Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تأمين حقوق حيازة الأراضي ببضع نقرات فقط


كيف تحمي الرقمنة في صربيا حقوق حيازة الأراضي لأجيال المستقبل

28/04/2025

يكتب السيد Milivoje Ćosić، وهو مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة وأستاذ جامعي وأب لثلاثة أطفال، على هاتفه المحمول باهتمام، ويلقي من حين لآخر نظرات إلى مرج مضاءٍ بنور الشمس ترعى فيه أبقاره. ويقف أمام منزله في قرية ميونيكا (Mionica) الصربية، التي تقع على بُعد حوالي 100 كيلومتر جنوب غرب العاصمة بلغراد.

وتعمل والدته، السيدةIsidora ، وابنتهIrina بنشاط في المطبخ. وبعد دقائق، تظهر ابنتهIrina عند مدخل المنزل تُحضِر فطيرة البوريك الساخنة التقليدية. وإنّ مائدة الطعام مليئة أصلًا بمجموعة متنوعة من أطباق الإفطار المحضّرة في المنزل: بيض طازج، وأجبان، ولحم مقدد، وخبز ساخن من الفرن. وتُكمل رائحة القهوة المُحضّرة في إبريق الرَّكْوَة (cezve) التقليدي صورة الصباح.

ويقول السيد Milivoje مبتسمًا بفخرٍ واضح، "لقد ورثتُ هذه المزرعة مع أخي وأختي، عن والدي وعمنا وجدنا. واليوم، أرضنا مسجّلةٌ رسميًا ويمكن العثور عليها في السجل العقاري عبر الإنترنت". ويُظهر شاشة هاتفه المحمول، مشيرًا إلى منصة رقمية تُوفّر بياناتٍ متعلقة بسجلات السجل العقاري الإلكترونية، ما يُثبت فورًا ارتباط اسمه رسميًا بالأرض.

وقد أصبح هذا الأمر ممكنًا بفضل تحوّل رقمي واسع النطاق لنظم تسجيل العقارات في صربيا، مما سهّل الرقمنة في العديد من قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك قطاع الأغذية الزراعية.

وقبل بضع سنوات فقط، كان تسجيل الأراضي أو تعديل حقوق الملكية، مثل الميراث أو الشراء، عمليةً تستغرق وقتًا طويلًا وغالبًا ما تكون مكلفة في صربيا. وكان تسجيل معاملة يستغرق شهورًا. وكانت البيانات مُجزأة وغير موثوقة ويصعب الوصول إليها، وغالبًا ما تكون متاحةً فقط في الأرشيفات التناظرية. وعادةً ما كانت عملية الحصول على المستندات لإثبات حقوق ملكية شخصٍ ما لأرض تتطلّب عدة زيارات إلى مكاتب التسجيل العقاري، والتي قد تكون في قريةٍ أخرى.

غير أن كل ذلك تغيّر في عام 2015، عندما أطلقت الهيئة الجيوديسية الجمهورية في صربيا (RGA)، وهي مؤسسة حكومية متخصصة تجمع البيانات الجغرافية المكانية والعقارية الوطنية وتربطها وتوزعها، مشروع إدارة العقارات، بتمويل من البنك الدولي وبدعم فني من مركز الاستثمار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة). وتمثل الهدف من وراء ذلك في تعزيز الاستثمارات من خلال زيادة شفافية نظم إدارة الممتلكات وإمكانية الوصول إليها وموثوقيتها، وتوضيح قضايا حيازة الأراضي للمواطنين والمزارعين والشركات والهيئات الحكومية والمؤسسات البلدية.

وتُعدّ حيازة الأراضي قضيةً شاملةً تُقوم عليها جميع قطاعات الاقتصاد. وتبعًا لذلك، تُقدّم المنظمة الدعم إلى الحكومات والمؤسسات في هذا المجال، وكانت بالتالي في وضعٍ جيدٍ لدعم الهيئة الجيوديسية بالخبرة والمعرفة الفنية في الحلول المُصمّمة خصيصًا لكل بلد والمتعلقة بالتحوّل الرقمي لإدارة الأراضي.

