتعون بإمكانات هائلة في ظلّ سياسات واستثمارات مناسبة والابتكار في مجال العلوم. ولا يمكنكم القيام بذلك لتحقيق أمنكم الغذائي فحسب، بل يمكنكم أيضًا أن تصبحوا السلة الغذائية العالمية المحتملة في غضون 30 عامًا، قبل عام 2063، وقد ذكرتُ ذلك مرات عدة، قبل أن أحتفل بعيد ميلادي المائة. وبالمناسبة، لقد سررنا البارحة بالاحتفال بعيد ميلاد السيدة Beth Bechdol الخمسين. فلنمنح أنفسنا 50 سنة أخرى.

 

اعملوا من أجل أفريقيا أوّلًا واحصلوا على الكثير من الأغذية الأساسية. وأعتقد أنه يمكنكم تحقيق التوسّع الحضري والتصنيع، وبالتالي تحسين الدخل. وعندها، يمكنكم استيراد المزيد من الأغذية الأساسية من أقاليم أخرى تنتج هذه الأغذية مع مراعاة البيئة. ولكن بالنسبة إلى المنتجات القابلة للتلف، والنقل لمسافات قصيرة، ينبغي إنتاج السلع المراعية للبيئة محليًا، فهي أفضل. ولكن بطبيعة الحال، أنتم بحاجة إلى إدارة سلسلة التبريد وسلسلة القيمة وتحسين البنية التحتية أيضًا. والأهم، أنتم بحاجة إلى بناء قدرات في مجال سلامة الأغذية للتحقّق من جميع الأغذية المنتجة محليًا والأغذية المصدرة إلى أفريقيا، وعندها ستجدون أنفسكم في موقع جيد يخوّلكم تسريع وتيرة إقامة منطقة للتجارة الحرّة.

 

السيدة Nosipho Nausca-Jean NGCABA(رئيسة المجموعة الإقليمية لأفريقيا) 

 

شكرًا جزيلًا حضرة المدير العام على إجاباتكم الشاملة. فالمجموعة الإقليمية لأفريقيا تتطلّع إلى مواصلة تبادل الآراء معكم حتى انعقاد الانتخابات في مطلع يوليو/تموز 2023. ونؤكد لكم دعمنا لإعادة انتخابكم.

 

السيد Khalid MEHBOOB(نائب رئيس المجموعة الإقليمية لآسيا)

 

سأطرح ثلاثة أسئلة بالنيابة عن المجموعة الإقليمية لآسيا. ونودّ بادئ ذي بدء أن نشكر المدير العام على تحديد رؤيته للمنظمة. والآن سأطرح الأسئلة الثلاثة.

 

السؤال الأوّل هو كالآتي: لقد شدّدتم خلال ولايتكم على العلوم والابتكار في قطاع الزراعة، بما في ذلك الزراعة الرقمية. كيف ساهمت المنظمة في تحوّل النظم الزراعية والغذائية المستدامة في السنوات الأربع الماضية؟ وكيف يمكن للمنظمة توسيع القدرات التكنولوجية للبلدان النامية وتعزيزها؟ وكيف يمكن للعلوم والابتكار توفير حلول للتحديات المرتبطة بالمياه، بما فيها ندرة المياه، وخاصة في آسيا؟

 

السؤال الثاني: في ظلّ تدهور حالة الأمن الغذائي في العالم، ما نوع الأنشطة التي يجب إيلاء الأولوية لها، وكيف ينبغي تعزيز سلسلة المبادرات الرئيسية، من قبيل مبادرة العمل يدًا بيد أو مبادرة "بلدٌ واحد، منتج واحد ذو أولوية"؟

 

وأما السؤال الثالث فيتعلق بالشواغل المشتركة لإقليم آسيا التي تشمل نقص التمثيل، وتحسين استفادة المزارعين بفضل نظم زراعية مستدامة، والتكيّف مع تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره. وما هي رؤيتكم لمعالجة هذه المشاكل؟

 

المدير العام

 

لقد طرحتم ثلاثة أسئلة، ولكنها في الواقع سبعة. كيف لي أن أجيبكم؟ ما هي الأسئلة الثلاثة الأهم؟ فهمت من ذلك أنه تفكير آسيوي نموذجي. يبدو بسيطًا ولكنه عظيم.

 

أوّلًا، تسألون عمّا حقّقتُه من خلال سلسلة تنفيذ من المبادرات. بالطبع، لا يمكنني أن أحكم بنفسي، ولكن بسبب الجائحة وبفضل منظمتنا الرقمية، أطلقنا مبادرة العمل يدًا بيد. وكان السيد Hans Hoogeveen سفيرًا سابقًا. وطرح عليّ أسئلة بشأن كيفية استخدام هذه المبادرة. والآن يمكنني أن أطلعكم على هذا الأمر. فمبادرة العمل يدًا بيد تشكِّل تغييرًا في نموذج الأعمال، وليست مسألة تتعلق بالموارد المالية، بل بكيفية تسريع وتيرة توفير المساعدة للأعضاء بكفاءة وفعالية، وذلك لأننا أصبحنا الآن في العالم الرقمي، وخاصةً آسيا. وهذه هي مبادرة العمل يدًا بيد.

 

وإضافةً إلى ذلك، هناك الاتساق التعاوني ضمن منظومة الأمم المتحدة ومع القطاع الخاص أيضًا. ولهذا السبب، تجمع المبادرة بين خمسة شركاء رئيسيين- الحكومات، مثل حكومات بلدانكم، والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المزارعين ومنظمات دولية أخرى، وليس فقط منظمات الأمم المتحدة. ومبادرة العمل يدًا بيد هي منصة. وما هو الاقتصاد الرقمي المشترك؟ إنه منصة أيضًا. وإن العديد من المنظمات كبيرة أكانت أم صغيرة، غنية أم فقيرة، لم تكن تعرف كيفية إنشاء منصة.

 

وبالاستناد إلى ما اكتسبته على مدى 20 عامًا من خبرة في الصين، أنشأنا العديد من المنصات الكبيرة والصغيرة، حيث تتفاعل الجهات الفاعلة الرئيسية مع بعضها البعض وتساعد عملاءنا لأن مصادرنا محدودة- هذا حقيقة. ولهذا السبب، بات الحلّ الرقمي لجزر المحيط الهادئ يحظى بالمزيد من الاستثمارات. فبنغلاديش وغيرها من البلدان الآسيوية، وحتى نيبال، تستقطب المزيد من الاستثمارات في النظم الزراعية والغذائية. وهذا يعتبر إنجازًا.

 

كما أُطلقتمبادراتٌ أخرى، مثل مبادرة "بلدٌ واحد، منتج واحد ذو أولوية". ففي العديد من البلدان النامية، ليس فقط في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، إذا تساءلتم عن الفجوة القائمة بين البلدان المتقدمة والنامية، فستلاحظون فجأة وجود سلعة واحدة من البلدان المتقدمة معروفة جيدًا: نقول دائمًا القهوة. ولكن ما هي السلعة الأفضل؟ ربما لديكم رأي مختلف. أو النبيذ. الآراء مختلفة. ولكن إن سألتم المستهلكين، من الأرجح أن معظمهم سيذكر منتجات ترد من البلدان المتقدمة.

 

إذًا، ففي ظلّ مبادرة "بلدٌ واحد، منتج واحد ذو أولوية"، سترون أننا سننظّم معرض السلع في المقر الرئيسي للمنظمة، خلال منتدى الأغذية العالمي. وهذه هي الخطوة التالية. وسنجعل هذا المعرض جذابًا ليس فقط للحكومات، وإنما أيضًا للمستهلكين ورجال الأعمال الذين يأتون إلى المنظمة. أعتقد أن هذه هي الخطوة الأولى.

