المدير العام شو دونيو

جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، الجلسة الثالثة من اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين الأول في أفريقيا: أهداف مجموعة العشرين في عام 2025: التأمل في الإنجازات الرفيعة المستوى لرئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين، واستعراض بيان مجموعة العشرين (G20@20)

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

21/02/2025

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

أشيد برئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة العشرين لإيلائها الأولوية لمسائل التضامن والمساواة والاستدامة، التي تعتبر مسائل أساسية لتنفيذ خطة عام 2030، وخاصة الهدفين 2 و1 من أهداف التنمية المستدامة.

وتشكّل مجموعة العشرين منصة بالغة الأهمية من أجل بناء التضامن، ودفع عجلة العمل الملموس في مجالات الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي والابتكار، وهي مسائل حاسمة ترسم معالم مستقبلنا المشترك.

وقد أدّى اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وبين المناطق الريفية والحضرية، وبين النساء والرجال، إلى تفاقم الوضع المُلح للجوع والفقر، ممّا أسفر عن تفاقم أثر النزاعات، والظواهر المناخية القصوى، والأزمات الاقتصادية.

وتتطلّب معالجة فجوة الثروة وعدم المساواة الاجتماعية أكثر من مجرد التنمية الاقتصادية - فهي تقتضي تحوّلًا عميقًا للنظم الغذائية الزراعية العالمية والازدهار الريفي.

ويرسم الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، الذي اعتُمد قبل أربعة أعوام، طريقًا لتحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية لجعلها أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، استنادًا إلى الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

ويوفّر التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، الذي أُطلق في إطار الرئاسة البرازيلية لمجموعة العشرين وأقرّه أكثر من 90 رئيس دولة و40 منظمة دولية، آليةً منسّقة لمكافحة الجوع وعدم المساواة.

وتلتزم المنظمة بدعم التحالف العالمي وتفخر باستضافة آلية الدعم التابعة له، وتقدّم المساعدة الفنية والسياساتية لجميع الأعضاء الذين هم في أمس الحاجة إليها.

حضرات السيدات والسادة،

في الأسبوع الممتد من 13 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025، سنحتفل بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيس المنظمة، وخلال ذاك الأسبوع، ستعقد المنظمة أيضًا الدورة الرابعة لمنتدى الأغذية العالمي السنوي الذي سيركّز على ثلاث ركائز: الاستثمار في إطار مبادرة العمل يدًا بيد، والعلوم والابتكار، وتمكين الشباب والنساء.

وإن تطبيق التكنولوجيا البيولوجية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي وسائر التكنولوجيات في النظم الزراعية والغذائية فعّال من حيث التكلفة.

وهذه التكنولوجيا ضرورية لتحسين إنتاجية الأغذية، وجودة الأغذية، والحدّ من الفاقد والمهدر من الأغذية، بالتوازي مع تقليل الآثار البيئية.

ويجب علينا الاستفادة من العلوم والابتكار لتحويل نظمنا الزراعية والغذائية بما يعكس الحاجة المتزايدة إلى إنتاج المزيد، مع استخدام مدخلات أقل وتقليل الآثار السلبية.

وإن تدعم المنظمة مجموعة العشرين منذ عام 2011، وأؤكّد مجددًا التزامنا القوي بتقديم كل مساعدتنا الفنية.

ويعدّ التعاون الفعّال والمتماسك بين الأعضاء والشركاء لبناء منظمة ديناميكية وحديثة للأغذية والزراعة أمرًا أساسيًا لضمان توافر الأغذية وإمكانية الحصول عليها والقدرة على تحمّل كلفتها، ومن أجل مستقبل ينعم فيه الجميع بالسلام والرخاء.

فدعونا نحدّد معًا، ونصمّم معًا، وننجز معًا، ونكرّس أنفسنا للبشرية، معًا.

وشكرًا على حسن إصغائكم.