وقام المشروع الذي تدعمه المنظمة ويموّله البنك الدولي، بدمج بيانات مستمدة من عدة نظم تكنولوجيا معلومات مختلفة، بما في ذلك سجل العناوين، والأرشيف الرقمي، والبنية التحتية الوطنية للبيانات المكانية، وغيرها، في نظام واحد يُعرف باسم "النظام المتكامل للسجل العقاري". وقد أدى ذلك إلى تبسيط العمليات التجارية وتقليص الوقت اللازم لتسجيل معاملات بيع الأراضي وشرائها بشكلٍ ملحوظ.

الزراعة عبر الإنترنت

بات النظام المتكامل للسجل العقاري في صربيا يوفر الآن، بفضل رقمنة عملياته التجارية والكمّ الهائل من الأرشيفات التناظرية، إمكانية وصول سهل إلى جميع السجلات، ويمكِّن تقاسم البيانات بسلاسة مع الخدمات الإلكترونية للمؤسسات الأخرى.

وعلاوةً على ذلك، دعم المشروع إنشاء منصة GeoSerbia، وهي منصة وطنية لمشاركة البيانات المكانية وتوزيعها. ويمكن للشركات والهيئات الحكومية، من خلال توفير إمكانية الوصول إلى 335 مجموعة بيانات جغرافية مكانية، الاستفادة من هذه المعلومات لاستحداث تطبيقات ومنصات خاصة بها. فعلى سبيل المثال، استحدثت وزارة الزراعة نظامًا يُسمى eAgrar، يسمح للمستخدمين بتسجيل المزارع والتقدّم بطلب للحصول على إعانات زراعية. ولم يعد المزارعون، بفضل هذه الأداة، بحاجة إلى الذهاب إلى مكاتب التسجيل العقاري للحصول على المستندات الخاصة بحقوق حيازتهم للأراضي ودفع تكاليف هذه الخدمات؛ بل يمكنهم الوصول إلى السجلات مجانًا عبر نظام eAgrar المرتبط بالسجل العقاري الإلكتروني.

ويستخدم السيد Milivoje، من جانبه، نظام eAgrar للتقدّم بطلب الحصول على إعانات زراعية عبر الإنترنت، مباشرةً من منزله. ويقول إنّ الرقمنة، في قطاع الزراعة، جلبت الكثير من المنافع، بما في ذلك سهولة تسجيل المَزارع وتبسيط إجراءات التقدّم بطلبات الدعم، ممّا جعل الأعمال التجارية الزراعية فجأةً أكثر جاذبيةً للأجيال الشابة.

وفي صربيا، وكما هو الحال بالنسبة إلى معظم البلدان، يواجه قطاع الزراعة أزمة شيخوخة. فغالبًا ما تكون الأجيال الشابة أقل اهتمامًا باتباع خطى آبائها في الزراعة، نظرًا إلى التصورات القديمة بأن الزراعة مجرد عمل شاق بأجر زهيد.

وتُساعد الرقمنة على تغيير وجهات النظر هذه، وتتيح للشباب فرصة استكشاف مسارات مهنية في قطاع الأعمال التجارية الزراعية.

وتضحك Irina قائلةً "لقد أصبحت الزراعة في صربيا الآن في متناول أيدينا، نحن الشباب تحديدًا، لأننا جيل يعتمد على "نقرة واحدة"".

ورغم أن جميع أبناء السيد Milivoje قرّروا الدراسة في الخارج، فإنهم جميعًا يرغبون في العودة إلى وطنهم والاستفادة من حقوقهم المضمونة في حيازة الأرض، واغتنام الفرصة لبدء أعمالهم الزراعية الخاص بههم. فعلى سبيل المثال، تأملIrina في إنتاج الراكيا (نوع محلي من البراندي) ومواصلة إنتاج أسرتها من الجبن ولحم الخنزير المقدّد المحليين.

وتقول وعيناها ممتلئتان بالحماس "لقد تخرجت من الجامعة في برشلونة، وقرّرت العودة إلى صربيا لأنني حريصة على تطوير علامتي التجارية الخاصة من الراكيا من بساتين البرقوق المحلية. وستكون صديقة للبيئة. وحلمي هو تسويقها في جميع أنحاء أوروبا، وفي نهاية المطاف في جميع أنحاء العالم، لجعل العلامة التجارية الصربية معروفة.

