منتدى الأغذية العالمي الافتتاح الرسمي الكلمة الافتتاحية يلقيها الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
16/10/2023
منتدى الأغذية العالمي
الافتتاح الرسمي
الكلمة الافتتاحية
يلقيها
الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
16 أكتوبر/تشرين الأول 2023
جلالة ملك ليسوتو،
فخافة رئيس آيرلندا،
فخامة رئيس العراق،
فخامة رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى،
معالي رئيس وزراء جمهورية تنزانيا المتحدة،
صاحب السمو الملكي أمير الأردن،
معالي وزير الزراعة في إيطاليا،
معالي نائب وزير الشؤون الخارجية في إيطاليا،
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرة السيدات والسادة،
حضرات الضيوف، والزملاء والأصدقاء الكرام، الشباب والمتمتعين بروح الشباب
أرحّب بكم جميعًا. طاب يومكم من روما وأهلًا بكم في منتدى الأغذية العالمي لعام 2023!
إنه العام الثالث الذي ينعقد فيه هذا المنتدى وقد اكتسب بالفعل زخمًا أكبر بصورة استثنائية. فمن عام 2021 إلى عام 2022، تضاعفت تقريبًا المشاركة في أسبوع منتدى الأغذية العالمي. وهذا العام، يتّسم المنتدى بمزيد من القوة ويثير الإعجاب. فقد بات حقًا حركة عالمية.
عُقد صباح اليوم الحفل الخاص بيوم الأغذية العالمية الذي يحيي ذكرى تأسيس منظمة الأغذية والزراعة، ضمن أسرة الأمم المتحدة، ويشكّل الطريقة الأكثر ملاءمة لانطلاق فعاليات منتدى الأغذية العالمي الذي يجمعنا طيلة الأسبوع.
وقلتُ صباح اليوم إنّنا كنّا نخصّص في الماضي ساعةً واحدة للتحادث، إنما الآن ازدادت هذه الساعة لتتحوّل إلى أسبوع واحد- وهي زيادة قدرها 40 ضعفًا من العمل الذي سنقوم به، معًا وبصورة مشتركة بين الأجيال!
يتعيّن علينا أن نتخذ الخطوات اللازمة لسدّ الفجوة بين الأجيال، وبناء التناغم بين مختلف الأجيال، وبين مختلف الخلفيات عبر النظم الزراعية والغذائية، وحتى عبر مختلف الثقافات.
فقد أطلقنا الحوار بين الأجيال في القارات، وبين البلدان الأعضاء، وبدأنا مع الشباب صغار السنّ - ولهذا السبب يستقطب منتدى الأغذية العالمي مزيدًا من الاهتمام.
وأتوجّه بشكرٍ خاص إلى البلد المضيف إيطاليا على ما يوفّره من التزام ودعم مستمرين للمنظمة. كما أودّ أن أشكرهم بصورة خاصة على المرافق المتطورة جدًا في هذه القاعة الكبرى والتي أُنجزت في نهاية شهر يوليو/تموز - حتى في نيويورك لا توجد هذه النظم الحديثة!
وأتوجّه بشكر خاص أيضًا إلى زملائي كافة على التزامهم وساعات العمل الطويلة التي أمضوها، حتى خلال عطلات نهاية الأسبوع والأعياد، لتنظيم هذا الحدث.
بدأ منتدى الأغذية العالمي حين أنشأتُ لجنة شؤون الشباب ولجنة شؤون المرأة التابعتين للمنظمة في عام 2019. وبالفعل، احتفلنا بالأمس، في 15 أكتوبر/تشرين الأول، بتأسيس لجنة شؤون المرأة التابعة للمنظمة قبل أربع سنوات. وكنا قد أنشأنا قبل شهر لجنة شؤون الشباب التابعة للمنظمة. وكانت اللجنتان المبادرة الأولى من نوعها في وكالة متخصصة من وكالات الأمم المتحدة، بهدف إشراك الشباب والمتمتعين بروح الشباب، وجميع النساء، لإسماع صوتهم.
ليس فقط في المنظمة، إنما أيضًا للوصول إلى الأعضاء أيضًا. ونحن نعرف أنه لتحقيق التحوّل العالمي للنظم الزراعية والغذائية، نحن بحاجة إلى أن تعود ملكيته إلى الشباب والنساء وإلى أن يعملوا ضمن شراكة مع بعضهم. فتمكين الشباب والنساء يسمح لهم ببناء زخم ديناميكي ومتناغم وتحويل أفكارهم إلى أفعال.
ونحن جميعًا موجودون هنا اليوم لمواصلة المهمة النبيلة التي تؤديها هذه المنظمة، من خلال منصة كبيرة ومجموعة من الحلول لإحراز نتائج مؤثرة.
وموضوع منتدى الأغذية العالمي لهذا العام هو: "تحويل النظم الزراعية والغذائية يسرّع العمل المناخي". وبالفعل، إن تحويل النظم الزراعية والغذائية يمكن، لا بل يجب، أن يشكل جزءًا محوريًا من الحلّ العالمي للمناخ. فهذه النظم توفّر الأغذية وتضمن لنا جميعًا الحق في الغذاء.
وفي الوقت ذاته، تمثل النظم الزراعية والغذائية ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتزيد من تدهور البيئة. لذا، نحن بحاجة ماسة إلى تحويلها لكي تصبح أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة من أجل تحقيق تطلعات اليوم بالنسبة إلى الغد.
ويتطلّب هذا الهدف الطموح في جدول الأعمال العالمي تدابير شاملة وجماعية. وهذا يعني ضرورة أن تتعاون الأجيال والقطاعات مع بعضها.