 

ثانيًا، بشأن تدهور الحالة. في آسيا عامةً، يتمثل العائق الأكبر في الأرض. والحلّ الوحيد يكمن في الابتكار والسياسات التمكينية. ولكن ميزة آسيا هي أن عدد السكان فيها كبير، ما يعني قدرة شرائية كبيرة محتملة للمستهلكين. فكيف يمكن تحويل مزايا الموارد الطبيعية المحتملة إلى منافع اقتصادية محتملة. وهذا ما يجب أن تعمل آسيا على تحقيقه مع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي. وهذا ما فعلتموه. وهذا ما لطالما فعلتموه. ولهذا السبب، كان الاقتصاد الآسيوي واعدًا جدًا في السنوات الأربع الماضية.

 

ويجب أن أقول لكم الآن إنّ زيادة بنسبة 85 في المائة في الاشتراكات المقرّرة في المنظمة سترد من آسيا في السنتين القادمتين. وهذا ما تشير إليه معايير الأمم المتحدة. لقد تطوّر الاقتصاد الآسيوي بشكل جيد جدًا، بالاستناد إلى تنمية النظم الزراعية والغذائية، والبيئة والتنمية المستدامة والتوسّع الحضري والتصنيع. وهذه حقيقة لا يدركها كثيرون. لقد قرأت تقرير المستشار الألماني بعد عودته من الصين وفييت نام. وقال لنا،كزعيم أوروبي، كيف ينبغي لنا أن ننظر إلى التقدم الذي أحرزته آسيا خلال السنوات الأربع الماضية.

 

وثالثًا، سألتم عن الخبرات التي اكتسبتها آسيا والتي يمكننا الاستفادة منها. فقد أجريتُ محادثات مع عدد من القادة في آسيا، وينبغي لسنغافورة أن تضطلع بدور قيادي في الجزر الصغيرة لأن سنغافورة هي واحدة فقط من بين الجزر الصغيرة الأغنى. وهي ليست من الدول الجزرية الصغيرة النامية، ولكنها من البلدان الجزرية الصغيرة. كما يمكن للمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة من إندونيسيا والصين وفييت نام وكوريا والهند اليابان أو حتى بنغلاديش أن يتشاطروا خبراتهم مع العالم.

 

وبإيجاز، سيستفيد المزارعون من أصحاب الحيازات الصغيرة، الذين يشكّلون 85 في المائة من المزارعين في العالم، من الحكمة الآسيوية والتواضع الآسيوي والابتكار الآسيوي. وهذا هو حلّنا أو خيارنا البديل.

 

السيد Khalid MEHBOOB(نائب رئيس المجموعة الإقليمية لآسيا)

 

شكرًا حضرة المدير العام على إجاباتكم المفصلة والشاملة على أسئلة المجموعة الإقليمية لآسيا. لقد شعرنا بالارتياح لسماع آرائكم ورؤيتكم بشأن آسيا.

 

المدير العام

 

نظرًا إلى الزيادة الحادة في الاشتراكات المقرّرة، والتمثيل الناقص للأعضاء، ومعظمهم من آسيا: إندونيسيا، وسنغافورة، والصين، وفييت نام، وكوريا، والهند، واليابان. وإن أخذتم في الاعتبار تركيا، لكنها بالطبع غير تابعة لآسيا، وأيضًا المملكة العربية السعودية وبلدان الشرق الأدنى.

 

دعونا نعمل معًا، من الجانبين. وأيضًا أمريكا. أعرف أن أمريكا ستطرح عليّ أيضًا أسئلةً عن التمثيل الناقص. ونحن بحاجة إلى العمل مع كل هذه المجموعات. لأنه إذا كنتم تطلبون مني عملية توظيف شفافة وقائمة على الجدارة، فإنه، في الوقت ذاته، تطلبون منّي أيضًا تسريع حلّ المسائل المتصلة بالتمثيل الناقص.

 

من جهة المنظمة، دعونا إلى أن تجتذب وظائف المنظمة وولاياتها جيل الشباب لكي يقدموا طلباتهم للوظائف الشاغرة. ولكن في الوقت ذاته، يتعيّن على الأعضاء أن يستثمروا قليلًا في المنظمة، من خلال برنامج الموظفين الفنيين المبتدئين أو التدريب الداخلي. فلنسمح لهم بالإلمام بالمنظمة والمجالات ذات الصلة. ويمكنكم أن تتعلّموا من تجربة فرنسا قبل 20 عامًا. فاليوم، بات جيل الشباب في فرنسا يتقن اللغة الإنكليزية جيدًا، وبالطبع يفهم النظم الزراعية والغذائية بشكل جيد جدًا.

 

وقد وظّفتُ مؤخرًا عددًا من الأشخاص من فرنسا وبريطانيا لأنهم من خارج المنظمة بمستوى مد-2. ولذا، أرجو من آسيا أن تستخلص الدروس من بعض الدول المتقدمة التي مرّت بالفعل بهذه التجربة قبل 20 عامًا.

 

السيدة Daniela ROTONDARO(رئيسة المجموعة الإقليمية لأوروبا)

 

شكرًا حضرة المدير العام على تقاسم بيانكم معًا، من الرؤية إلى العمل. منظمة الأغذية والزراعة هي منظمة في خدمة جميع أعضائها لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وسؤالي يتعلّق تحديدًا بما تريدون تحقيقه لإقليمنا في ولايتكم الثانية؟

 

وأمّا سؤالي الثاني فهو كالآتي: كيف ستعزّزون حوكمة المنظمة ونهج "توحيد أداء الأمم المتحدة" في عمل المنظمة؟ بالطبع، هذا يتجاوز الوكالات التي توجد مقارها في روما. وفي ما يتعلق ببرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، نودّ أن نعرف ما هي أولوياتكم بالنسبة إلى العمل مع البرنامج لبناء القدرة على الصمود في وجه الصدمات وتحسين الأمن الغذائي؟

 

المدير العام

 

شكرًا على أسئلتكم. سؤالان فقط؟

 

السيدة Daniela ROTONDARO(رئيسة المجموعة الإقليمية لأوروبا)

 

نعم.

المدير العام

 

لقد توقعتُ أسئلة أكثر من أوروبا. وهذا يفاجئني. إذ لم أتوقع كل هذه الأسئلة من آسيا. أحيانًا، تتبدّل الأمور بسرعة حتى أنني لا أستطيع مواكبتها. على أية حال، هذا يسرّني أيضًا.

 

أوّلًا، أنا أقدِّر التزام إقليم أوروبا ودعمه الطويلي الأمد، وخاصة أوروبا الغربية، أو التي كانت تُسمّى غرب أوروبا، حين كنتُ يافعًا. أوروبا الغربية تعني التقدّم في التكنولوجيا والتقدم في الاستثمار وأيضًا التقدّم في مجال الإدارة. وهذا ما يمكننا أن نتعلّمه. وقد حان الوقت لنتعلّم من بعضنا البعض.

 

وأنتم تمنحون الكثير من الموارد والتكنولوجيا والخبرة. ولهذا السبب، لدينا في مبادرة العمل يدًا بيد جهة مانحة وجهة متلقّية. ولكن يتعين على أوروبا أحيانًا أن تكون الجهة المتلقية. وقد أجريتُ محادثات جدية مع الوزراء والمفوّضين المعنيين.

 

أوّلًا، لقد قدّمت بالفعل اقتراحًا لبعض الوزراء والمفوّضين. انظروا إلى أوروبا، من شمالها إلى جنوبها. إنها قارة كبيرة جدًا، لكن ليس بالنسبة إليّ، لأنني وبصراحة معتاد على العمل على هذا النطاق: من هيلونغجيانغ، الشبيهة ببلدان الشمال، ومن هاينان الأكثر حرًّا من قبرص.

 

وآمل حقًا أن تستفيدوا من خبرتي وخلفيّتي، لأنني الشخص المناسب لفهم أوروبا. فقبل 38 سنة، عام 1985، كنت مساعدًا للهولنديين في أول معرض زراعي لي في بيجين. وبشكل أكثر تحديدًا، استخدمتُ حقًا منصبي كخبير محايد ومهني في المنظمة لتصميم تقسيم المناطق الزراعية الإقليمية.