وقرّرت القيام بذلك في صربيا لأنني أريد مواصلة أعمال أجدادي وجعل أسرتي فخورة بي".

وبعد الإفطار، ترافق Irina والدها إلى مرافق المزرعة لإطعام الأبقار والدجاج. وتحب مشاهدة الحيوانات وتشعر بالسكينة والرضا في تفاعلها مع الطبيعة، بعيدًا عن حياة المدينة الصاخبة.

وتأمل Irina أيضًا أن يتم تطوير السياحة الزراعية والبيئية في هذه المنطقة. وتضيف بحماس واضح قائلة "إنها منطقة جذابة للغاية، فهي غنية بالينابيع الساخنة التي يمكن تحويلها إلى منتجعات طبيعية تجذب السياح". وهي تفكر في بناء بيت ضيافة صغير للسياح تقدّم فيه المنتجات الزراعية الطازجة للمنطقة: الخضراوات والفواكه والبيض والأجبان واللحوم المحلية.

تعزيز حقوق حيازة المرأة للأرض

على مقربة من المنزل، تجلس السيدة Marija Stojiljković، وهي مزارعة أخرى من المزارعين الأسريين، على مقعد خارج منزلها بعد يوم عمل شاق في بستانها. وتحمل فنجانًا من القهوة، وتحدق في صفوف كروم العنب المنسّقة، وأوراقها التي تُبرز قطرات ماء المطر المتلألئة تحت غروب الشمس.

وعندما تُسأل عن مشروعها الزراعي، تبرق عيناها. وتروي بحماس روتينها اليومي - تتحدث عن الأنشطة التي تجلب لها السعادة والرضا باستمرار.

وتقول "إن هذه المزرعة مزرعة أسرية. أديرها جنبًا إلى جنب مع زوجي... وأنا أعمل في الحديقة كل يوم من أيام السنة. وحسب الموسم، أقوم أنا وزوجي بتقليم الأشجار وسقيها، ونضع المغذيات، بالإضافة إلى مختلف العلاجات لحماية النباتات من الآفات والأمراض والأعشاب الضارة، وبالطبع، نحصد الثمار."

وتضيف مبتسمة قائلة "إن الاعتناء بشجرة فاكهة كالاعتناء بطفل." ويزداد هذا التشبيه أهميةً عند الحديث عن الحضانة والحقوق القانونية.

وعلى الرغم من أن القانون المدني في صربيا لطاما نصّ على حقوق ملكية متساوية لكلا الزوجين في حالة الزواج، فمن الناحية العملية، غالبًا ما كان اسم الزوج وحده الذي يظهر في السجل. وهذا يعني أن إثبات حقوق المرأة في الأرض، في حالة البيع على سبيل المثال، يتطلّب مستندات إضافية. أما الآن، وفي خطوة لحماية حقوق حيازة المرأة للأرض، فقد أصبح إدراج اسم كلا الزوجين في تسجيل الملكية إلزاميًا - وهو تغيير قانوني انعكس أيضًا في نظام السجل العقاري الجديد. وهذا يعني أن نسبة سجلات الملكية التي تكون فيها المرأة مالكة أو شريكة في الملكية قد زادت بشكل ملحوظ.

ويُساعد نظام التسجيل الآلي الجديد للملكية في تحديد المناطق التي يكون فيها مستوى حقوق حيازة المرأة للأراضي منخفضًا، وذلك من خلال إعداد تقارير مُصنّفة حسب نوع الجنس، ممّا يُوفر معلومات بالغة الأهمية للمؤسسات لتركيز جهودها على المناطق التي تشهد تفاوتًا كبيرًا. وتُساعد هذه التغييرات صربيا على تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بالمساواة بين الجنسين في مجال ملكية الأراضي والتحكم فيها.

وقد ورثت السيدة Marija أرضها عن أسرتها، وهي سعيدةٌ بحماية حقوقها في حيازة الأرض كامرأة، وبإمكان أطفالها الاستفادة من هذه الحقوق المضمونة في المستقبل.

وتوضّح السيدة Marija قائلة "بما أن كل شيء مُسجّل الآن، فإن حقوقي في الملكية مضمونة، ويمكن تتبّعها بسهولة في النظام".