كما أنّنا بحاجة إلى الشباب - الذين سيرثون العالم الذي سنتركه خلفنا - ليشاركوا بشكل فاعل في رسم ملامح حاضر النظم الزراعية والغذائية ومستقبلها. ويتّسم كل من مشاركة الشباب وتمكين النساء بأهمية أساسية لعملنا في منتدى الأغذية العالمي.
كما أننا نُدخل أيضًا إلى هذه المعادلة العلوم والابتكار والاستثمارات – خاصة وأنها تشكّل محرّكات التحويل. فالشباب، في المناطق الريفية والحضرية، يحضرون تصوّرات جديدة وأفكارًا مبتكرة وشعورًا بالإلحاح للتصدّي للتحديات التي تواجه نظمنا الزراعية والغذائية.
وشباب اليوم أكثر تنقلًا من الناحية الجغرافية، كما تجمعهم روابط وطيدة بالتكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى ويوفّرون بالتالي رأسمال هائل من الحلول المبتكرة والقابلة للتوسّع التي غالبًا ما تُغفل.
وبإمكان الشباب أيضًا توجيه النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في المناطق الريفية، حيث تمثل الزراعة المصدر الأساسي لسبل عيش ملايين الأشخاص.
ويمكن أن يغيّروا أيضًا قواعد اللعبة من أجل اتباع أنماط جديدة للإنتاج والاستهلاك، مع توجيه في الوقت ذاته التغيير المطلوب في الذهنية والسلوك لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ومن خلال إشراك الشباب، فتيانًا وفتايات، في عمليات صنع القرار والعمليات المبتكرة، يمكننا أن نضمن أن تستجيب أعمالنا لاحتياجاتهم وتطلّعاتهم.
ولهذا السبب، أعلنتُ في مطلع شهر أغسطس/آب من هذا العام إنشاء مكتب جديد لشؤون الشباب والنساء في المنظمة. وهو أيضًا المكتب الأول من نوعه في منظومة الأمم المتحدة. فنحن نضفي الطابع المؤسسي على المنظمة، التي يجب أن تكون المنظمة الأكثر شبابًا والأكثر تمكينًا للمرأة في العالم. ويُقترح هذا المكتب لمواصلة وتعزيز التقدّم المترابط الذي حقّقته حتى الآن كل من لجنة شؤون الشباب ولجنة شؤون المرأة للمنظمة، ومنتدى الأغذية العالمي، في السنوات المقبلة.
وحين ينطلق الإصلاح المؤسسي، يدوم إلى الأبد. ولهذا السبب، نحن بحاجة إلى ترسيخ التمكين الدستوري والمؤسسي في هذه المنظمة.
وهذا العام، نلقي الضوء أيضًا على أهمية معرفة الشعوب الأصلية من خلال استضافة المنتدى العالمي للأمم المتحدة لشباب الشعوب الأصلية الذي ينعقد مرة كل سنتين هنا في منظمة الأغذية والزراعة. في العام الماضي، وللمرة الأولى في منظومة الأمم المتحدة، أقمنا مخيمًا للشعوب الأصلية الرحّل هنا في مبنى المنظمة. وكما ترون هذا العام، لا يوجد مخيم واحد فقط بل عدة مخيمات.
فمعرفة الشعوب الأصلية جزءٌ من حضارتنا، وهي جزءٌ من تاريخنا وجزءٌ من حلولنا للمستقبل.
الأصدقاء الأعزاء،
سيكون هذا الأسبوع بكامله حافلًا بأنشطة متنوعة، بما في ذلك:
- مناقشات وحوارات ومداولات؛
- وموائد مستديرة ومناقشات بشأن السياسات مع أصحاب المصلحة وصانعي السياسات؛
- وأفكار من متبصّرين عالميين وخبراء رائدين وصانعي تغيير محليين؛
- وحلقات عمل تعاونية حول الاتجاهات الناشئة والتكنولوجيات الجديدة والمهارات العملية وأفضل الممارسات؛
- وعروض تفاعلية ومعارض؛
- وبحوث متطورة وحلول مبتكرة؛
- وأدوات تمكينية لتحقيق آثار ملموسة في المجتمعات المحلية وما بعدها.
ولذا، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، دعونا نتعاون كفريقٍ واحد! فحين نعمل كفريق، نكون واثقين من أنّنا سنحرز أثرًا أقوى.
نحن موجودون هنا لتسريع التحوّلات التي يحتاج إليها العالم الآن وتعزيزها وتوسيع نطاقها.
ومن خلال إقامة نظم زراعية وغذائية تتسم بالكفاءة والشمول والقدرة على الصمود والاستدامة، يمكننا أن نخفّف من وطأة آثار تغير المناخ وأن نتكيف معها.
ولا يوجد حل واحد يناسب الجميع، بل يتعيّن علينا أن نكيّف حلولنا مع سياق كل بلد، ولذا نحن بحاجة إلى أن تطلعونا على جميع أصواتكم وأفكاركم وتجاربكم.
ويمكننا معًا أن نبني مستقبلًا تضمن فيه النظم الزراعية والغذائية العالمية الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل.
من دون ترك أي أحد خلف الركب!
وفي نهاية هذه الجلسة الافتتاحية، أدعو جميع المشاركين هنا في روما إلى الانضمام إلينا في الطابق الأرضي لافتتاح معرض منتدى الأغذية العالمي بعنوان "أرض الشعوب الأصلية"، والاستمتاع بحفل موسيقي للشباب.
الابتكار والحماس هما الركيزتان الرئيسيتان لإحداث تغيير إيجابي. وانطلاقًا من هذه الروح، أتمنّى لكم أسبوعًا يسمح بتوسيع الفكر ويشكّل مصدر إلهام ويحقق التحول المنشود.
دعونا نستمتع بهذا الأسبوع، ولنحوّل أقوالنا إلى أفعال!
وشكرًا على حسن إصغائكم.