المدير العام شو دونيو

الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام في حفل منح الميداليات لمناسبة إتمام السنة الخامسة والعشرين من الخدمة

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

28/01/2021

الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام في حفل منح الميداليات

لمناسبة إتمام السنة الخامسة والعشرين من الخدمة

اجتماع افتراضي، 28 يناير/كانون الثاني 2021، من الساعة 13:00 إلى 14:00 بتوقيت روما

 

حضرات الزميلات والزملاء والميسّرين الأعزاء،

1-              في مستهل كلامي، أتوجه إليكم بأطيب التمنيات لمناسبة حلول العام الجديد. وسنحتفل بعد أسبوعين من الآن بالسنة الصينية الجديدة وفقًا للتقويم القمري. وهي سنة البقرة، أي سنة الثور ومصراعي الثيران، بحسب هذا التقويم. وهي سنة جيدة، وينبغي أن تعود بالخير على الزراعة والأغذية، إذ يُفترض أن تكون سنة الثور جيدة بالنسبة إلى الزراعة.

2-              وهذه هي المرة الأولى التي أخاطبكم فيها جميعكم في 2021. ولهذا، وفي البداية، أتمنى أن تكون سنة 2021 سنة ملؤها الصحة والسعادة والنجاح لكم ولأسركم.

3-              ونكرّم اليوم زملاءنا الذين أتموا 25 سنة في خدمة المنظمة. وهو تقليد في المنظمة. وأردت أن أذكركم بأنه تقليد لأنه ينبغي لنا أن نكرّم الأشخاص الذين التزموا التزامًا طويل الأمد بخدمتهم في المنظمة.

4-              وكما ذكرتم بالفعل، لم نمنح السيد Mehboob ميدالية لأنه بوسعه أن يحصل على ميداليتين على الأقل، إذ قضى 52 سنة في الخدمة. ولم أمنح السيد Laurent Thomas ميدالية أيضًا، وهو الذي أمضى في خدمة المنظمة أكثر من 30 سنة. والسبب في ذلك أنهم من كبار الموظفين. ولكنني أود أن أخبركم بأن هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم ثلاثة عشر شخصًا قد أتموا جميعهم 25 سنة في الخدمة.

5-              ويأتي الزملاء الأحد عشر من أحد عشر بلدًا – وهو ما يعكس التنوع في منظمتنا. ويساهم كل منهم على مستويات مختلفة، وفي مجالات مختلفة، في تنفيذ الولاية النبيلة لمنظمتنا. وباسم أسرة المنظمة الكبيرة، أشكرهم على خدمتهم وأقول لهم تهانينا!

6-              وكما تذكرون، قمنا السنة الماضية بأمر جديد عندما نظمنا حدثًا للزملاء المعينين حديثًا في نفس اليوم المخصص لحفل منح الميداليات.

7-              وبما أننا نجتمع اليوم بطريقة افتراضية، أود أن أرحب بجميع الزملاء الجدد الذين انضموا إلى المنظمة في سنة 2020، والبالغ عددهم 238 زميلة وزميلاً. وحتى إبان الجائحة وهذه الأوقات الصعبة، كان لدينا على الرغم من ذلك أكثر من 238 زميلًا جديدًا انضموا إلى المنظمة. وأعتقد أن هذا يشير إلى أن المنظمة قد أصبحت مكان عمل مثالي وأفضل من ذي قبل، إذ تلقينا العديد من الطلبات لكل من الإعلانات عن الوظائف.

8-              ودعونا نواصل بناء منظمة أكثر استقطابًا وديناميكية، فنجعلها مكانًا أفضل للعمل ونستمتع بالعمل فيها.

9-              وأنا أدرك، كرجل علم، أهمية ضخ دماء جديدة في الجسم. ولهذا، علينا أن ندعم الموظفين الكبار، ونحتاج أيضًا إلى موظفين جدد وناشطين لضخّ طاقاتهم في المنظمة.

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

10-           لقد كانت سنة 2020 سنة حافلة بالتحديات أجبرتنا جميعًا على التكيف مع واقع جديد.

