مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع للمنظمة

باحثون يدعون بقيادة منظمة الأغذية والزراعة وجامعة Tufts، إلى اتباع طريقة جديدة لمعالجة سوء التغذية الحاد لدى الأطفال

Mary، لاجئة من جنوب السودان، وأطفالها يتناولون أغذية مغذية حضرتها في مخيّم كالوبيي للاجئين، مقاطعة توركانا، كينيا.

©FAO/Vincent Tremeau

27/10/2023

يعاني ما يقدّر بنحو 50 مليون طفل من سوء التغذية الحاد في العالم. ورغم الجهود الجارية للحد منه، لا تزال معدلات سوء التغذية الحاد مرتفعة في منطقة الساحل والقرن الأفريقي، وهي مناطق أراضيها جافة. 

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)؛ ومركز Feinstein الدولي في جامعة Tufts؛ ومكتب الشؤون الإنسانية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ملحقًا بعنوان "سوء التغذية الحاد في الأراضي الجافة في أفريقيا" في مجلة FNB الأكاديمية المعنونة "نشرة الأغذية والتغذية".


اليسار: Kaltumo Ali، مزارعة وراعية، تعطي أحفادها مياهًا في منزلها في غاراسو بور، دولو، الصومال. ©FAO/Arete/Moustapha Negueye؛ اليمين: Mary تحضّر الطعام لأطفالها في مخيّم كالوبيي للاجئين، مقاطعة توركانا، كينيا.  ©FAO/Vincent Tremeau

بناء الأساس

يستند هذا الملحق الذي أعدّ بفضل المساهمة المالية التي قدّمها مكتب الشؤون الإنسانية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى إطار مفاهيمي مكيّف لتحليل سوء التغذية الحاد في الأراضي الجافة ومعالجته. وتم وضع هذا الإطار وتحسينه في إطار سلسلة من الاجتماعات التعاونية شاركت فيها وكالات الأمم المتحدة والشركاء في الموارد وشبكة من الباحثين والممارسين. ويشدّد الإطار المكيّف على أهمية تحليل الدوافع الأساسية الكامنة وراء سوء التغذية الحاد، وكيفية ارتباطه بسبل العيش والبيئة، والعوامل النظمية والمؤسسية التي تدفعه أو يمكن أن تخفف منه.

إحداث نقلة نوعية

في الملحق الصادر مؤخرًا في "نشرة الأغذية والتغذية"، يدعو الباحثون إلى إحداث نقلة نوعية في الفهم التقليدي لسوء التغذية الحاد لدى الأطفال والنُهج المتّبعة لمعالجته. ويؤكّدون على التفاعل بين مختلف العوامل النظمية ويدعون إلى اتباع نُهج متعددة النظم تراعي السياقات الخاصة.

وتشمل المقالات البحثية التسعة والرسالتان القصيرتان التي يتألف منها هذا الملحق طائفة واسعة من المواضيع، بدءًا من الدراسات المتعددة البلدان التي تركز على النظم والمؤسسات وصولًا إلى البحوث الأوّلية المحددة المواقع التي تتعمق في الدوافع الكامنة وراء سوء التغذية. ويؤكّد هذا العمل ضرورة استخدام أساليب مختلطة لفهم الدوافع الأساسية الكامنة وراء سوء التغذية وتفاعلاتها مع نظم سبل العيش والمؤسسات والبيئة. 

مجموعة من النساء يقمن بتكسير الفواكه والمكسرات المحلية وتحضيرها في قرية تسوغال، منطقة زيندر، النيجر. ©FAO/Luis Tato

من شأن تحليل هذه الدوافع الأساسية أن يعزّز بشكل كبير تصميم التدخلات التي تهدف إلى الحد من سوء التغذية الحاد، وتحديد موعدها وفعاليتها. وفي الوقت نفسه، بإمكانه أن يحدد ملامح التغييرات النُظمية لتخفيف هذه الدوافع. وبالتالي، لا بدّ للسياسات أو البرامج المصممة لمعالجة سوء التغذية الحاد ألا تنحصر على حزمة أساسية من التدخلات الخاصة بالتغذية، وأن تشجّع على اتباع نهج أكثر توازنًا يشمل العلاج والوقاية وتعزيز النظم في الأمد الأبعد، وإحداث تغييرات على مستوى المؤسسات. 

وأخيرًا، يشدّد الملحق على ضرورة استخدام أساليب بحثية أكثر فعالية لتوليد أدلة بشأن سوء التغذية الحاد لدى الأطفال والمؤسسات والنُظم التي تسهم في ذلك. ولا بد من مواصلة تسليط الضوء بشدة على احتياجات الأطفال والفرص المتاحة لتلبيتها.

للاطلاع على الملحق بنشرة الأغذية والتغذية: https://journals.sagepub.com/toc/fnba/44/2_suppl