مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود التابع للمنظمة

تركيا: التعاونيات الزراعية والغذائية التي تقودها النساء تمد شريان حياة للمتضررين من الزلازل

تقوم تعاونية Mutlu Besin بإنتاج الأطعمة المجففة وتقدّم جهود الإغاثة بشكل رائد، ما جعلها مركزًا للمساعدة والدعم النفسي والاجتماعي لمجتمع محلي دمرته الزلازل

السيدة جينيت بولات، رئيسة تعاونية Mutlu Besin، تنسق توزيع مواد الإغاثة على المجتمعات المتضررة من الزلزال في قهرمان مرعش.

©FAO/Eren Polat

26/06/2023

تقف السيدة جينيت بولات وسط أكوام من أنقاض الزلزال، مع أفراد من مجتمعها في مقاطعة قهرمان مرعش في تركيا، يقومون بفرز مواد الإغاثة لتسليمها إلى الأشخاص المتضررين من الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب البلاد في فبراير/شباط.

وتقول السيدة جينيت متذكرة ليلة الزلزال "في البداية، لم أفهم ما حدث. كان أمرًا لم أشهده من ذي قبل." لقد تعلمت في تلك الليلة نفسها كيف تحول الأغطية البلاستيكية إلى ملجأ مؤقت لحماية أطفالها من المطر والثلج بعد أن دُمّر منزلهم. ولم تكن تعلم أنها ستُحدث تحولات أكبر في مجتمعها خلال الأشهر التالية.

والسيدة جينيت هي رئيسة تعاونية Mutlu Besin ، وهي جمعية تعاونية زراعية وغذائية تقودها النساء في منطقة Türkoğlu في قهرمان مرعش كانت تدعمها سابقًا منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عن طريق الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي. وكانت الجمعية التعاونية قبل الزلزال تنتج الأطعمة المجففة وحساء الترهانا المحبوب محليًا. وبدعم من منظمة الأغذية والزراعة، قامت التعاونية بزيادة طاقتها الإنتاجية وتوسعت في السوق الوطنية. ولكنّ السيدة جينيت، بعد حدوث الزلزال وما تلاه من تأثيرات مدمرة على الجميع ومن بينهم جيرانها، قررت تحويل التعاونية إلى مركز لبقاء المجتمع وإحيائه.

أعضاء من تعاونية Mutlu Besin يعرضون مهاراتهم في تحضير حساء الترهانا قبل الزلزال. ©FAO/Turuhan Alkir

وتقول السيدة جينيت: "بفضل الشبكة الوطنية من الأفراد والمنظمات التي بنيناها من خلال تعاوننا السابق مع منظمة الأغذية والزراعة، تمكنا من جلب شاحنات المساعدة إلى قريتنا التي يبلغ عدد سكانها 15 ألف شخص في اليوم الثالث بعد الكارثة". وبدأ أعضاء التعاونية بزيارة العائلات المتضررة لتحديد احتياجاتهم قبل توزيع إمدادات الطوارئ، بما في ذلك الغذاء والملابس والأضواء ومستلزمات النظافة النسائية.

لكن السيدة جينيت أرادت أيضًا مساعدة النساء في مجتمعها على التعامل مع الخسائر الفادحة التي تسبب بها الزلزال على صحتهن العقلية. وتقول "بعد الزلزال، وجدت العديد من النساء أنفسهن يتمتعن بإمكانية محدودة للحصول على الخدمات النفسية والاجتماعية. وهنا قررت الجمعية التعاونية التدخل". وتضيف قائلة: "لقد تحدثنا عن أعبائنا وأحزاننا حول فنجان قهوة، ثم عدنا إلى المنزل بمزيد من الطاقة لمواصلة العمل. حتى أننا وضعنا هدف رماية لممارسة الرماية". بالإضافة إلى ذلك، قدّمت التعاونية مساحة آمنة للنساء اللاجئات للتواصل الاجتماعي والاستفادة من مهاراتهن.

وتسببت الزلازل في أضرار واسعة النطاق للبنية التحتية الزراعية والمعدات ودمرت 13 284 مأوى للماشية. كما أدت إلى خسارة 815 000 رأس من الماشية؛ وأثرت على مصايد الأسماك وأحدثت اختلالات في الأسواق وسلاسل التوريد. واستجابة للاحتياجات المتزايدة للمجتمعات التي تعتمد على الزراعة في تركيا، وضعت منظمة الأغذية والزراعة، بالشراكة مع حكومة تركيا، خطة الاستجابة للزلزال والتعافي منها مدتها ثلاث سنوات. وبفضل الدعم الذي قدمته النرويج والسويد في الوقت المناسب من خلال الصندوق الخاص لحالات الطوارئ وأنشطة إعادة التأهيل، تقدم المنظمة حاليًا دعمًا موسميًا عاجلاً إلى 400 أسرة زراعية ومساعدة نقدية إلى 000 6 أسرة ريفية. كما ستوفر منظمة الأغذية والزراعة مدخلات الإنتاج الحيواني إلى 100 من منتجي الثروة الحيوانية و60 من منتجي البيوت الزجاجية وستقدم مساعدات نقدية غير مشروطة إلى 1 730 صيادًا.

وإذ تدرك منظمة الأغذية والزراعة دور التعاونيات التي تقودها النساء التي تعدّ بمثابة شريان حياة لمجتمعاتهن في المقاطعات التي ضربها الزلزال، تقوم بدعم تعاونية Mutlu Besin و15 تعاونية أخرى من خلال برنامج خطة الاستجابة للزلزال والتعافي منه. وقالت السيدة Ayşegül Selışık، مساعدة ممثل منظمة الأغذية والزراعة في تركيا: "على الرغم من حزننا لرؤية هذه التعاونيات تعاني بسبب الزلزال وتداعياته، فإن قوتها وتصميمها يبشران بأن التعافي ممكن وبأن تحقيقه يستحق العناء". وتضيف قائلة: "يمكن أن تغير منظمة الأغذية والزراعة الوضع الحالي للتعاونيات وأن تزودها بالمعدات اللازمة والمنح والدعم الفني لتحقيق استدامة الإنتاج واستعادة سبل العيش الريفية في المناطق التي ضربها الزلزال".