11-           وكان من المثير للإعجاب أن نرى كيف أن المنظمة لم تكن قادرة على التكيف فحسب، بل على الازدهار من خلال التغيير.

12-           ويجسد التعاون عن بُعد وتبسيط العمليات والتركيز على النتائج مدى التقدم الذي أحرزناه في ظرف سنة.

13-           وفي يناير/كانون الثاني من السنة الماضية، أعلنتُ سنة 2020 "سنة الكفاءة في المنظمة".

14-           وعلى الرغم من الجائحة، قمنا بتنفيذ أكبر عملية إصلاح وإعادة تنظيم في المنظمة منذ إنشائها. وهذا ما أفادني به رئيس الغرفة التجارية الدولية، السيد Mehboob، وهو الوحيد الذي لديه سلطة التوصل إلى هذه الملاحظة الاستنتاجية.

15-            ولقد كسرنا التقوقعات، وركزنا عملنا عل المواضيع الموجهة نحو المستقبل، وأزلنا الطبقات الإدارية، واستحدثنا نُهجًا مبتكرة.

16-           وفي المستقبل، سنعزز جهود الإصلاح في المقر الرئيسي وسنضمن جني نتائج هذا الإصلاح على أرض الواقع على المستوى الإقليمي.

17-           واسمحوا لي أن أشاطركم ما يُجمع عليه المراقبون الخارجيون والداخليون. لقد أصبحت المنظمة اليوم أكثر مرونة وكفاءة وشمولية، وبالطبع، أكثر بروزًا. وقد دُعيت يوم أمس إلى اجتماع الفريق القيادي العالمي الرفيع المستوى المعني بتحويل النظم الزراعية والغذائية واستخدام الأراضي، في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي.

18-           وها نحن اليوم قد وصلنا إلى هذه المرحلة بفضل كل ما بذلتموه من جهود. ونحن نعمل الآن على جعل المنظمة أكثر بروزًا وتأثيرًا، وبالطبع أكثر قدرة على الإنجاز.

19-          ونحن ماضون في الاتجاه الصحيح.

20-           وينبغي لهذا الاعتراف الدولي بعملنا الدؤوب والنتائج العديدة الملموسة أن يدفعنا إلى مواصلة البحث عن سبل التحسين - على جميع المستويات وعلى نطاق المنظمة بأسرها.

21-           ولهذا، أدعوكم إلى التركيز هذه السنة على عامل حاسم آخر من أجل تحقيق النجاح، ألا وهو الفعالية.

22-           فاسألوا أنفسكم، ما مدى فعاليتي في المهام اليومية؟ وما الذي يمكنني فعله من أجل تحسينها على المستوى الشخصي وضمن فريقي وعلى نطاق المكتب؟ وشاركوا أفكاركم واقتراحاتكم مع زملائكم!

23-           ونحن بصدد التحول إلى عالم رقمي، والسمة الأكبر التي تميزه عن الاقتصاد التقليدي لعالمنا هي المشاركة. فنحن نتشارك العالم الافتراضي والاقتصاد والإنترنت والمعلومات – أي كل شيء يقوم على المشاركة. وعلينا تغيير طريقة التفكير وطريقة ممارسة الأعمال. فإذا كنتم تشاركون منحى واحدًا، فسيكون لديكم الكثير مما يمكنكم مشاركته. لذا، شاركوا مع زملائكم وأصدقائكم أولًا، وبعد ذلك ستحصدون المزيد من النتائج من خلال المشاركة مع الآخرين.

24-          ودعونا نجعل سنة 2021 سنة استمرار الكفاءة وزيادة الفعالية.

25-           وتذكروا أن الفعالية تعني القيام بالأمور المناسبة – أي تحقيق المزيد من النتائج – وأما الكفاءة فتعني القيام بالأمور قبل وقت معين. وهذا هو تفسيري لهذين المصطلحين.

26-           وقد لا يكون التفسير المناسب، ولكن دعونا نبني فهمًا مشتركًا لماهية الفعالية والكفاءة. فالفعالية تعني القيام بالأمور المناسبة – أي تحقيق المزيد من النتائج؛ وأما الكفاءة فتعني القيام بالأمور قبل وقت معين.

