المدير العام شو دونيو

كلمة الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة بمناسبة حفل منح الميداليات لمناسبة إتمام خمس وعشرين سنة من الخدمة

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

02/02/2023

كلمة الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

بمناسبة حفل منح الميداليات لمناسبة إتمام خمس وعشرين سنة من الخدمة

2 فبراير/ شباط 2023

 

حضرات الزميلات والزملاء الموجودين معنا هنا شخصيًا في المقرّ الرئيسي وفي جميع أنحاء العام عبر الوسائل الافتراضية،

أتمنى لكم جميعًا عامًا سعيدًا وسنةً قمريةً جديدةً سعيدةً! كماأتمنى لكم ولأحبّائكم سنة 2023 مفعمة بالصحة والسلام والازدهار.

نجتمع اليوم هنا لتكريم زملائنا الذين أتمّوا 25 عامًا من الخدمة المستمرة في منظمة الأغذية والزراعة.وإنّ تقدير هذا الالتزام تجاه المنظمة هو تقليد راسخ.

وأنا أدرك أن هناك أيضًا الكثير من الزملاء الآخرين الذين عملوا بتفانٍ لمدة طويلة في المنظمة. وأودّ اليوم أن أتوجّه إليكم جميعًا بالشكر على التزامكم وشغفكم تجاه ولاية المنظمة والأشخاص الذين نعمل لخدمتهم.

هذا الحفل تقليد يعود إلى زمن بعيد في تاريخ المنظمة، واليوم نجتمع بشكل مختلط لكي نحتفل معًا كمنظمة واحدة بفضل منظمتنا الرقمية الجديدة.

ويتبادر إلى ذهني تقديمي الميدالية إلى السيد Adrian Kazaziفي مطلع عام 2020، وهو موظف من ألبانيا عمل في المنظمة لمدة 25 عامًا.ولكنّ السيد Kazaziتوفي بعد فترة وجيزة بسبب الجائحة.وهو الموظف الوحيد من المقر الرئيسي الذي توفي بسبب كوفيد-19. دعونا نلتزم لحظة صمت تخليدًا لذكرى زميلنا العزيز.

ولحسن الحظ، وبفضل إجراءاتنا الجماعية، والعمل مع زملائنا، تمكّنا من تجنّب حدوث المزيد من الوفيات. فدعونا نتذكر دائمًا أن الحياة هي أهم الهبات التي أعطيت لنا. واليوم، وبينما نحتفي بزملائنا في القاعة الكبرى الجديدة، أتذكر Adrian.كان مهندسًا مسؤولًا عن التحكم في تثبيت مكيّفات الهواء في جميع مكاتبنا هنا في المقرّ الرئيسي.وكلّما شعرت بالحرّ أو بالبرد، أفكر به وبآخر مرة قابلته فيها.

واليوم نحتفي بـ 33 زميلًا من 24 بلدًا في 20 من مقار العمل في جميع أنحاء العالم وهو يعكس خير صورة عن تنوّعنا. وهذا التنوّع هو مصدر قوتنا.وكما ذكرتُ مرات عدة، علينا أن نفهم الأشخاص من جميع أنحاء العالم الذين يأتون للعمل في منظمة الأغذية والزراعة – والكثيرون منهم يعملون في ظروف صعبة وغالبًا ما يواجهون خطر الموت - ونحترمهم ونكرّمهم ليس فقط في المقر الرئيسي، ولكن في جميع أنحاء العالم.

وقد ساهم هؤلاء الزملاء طيلة حياتهم في عمل منظمة الأغذية والزراعة،على مستويات مختلفة، وفي مجالات مختلفة من الخبرة، وفي مواقع مختلفة.إنّ كل موظف في هذه المنظمة مهم، ويضطلع بدور هام في المساهمة في تحقيق ولاية منظمة الأغذية والزراعة.

لقد قلت إنّ عام 2023 سيكون عام التميّز.

وعلينا أن ندرك دائمًا أن ما يفعله كل واحد منا مهم، أيًا كانت رتبتكم أو مقر عملكم أو عدد سنوات خدمتكم في هذه المنظمة.