 

فعلى سبيل المثال، آيسلندا ليست المكان المثالي لإنتاج الفاكهة أو حتى بعض الأغذية الأساسية. ولكن ما هي القيمة المحددة لآيسلندا في النظام الأوروبي برمّته وفي العالم كلّه؟ قد يكون لدى النرويج أو قبرص أو مالطا أو الدول الكبيرة، مثل فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا أو إسبانيا، قيمة خاصة بها. ولكن لا يمكنكم تغطية جميع السلع بطريقة تنافسية حتى داخل أوروبا. عليكم أن تخرجوا من نطاق أوروبا، لأنكم ستواجهون منافسةً من بلدان ليست بعيدة، على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط. هذا موقعكم التاريخي. ولا يمكنكم تغيير ذلك.

 

وآمل صراحًة أن تكونوا مستعدين للقيام بذلك، استنادًا إلى ما ستطلبونه. فنحن قد فعلنا ذلك قبل 35 عامًا في الصين. إذ تنافست مقاطعات مختلفة بين بعضها، ثم وضعنا الخطوط التوجيهية بشأن التنمية الإقليمية الشاملة للنظم الزراعية والغذائية.

 

ثانيًا، كيف نجعل المؤسسات الأوروبية العلمية والأكاديمية تعمل معًا، لدعم المنظمة وبناء القدرة التنافسية أيضًا في العالم. فقارتكم هي إحدى القارات الرائدة والمتقدمة. وهذه مسألة لا تتعلق بأوروبا فحسب إنما بالعالم ككل. وهذان هما الأمران اللذان أردتُ حقًا أن أتطرّق إليهما بشكل محدد، سيما أنهما متصلان بخبرتي وبولاية المنظمة.

 

وبالنسبة إلى التعاون مع الوكالات التي توجد مقارها في روما، فهذه لحظة تاريخية أيضًا. وبات لدينا الآن مديرة تنفيذية جديدة لبرنامج الأغذية العالمي، سعادة السفيرة Cindy McCain. قلبها كبير وخبرتها طويلة. كما لدينا رئيس جديد نوعًا ما للصندوق الدولي للتنمية الزراعية من أوروبا، من إسبانيا. وقد سبق وأن عقدنا اجتماعًا غير رسمي. كما سنعمد إلى التنسيق بين المقار الرئيسية، وبعد ذلك سنشرع في وضع تصميم شامل على المستوى القطري. ربما يمكننا الوصول إلى توافق في الآراء بداية مع 10 أو 20 بلدًا مستعدّين لتقديم المعونة الطارئة لتنمية النظم الزراعية والغذائية وللخدمات المالية.

 

فعلى سبيل المثال، تحتاج جنوب أفريقيا، وليس فقط البلدان الضعيفة، معرفة كيفية تسريع عجلة تحويل النظم الزراعية والغذائية. ونحن ثلاث منظمات نتعاون ونضع تصميمًا بهذا الشأن. وليس من المفترض أن تكونوا متلقّين للمساعدة الإنسانية، ولكن ستصبحون القاعدة، قاعدة المنتج أو مزوّدي المنتج، فتطّلعون على كيفية إنتاج الأغذية في جنوب أفريقيا دعمًا لبلدان أخرى. وهذا ما يمكن لبرنامج الأغذية العالمي أن يقدّمه. ثم بالطبع يمكن لمنظمة الأغذية والزراعة أن تنظر في كامل منظومة النظم الزراعية والغذائية، وبعدها في الخدمات المالية التي تحتاجونها.

 

أنتم لديكم المواد المالية. وأعرف أن الحكومة المحلية في جنوب أفريقيا، لديها الكثير من المواد المالية المتبقية دائمًا في نهاية العام، على حدّ علمي. وبعدها ينبغي معرفة كيف استحداث منتجات مالية جديدة لدعم المزارعين في بلادكم، أكانوا من كبار أم صغار المزارعين. ثمّ، يجب اكتساب الخبرة في الجزء الجنوبي من أفريقيا. فمن الناحية المثالية، بلدكم ليس فقيرًا ولكن في بعض البلدان الفقيرة، ربما يمكن أن يضطلع برنامج الأغذية العالمي بدور حاسم أكثر. ولكن يجب البدء بالقدرة الشرائية، وبكيفية تحويل النظم الزراعية والغذائية.

 

وقد انكببتُ على التفكير طيلة أربع سنوات لأنني أجريت نقاشًا منذ ثلاث سنوات مع السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية، السيد Kip Tom. فهو رجل أعمال ناجح جدًا في الأعمال التجارية الزراعية. وكذلك،


السيد David Beasley. ولكن لسوء الحظ، تفشّت الجائحة ولم نتمكن من المضي قدمًا. ولكنها اليوم جدّدت أفكاري الأصلية. وكنتُ قد أجريت نقاشًا غير رسمي معهما، وسنحاول بعد شهر يوليو/تموز القيام برحلة مشتركة والعمل معًا أيضًا على مستوى المقر الرئيسي، لنرى كيف يمكن لنا أن نشكّل مجموعة عمل فعلية على المستوى القطري تطلب من مكاتبنا وممثلينا أن يعملوا معًا.

 

وكذلك، في ما يتعلّق بالصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي، ليس من الضروري إقامة العديد من المكاتب القطرية. إذ يمكنهما استخدام شبكة المنظمة.

وآمل أن تتمكنوا من تقديم دعم كجهات مانحة. فهذا تعاون حقيقي بين الوكالات التي توجد مقارها في روما.

 

السيدة Monica ROBELO RAFFONE(رئيسةمجموعة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي)

 

لدينا ثلاثة أسئلة. نحن مهتمون بالاطّلاع على رؤيتكم المحددة بشأن مستقبل المنظمة المالي. هل تعتقدون أنه من الممكن ضمان الاستقرار المالي في المنظمة من الميزانية العادية وتسديد الاشتراكات المقررة من جانب الأعضاء في موعدها، أو أنه لا مفرّ من اعتماد المنظمة على المساهمات الطوعية؟ وعلى أية حال، كيف ستضمنون ألاّ تكون إدارة المنظمة، ومجالات التركيز في عملها وإجراءاتها على أرض الواقع محددةً بالمساهمات الطوعية التي ترد من عددٍ محدود من البلدان؟

 

وكما تعلمون، منظمة الأغذية والزراعة هي لجميع أعضائها، بما في ذلك البلدان المتوسطة الدخل والدول الجزرية الصغيرة النامية. فكيف تعتزمون معالجة احتياجات هذه البلدان وشواغلها، وخاصة البلدان في إقليم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي التي ما زالت تواجه التحديات من حيث الأمن الغذائي وسوء التغذية بجميع أشكالها والفقر الريفي؟

 

وفي العديد من البلدان، ثمة حديث عن الحاجة إلى خدمات إرشاد جديدة تستجيب للديناميكية الجديدة في القطاع الريفي. فما هي التدابير التي تقترحونها لضمان وصول معارف المنظمة إلى المنتجين في البلدان النامية، وخاصة صغار المنتجين، بحيث يساهمون من حقولهم في الأفضليات الأربع التي اقترحتموها، ويستفيدون منها؟ وكيف يمكنكم قياس نجاح هذه الجهود؟

 

المدير العام

 

لقد طرحتم أيضًا أكثر من ثلاثة أسئلة في نهاية المطاف.

 

أوّلًا، أعرف أن إقليمكم شعر لسنوات بالقلق بعض الشيء إزاء التوازن بين الاشتراكات المقررة والمساهمات الطوعية. من سيتحدث بصوت أعلى لدفع توجهات المنظمة؟ لقد كان الأمر نفسه قبل مجيئي إلى روما. ولكنكم بحاجة إلى أن تحدّدوا دور الاشتراكات المقررة ووظيفتها، وما هو المجدي حقًا بالنسبة إلى المساهمات الطوعية. وهذا الأمر لا يتوقف فقط على مصدر الموادر ائلمالية، وإنما أيضًا على الغرض من الحصول على هذه الموارد. لذا، يجب أن تكون المساهمات موجّهة نحو الغرض المنشود. ولهذا السبب، أطلب زيادة طفيفة في الاشتراكات المقررة. وهذا يُظهر إرادتكم السياسية في تملّك هذه المنظمة.

