الأنواع الحرجية الغازية
يواجه قطاع الغابات حول العالم تهديدًا خطيرًا يتمثل في الأنواع الغازية، والتي تُعرَّف بأنها "أنواع دخيلة على نظام إيكولوجي معين، يُسبب – أو يُحتمل أن يُسبب – دخولها وانتشارها أضرارًا على المستويات الاجتماعية والثقافية أو الاقتصادية أو البيئية، أو يؤثر على صحة الإنسان" (منظمة الأغذية والزراعة).
يسهم تنقل الأشخاص والمنتجات عبر العالم في انتشار الأنواع الغازية على نطاق عالمي. فعادةً ما يتم إدخال هذه الأنواع بصورة غير مقصودة من خلال السلع، مثل المنتجات الخشبية، والنباتات المعدة للزراعة، ومواد التغليف والنقل. بالإضافة إلى ذلك، تُساهم الأنشطة البشرية، مثل السفر، في تسهيل انتقال هذه الأنواع وانتشارها.
في ظل غياب الأعداء الطبيعيين، تستطيع الأنواع الغازية أن تزدهر في البيئات الجديدة، مما يؤدي إلى إزاحة الأنواع المحلية والتسبب في اضطرابات كبيرة تؤثر على النظم الإيكولوجية بأكملها.
لكن بالمقابل، يتم إدخال بعض الأنواع الغازية بصورة مقصودة لأغراض اقتصادية أو بيئية أو اجتماعية. وهذا الإدخال المقصود لتلك الأنواع لاسيما بالنسبة لنباتات الزينة والحيوانات قد يسفر عن مشكلات هائلة عند تتخطى تلك الأنواع بيئاتها المستهدفة وتتسبب في إيذاء النظم الإيكولوجية المحلية.
لا شك أن هذا الوضع يشكل مصدر قلق كبير لقطاع الغابات، حيث تُستخدم أنواع الأشجار الدخيلة بشكل شائع في الحراجة الزراعية والحراجة التجارية وفي جهود مكافحة التصحر. وتمتاز العديد من هذه الأنواع بقيمتها العالية نظرًا لقدرتها على التكيف مع مختلف البيئات، وسرعة نموها، وتعدد استخدامات منتجاتها. ومع ذلك، في بعض الحالات، تحولت هذه الأنواع إلى أنواع غازية تجاوزت البيئات المستهدفة لها، محدثة تهديدات إيكولوجية خطيرة. لذلك، من الضروري ضمان تحقيق هذه الأنواع للأغراض المرجوة منها دون أن تتسبب في أضرار للنظم الإيكولوجية المحلية.
وعلى المستوى العالمي لاتزال المعلومات الشاملة محدودة بشأن الأنواع الغازية وتأثيرها في قطاع الغابات. ما يجعل مشاركة المعلومات مسألة بالغة الأهمية لرسم استراتيجيات فعالة لإدارة الأنواع الغازية ومن ثم تنفيذ تلك الاستراتيجيات.
موارد
المراجعة العلمية لتأثير تغير المناخ على الآفات النباتية
يمثل تغير المناخ تحديا غير مسبوق لمحيط العالم الحيوي وللمجتمع العالمي. كما أنه يمثل تحديًا لا مثيل له لصحة النبات. أدت الأنشطة البشرية وعولمة السوق المتزايدة ، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة ، إلى وضع مناسب لانتقال الآفات واستيطانها. تقيم هذه المراجعة العلمية التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على الآفات النباتية وبالتالي على صحة النبات.
يتضمن الغزو الأحيائي الناجم عن الأنشطة البشرية إدخال أنواع جديدة، سواء بشكل متعمد أو غير متعمد، تؤدي إلى تغييرات في النظم الإيكولوجية وتسهم في تعزيز انتشار الأنواع الغازية.
تشمل العوامل الرئيسية التي تسهم في إدخال الأنواع الغازية وانتشارها :
قطاع الاقتصاد والتجارة:
- تزيد الطرق التجارية والاقتصادية المفتوحة من سرعة التأثر بالغزو الأحيائي.
