حالة الأغذية في العالم

موجز منظمة الأغذية والزراعة عن إمدادات الحبوب والطلب عليها

يقدِّم الموجز الشهري عن إمدادات الحبوب والطلب عليها صورة عن آخر التطوّرات في سوق الحبوب العالمية. وهذا الموجز الشهري يكمّله تقييم مفصّل لإنتاج الحبوب وأحوال العرض والطلب حسب البلد/الإقليم، وذلك في النشرة الفصليةتوقّعات المحاصيل وحالة الأغذية. وتُنشَر مرتين سنوياً في نشرة توقّعات الأغذية تحليلات أكثر تعمّقاً لأسواق الحبوب العالمية والسلع الغذائية الرئيسية الأخرى.

مواعيد الإصدار الشهرية لعام 2025: 7 فبراير/شباط، و7 مارس/آذار، و4 أبريل/نيسان، و2 مايو/أيار، و6 يونيو/حزيران، و4 يوليو/تموز، و5 سبتمبر/أيلول، و3 أكتوبر/تشرين الأول، و7 نوفمبر/تشرين الثاني، و5 ديسمبر/كانون الأول.

من المتوقع أن يتقلص حجم التجارة العالمية بالحبوب في الفترة 2024/2025 إلى أدنى مستوى له منذ الفترة 2019/2020   

تاريخ الإصدار: 04/04/2025

رفعت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) تقديراتها بشأن الإنتاج العالمي للحبوب في عام 2024 بمقدار 7.1 مليون طن مقارنةً بشهر مارس/آذار. ومع ذلك، يظل الإنتاج العالمي للحبوب، الذي يبلغ 849 2 مليون طن، أقل بنسبة 0.3 في المائة من سنة إلى أخرى. ويعزى هذا التعديل الإيجابي لهذا الشهر في المقام الأول إلى إنتاج للقمح أكبر مما كان متوقعًا سابقًا في أستراليا وكازاخستان. كما ارتفع الإنتاج العالمي للشعير، وإن كان بهامش أقل مقارنةً بالقمح، ويرتبط ذلك في الغالب بحصاد أكثر وفرة في أستراليا. ومن المتوقع أن يصل الإنتاج العالمي للأرزّ في الفترة 2024/2025 إلى مستوى قياسي مرتفع قدره 543.3 ملايين طن (على أساس الأرزّ المطحون)، وهو ما لم يتغير كثيرًا مقارنة بتوقعات شهر مارس/آذار، مما يعني توسعًا بنسبة 1.6 في المائة على أساس المساحة. ومن المتوقع أن تمثل الهند جزءًا كبيرًا من النمو المتوقع للموسم. ومع ذلك، يمكن أن تساهم المحاصيل الجيدة في كمبوديا والصين وجمهورية تنزانيا المتحدة، من بين دول أخرى، في التعويض عن حالات الانكماش الناجمة عن أحوال الطقس، خاصة في بنغلاديش وإندونيسيا وميانمار.

وتبلغ توقعات الاستخدام العالمي للحبوب في الفترة 2024/2025 نحو 868 2 مليون طن، بزيادة قدرها 1.3 ملايين طن عن الشهر الماضي وبنسبة 0.9 في المائة عن مستوى الفترة 2023/2024. ويرجع تعديل هذا الشهر إلى رفع توقعات الاستخدام العالمي للحبوب الخشنة بمقدار 2.7 ملايين طن، مع توقع زيادة في استخدام جميع الحبوب الخشنة الرئيسية (الذرة والشعير والذرة الرفيعة) مقارنةً بالتوقعات السابقة. ويرفع هذا التعديل توقع أن يبلغ استخدام الحبوب الخشنة 534 1 مليون طن، مما يشير إلى نمو بنسبة 1.1 في المائة عن الموسم الماضي. وفي المقابل، من المتوقع أن تنخفض التوقعات العالمية لاستخدام القمح، التي تبلغ حاليًا 795.4 ملايين طن، بشكل طفيف عن مستواها خلال الموسم السابق، بعد تعديل تنازلي قدره 1.4 ملايين طن، مما يعكس في المقام الأول تعديلًا في الهند. ولا تزال توقعات الاستخدام العالمي للأرزّ في الفترة 2024/2025 عند 539.0 مليون طن، بزيادة قدرها 2.1 في المائة عن الفترة 2023/2024، مسجلةً ذروة جديدة. ومن المتوقع أن يكون استهلاك الأغذية هو المحرك لهذا التوسع، على أساس نصيب الفرد، ليصل إلى 53.3 كلغ سنويًا. ومع ذلك، ومع أن الاستخدامات الصناعية غير الغذائية لا تزال تُمثل حصة محدودة من الاستخدامات العالمية للأرزّ، إلا أنها قد تشهد أيضًا توسعًا سنويًا ملحوظًا (17 في المائة)، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى اتساع استخدام الأرزّ لإنتاج الإيثانول في الهند.