 

فهذه المنظمة هي بطبيعتها وكالة حكومية دولية متخصصة ضمن أسرة الأمم المتحدة. ولكنها تتمتع بالاستقلالية من الناحية القانونية، وتعمل بالاستناد إل دستورها ونصوصها الأساسية. ولهذا السبب، لطالما ردّدتُ ذلك لسنوات وطلبتُ من الأعضاء والموظفين والإدارة احترام النصوص الأساسية. هذه هي نقطة البداية.

 

ونحن نأخذ ذلك بعين الاعتبار ونزيد الاشتراكات المقرّرة للحفاظ على قدراتنا الأساسية. فإذا لم تكن لدينا الخبرة الأساسية في شُعبتي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، فكيف لنا أن نعالج المشاكل ذات الصلة؟ لقد خسرنا على مدى السنوات الماضية قدراتنا في مجال الخبرة الفنية. ولهذا السبب، أبذل جهودًا كبيرة. ربما هناك الكثير من الأمور التي لم تكونوا على علمٍ بها في السنوات الأربع الماضية.

 

لقد عزّزتُ قدرات الامتياز في المعرفة والتكنولوجيا من خلال الإصلاح الهيكلي، وخلق منصبي رئيس العلماء ورئيس الخبراء الاقتصاديين، وإنشاء كل تلك المكاتب والمراكز المشتركة ذات الصلة. إضافةً إلى إقامة الصكوك والآليات لحماية المنظمة باعتبارها وكالة حكومية دولية متخصصة وتابعة للأمم المتحدة.

 

وبالطبع، أنتم تشعرون بالقلق من أنه إذا لم نرفع الاشتراكات المقررة بشكل مناسب، فإن الجهات المانحة ستعمد إلى تقديم المزيد من المساهمات الطوعية. لا تقلقوا. أتعرفون لماذا. لأني اعتمدتُ ترتيبات جدية في الإطار الاستراتيجي. ويمكن لبعض كبار المسؤولين هنا، مثل السيد Khalid Mehboob، أن يخبروكم بذلك. انظروا إلى الإطار الاستراتيجي للمنظمة قبل قدومي. صراحًة، لم يكن جديًا.

 

إذ وحده الإطار الاستراتيجي يمكنه أن يؤطّر مجال عملنا. لذا، ينبغي للمساهمات الطوعية أن تتماشى مع الإطار الاستراتيجي ومجالات الأولوية البرامجية العشرين، والأفضليات الأربع وغيرها من مجالات الخبرة ذات الصلة. فكلّما تمكنا من الحصول على المزيد من الموارد المالية من المساهمات الطوعية، كان الوضع أفضل لأن الإطار الاستراتيجي يوجّهنا. إذًا يا صديقتي من مجموعة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، لا تقلقي. لديكم الكثير من الأغنام والماعز ولكن أنتم بحاجة إلى سياج.

 

والإطار الاستراتيجي هو سياجنا، لحماية القيم الأساسية للمنظمة. ونحن نسعى إلى جمع 5 مليارات دولار أمريكي. وقد طلبت من السيدة Beth Bechdolومن زملاء آخرين أن "يبذلوا قصارى جهدهم لرفع المساهمات الطوعية قدر المستطاع".

 

وسؤالكم الثاني يتعلق بالأفضليات الأربع، وكيف يمكن للمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة وللبلدان المتوسطة الدخل الاستفادة منها. ونحن ننتقل من البلدان الضعيفة أوّلًا، وهذا ما قلته في البداية منذ أربع سنوات، وليس من السهل أن يقتصر عملنا على البلدان الفقيرة والبلدان الأقل نموًا. فنحن ننتقل إلى البلدان المتوسطة الدخل. وأودّ أيضًا أن أتطرق إلى سؤال إقليم أوروبا.

 

نحن مستعدون لتقديم الخدمات للأوروبيين لأن منظمة الأغذية والزراعة هي وكالة تابعة للأمم المتحدة. إنها عملية عالمية. ونحن في خدمة 194 عضوًا. ولكن أوّلًا، على الأعضاء التحلّي بالإرادة. ثانيًا، إنّ المنظمة قادرة على تقديم الخدمات. هذان هما الجانبان. ولكن إذا كنا نتمتع بما يلزم من قدرات وأنتم تفتقرون إلى الإرادة اللازمة، فهذه ليست غلطتي. ولكن إذا طلب الأعضاء من أوروبا، من البلدان المتوسطة والمرتفعة الدخل، ذلك ولم تكن المنظمة قادرة على فعله، فهذه مشكلتي. بالطبع، نحن بحاجة إلى دعمكم لتعزيز قدراتنا.

 

وبالنسبة إلى المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، والمزارعين الأسريين وكبار المزارعين، أعتقد أنه يمكنهم أن يستفيدوا أيضًا من الأفضليات الأربع. فإنتاج أفضل لا يتعلق بكبار المزارعين فحسب، بل أيضًا بالمزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يوفرون ثلثي الإنتاج الغذائي في العالم. ورغم أن 85 في المائة من المزارعين هم من أصحاب الحيازات الصغيرة، فإنهم يوفّرون ما لا يقل عن ثلثي الإنتاج الغذائي.

 

ولكن ما هي قيمة المزارع الأكبر أو المزارع التجاري؟ إنه يوفّر الاستقرار في سلسلة الإمدادات الدولية، وكذلك إمكانية الحصول على الأغذية وتوافرها، وخاصة في ما يتعلق بالأغذية الأساسية، والسلع الجافة التي ينبغي أن تنقل من قارة إلى أخرى وأن تكون مراعية للبيئة أيضًا.

 

وفي مجال تغذية أفضل، يمكن لأصحاب الحيازات الصغيرة، أن يركّزوا على السلع الأساسية المغذية بشكل أكبر، وغير المناسبة للنقل لمسافة طويلة. وحتى أوروبا ينبغي لها أن تشجّع هؤلاء المزارعين الأسريين الذين ينتجون منتجات قابلة للتلف، أو الولايات المتحدة أيضًا. وينبغي لكم ألّا تنقلوا هذه المنتجات من مكان إلى آخر، لأكثر من 000 1 كيلومتر. ربما هذا جيد من الناحية الاقتصادية، لكنه ليس جيدًا من الناحية البيئية.

 

كانت تلك تجربتي في الصين. كان يتم وقف بعض السلع القابلة للتلف التي كانت تُنقل من هينان إلى بيجين لأن المسافة كانت 000 3 كيلومتر. فمن الناحية البيئية، لم يكن ذلك جيدًا.

 

أخيرًا وليس آخرًا، أعتقد أنه من أجل بيئة أفضل، ينبغي أن نبني حدائق عامة في القرى أو البلدات، أن نبني مدنًا خضراء. ولكن المدن الخضراء ليست مثل روما أو بيجين أو شنغهاي أو نيويورك أو باريس. إذ ينبغي لنا أن ننظر إلى الحدائق الخضراء في المجتمعات المحلية. وهذا ما ناقشته مع زملائي، وسنقيم حديقة الغابات التابعة للمنظمة في روما.

 

والهدف منها توفير منصة لضيوفنا- الوزراء، ونوّاب الوزراء، ورؤساء الدول أو بعض الرؤساء التنفيذيين الأغنياء والشخصيات العامة - ممّن يمكنهم القدوم وغرس شجرة في روما، ونُظهر بذلك تضامننا ودعمنا للتنمية المستدامة في روما وفي إيطاليا. ففي المنظمة، يجب أن نحوّل أقوالنا إلى أفعال.

وأخيرًا...

 

الرئيس

لقد انقضت العشر دقائق المخصصة.

 

المدير العام

 

حسنًا، شكرًا.

 

السيد سيوان بارزاني(رئيس المجموعة الإقليمية للشرق الأدنى)

 

أودّ أن أعرب عن دعمنا الكامل لكم لولاية ثانية على رأس المنظمة. كما نؤيد بشكل تام الإصلاح الذي اعتمدتموه بحيث تصبح المنظمة أكثر مرونة وقدرة على العمل بسرعة وقدرة على استجابة للتحديات العالمية العديدة التي خلّفت آثارًا على النظم الزراعية والغذائية. ونقدّر التعديلات التي أجريتموها لتكون المنظمة أكثر كفاءة.

