مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا

هيئة الغابات والمراعي للشرق الأدنى تحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسها بدورة مهمة في المملكة العربية السعودية

الدورة السابعة والعشرين التي عقدت في جدة دعت إلى إصلاح الغابات والمراعي والاستثمار والعمل الإقليمي المشترك.

01/10/2025, جدة

اختتمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) أعمال الدورة السابعة والعشرين لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى والتي استضافتها المملكة العربية السعودية في مدينة جدة بدعم من المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.

وتزامن عقد هذه الدورة مع "أسبوع الغابات السادس للشرق الأدنى"، والذكرى السبعين لعمل الهيئة في المنطقة، والذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة.

وتم خلال الجلسة الافتتاحية انتخاب الدكتور سعود الرويلي رئيسًا جديدًا للهيئة، كما تم اختيار أعضاء جدد للجنة التوجيهية للهيئة لتوجيه عمل الهيئة خلال العامين المقبلين، في تعبير عن التزام الدول الأعضاء في القيادة المشتركة والتعاون.

وعلى مدى ثلاثة أيام، استعرض مندوبو الدول الأعضاء التقدم المحرز بشأن التوصيات الصادرة عن الدورة السابقة، وتبادلوا أفضل الممارسات، ورسموا استجابات جماعية للتحديات الملحة بما في ذلك تدهور الأراضي، والجفاف، وحرائق الغابات، والأنواع الغازية، والعواصف الرملية والترابية، وضغوط تغيُّر المناخ على الغابات والمراعي.

وفي كلمته الافتتاحية، قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا: "إن الغابات والمراعي ليست مجرد موارد بيئية، بل هي أيضًا محركات حيوية للتنوع البيولوجي، والقدرة على التكيّف مع تغيُّر المناخ، وازدهار الريف. والأرقام خير شاهد على ذلك، فقد فقدت منطقتنا أكثر من 12 في المائة من غاباتها في ثلاثة عقود فقط، بينما تتعرض المراعي التي تُعيل ملايين البشر لضغوط متزايدة بسبب التدهور والجفاف. وتهدف هذه الدورة إلى وقف هذه الاتجاهات المُقلقة من خلال خطوات ملموسة من بينها الاستثمار في إعادة التأهيل، وتسخير الابتكار، وتعزيز التعاون من أجل مستقبل أكثر خضرة وقدرة على الصمود".

بدوره أكد بيير تاتي، رئيس الدورة الثامنة والعشرين للجنة الغابات التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، على ضرورة "وضع الغابات والمراعي في قلب أجندات المناخ والأمن الغذائي العالمية، مع الاعتراف بدورها الحاسم في استدامة سبل العيش والتنوع البيولوجي".

وأشار تشيمين وو، مدير قسم الغابات في المنظمة، إلى أن "نجاح الهيئة ​​على مدى سبعة عقود يظهر قوة التعاون الإقليمي. ومع تقدمنا ​​إلى الأمام، سيكون الابتكار والاستثمار الشامل مفتاحًا لاستعادة الأراضي المتدهورة وبناء المناظر الطبيعية المقاومة لتغير المناخ".

وأصدرت الدورة السابعة والعشرون للهيئة عدداً من التوصيات الرئيسية من بينها:

  • تسريع استعادة الأراضي، واعتماد الحلول القائمة على النظم الإيكولوجية من خلال "إطار الاستثمار الإقليمي للحلول المتكاملة لاستعادة النظم الإيكولوجية وتنميتها" الذي أقره مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن البيئة ورحبت به الهيئة، والذي يدعم عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية (2021-2030) والسنة الدولية للمراعي والرعاة 2026.
  • تعزيز الروابط بين الغابات والزراعة ومصايد الأسماك من خلال توسيع نطاق إعادة تأهيل أشجار المانغروف لحماية السواحل وسبل العيش، وتشجيع ممارسات الزراعة الحرجية الرعوية لحماية غابات الأراضي الجافة. وفي الوقت نفسه، تعزيز مبادرة المدن الخضراء التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، وبرامج زراعة الأشجار واسعة النطاق لمكافحة العواصف الرملية والترابية، واستعادة الأراضي المتدهورة، وتعزيز الرفاه وسبل العيش ونظم الأغذية الزراعية.
  • ستواصل منظمة الأغذية والزراعة تقديم الدعم الفني بشأن تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين رصد الغابات وتقييمها وإعداد التقارير وأنظمة المعلومات، وخاصة بهدف زيادة توفر المعرفة والبيانات لاتخاذ القرارات والإجراءات السياساتية العلمية القائمة على الأدلة بشأن الغابات والتنوع البيولوجي وتغيّر المناخ، مع مواصلة تعزيز أنظمة إعداد التقارير في البلدان النامية.
  • الاعتراف بالدور الحاسم للشباب في تعزيز الغابات والمراعي المستدامة وتشجيعه من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات والتقنيات اللازمة للابتكار والتحول الرقمي، وتوسيع مبادرة سفراء الغابات في المملكة العربية السعودية، التي تم إطلاقها في الذكرى السبعين لتأسيس هيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى، لإشراك الشباب في استعاده الغابات والمراعي، وتعزيز التعاون بين المناطق، ودعم قيادة الشباب من أجل الإدارة المستدامة للأراضي.
  • معالجة تهديدات حرائق الغابات من خلال تعزيز خارطة الطريق الخمسية لشبكة الشرق الأدنى لمكافحة حرائق الغابات البرية، وتعزيز تبادل المعرفة بين البلدان وتشجيع الحلول القابلة للتطوير لإدارة الحرائق المتكاملة، مع دعم مبادرة المملكة العربية السعودية مع الشبكة والهادفة إلى إنشاء نظام إقليمي للإنذار المبكر يدمج البيانات الجوية والنباتية، والحث على وضع سياسات وطنية أقوى وأدوات تنبؤ موحدة لتعزيز الوقاية والاستجابة السريعة.