نحن بحاجة إلى الشباب، وإلى من يتمتعون بروح الشباب، ونحن بحاجة إلى موظفي فئة الخدمات العامة، وإلى موظفي الفئة الفنية، ونحن بحاجة إلى المديرين، وإلى الجميع لكي يضطلعوا بدورهم بطريقة مناسبة، وبأفضل طريقة ممكنة، من أجل تحقيق رؤيتنا المشتركة وشغفنا المشترك.

علينا أن نسعى جاهدين إلى التميّز في كل مكان وفي كل ما سنقوم به.

خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية، أظهرنا للعالم أنّ منظمة الأغذية والزراعة قادرة على التكيّف مع أي ظرف كان، وأنها ستقوم بذلك، كما سنواصل تنفيذ ولايتنا رغم التحديات الماثلة أمامنا.

لقد بنينا منظمة الأغذية والزراعة الجديدة معًا. منظمة تتسم بقدر أكبر من المرونة والشفافية وأكثر ملاءمة للغرض المنشود منها، لخدمة أعضائنا وشعوبنا ومستهلكينا وبالطبع، مزارعينا في جميع أنحاء العالم بشكل أفضل.

وفي نهاية عام 2022، التقيت بكم في احتفال شامل لتكريم الزملاء والفرق لما قدموه من مساهمات للمنظمة، والإعراب عن تقديرنا لبعضنا البعض ولعملنا.

وأنا أرحّب بكل الفرص المتاحة لنجتمع سويًا!

علينا أن نتذكر دائمًا أنه يجدر بنا أن نعمل معًا وأن نفكر معًا وأن نتعلم معًا وأن نكبر معًا.

قد لا يرغب البعض من كبار الموظفين ربما أن يكبروا في السنّ. ولكن، كلّنا سنكبر في السنّ!وعلينا في طور نموّنا أن نغيّر أساليب حياتنا، وهذا سيؤدي إلى حياة مديدة - فتتمكنون من أن تكبروا وتحتفلوا حتى بـ100 عام أو 120 عامًا!كلّ شيء ممكن، ولكن لا بدّ من أن يكون في ظروف صحية.

لذا، اسعوا إلى أن تتغيّروا بطريقة إيجابية، وأن تتغيروا بطريقة إيجابية مع عائلاتكم وأحبائكم.

إننا نلتقي اليوم مجددًا للاحتفال السنوي لتكريم الزملاء الذين أتموا 25 عامًا من الخدمة المتفانية في المنظمة.25 عامًا هو وقت طويل بالنسبة إليّ!ولكنّه قصير في الوقت نفسه، لأنّه قبل 25 عامًا من الآن لم يخطر على بالي قطّ أن أتوجّه إليكم بهذه الكلمة بصفتي مديرًا عامًا لمنظمة الأغذية والزراعة.

لقد مضى وقت طويل، وكانت الرحلة طويلة، ولكنّ 25 عامًا فترة قصيرة جدًا أيضًا. وبعد أن عملتُ في معهد البحوث، يشرّفني اليوم بوجه خاص أن أعمل معكم لخدمة الأعضاء.إنّه عمر!إنّه ربع قرن!

في اللغة الإنكليزية، إذا قلنا "25 عامًا"، يكون هذا مجرد رقم عادي.ولكن، إذا قلنا "ربع قرن"، إنما نحيل إلى فترة طويلة جدًا.هذا ما قاله آينشتاين في نظرية النسبية - كل شيء نسبيّ: عندما تواجه النار في فصل الشتاء، تستمتع بها إذا كانت المدة قصيرة.أما عندما تواجه النار في حرّ الصيف، حتى ولو لدقيقة واحدة، فقد تبدو طويلة جدًا.

نحن بحاجة إلى بناء الأساس للمستقبل.

إنه عمرٌ من الرؤى والتعلّم التي عليكم اليوم تشاركها مع الزملاء الأصغر سنًا- نحتاج إلى حوار متواصل بين الأجيال. ولهذا السبب، قمت خلال اليوم العالمي للأغذية العام الماضي، بتغيير نموذج العمل المتّبع.فدعوت كبار الزملاء، وبالطبع أوصاني الجميع بدعوة السيد Khalid Mehboob في المقام الأوّل، لقيادة حوار مع جيل الشباب ولعقد حوار بين الأجيال وتشاركه مع الشباب.

نحن بحاجة إلى إرساء الأسس وتنسيق الثقافة للمستقبل.