27-           ولهذا السبب بدأنا في تحسين الكفاءة أولاً، لأنه كما تعلمون، هناك في المنظمة قدر كبير من البيروقراطية والكثير من الأعذار، وقد تم ترك الكثيرين خلف الركب لأنّ الأمور تسير ببطء شديد. ونحن بحاجة إلى تسريع العملية. وهذا ما جعلني أبدأ في سنة 2020 بعرض الحاجة إلى تحسين الكفاءة.

28-           وبالطبع، ما زال هناك مجال كبير للتحسين. وهذا ما أعنيه بالكفاءة.

29-           وأقصد بالفعالية أنه يتعين عليكم القيام بالأشياء المناسبة وتحقيق المزيد من النتائج لعملائنا والأعضاء في منظمتنا ومزارعينا والمتعاونين معنا وزملائنا الذين يتكاتفون معكم في البرامج أو المشاريع أو المهام ذاتها. فهذه هي الفعالية. ودائمًا ما تفضي قلة المخاطر أو انعدامها إلى نتائج إيجابية.

30-           وتبقى الشفافية والمساءلة ركنان أساسيان في عملنا، وأشجعكم جميعًا على أن تكونوا قدوة في إدارة عملكم.

31-           وإضافة إلى ذلك، تعلموا من زملائكم الذين يحيطون بكم. فقد سمعت الكثير عن الإنجازات أو الأمثلة الجيدة في محيطكم. وافتحوا أذهانكم وأعينكم وأذرعكم للتعرف عليهم والترحيب بهم، وبعد ذلك ستجدون أن أبطالكم الحقيقيين هم بين زملائكم.

حضرات الزميلات والزملاء،

32-           إن التحديات الماثلة أمامنا كبيرة جدًا.

33-           ولم يسلم أي بلد أو منطقة في العالم من الآثار الاجتماعية والاقتصادية للجائحة.

34-           ويحتاج اليوم جميع أعضاء المنظمة، غنيهم وفقيرهم، صغيرهم وكبيرهم، إلى الدعم العملي والمساعدة الفنية أكثر من أي وقت مضى.

35-          وتتسم قيادة المنظمة في التحول العالمي للنظم الزراعية والغذائية بأهمية حاسمة من أجل إعادة البناء بشكل أفضل.

36-           وقد استمعتُ الأمس إلى فكر عميق بحق من فخامة رئيس كوستاريكا. وهو رئيس شاب من مواليد الثمانينات من القرن الماضي، أي إنه رئيس شاب حقًا. ولكنه يوافق أيضًا على أن الغذاء حق أساسي من حقوق الإنسان. ففي السابق، كان لدى الجميع غذاء كاف، وكان لدى معظم البلدان وأغلب الناس ما يكفي من الأغذية، ولم يعتبروا ذلك مشكلة على الإطلاق. وما أن بدأت الجائحة، أدرك السياسيون أن النظم الزراعية والغذائية هشة، وأنها تمثل تحديًا كبيرًا أمامهم من أجل الحفاظ على حق الإنسان الأساسي لجميع الناس المتمثل في الحصول على ما يكفي من الغذاء.

37-           ويشكل ذلك زخمًا سياسيًا كبيرًا لنا من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها على أقصى قدر ممكن من الكفاءة والفعالية وجعلها، بالطبع، جماعية قدر الإمكان.

38-           وإنه لمصدر فخر وطاقة بالنسبة إلينا جميعًا أن نساهم في تحقيق هذه الأهداف النبيلة في هذه الأوقات الحاسمة.

39-           وإني أعوّل عليكم جميعًا من أجل مواصلة التعلم والمشاركة والمساهمة.

40-           وذلك من أجل تحقيق عالم أكثر عدلًا وسعادة، وخالٍ من الجوع وسوء التغذية.

41-           فهلموا بنا! وأقول دائمًا، دعونا نباشر العمل بجد وفعالية وكفاءة من أجل جميع البشر الذين نعمل لخدمتهم.

وشكرًا لحسن إصغائكم!