وسيتم نشر هذه التوصيات والقرارات في مؤتمر الهيئة الإقليمي الثامن والثلاثين للشرق الأدنى، كما ستُدرج في الدورة الثامنة والعشرين للجنة الغابات التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة العام المقبل.

وأكدت فداء حداد، أمينة هيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى ومسؤولة البرامج الرئيسية في منظمة الأغذية والزراعة، على الإرث العريق للهيئة، وقالت: "على مدى سبعين عامًا، مثّلت الهيئة منصةً إقليميةً للحوار وتبادل المعرفة والعمل الجماعي لاستعادة غاباتنا ومراعينا. وقد أكّدت هذه الجلسة على أن الاستثمار في النظم البيئية السليمة هو استثمار في الأمن الغذائي وسبل العيش والقدرة على التكيّف مع تغيّر المناخ. وتعكس الالتزامات القوية التي قُطعت هنا في جدة عزمًا مشتركًا على حشد التمويل اللازم لاستعادة الأراضي وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع".

وتم خلال الدورة كذلك الاحتفال بأول يوم للشباب حول الغابات، والذي جمع قادة شباب من جميع أنحاء المنطقة لتقديم حلول مبتكرة لمناظر طبيعية أكثر اخضرارًا ومرونة، مما يؤكد على دور الشباب كشركاء فاعلين في رسم مستقبل الغابات والمراعي.

وقد اعتمدت الهيئة رسميًا تقرير الدورة السابعة والعشرين الذي تضمن هذه التوصيات، وحدّد الخطوات التالية لتنفيذها على المستويين الوطني والإقليمي.

وشكرت الهيئة لبنان على عرضه استضافة الدورة الثامنة والعشرين للهيئة والمقرر أن تعقد في العام 2027.

في كلمته الختامية، أشاد الدكتور نزار حداد، مدير برنامج منظمة الأغذية والزراعة في المملكة العربية السعودية، بالمملكة لتوليها الرئاسة الجديدة لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى، مجددًا الدعم الكامل من مكتب منظمة الأغذية والزراعة في المملكة العربية السعودية للهيئة في تحقيق أولوياتها. كما سلّط الضوء على مبادرات رائدة، مثل مبادرة سفراء الغابات، التي تُمكّن الشباب والمجتمعات المحلية من قيادة جهود استعاده وصيانة الغابات والمراعي في جميع أنحاء المنطقة. كما أكد على التزام المنظمة بالتصدي لتهديدات حرائق الغابات، داعماً تعاون المملكة العربية السعودية مع "شبكة الشرق الأدنى لمكافحة حرائق الغابات البرية" لإنشاء نظام إقليمي للإنذار المبكر يدمج بيانات الأرصاد الجوية والغطاء النباتي، مع الحث على تبني سياسات وطنية أقوى وأدوات تنبؤ موحدة لتعزيز الوقاية، وتمكين الاستجابة السريعة، والحد من مخاطر حرائق الغابات.

وعند اختتام الدورة التي تزامنت مع مرور سبعين عاماً على خدمة الهيئة في المنطقة، وثمانين عاماً على ريادة منظمة الأغذية والزراعة على الساحة العالمية، جددت الدول الأعضاء التزامها بتسريع استعادة الغابات والمراعي، وتوسيع نطاق الابتكار، وتعزيز التعاون من أجل مستقبل أكثر خضرة وقدرة على الصمود للأجيال المقبلة. 

للاتصال

المكتب الإعلامي 6000 3331 2 (20+) [email protected]