الغذاء المستدام والزراعة

ارتفاع درجات الحرارة العالمية بالأرقام

المعالم البازرة من آخر بيانات قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في المنظمة
10 April 2020

ويمكن الاطلاع على المقالة المرجعية لهذه الوثيقة على الموقع الإلكتروني لإحصاءات المنظمة.

 

 

الزراعة المستدامة: الدور الرئيسي للبيانات

لا بد أن يكون الانتقال إلى نظم زراعية وغذائية أكثر إنتاجية واستدامة مستندًا إلى معلومات دقيقة وموثوقة ومحدّثة. ومن شأن التقلبات في درجات الحرارة وآخر اتجاهات استخدام الأراضي وأنماط الثروة الحيوانية والبيانات المشابهة أن تلقي نظرة هامة على كيفية تصويب إجراءاتنا في محاولة لبناء عالم خال تمامًا من الجوع.

وتقوم منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) بجمع البيانات العالمية المتصلة بالأغذية والزراعة من أجل تبادل المعارف وتيسير صنع القرارات المستنيرة. وتتيح قادة بيانات فاوستات هذه البيانات من خلال قاعدة بياناتها ومقالاتها والإعلانات الصادرة عنها. 

الأغذية والزراعة في ظلّ تغير المناخ

في حين أنّ درجات حرارة كوكبنا تشهد ارتفاعًا مستمرًا منذ أواخر القرن الثامن عشر، تشير البيانات إلى تسارع هذه العملية على ما يبدو.

وفي ظلّ وجود أكثر من 820 مليون نسمة لا يزالون يفتقرون إلى الغذاء الكافي، يطرح هذا مزيدًا من القلق بشأن الأمن الغذائي والتغذية بفعل قدرة ارتفاع درجات الحرارة على إعاقة إنتاج الأغذية في العمق. ومن المرجح أن يساعد ارتفاع درجات الحرارة وازدياد الرطوبة على انتشار الآفات التي تصيب المحاصيل والحيوانات والأمراض العابرة للحدود. وعلاوة على ذلك، يؤدي ارتفاع الفواقد الغذائية الناجمة عن المناخ إلى اتساع الأراضي الزراعية على حساب الغابات، مما يؤدي في المقابل إلى ارتفاع غازات الاحتباس الحراري. وتعدّ المجتمعات المحلية الضعيفة الأشد عرضة للخطر في هذه العملية. 

اتجاه عالمي

شهدنا في هذا العقد بالفعل ثمانية من الأعوام العشرة الأشد ارتفاعًا في درجات الحرارة. وإضافة إلى ذلك، تتسارع على ما يبدو الزيادات في درجات الحرارة حيث أنّ التغير المتوسط بين عامي 1991 و2000 (0.58 درجة مئوية) كان أقلّ من نصف الزيادة المسجلة منذ عام 2011 (1.26 درجة مئوية). 

وهذا ما يتجلى من خلال مناخات أكثر برودة. ولأكثر من عقدين من الزمن، أي منذ عام 1993، لم يسجّل أي بلد درجات حرارة أكثر برودة من المعدلات السنوية المسجلة في العادة. 

تغيرات على جميع المستويات 

تنسحب تأثيرات تغير المناخ على الأقاليم والبلدان على حدٍّ سواء. ويبدو حتى الآن أنّ أوروبا تسجل أكبر التغيرات الملحوظة في درجات الحرارة حيث بلغ تغير معدل درجة الحرارة السنوية 2.1 درجة مئوية في عام 2019. وبالنظر إلى المعدلات على عشر سنوات، جرى مرة جديدة تسجيل أكبر زيادة منذ سنة 2001 في أوروبا، فيما سجلت آسيا أصغرها. وبالنظر إلى العقد الحالي، بلغ معدل التغير السنوي في درجة الحرارة في جميع أقاليم العالم على مرّ عشر سنوات 1.0 درجة مئوية أو أكثر. بعبارة أخرى، لم تصبح أي منطقة في العالم أكثر برودة خلال السنوات العشر الأخيرة. 

الشكل 1. معدل تغير درجة الحرارة السنوية عبر الأراضي. الاتجاهات العالمية والإقليمية بحسب العقد الأخير.

 

تغيرات قياسية في درجات الحرارة على المستوى القطري

يلاحظ هذا الاتجاه المقلق أيضًا في البلدان حيث شهد 40 بلدًا تغيرات قياسية في درجات الحرارة في عام 2019. 

وخلال السنة نفسها، كان معدل التغير السنوي في درجة الحرارة في معظم البلدان (ما لا يقل عن 150 بلدًا) أعلى بمقدار 1.0 درجة مئوية من العادة، حيث يسجل نصفها تقريبًا تغيرات فاقت 1.5 درجات مئوية. 

الشكل 2. عدد البلدان والأقاليم التي سجّلت معدل تغير سنوي قياسي في درجة الحرارة عبر الأراضي خلال سنة محددة، بين عامي 1961 و2019.

 

الخطوات المقبلة

سوف تحدد الاستجابة العالمية اليوم لتغير المناخ كيفية إطعامنا لأجيال المستقبل في الغد. وتقوم هذه المعادلة جزئيًا على اتباع نهج مبتكرة بشأن الزراعة بما في ذلك الزراعة الذكية مناخيًا والزراعة الإيكولوجية. وتتسنى الفرصة للبلدان، من خلال تحويل قطاعاتها الزراعية، للتخفيف من وطأة التغيرات المناخية والتكيّف معها في سبيل تحقيق الأمن الغذائي للجميع. 

شارك بهذه الصفحة