ولا يزال من المتوقع أن تنخفض المخزونات العالمية للحبوب بحلول نهاية مواسم 2025 عن مستويات بداية المواسم بنسبة 1.5 في المائة، لتصل إلى 873.3 ملايين طن، على الرغم من رفع تقديراتها لهذا الشهر بمقدار 4.0 ملايين طن هذا الشهر. وتشير أحدث التوقعات إلى أن نسبة المخزونات العالمية للحبوب إلى الاستخدام في الفترة 2024/2025 ستبلغ 30.1 في المائة، أي بانخفاض طفيف عن نسبة 30.9 في المائة في الفترة 2023/2024، وإن كانت لا تزال عند مستوى مريح. ويعزى الانخفاض المتوقع في مخزونات الحبوب إلى انخفاض متوقع بنسبة 6.0 في المائة في المخزونات العالمية للحبوب الخشنة. ويؤدي انخفاض مخزونات الذرة في الصين، مدفوعًا بانخفاض الواردات، إلى انخفاض إضافي قدره 3.3 ملايين طن في مخزونات الحبوب الخشنة العالمية، ليصل إجمالي التوقعات إلى 347.6 ملايين طن. وفي المقابل، رُفعت توقعات المخزونات العالمية للقمح هذا الشهر بمقدار 7.1 مليون طن، مما يشير إلى زيادة بنسبة 0.8 في المائة عن مستويات بداية الموسم، لتصل إلى 320 مليون طن. ويُعزى الجزء الأكبر من هذا التعديل التصاعدي إلى زيادة المخزونات في الهند وكازاخستان والاتحاد الروسي. ومن المتوقع أن ترتفع المخزونات العالمية للأرزّ مع حلول نهاية سنتي التسويق 2024/2025 بنسبة 3.2 في المائة من سنة إلى أخرى لتصل إلى مستوى قياسي يبلغ 205.9 ملايين طن، مما يعكس توقعات إعادة تكوين المخزونات لدى الدول المستوردة، بالإضافة إلى تراكم آخر لدى الدول المصدّرة. 

وقد خفضّت المنظمة توقعاتها بشأن التجارة العالمية بالحبوب في الفترة 2024/2025 بمقدار 5.3 ملايين طن لتصل إلى 478.9 ملايين طن، مسجلة انخفاضًا بنسبة 6.7 في المائة عن مستوى الفترة 2023/2024 وهو أدنى مستوى لها منذ الفترة 2019/2020. وخفضّت المنظمة توقعاتها بشأن التجارة العالمية للحبوب الخشنة في الفترة 2024/2025 بمقدار 3.7 ملايين طن هذا الشهر، مع تخفيض التوقعات بشأن كل من تجارة الذرة والذرة الرفيعة بسبب انخفاض المشتريات المتوقعة من الصين. ومن بين المصدرين، تم تخفيض التوقعات الخاصة بصادرات الذرة من البرازيل بما يتماشى مع وتيرة التصدير حتى الآن، كما جرى خفض التوقعات بشأن صادرات الذرة الرفيعة من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب انخفاض التدفقات المتوقعة إلى الصين، وهي وجهتها الرئيسية. وتؤدي هذه التعديلات إلى رفع التوقعات بشأن التجارة العالمية بالحبوب الخشنة إلى 224.2 مليون طن، بانخفاض حاد بنسبة 8.2 في المائة مقارنة بمستوى الفترة 2023/2024. كما أدى انخفاض مشتريات الصين المتوقعة أيضًا إلى مراجعة توقعات التجارة العالمية بالقمح للفترة 2024/2025 بانخفاض قدره 1.7 ملايين طن. ويساهم انخفاض صادرات القمح من كازاخستان والاتحاد الروسي في تراجع توقعات التجارة العالمية. ومن المتوقع أن تنكمش التجارة العالمية بالقمح، التي تبلغ حاليًا 195 مليون طن، في الفترة 2024/2025 بنسبة 7.2 في المائة مقارنة بالموسم السابق. ومن المتوقع أن تتسع التجارة العالمية بالأرزّ بنسبة 1.0 في المائة في عام 2025 (يناير/كانون الثاني- ديسمبر/كانون الأول) لتصل إلى أعلى مستوى لها عند 60.0 مليون طن. وفي ما يتعلق بالطلب، ومع أن إندونيسيا والفلبين وفييت نام تبدو مستعدة لتقليص مشترياتها هذا العام، إلا أن انخفاض الواردات من هذه البلدان قد يعوّضه ارتفاع المشتريات، ولا سيما من بنغلاديش ومدغشقر ونيبال.

 التوقعات لعام 2025

تظلّ توقعات المنظمة بشأن الإنتاج العالمي للقمح لعام 2025 من دون تغيير يُذكر منذ أولى توقعاتها في مارس/آذار. وكانت المنظمة توقعت أن يبلغ الإنتاج العالمي للقمح في عام 2025، 795 مليون طن وهو ما يُعادل مستوى العام السابق، وذلك بعد التعديلات التصاعدية التي أُجريت هذا الشهر على تقديرات عام 2024.