تغير المناخ والتغيرات الجوية:
- يخلق تغير المناخ ظروفًا مؤاتية لصالح الأنواع الغازية، حيث يتسبب في تغيير النظم الإيكولوجية واضطراب الأنماط التعاقبية الطبيعية.
- يساهم ارتفاع تركيز الغازات الدفيئة في تعزيز نجاح الأنواع الغازية، مما يؤدي بدوره إلى تغييرات في ديناميات النباتات وتعديل تركيب النظم الإيكولوجية.
تعرّف على المزيد من خلال تقرير المنظمة الذي صدر مؤخرًا بعنوان "مراجعة علمية لتأثير تغير المناخ في الآفات النباتية".
النزاعات والاضطرابات :
- تتسبب النزاعات والاضطرابات الأهلية في إعاقة تنفيذ تدابير الأمن الأحيائي في أعمال الحراجة، ما يسهل دخول الأنواع الغازية.
- تعمل موجات النزوح خلال فترات النزاعات كآلية لانتشار الأنواع الغازية، في حين تسهم الأنشطة العسكرية في إدخال هذه الأنواع إلى بيئات جديدة.
النظم التنظيمية:
- البلدان التي تفتقر إلى لوائح تنظيمية فعالة وموارد كافية تكون أكثر عرضة لتأثيرات الأنواع الغازية وانتشارها.
السياحة:
- تساهم السياحة في تفاقم المخاطر المرتبطة بالأنواع الغازية، حيث يقوم المسافرون بنقل كائنات حية أو مواد ملوثة عن غير قصد أثناء تنقلهم.
مكن للأنشطة التي تمارس في قطاع الغابات أن تسهم في إدخال أنواع غازية وانتشارها عن طريق ممارسات استخدامات معينة. أضف إلى ذلك أن إدخال نباتات حية أو بذور لصالح الأعمال الحرجية أو الحرجية الزراعية التجارية بصورة مقصودة دونما تطبيق لتدابير الصحة النباتية الضرورية قد يفتح الباب أمام انتشار الأنواع الغازية.
على المستوى الاقتصادي:
- يمكن أن تحمل الأنواع الغازية تأثيرًا مباشرًا يطال كفاءة الإنتاج، فهي تؤثر في الغابات الطبيعية والمزروعة على حدّ سواء.
- تشتمل التبعات الاقتصادية على فرض قيود تجارية محتملة وتكبد تكاليف المكافحة وخسائر في قيم الحفاظ على الطبيعة وخدمات النظام الإيكولوجي.
على المستوى الإيكولوجي والبيئي:
- يمكن للأنواع الغازية أن تؤدي إلى تغييرات في التكوين الوراثي للبنى المجتمعية داخل النظم الإيكولوجية الحرجية، خاصة في الغابات المحلية، مما يسبب اضطرابًا في عمليات النظام الإيكولوجي ووظائفه الأساسية.
- يمتد تأثير الأنواع الغازية إلى المورثات والأنواع والموائل والنظم الإيكولوجية، وتؤدي إلى تجزئة الغابات ودمارها وإحداث تغيرات فيها.
الأنواع المتعارضة هي أنواع دخيلة التي رغم منافعها قد تتسبب في تهديدات خطيرة للغابات وقطاع الغابات، ما يستدعي إدارتها بحذر لتقييم تكاليفها ومنافعها.
منافع اجتماعية واقتصادية وبيئية:
- تسهم الغابات المزروعة، التي تتكون غالبًا من أنواع أشجار دخيلة، في إنتاج الأخشاب والألياف والحطب، بالإضافة إلى توفير مجموعة من المنتجات غير الخشبية.
- تساعد أنواع الأشجار الدخيلة على مكافحة التصحر وحماية التربة والمياه وتحسين التنوع الأحيائي.
الإدارة:
- تعد الإدارة الدقيقة للأنواع الدخيلة أمرًا ضروريًا لتجنب تحولها إلى أنواع غازية.