 

وفي ما يتعلّق بإدارة البرامج والمشاريع والمبادرات العالمية والإقليمية، لقد استضفناكم في اجتماعنا الذي انعقد في 4 أبريل/نيسان وأخذنا علمًا بتعليقاتكم وتوجيهاتكم.

 

وقد أثرتم مسألة آفاق التعاون مع إقليم الشرق الأدنى، وذكرتم أن العمل الجماعي في ظلّ هذه الظروف الاستثنائية مطلوبٌ للتصدّي لتزايد مستويات انعدام الأمن الغذائي والجوع، من دون أن ننسى التحديات الحالية التي أثّرت على النظم الزراعية والغذائية، وهي تغيّر المناخ والتصحّر والأزمات الاقتصادية والنزاعات. ونودّ أن ننتهز هذه الفرصة للتعبير عن بالغ قلقنا في ما يتعلق بتطوّر الأحداث في السودان التي ستؤثر سلبًا على الإقليم ككلّ.

 

حضرة المدير العام، لقد ظهرت تحدياتٌ جديدة، وخاصة تغيّر المناخ وندرة المياه والتصحّر والأزمات الاقتصادية والهجرة غير المسبوقة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، وهي ستؤثر جميعها على الأمن الغذائي في العديد من البلدان.

 

سؤالنا الأول هو كالآتي: ما هي رؤيتكم للتعاون مع إقليمنا؟ فإقليمنا يتمتع، على الرغم من تحديات عديدة، بقدرات بشرية وفرص هائلة بالنسبة إلى القطاع الزراعي والنظم المراعية للبيئة. وفي حال تلقّينا الدعم والمساعدة الملائمين من المنظمة، ما هي الإشارات أو المؤشرات الإيجابية التي قد ترونها لتعزيز التعاون مع بلداننا؟

 

وثانيًا، نقدّر أيما تقدير المبادرات الثلاث، مبادرة العمل يدًا بيد، ومبادرة 1000 قرية رقمية ومبادرة "بلدٌ واحد، منتج واحد ذو أولوية". هل لديكم مبادرات أخرى لنا؟ ونتساءل أيضًا عمّا إن كان من الممكن اعتماد استراتيجية ترمي إلى ضمان الإنصاف في توزيع المياه بين البلدان المشاطئة التي تتقاسم أنهارًا عابرة للحدود، ونتساءل عمّا إذا كان من الممكن صياغة سياساتٍ للبلدان المشاطئة لتقاسم الأضرار من أجل احترام الإنصاف في مشاريعها المائية وخلق فرص للتعاون، بما يهدف إلى خدمة مصالح جميع الأطراف.

 

وثالثًا، ما هي خططكم لمعالجة مسألة العجز في الميزانية، ورابعًا، ما هي رؤيتكم المستقبلية بالنسبة إلى الشراكات مع المنظمة؟ 

 

المدير العام

 

لقد استخدمتم ست دقائق وبات لدي الآن أربع أو خمس دقائق. أوّلًا، يعاني إقليمكم، بكل تأكيد، من أزمات متداخلة كثيرة. ولكن الوضع اليوم إيجابي للغاية، إذ تُسجّل تطورات جديدة في إقليمكم، والمزيد من التضامن والمزيد من الحركات السلمية. وهذا يوفّر فرصةً كبيرة للمنظمة. ولذا نودّ أن نشجّع على تعزيز الإرادة السياسية للانخراط في حوار وتعاون على المستوى الإقليمي أوّلًا. ولهذا السبب، يسرّني أن حكومة بلدكم استضافت المؤتمر الإقليمي بعد سلطنة عُمان، وهذه مسائل داخلية أو إقليمية خاصة بكم. وبالتالي، فبالعمل معًا أكثر فأكثر، ستتاح للمنظمة فرصة أكبر للمشاركة.

 

ثانيًا، أعتقد أيضًا أنه من خلال الإقرار بالجهود المبذولة في إقليمكم، بات لدينا المزيد من الموظفين المؤهلين جدًا للعمل مع الأعضاء في إقليمكم، إضافةً إلى روح الأخوّة.

 

ثالثًا، أعتقد أيضًا أن إدارة المياه وتوافرها وكفاءتها هي قضايا مهمة بالنسبة إلى إقليمكم الآن. ولهذا السبب، اخترنا هذا العام موضوع إدارة الموارد المائية للعام المقبل. وبالنسبة إلى سؤالكم الثاني، وإذا وافق إقليمكم، فإن المنظمة مستعدة للاضطلاع بدور ريادي في تصميم استخدام الموارد المائية بشكل شامل وشمولي في أحواض الأنهار. وهذا مجال خبرتي، فأنتم تعرفون أنني أعمل في هذا الصدد في مجال السدود، نهر يانغتزي، وكذلك أقمتُ في نينغشيا حيث يوجد النهر الأصفر.

 

إذًا، لديّ ما بين 20 و30 عامًا من الخبرة في مجال إدارة الأنهار، يبلغ طولها من أعلاها إلى أسفلها حوالي 6.000 كيلومتر. ويوجد في إقليمكم عدد من الأنهار الكبيرة، ولكن كيف يكون لديكم تصميم شامل وخطوط توجيهية فنية. إذ لا يجوز للمنظمة التدخّل في مسائل متعلقة بالأراضي، ولكن إذا اعتمدتم طريقة شاملة لتصميم تنمية أحواض الأنهار، فسيكون ذلك مفيدًا لجميع الأعضاء. بالتالي، فالأمر يتعلق باحتياجات السياسيين وإرادتهم السياسية في إقليمكم.

 

ثالثًا، في ما يخصّ كيفية تعزيز التعاون مع منظمات أخرى، فقد انضمّ إقليمكم وأقاليم أخرى في المنظمة إلى مبادرة العمل يدًا بيد ومنصة منتدى الأغذية العالمي، ونحن لا نعزّز التعاون فحسب، وليس فقط مع منظومة الأمم المتحدة، إنما نعزّز أيضًا الجوانب المالية والفنية وغيرها. وهذا أمرٌ أكيد.

 

غير أن هناك حركة خاصة أطلقها أيضًا أعضاء إقليمكم، أعضاء كبار، من أجل برنامج إعادة التشجير ومكافحة التصحّر، بعنوان الشرق الأدنى الأخضر. إذًا، ثمة مجال ودور للمنظمة في كل هذا لتعزيز مساهمتها في إقليمكم، وللسيطرة على الغبار. وهذه مسألة عابرة للحدود. وإننا لطالما نأخذ بالاعتبار المسائل العابرة للحدود بشأن الأمراض الحيوانية والنباتية، لكننا لا ننظر قطّ إلى الغبار العابر للحدود. فهذه أيضًا مسألة هامة.

 

ففي المنظمة، لدينا مكتب تغيّر المناخ والتنوّع البيولوجي والبيئة، وشعبة الغابات وغيرها. وينبغي لنا أن نعمل في مجالي الأراضي والمياه. وقد عقدتُ اجتماعًا جيدًا مع فخامة رئيس العراق، الذي كان موظفًا سابقًا في المنظمة لمدة 6 أو 7 سنوات، ونحن نحاول الاستفادة من هذا الزخم ومن الإرادة السياسية والدعم في إقليمكم، لكي نغيّر قليلًا السردية ونحقّق التنمية من أجل السلام.

 

السيدة Elissa GOLBERG(الرئيس المشارك للمجموعة الإقليمية لأمريكا الشمالية)

 

تقدّر المجموعة الإقليمية لأمريكا الشمالية الفرصة المتاحة للمشاركة في جلسة الأسئلة والأجوبة الرسمية هذه مع المرشح الحالي المنتهية ولايته. فإذا تمّ تعيين المدير العام للمنظمة، نتوقع منه أن يُظهر التزامًا راسخًا بالحوكمة الخاضعة للمساءلة التي تحترم دور دولها الأعضاء، وتشجّع الإدارة الشاملة للموارد البشرية، وتدعو إلى النُهج القائمة على العلوم التي تعزّز الابتكار ودور المنظمة في وضع المعايير العالمية، وتحفّز المعارف والتعاون الإيجابي بين الأقاليم، وبالطبع التعاون بين الوكالات التي توجد مقارها في روما.