إنّها التنمية المستدامة الحقيقية لمنظمة الأغذية والزراعة كمنظمة.إن لم تكن لدينا ثقافة منظمة مستدامة، لن تكون لدينا برأيي منظمة مستدامة على الإطلاق.

لقد تطوّرت المنظمة بشكل كبير خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، وأنا واثق من أنكم لاحظتم الكثير من التغييرات خلال هذه الفترة، خاصة في السنوات القليلة الماضية.وقد شهدت هذه الفترة تطورًا سريعًا، وهو تطور لم يسبق له مثيل في تاريخ المنظمة!

لقد وضعت الجائحة الكثير من العقبات أمامنا، ولكننا تمكّنا أيضًا من تخطيها معًا.

وكما قلت قبل ثلاث سنوات ونصف السنة من الآن، عندما تحدثتُ عن منظمة "رقمية"، اعتقد 90 في المائة من الموظفين، وخاصة كبار الموظفين، أنّ الأمر مستحيل لأنكم كنتم معتادين على طباعة خطابات أو مقالات أو كتب جميلة مع تصاميم ملوّنة على أوراق مختلفة الأحجام.ومع ذلك، اعتدنا اليوم جميعًا على طريقة العمل "الرقمية".

أنتم لا تدركون كم تطورتم ونميتم وتحسنتم!  وهذا ليس سوى مثالًا صغيرًا لأبيّن لكم أنه بإمكانكم التغلب على التحديات الأخرى.واليوم أصبحنا نعرف أيضًا كيف نتعايش بسلام مع الفيروس بعد الجائحة.

قبل عامين من الآن، عقدنا الاجتماع السابق لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية هنا في روما.وكان هذا أول اجتماع موسّع بالحضور الشخصي.وكنت أوّل المعنيين والقلقين، إلى جانب السادة Laurent Thomas وMaurizio Martina وMáximoTorero وغيرهم من الزملاء، لأننا كنا الوحيدين الذين يجازفون في ذاك الوقت.ولكننا كنّا نعلم ونثق بالعلوم، ونثق بالإدارة، وبزملائنا وببلدنا المضيف، وكنا جميعًا نعمل باحترام كامل للمشاركين.فتمكنّا بالتالي وبشكل جماعي، من التغلب على كل التحديات والمخاطر الماثلة أمامنا.

لقد عملنا بجدّ معًا لتحسين طريقة إنجاز مشاريعنا وظروف عملنا.

فأفضت جهودنا الاستثنائية في عام 2022 إلى نتائج استثنائية!

فلنواصل العمل معًا بطريقة تتسم بالكفاءة والفعالية والاتساق لدعم إطارنا الاستراتيجي والأفضليات الأربع وجميع الاستراتيجيات ذات الصلةمن أجل دعم الأعضاء لتحويل نظمهم الزراعية والغذائية من أجل تحقيق خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

أمامنا الكثير من الاجتماعات الكبيرة خلال الأشهر المقبلة، ومن أهمّها قمة أهداف التنمية المستدامة المزمع عقدها في شهر سبتمبر/ أيلول في نيويورك.وخلال الفترة التي ستسبق القمة، تعتزم المنظمة تقديم الدعم المناسب للأعضاء والوكالات المعنية وأمانة الأمم المتحدة في نيويورك.

وبدعم من الحكومة الإيطالية وسائر الزملاء في الأمم المتحدة، سنستضيف اجتماع المتابعة والتقييم لقمة النظم الغذائية لعام 2021 هنا في المقر الرئيسي للمنظمة في روما في أواخر شهر يوليو/ تموز.ويشكّل هذا جزءًا من الدور الرائد الذي يتعيّن على المنظمة الاضطلاع به من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية ودعم التنمية الريفية.

الزميلات والزملاء الأعزّاء،

تهانيّ الحارة على إتمامكم 25 عامًا من الخدمة المتميزة في منظمة الأغذية والزراعة!

أنتم تصنعون التاريخوهو ليس فقط تاريخكم، أو تاريخ عائلاتكم أو أصدقائكم، إنه جزء من تاريخ المنظمة.ولهذا السبب، إنّي ممتن بحق للوقت الذي قدّمتموه لهذه المنظمة النبيلة ومساهمتكم في عملها. نحن نتشارك هذا التاريخ معًا.

وشكرًا جزيلًا على حسن إصغائكم.