وظلّت أحوال محصول القمح الشتوي في البلدان الرئيسية المنتجة في النصف الشمالي من العالم مستقرة بشكل عام خلال الشهر الماضي. ففي الاتحاد الأوروبي، تشير الأرقام الرسمية إلى أن إنتاج القمح سيبلغ 135.5 ملايين طن، بزيادة قدرها 12 في المائة من سنة إلى أخرى، استنادًا إلى زيادة المساحات المزروعة والغلات، عقب الانخفاضات المسجلة في عام 2024 نتيجة الأحوال المناخية. ومع ذلك، يُشكل استمرار نقص هطول الأمطار في المناطق الشرقية خطرًا معتدلًا على إمكانات الغلات. وفي الاتحاد الروسي، من المتوقع أن يؤدي انخفاض مستويات رطوبة التربة وتراجع المساحات المزروعة إلى انخفاض الإنتاج في عام 2025. وفي أوكرانيا، من المتوقع أن يكون إنتاج القمح في عام 2025 أقل من متوسط ​​الخمس سنوات، بسبب تأثيرات الحرب، بينما تدفع ظروف الطقس الجاف بتوقعات تسجيل انخفاض طفيف محتمل من سنة إلى أخرى. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، من المتوقع أن ينخفض ​​إجمالي إنتاج القمح في عام 2025، بسبب انخفاض الغلات، مع تأثر مساحة أكبر من محصول القمح الشتوي بظروف الجفاف مقارنةً بالعام السابق. وفي كندا، ومع بدء موسم الزرع الرئيسي في مايو/أيار، تشير الإسقاطات الأولية إلى توسع مدفوع بالأسعار في مساحة القمح. ومع ذلك، من المرجح أن يقابل ذلك انخفاض في الغلات، مما يبقي الإنتاج دون تغيير إلى حد كبير من سنة إلى أخرى، وإن كان لا يزال أعلى من متوسط ​​الخمس سنوات. وفي الهند، من المتوقع أن يزداد الإنتاج في عام 2025، بفضل مساحة قياسية مخصصة لزراعة القمح، وبفضل حوافز قوية للأسعار ودعم حكومي للمدخلات الزراعية، مع توقع أن يصل إنتاج القمح إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 115.4 ملايين طن. وفي الشرق الأدنى لآسيا، أثر نقص هطول الأمطار على نطاق واسع على توقعات الإنتاج في كل من جمهورية إيران الإسلامية وتركيا، ما زاد من احتمال انخفاض محاصيل القمح في عام 2025؛ ومع ذلك، من المرجح أن يحدّ الوصول إلى الريّ من هذا التراجع. وفي شمال أفريقيا، من المتوقع أن يظل إجمالي إنتاج القمح في عام 2025 أقل من متوسط ​​السنوات الخمس، ما يعكس تأثيرات ضعف هطول الأمطار في بداية الموسم، خاصة في الجزائر والمغرب، بينما من المتوقع أن يزداد إنتاج القمح - المروي في الغالب - من سنة إلى أخرى في جمهورية مصر العربية، وسط سياسة التوسع التي تنتهجها الحكومة. وفي الدول الرئيسية المنتجة للقمح جنوب خط الاستواء، تبدو التوقعات للأرجنتين مواتية بشكل عام في ظلّ خفض تعريفات التصدير وتوقع أن تكون الأسعار مجزية بما يدعم توقعات زيادة المساحات المزروعة. ومن المرجح أن يدفع هذا الإنتاج إلى الارتفاع، رغم الانخفاض الطفيف المتوقع في الغلات. وفي أستراليا، تشير التوقعات المبكرة إلى انخفاض معتدل في إنتاج القمح، ولكن لا يزال من المتوقع أن يتجاوز الحصاد 30 مليون طن.

وبالنسبة إلى إنتاج الحبوب الخشنة في عام 2025، ستبدأ الزراعة قريبًا في بلدان النصف الشمالي من العالم، بينما سيتم حصاد الجزء الأكبر من المحاصيل في بلدان النصف الجنوبي من العالم خلال الربع الثاني من السنة. ومن المتوقع أن يزداد إنتاج الذرة في البرازيل في عام 2025، مما يعكس زيادة طفيفة في المساحات المزروعة، مدفوعة بارتفاع الأسعار في أواخر عام 2024 قبل فترة الزرع الرئيسية، وتحسنًا محتملًا في مستويات الغلات. وفي الأرجنتين، يُلقي الانخفاض الحاد في المساحات المزروعة ونقص هطول الأمطار بثقله على توقعات الإنتاج، وبالتالي من المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج الذرة في عام 2025. وفي جنوب أفريقيا، يُعزز الارتفاع الكبير في زراعة الذرة البيضاء، مدفوعًا بأسعار قياسية وأحوال مناخية جيدة منذ بداية السنة، توقعات انتعاش إنتاج الذرة بعد الانخفاض الذي شهده في عام 2024.



 


جدول موجز