 

دعوني أبدأ بأن أسأل المرشح كيف سيعمل على ضمان أن تكون أنشطة المنظمة، بما في ذلك عمليات الشراء وحماية البيانات، حيادية ومستقلة وشفافة، وألاّ ترجِّح كفة أولويات السياسة الخارجية الخاصة بأي من فرادى الدول الأعضاء؟ وكيف ستعملون دعمًا لأمين عام الأمم المتحدة، السيد António Guterres، في معالجة الآثار المتفاقمة الناجمة عن حرب الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي، والتخفيف من هذه الآثار؟

 

المدير العام

 

أتفق تمامًا مع بيانكم. تعتمد المنظمة حوكمةً قائمة على البيانات والقواعد. وتقع على عاتقنا عدة مهام. فإذا نظرتم إلى الفقرة الثانية من النصوص الأساسية، ستجدون مهام عدة. وأنا أذكّر دائمًا أعضاءنا وموظفينا بأنه علينا أن نعمل بالاستناد إلى نصوصنا الأساسية والولاية المنوطة بالمنظمة.

 

ثانيًا، أنتم تسألون عن الشفافية والمساءلة، ولكن ما هو العائق؟ ليس فقط بالنسبة إلى المنظمة بل أيضًا بالنسبة إلى أي منظمة أو شركة أخرى أو بلد آخر؟ ما هو العائق الحقيقي؟ يتمثل العائق الحقيقي في أنه علينا استخدام التكنولوجيا لإحداث تغيير. لقد قلتُ ذات مرة، إنكم كنتم تعتمدون قبل 30 عامًا على الورق، وبعده الفاكس، ثم البريد الإلكتروني والآن الوسائل الرقمية.

 

فالعالم الرقمي شفاف بشكل كامل، ويشمل الآن جميع التحقيقات وعمليات تتبّع الآثار والمساءلة، وحتى أشياء لما استطعنا تذكّرها أو ربما ننساها. وكانت لدي تجربة ذات مرة مع السيد Laurent Thomas "ربما نسيتُ أنا، أو ربما أنتَ نسيتَ!". وبعدها تتبّعنا تواصلنا بسهولة "آه! هذا ما قلناه". إذًا المنظمة الرقمية هي الحلّ الحقيقي. أرجو منكم مقارنة منظمة الأغذية والزراعة مع وكالات شقيقة أخرى، لتروا مستوى الشفافية المتصل بالرقمنة. فإذا أخطأ الموظفون، بما في ذلك المدير العام من خلال جميع نماذج الأعمال، ومن خلال الرقمنة، وإذا حصل خطبٌ ما، يجب أن يتحمّلوا مسؤوليتهم. إذًا الحلّ يكمن في الرقمنة.

 

ثانيًا، نحن بحاجة أيضًا إلى الشفافية الداخلية، ولهذا السبب أنشأتُ لجنة الإشراف الاستشارية. وجميع أعضائها هم من  كبار الموظفين السابقين في الوكالات الشقيقة للأمم المتحدة. وهذا يساعدني في تقديم توصيات وإجراء مشاورات ملائمة، وفي القدوم في الوقت المناسب وبشكل منتظم إلى المنظمة للوقوف على الإدارة التشغيلية وإدارة المخاطر. وهذا أحد الصكوك وإحدى الآليات التي ينبغي إقامتها.

 

ثالثًا، بالنسبة أيضًا إلى جميع عمليات الشراء وحماية البيانات وجمعها، أنشأنا الآن وحدةً جديدة، وحدة حماية البيانات، التابعة مباشرةً لمكتب المدير العام؛ إذ علينا، من جهة، أن نحافظ على سرية البيانات وخصوصيتها، ومن جهة أخرى، ينبغي أن يكون من الملائم والفعال حماية الملكية الفكرية للمنظمة في ما يتعلق بالبيانات. فالبيانات هي ملكية.

 

أخيرًا وليس آخرًا، إن المنظمة حيادية ومهنية. وقد لا يكون بعض الأعضاء سعداء دائمًا، لكن المنظمة ما زالت تعمل الآن على التوصل إلى توافق. لذا، يجب أن نحافظ على حيادنا قدر الإمكان، وبأعلى درجة ممكنة من المهنية، وإلاّ فلمَ نحتاج إلى منظمات أو وكالات أخرى، ومهنيين آخرين- ولذا علينا تقييد مجالنا؛ فنحن لا نستطيع معالجة كل ما نريده لأن النصوص الأساسية للمنظمة تحدّد وظيفتنا وولايتنا الرئيسية. وهذا ما يمكنني أن أقوله لكم.

 

فإذا سأل أي بلد أو عضو محدّد، يجب أن يتفق عملنا مع ولاية المنظمة، لأنه خاصةً إذا كان للأعضاء الأكبر حجمًا مبادرة أو استثمار، يكون ذلك جيدًا بالنسبة إلى أعضاء آخرين. فلماذا نوقف ذلك؟ المنظمة ليست مبنى في العراء، بل هي مدعومة بركائز أكبر تضمّ التكنولوجيا والموارد المالية والبشرية. ولا تكونوا ساذجين- يمكنني أن أؤكد لكم أنه لسنوات عديدة، ومنذ البداية، في عام 1951 حين انتقلت المنظمة إلى روما، أصبحنا نعتمد أكثر فأكثر على أوروبا. هذا مؤكد! فإذا كان لدى أي عضو مبادرة جيدة، يطلقها من خلال المنظمة، ولهذا السبب أقمنا التعاون الثلاثي.

 

ولا يمكنكم القول إن هذه مبادرة من إحدى الدول الأكبر في أوروبا، ومن دون دعمها كيف يمكننا أن نقدم أفكارنا ونطلب الدعم من الجميع. بالطبع، هذه طريقة واحدة. وفي الطريقة الثانية المعتمدة في معظم الحالات، نشجّع الأعضاء على التعلّم من بعضهم، ودعم بعضهم. وكما قلتُ، فمنظمة الأغذية والزراعة شبكة وهي منصة أيضًا. وكهناك أيضًا التعاون في ما بين بلدان الجنوب. فالدول الكبرى من الجنوب تدعم بعضها، وكذلك التعاون الثلاثي، فأي دولة كبيرة أو صغيرة يمكنها أن تجد من خلال المنظمة بلدانًا متلقّية لتعمل معها.

 

هذه هي الأممية الحقيقية، وتعددية الأطراف الحقيقية. وإلاّ فحتى بالنسبة إلى مجموعة أمريكا الشمالية، فأنتما عضوان- وأقدّر الدعم الكبير الذي قدّمتماه. ففي السنوات الثلاث الماضية، كانت أمريكا مصدر معظم الزيادة في الاستثمارات في مجالي العلوم والابتكار. وقد أطلقت مؤخرًا مشروعًا لأفريقيا بشأن المحاصيل ذات القيمة المضافة - السيد Máximo Torero Cullen هنا- ولجأت إلى المنظمة وعملت مع الشعبة المعنية في المنظمة. وهذا أمر جيد، فهي توفر الموارد المالية والموارد والخبرة للمنظمة والدعم ل أفريقيا.

 

ولكن ينبغي توخي الحذر. وأود أن أنتهز فرصة طرح هذا السؤال، فهو سؤال وجيه جدًا، غير أنه ينبغي أن نكون واضحين وألاّ نكون ساذجين. ففي العام الماضي أيضًا، اقترحت ألمانيا استجابة عالمية للأمن الغذائي، وسعت إلى العمل مع المنظمة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي. ونحن نقدّم الدعم! ولا يمكننا القول "كلا، هذه مبادرة ألمانيا!". بل نقدّرها. ولكن كيف لنا أن نحافظ على دور المنظمة بوصفها منظمة مهنية ومحايدة. ولهذا السبب، نريد أن نبني الشفافية. شكرًا.