وعندما لا تُكون حقوق حيازة الأراضي مسجّلة في النظام العقاري، قد يكون هناك سوء استخدام أو مطالبات مُزدوجة. والآن، يتحقق نظام eAgrar من قطع الأراضي وحقوق الاستخدام المُرتبطة بها في قاعدة بيانات السجل العقاري مباشرةً.

التبسيط من خلال الرقمنة

في البداية، كانت لدى السيدة Marija ومزارعين آخرين، وخاصة كبار السن منهم، شكوك بشأن استخدام الأدوات الرقمية والتقدّم بطلبات الحصول على الدعم عبر نظام eAgrar، إلّا أن هذه الشكوك سرعان ما تبدّدت.

وتوضّح السيدة Marija قائلة "بصراحة، كنت أشكِّك في البداية في الرقمنة. فقد كنت أظن أنها معقدة للغاية بالنسبة إلي وأنني لن أتمكّن من إدارتها. ولكن عندما اكتشفتُ أن نظام eAgrar متصل بالسجل العقاري الإلكتروني، فوجئتُ بسرور لأن كل شيء أصبح سهلاً وسريعًا وبسيطًا... فكل ما تحتاجه هو هاتف محمول وإنترنت، وكل شيء يتم وأنت مرتاح في منزلك".

وقبل تطبيق الرقمنة، كان المزارعون يقضون ما بين سبعة وتسعة أيام في التقدّم بطلبات الحصول على الدعم. أما الآن، فمن خلال تطبيق eAgrar، لا يستغرق الأمر سوى بضع دقائق، وهي عملية شفافة.

وتضيف السيدة Marija بالقول "لقد كنا نضطر فعليًا إلى تخصيص يوم كامل للامتثال للمتطلبات القانونية للتقدّم بطلب للحصول على الدعم. وكان الأمر يتطلّب جمع كمٍ هائل من المستندات مسبقًا، وعندما كان يحين دورك، كان يُخبرونك أن هناك مستندًا ناقصًا، ثم كان عليك البدء من جديد، وكان ذلك صعبًا للغاية بالنسبة إلينا وكان يستغرق الكثير من الوقت الثمين".

وهذا يُعبّر عن مشاعر السيد Milivoje والمزارعين الصرب الآخرين من أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يُشكّلون حوالي 95 في المائة من إجمالي الحيازات الزراعية في صربيا.

وتقول السيدة Radisa Stankovic، رئيسة بلدية مدينة ميونيكا (Mionica) سابقًا والمتقاعدة حاليًا، "تُعدّ الرقمنة خطوةً استثنائيةً نحو تسريع حلّ المشاكل القانونية المتعلقة بالملكية، وخاصةً بالنسبة إلينا نحن كبار السن". وتضيف قائلة "لدينا الآن مركز اتصالٍ تحت تصرفنا، يُساعدنا على فهم كيفية تقديم الطلبات عبر النظام الجديد، نظرًا إلى أن غالبية كبار السن لا يجيدون استخدام أجهزة الحاسوب".

منافع جمّة

في الوقت الذي كان فيه السجل العقاري الإلكتروني مفيدًا للغاية للمزارعين من حيث توفيره طريقة سريعة وسهلة للتحقق من حقوقهم حيازتهم للأراضي، فإن المنصة عادت بالنفع على شريحة أوسع بكثير من المجتمع، بما في ذلك المسؤولون الحكوميون والبلديات والمهنيون القانونيون والقائمون بالمسوحات والمصرفيون ووكلاء العقارات وأصحاب الأعمال.

ولم يعد المواطنون بحاجة إلى زيارة مكاتب التسجيل العقاري. وأصبح بإمكان الموثقين والمحامين الوصول إلى جميع السجلات العقارية، بما في ذلك الأرشيف الرقمي، وإعداد وتقديم مستندات تسجيل الملكية إلى الهيئة الجيوديسية نيابةً عن موكليهم.

وأضحى تسجيل عقود الشراء أو إضفاء الطابع الرسمي على حقوق الميراث ممكنًا في غضون أربعة أيام فقط. ففي السابق، كان يتعين على الأفراد تسجيل الملكية شخصيًا، وكان التسجيل يستغرق في المتوسط 45 يومًا، وفي بعض الحالات، سنوات. أما الآن، فيمكن للناس تتبّع حالة طلباتهم عبر الإنترنت.

