الغذاء المستدام والزراعة

لماذا تعتبر استدامة الأغذية والزراعة مهمة؟

تمثل رؤية منظمة الأغذية والزراعة الخاصة باستدامة الأغذية والزراعة في عالم تكون فيه الأغذية مغذّية ومتاحة للجميع، وتتم فيه إدارة الموارد الطبيعية بطريقة تحافظ على وظائف النُظم الإيكولوجية لدعم احتياجات الإنسان في الحاضر والمستقبل.

وفي هذه الرؤية، تلقى أصوات المزارعين والرعاة وصيادي الأسماك العاملين في القطاع الحرجي، وسائر سكّان الأرياف آذانًا صاغية، ويستفيدون من التنمية الاقتصادية ويتمتّعون بفرص عمل لائقة. وينعم الرجال والنساء في الأرياف بالأمن، ويتحكّمون في سبل عيشهم ويتمتّعون بفرص منصفة للحصول على الموارد التي يستخدمونها بطريقة تتسم بالكفاءة.

لمزيد من المعلومات يرجى الاطلاع على بناء رؤية مشتركة لاستدامة الأغذية والزراعة. المبادئ والنُهج.

من شأن تغيير الممارسات الحالية أن يساهم إلى حد كبير في تحسين إنتاجية العديد من نظم الإنتاج الغذائي والزراعي.

يركز هذا المبدأ على محرّك التحول. وسيظلّ من الضروري تحقيق مزيد من المكاسب على صعيد الإنتاجية في المستقبل لكفالة الإمدادات الكافية من الأغذية والمنتجات الزراعية الأخرى بموازاة الحد من اتساع الأراضي الزراعية واحتواء تداخل النظم الإيكولوجية الطبيعية. لكن في حين كانت الكفاءة تقاس في الماضي من حيث الغلال (كلغ لكل هكتار من الإنتاج)، سيكون من الضروري الآن مراعاة أبعاد أخرى لزيادة الإنتاجية في المستقبل. وستكتسي نظم الإنتاج الذكية في استخدام المياه والطاقة أهمية متزايدة في ظلّ ازدياد الشحّ في المياه؛ وسيتعيّن على الزراعة إيجاد سبل كفيلة بخفض انبعاثات غازات الدفيئة. وستكون لهذا تأثيراته على استخدام الأسمدة والمدخلات الزراعية الأخرى.

 

 

يعتمد إنتاج الأغذية والزراعة على الموارد الطبيعية، وبالتالي تتوقف استدامة الإنتاج على استدامة الموارد نفسها. ويمكن عمل الكثير للحد من الآثار السلبية ولتعزيز حالة الموارد الطبيعية.

في حين أن التكثيف يؤثر تأثيراً إيجابياً على البيئة من خلال تقليص التوسع الزراعي والحد بعد ذلك من التعدي على النُظم الإيكولوجية الطبيعية، فإنه ينطوي أيضاً على آثار سلبية على البيئة. وتشمل أكثر نماذج التكثيف الزراعي انتشاراً استخداماً مكثفاً للمدخلات الزراعية، بما فيها المياه والأسمدة ومبيدات الآفات. وينطبق نفس الشيء على الإنتاج الحيواني وتربية الأحياء المائية وما يترتب على ذلك من تلوث للمياه، وتدمير لموائل المياه العذبة، وتغيير خصائص التربة. وأدى التكثيف أيضاً إلى خفض شديد في التنوع البيولوجي للمحاصيل والحيوانات. ولا تتفق تلك الاتجاهات في التكثيف الزراعي مع الزراعة المستدامة وتشكِّل خطراً يهدِّد الإنتاج في المستقبل.

يمكن لضمان إتاحة إمكانية وصول المنتجين إلى الموارد الإنتاجية وسيطرتهم عليها بشكل كافٍ، والتصدي للفجوة بين الجنسين، أن يسهم بدور كبير في الحد من الفقر وانعدام الأمن الغذائي في المناطق الريفية.

الزراعة هي النشاط الأكثر كثافة في العمالة من بين كل الأنشطة الاقتصادية. وتوفر الزراعة، بصورة مباشرة وغير مباشرة، مورد رزق للأسر الريفية التي يبلغ مجموع عدد أفرادها 2.5 مليار نسمة. غير أن الفقر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالزراعة، وتمثل الزراعة أكثر أنواع الأعمال عرضة للمخاطر. ولا يمكن للزراعة أن تصبح مستدامة ما لم توفِّر ظروف العمل اللائق لمن يزاولونها في بيئة صحية ومأمونة اقتصادياً وماديا.