 

السيدة Elissa GOLBERG(الرئيس المشارك للمجموعة الإقليمية لأمريكا الشمالية)

 

في الوقت المحدود المتبقي، نحن مهتمون بمتابعة مناقشاتنا معكم، مع المشاركة المحددة الإضافية للمجموعة الإقليمية. ولدينا المزيد من الأسئلة بشأن كيفية سعيكم إلى وضع استراتيجيات تنفيذ تتعلق بتغير المناخ، والعلوم والابتكار، والقطاع الخاص- وبالطبع، نتطلّع إلى العمل معكم فيما تنقّحون رؤيتكم وتنظرون في إمكانية وضع استراتيجيات تنفيذ وإقامة شراكات مع الأعضاء. ولكننا سنكون بالتأكيد حريصين على الإصغاء إلى وجهات نظركم بشأن العمل مع القطاع الخاص، وحول كيفية نشر الاستراتيجيات المتصلة بالسياسات المعتمدة بشأن تغيّر المناخ، والعلوم والابتكار.

 

المدير العام

 

سأكون واضحًا، لو قرأتم الجزء الأخير من بياني، ستجدون كل الإجابات فيه؛ فبسبب ضيق الوقت، لم أخض في التفاصيل لشرح الأمور. أنا شخص عملي، فقد كنتُ عالمًا لسنوات عديدة. لا أريد الإكثار في الكلام، لكن الأمر كلّه عبارة عن استراتيجية ثم خطة عمل.

 

وهذا لا ينطبق على السنوات الأربع المقبلة فحسب، بل ربما يمتد لفترة أطول بعد تقاعدي من المنظمة. ولكنني لن أتخلى عن وظيفتي التي تتمثل في العمل، في المقام الأول، من أجل الناس وخاصةً المستضعفين منهم. وبالطبع، أريد أن أقدّم الدعم للذين لطالما ساعدوني من أوروبا وأمريكا والبلدان الغنية. وأنا أدرك أن البلدان الأغنى قد تخلت عن العديد من المشاريع، الكبيرة والصغيرة، على مدى السنوات الأربعين الماضية.

 

وبالطبع، إذا أردنا، سأكون عندها عاملًا لحسابي الخاص، وإذا أيّدتم ترشيحي سأقدم لكم حسمًا بنسبة 50 في المائة على الخدمات عندها. شكرًا.

 

السيدة Emma HATCHER(رئيسة المجموعة الإقليمية لجنوب غرب المحيط الهادئ)

 

حضرة المدير العام، تودّ مجموعة جنوب غرب المحيط الهادئ أن تطرح عليكم سؤالين. وسأطرحهما معًا، وأطلب منكم أن تقدموا إجابات مركزة على كلا السؤالين مع تخصيص وقت متساوٍ لهما.

 

يتعلق سؤالنا الأوّل بالأبعاد الإقليمية لتنفيذ الاستراتيجية الخاصة تغيّر المناخ واستراتيجية العلوم والابتكار. فهاتان الاستراتيجيتان تتّسمان بأهمية خاصة في سياق جنوب غرب المحيط الهادئ، وهو إقليم معرّض لتغير المناخ، حيث تضطلع العلوم والابتكار بدورٍ حاسم في تحفيز القدرة على الصمود والتكيّف. وسؤالنا هو كالآتي: كيف تعتزم المنظمة تنفيذ هاتين الاستراتيجيتين المراعيتين للسياق الفريد من نوعه للدول الجزرية الصغيرة النامية في المحيط الهادئ - بما في ذلك جهود المنظمة لتحسين التنسيق مع جهات فاعلة أخرى، مثل جماعة المحيط الهادئ، لمنع الازدواجية والعمل بكفاءة مع الشركاء في المحيط الهادئ؟

 

وأمّا سؤالي الثاني فيتعلّق بالبيان المشترك الصادر في 8 فبراير/شباط 2023 الذي قمتم بإعداده مع رؤساء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة التجارة العالمية بشأن أزمة الأمن الغذائي والتغذوي العالمية. وقد أشار هذا البيان إلى ضرورة إصلاح الإعانات الضارة وإعادة توجيهها باعتبارها أحد التدابير الطارئة الثلاثة للحيلولة دون تفاقم أزمة الأمن الغذائي والتغذوي. والسؤال هو كيف ستعمل المنظمة بناءً على هذا البيان لتعزيز ودعم إصلاح الإعانات الضارة وإعادة توجيهها، بما في ذلك الإعانات الضارة بيئيًا من أجل إحداث التحوّل الإيجابي للنظم الزراعية والغذائية؟

 

ونتطلّع إلى إجاباتكم على هذين السؤالين.

 

المدير العام

 

شكرًا، يشير هذان السؤالان عن حق إلى أن المنظمة صادقت على ثلاث استراتيجيات خلال السنوات الأربع الماضية. تتعلّق الأولى بتغيّر المناخ، والثانية بالعلوم والابتكار والثالثة بإشراك القطاع الخاص. هذه هي الاستراتيجيات الثلاث، إضافةً إلى خطة عمل لتعميم التنوّع البيولوجي.

 

وليس فقط في جزركم الصغيرة الواقعة في إقليمكم الفرعي، إنما أيضًا في جزر صغيرة أخرى في البحر الكاريبي وأفريقيا. ولهذا السبب، أنشأتُ مكتب الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقل نموًا والبلدان النامية غير الساحلية، ولكن ما زال يلزم بعض الوقت لتنطلق، وسنعزّزها في الشبكة التي سنقترحها بعد انعقاد المؤتمر الوزاري في 29 يونيو/حزيران. ونحن نتوقّع أن يعمد المزيد من الوزارات إلى تبنّيها وإقامة الشراكات بالطبع.

 

ثانيًا، أعتقد أيضًا أن تغيّر المناخ وفقدان التنوّع البيولوجي بصورة خاصة في الجزر الصغيرة يعنيان أن هذه الجزر بحاجة إلى بناء القدرات. وبناء القدرات يحتاج إلى دعم الجهات المانحة - أستراليا أو غيرها - والجهات المستعدة لتقديم الدعم. وإلاّ من الصعب أن نعرف ما قد يحصل إذ لا توجد أصلًا معلومات أساسية.

 

ثالثًا، أعتقد أننا بحاجة إلى إشراكها أو إقامة شراكات معها، لأن أي دولة جزرية صغيرة بعيدة عن البر الرئيسي، إنما بفضل النهج الرقمي، باتت الأمور أسهل بكثير. ولكنكم ذكرتم "الازدواجية" وأعتقد أنه لا بدّ لنا من العمل أكثر، لكنني لا أعتبر أن هناك قدرًا كبيرًا من الازدواجية. وحتى إن نظرتم إلى البلدان القارية، أو حتى الحكومات المحلية، لن تروا الكثير من الازدواجية. غير أنني أعتقد أن الدول الجزرية الصغيرة بحاجة أوّلًا إلى الدعم.

 

وأخيرًا وليس آخرًا، أعتقد أنه ينبغي لنا توفير إمكانية الوصول إلى الأسواق للجزر الصغيرة. فإذا كان بلدٌ واحد مستعدًا لدعم سلعة، لا بدّ له من الوصول إلى أسواقكم. لطالما قلتُ إن القلقاس- وقد ذهبت مرات عديدة إلى إقليم آسيا والمحيط الهادئ- والقلقاس سلعة صغيرة في العالم غير أنها من بين الأغذية الأساسية الرئيسية في هذا الجزء من العالم. فإذا أنتجت تلك البلدان كميات أكبر، فيمكنها تصديرها إلى البر الرئيسي، وخاصة إلى البلدان المتقدمة، ما يسمح لها بتحسين دخل سكانها وسبل عيشهم.

 

إذًا، ربما نحتاج إلى التوفيق بين الاحتياجات، على أساس طوعي بالطبع.