ويوضّح السيد Žarko Mihailović، مدير مكتب توثيق عمومي في بلغراد قائلًا "إن نظام السجل العقاري ليس مجرد مجموعة من الآلات أو التيرابايت أو القطع المعدنية. فالأمر يتعلق بإسعاد الناس وجعلهم يشعرون بمزيد من الأمان والطمأنينة بشأن مستقبلهم ومستقبل أطفالهم".

وعلاوةً على ذلك، يمكن للأفراد الآن تلقي إشعارات "إنذار" إلكترونية عبر الرسائل النصية القصيرة لتنبيههم بأي تغييرات في سجلات ممتلكاتهم. وتروي السيدة Mirjana Sakić، وهي صيدلانية، كيف ساعدت خدمة الإنذار الرقمي هذه في منع الاحتيال. "فمن خلال التسجيل في خدمة الإنذار العقاري، اكتشفتُ أن مالكًا آخر قد سجّل شقتي. وبفضل هذه الخدمة الرقمية، تمكّنت فعليًا من الحفاظ على ملكية شقتي، فقد كنتُ على وشك فقدانها."

الكشف عن المخاطر المحتملة

قامت الحكومة، باستخدام بيانات من منصة GeoSerbia، وبالتنسيق مع الجيوديسية الجمهورية في صربيا، بإنشاء منصة مبتكرة تُسمى "سجل المخاطر"، تُساعد السلطات المحلية على تحديد مناطق الخطر، مثل المناطق المعرضة للفيضانات أو خطوط الصدع الزلزالي. ويُوفر هذا التطبيق معلومات لصانعي القرار، عند الحاجة، لاتخاذ تدابير وقائية، والاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية، أو المساعدة في التعافي بعد الكوارث.

فعلى سبيل المثال، تُسجّل جميع مناطق الفيضانات في صربيا باستخدام بيانات تاريخية. ويُمكن للحكومة، من خلال ربط مجموعات البيانات بالصور الحالية للمباني وخطوط المرافق وغيرها، تحديد المواقع المعرضة للخطر، ممّا يُمكّنها ليس فقط من الاستجابة في الوقت المناسب، بل أيضًا من التخطيط لما يلزم من أموال في حالات الطوارئ. كما وفّر المشروع بيانات شاملة لتقييم الممتلكات، وهو أمر بالغ الأهمية لتقدير التعويضات بسرعة للمزارعين وغيرهم من المواطنين في حالة حدوث أضرار لأراضيهم وممتلكاتهم جراء الكوارث الطبيعية.

وتمكّنت صربيا، بدعم من البنك الدولي ومركز الاستثمار التابع للمنظمة، من تحديث نظامها لإدارة الأراضي وتحويله ليصبح رقميًا، وهو ما كان له دور أساسي في التنمية المستدامة في البلاد. ومن خلال توفير معلومات مُحدَّثة، متى وأينما تدعو الحاجة، لوضع سياسات ولوائح أكثر استنارةً تتعلق بالأراضي وحقوق الملكية والموارد الطبيعية، يُشكِّل هذا التحوّل الرقمي، نموذجًا يمكن للبلدان الأخرى تكييفه وتكراره، ممّا يُتيح فرصًا للأجيال الشابة ويُلهم المزيد من الابتكارات.

وتقول السيدة Marija "آمل أن تجذب الرقمنة الأجيال الشابة، وخاصةً أبنائي، وتُحفِّزهم على مواصلة أعمالنا الأسرية. وأن يُحسِّنوا ويُحدِّثوا إنتاجنا، وأن يكتبوا قصةً أفضل من تلك التي بدأناها".

هذه القصة جزء من سلسلة تُحيي الذكرى الستين لمركز الاستثمار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وتُسلّط الضوء على عقود من الشراكات والمبادرات والاستثمارات التي شكّلت أنظمة الأغذية الزراعية. تعرّف على كيفية استمرار مركز الاستثمار التابع للفاو في دعم حلول الاستثمار والتمويل الزراعي، مُحدثًا نقلة نوعية في حياة الناس حول العالم.

للمزيد من المعلومات