تؤثر الظواهر الجوية الشديدة وتقلبات السوق والنزاعات المدنية على الزراعة. ويمكن أيضاً للسياسات والتكنولوجيات والممارسات التي تبني قدرة المنتجين على الصمود في وجه التهديدات أن تساهم في تحقيق الاستدامة.

وكشفت عدة إشارات في الماضي القريب عن المخاطر التي يمكن أن تمثلها الصدمات بالنسبة للزراعة والحراجة ومصايد الأسماك. وتؤثر التقلبات المناخية المتزايدة، سواءً أكانت متصلة بتغيُّر المناخ أم غير متصلة به، على المزارعين وعلى إنتاجهم. ومن الناحية الأخرى، يؤثر تقلب أسعار الأغذية على المنتجين والمستهلكين الذين لا تتاح لهم بالضرورة وسائل مواجهة تلك الصدمات. وربما شجِّع ازدياد العولمة على سرعة نقلها إلى مختلف أرجاء العالم وازدياد آثارها التي لا يمكن التنبؤ بها على نُظم الإنتاج. ولذلك تغدو القدرة على الصمود محورية في التحول نحو زراعة مستدامة ويجب أن تشمل الأبعاد الطبيعية والبشرية على السواء.

لا يمكن أن يتحقق الانتقال إلى الإنتاج المستدام إلا عندما يكون هناك توازن سليم بين مبادرات القطاعين الخاص والعام فضلاً عن المساءلة والمساواة والشفافية وسيادة القانون.

ويحمل تعميم الاستدامة في نُظم الأغذية والزراعة في طياته إضافة البعد المتعلق بالمنفعة العامة إلى المشاريع الاقتصادية. وتمثل الزراعة وستظل تمثل نشاطاً اقتصادياً مدفوعاً بحاجة من يزاولونه إلى إدرار الربح وضمان معيشة لائقة من مزاولة تلك الأنشطة. ويحتاج المزارعون والصيادون والمشتغلون بالحراجة إلى حوافز سليمة تدعم تطبيق الممارسات المناسبة على الأرض. ولن يتسنى تحقيق الاستدامة إلاّ من خلال الحوكمة الفعالة والمنصفة، بما يشمل سياسة مناسبة وتمكينية وبيئات قانونية ومؤسسية تحقق التوازن السليم بين مبادرات القطاعين العام والخاص، وضمان المساءلة، والمساواة، والشفافية، وسيادة القانون.

20 إجراءً لتوجيه صانعي القرار

يتطلّب التحوّل إلى استدامة الأغذية والزراعة اتخاذ إجراءات فورية. ويمكن للبلدان وأصحاب المصلحة إحداث تغيير بطرق مختلفة. ويمكن الاطلاع على مجموعة من المبادرات القائمة على الأدلة والموجّهة نحو تحقيق النتائج، في المطبوع الصادر عن المنظمة بشأن الخطوط التوجيهية حول الإجراءات العشرين.

لمزيد من المعلومات حول الإجراءات العشرين التي تقترحها منظمة الأغذية والزراعة، يرجى الاطلاع على تحويل الغذاء والزراعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة: 20 إجراءً مترابطاً لتوجيه صناع القرار.

إجـراء

بناء المعرفة لدى المنتج­ وتطوير قدراتهم
تشجيع تنويع الإنتاج ومصادر الدخل
ربط أصحاب الحيازات الصغيرة بالأسواق
تسهيل الوصول إلى الموارد المنتجة والتمويل والخدمات

إجـراء

الحــد مــن الخســائر وتشــجيع إعــادة الاســتخدام وإعادة التدوير وتعزيز الاستهلاك المستدام
تعميم حفظ التنوع البيولوجي وحية وظائف النظام الإيكولوجي
حية المياه وإدارة ندرته
تعزيز صحة التربة واستعادة الأراضي

إجـراء

تحســ­ التغذيــة والترويــج لاتبــاع نظــم غذائيــة متوازنة
استخدام أدوات الحية الاجتعية لتعزيز الإنتاجية
تعزيز حقوق الحيازة الآمنة للرجال والنساء
ëك­ الناس ومحاربة عدم المساواة

إجـراء

تعزيز قدرة النظم الإيكولوجية على الصمود
التصدي لتغÔ المناخ والتكيف معه
الاستعداد للصدمات والاستجابة لها
الوقاية من الصدمات والحية منها: تعزيز القدرة على الصمود

إجـراء

تعزيز البيئة التمكينية وإصلاح الإطار المؤسس
مواÍة وتحس© الاستثرات والتمويل
تعزيز نظم الابتكار
تعزيز الحوار والتنسيق حول السياسات

المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

شارك بهذه الصفحة