 

وذكرتم إعادة تنظيم الاستثمارات. بالطبع، ستضطلع منظمة التجارة العالمية بدور رائد، وستقدم منظمة الأغذية والزراعة الدعم الفني أوّلًا. ثانيًا، سندعم أيضًا منظمة التجارة العالمية وشركاء آخرين لنعمل معًا على تحسين كفاءة الاستثمارات، والبحث والتطوير. ولهذا السبب، يجب أن تتصل بالنظم الزراعية والغذائية، وألاّ تتصل فقط بالإنتاج والتنوع البيولوجي والمسائل البيئية. وبالتالي، لا بدّ لنا من تقديم استشارات بشأن السياسات، بحيث تضع الدول الجزرية الصغيرة النامية سياساتٍ تمكينية، وهذا أمرٌ يمكن أن تقوم به المنظمة.

 

وأخيرًا وليس آخرًا، يمكننا أيضًا أن نشجّع بقوة جميع الأعضاء الراغبين في دعمها، ويمكننا توفير فرص التدريب لهذه البلدان، فجيل الشباب يفهم هذه المسائل. وإلاّ فسنسمع دائمًا أصواتًا تعلو من الدول الجزرية الصغيرة للقول بأنه لم تتسنّ لها فرصة التعبير عن رأيها.

 

ولهذا السبب وبفضل النسق المختلط، يمكن لهذه البلدان الوصول بسهولة إلى منظمة الأغذية والزراعة. ولكنني أجريتُ محادثات معها قبل عدة سنوات، وقيل لي "من الصعب السفر 40 ساعة للتحدث مدة ثلاث أو خمس دقائق فقط". بالنسبة إلى أستراليا، الوضع مختلف، فأنتم بلد غني، وهذا ليس هو حال بعض الدول الجزرية. وأحيانًا ينبغي لمندوبي هذه الأخيرة الحضور شخصيًا، ولكن في معظم الأحيان يمكنهم أن يتواصلوا عبر الإنترنت. لذا، فإنّ تبادل المعلومات مهم جدًا أيضًا.

 

وأخيرًا، كيف يمكننا مساعدة هذه البلدان على تطوير سلسلة قيمة خاصة بسلعة واحدة لتحسين قدرتها التنافسية؟.

 

وشكرًا.

 

السيدة Emma HATCHER(رئيسة المجموعة الإقليمية لجنوب غرب المحيط الهادئ)

 

بما أنه لدينا بعض الوقت، سأنتقل إلى سؤال ثالثٍ يتعلق برأيكم في عمل المنظمة في وضع المواصفات والمعايير، وفي ما تعتقدون أنه ينبغي القيام به لتحسين عملية وضع المعايير والمواصفات المتعلقة بالنباتات والصحة والأغذية وضمان وضعها في الوقت الملائم وبطريقة كفؤة لتيسير التجارة الزراعية ومعالجة مسألة الأمن الغذائي.

 

المدير العام

 

شكرًا، هذا سؤال وجيه. أودّ أن أشاطركم أفكاري عن السنوات العشرين الماضية. لقد أجريتُ أيضًا نقاشًا مع زميلي من منظمة التجارة العالمية وزميلي من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي في ذلك الحين. فكما لا يخفى عليكم، يكمن جمال الزراعة في أنها تتعلق بالتكامل والتقاسم: في تاريخ جميع الحضارات، تبدأون بتقاسم غذائكم مع جيرانكم، وأقربائكم وأصدقائكم.

 

واليوم في عصرنا الحديث، كيف لنا أن نبني اقتصادًا تكميليًا لتقاسم النظم الزراعية والغذائية عبر الحدود والبلدان؟

 

أولًّا، لا بدّ لنا من تحسين إنتاجية الأغذية الأساسية لأن هذا يشكِّل الأمن الغذائي الأساسي. ثانيًا، نحن بحاجة إلى أن نحسّن الجانب التغذوي في الأغذية التي يمكن إنتاجها محليًا، وعندها ينبغي لنا أن ندعم المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة بحيث ينتجون محليًا أغذية قابلة للتلف.

 

هذه هي الفئات الثلاث، ثم ما هو دور الدول المتقدمة؟ مثل أستراليا، حيث أجريتُ محادثات مع وزير التجارة، عليكم أن تدعموا البلدان النامية في تحسين قدراتها، والتحقّق من جودة سلامة الأغذية، ومواصفات الدستور الغذائي والمواصفات الوطنية أو الدولية الأخرى، أو حتى معايير ريادة الأعمال. فإذا لم تكن هذه البلدان واثقة من وارداتكم لأنها غير متأكدة من أغذيتكم، تقولون لها إنّ الأغذية معتمدة بمواصفة أوروبية أو صينية أو يابانية. كلاً، يجب أن تساعدوها في تحسين قدراتها للتحقق من سلامة الأغذية.

 

وفي الميدان، في الدول المستوردة، كم سُررتُ بأن أرى مثلاً إقامة مختبر الآن في بعض البلدان الأفريقية في زيارتي الأخيرة لها. إذًا، هذا نهجٌ مفيد لجميع الأطراف، فإذا كان لدى بلد ثقة لضمان جودة أغذيته من البلدان المصدّرة، عندها لا يتعلّق بناء القدرات بالدستور الغذائي إنما أيضًا بكيفية تغيير المساعدات الدولية.

 

ثالثًا، أعتقد أيضًا أنه عليكم، من وجهة نظر البلدان المانحة أو الغنية، مساعدة تلك البلدان على إنتاج المحاصيل النقدية القابلة التلف وذات القيمة المضافة. فإذا قمتم بزيادة قدرتها الشرائية، فهي ستتمكّن بعد ذلك من استيراد المزيد من الأغذية الأساسية من أستراليا، أو الذرة أو فول الصويا أو ما إليه من الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وهذا هو فعلاً تقاسم المستقبل بين النظم الغذائية. وهذا ما نحتاج إليه. نصدّر المزيد من المحاصيل الخضرية النقدية إلى اليابان، ثم نستورد المزيد من الأغذية الأساسية من كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، وأستراليا بالطبع. فإذا لم يكن للمزارعين المحليين دخلٌ، تصبح المسألة سياسية وأنتم تعرفون هذا.

 

فدعونا نبني النظم الزراعية والغذائية المشتركة الحقيقية، وليكن لكل بلد ميزته التنافسية لاستخدام موارده، وقدرته التنافسية في السوق. ولذا، قلتُ إنني أريد أن أساعد الأوروبيين قليلًا.

 

المدير العام

 

أصحاب السعادة، حضرات السيدات والسادة،

 

إنه لشرفٌ كبير لي أن أقف أمامكم وتعرفون أني شخصٌ صادق جدًا، لأنني ابن مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة. لم آت إلى هنا من أجل المال، حتى إنني كنتُ أدبر أموري بحوالي 12 رنميبي في الشهر حينما كنتُ طالبًا في الجامعة.

 

وبكلما اكتسبته في حياتي من تجارب ومعارف، أريد أن أمد يد العون إلى الفقراء الذين كنتُ مثلهم قبل 40 أو 30 عامًا. وفي السنوات الأربع المقبلة، سأضع تصميمًا للسنوات الأربعين القادمة إذ سأبلغ سنّ الستين في أكتوبر/تشرين الأول. وهذه هي الطريقة التي أحافظ بها على نفسي، في منافسة مع السيد Máximo Torero Cullen والسيد Godfrey Magwenzi والسيدة BethBechdol وغيرهم من الأشخاص الأصغر سنًا. أتصرّف كشخص في الأربعين من عمره وبالتالي سأحظى بأربعين سنة أخرى، وسيكون عمري 80 عامًا، من الناحية النفسية.

 

وأريد أن أدعم أفريقيا والشرق الأدنى لأنني كنتُ محظوظًا بأن عملتُ لمدة سبع سنوات ونصف في مقاطعة مسلمة، وبدأتُ أيضًا حياتي المهنية في أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية، وأنهيت تحصيلي العلمي في أوروبا. وكنتُ مسؤولًا في مجال البحوث والسياسات الزراعية لسنواتٍ عديدة، حوالي 26 عامًا، بشكل ثنائي، بين الصين وباقي العالم.

 

لذا، استفيدوا من خبرتي بالكامل، ولا تهدروها، امنحوني أربع سنوات أخرى وبعدها سأعود إليكم بمنظمة في حلّة جميلة ستدهشكم.

 

وشكرًا على حسن إصغائكم.