الأخبار

قامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، في معرض سعيها إلى تسليط الضوء على دور الاتصال من أجل الزراعة الأُسرية، باستضافة الحلقة الدراسية الفنية بشأن خدمات الاتصال الريفية والنهُج الابتكارية الشاملة من أجل الزراعة الأُسرية يوم 29 أبريل/نيسان 2024 في المقر الرئيسي للمنظمة في روما، إيطاليا. وكانت هذه الحلقة الدراسية جزءًا من عملية التنفيذ الجارية حاليًا لعقد الأمم المتحدة للزراعة الأُسرية 2019-2028 الذي يُعدُّ مبادرةً عالميةً ترمي إلى إطلاق إمكانات المزارعين الأُسريين للمضي في تحقيق التغيير التحويلي المنشود في إطار أهداف التنمية المستدامة. 

الأُسريون حماة التقاليد والقيّمين على الاستدامة. وفي خضم ذلك، تبرز قوة الإذاعة كقّوة تحويلية تُسمع أصوات المزارعين وتمكِّن المجتمعات المحلية، من خلال مبادرات مثل مبادرة YenKasa Africa للإذاعة الريفية. 

وتجسّد هذه المبادرة مبادئ الاتصال من أجل التنمية ومنهجياته، من خلال تعزيز المشاركة الشاملة وتمكين الأصوات المحلية والترويج للتنمية المستدامة. ويشدّد الاتصال من أجل التنمية على عمليات التواصل التي تقودها المجتمعات المحلية والتي تمكِّن الناس، مجموعات وأفرادًا، من التعبير عن احتياجاتهم وتبادل المعارف والتأثير في القرارات المتّخذة. وتستعين مبادرة YenKasa Africa، من خلال التركيز على الإذاعة الريفية، بوسيلة مُتاحة للجميع وذات صدى ثقافي لردم الهوّة المعلوماتية وتعزيز قدرات المزارعين الأُسريين. ولا تقتصر هذه المبادرة على نشر المعارف الزراعية الضرورية فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى تنمية الشعور بتولي زمام الأمور لدى المزارعين، بما يتماشى مع هدف هذه المبادرة المتمثّل في بناء مجتمعات محلية قادرة على الصمود وضمان الاكتفاء الذاتي. وتعمل مبادرة YenKasa Africa، من خلال مدّ الجسور بين مجموعات المزارعين المحليين والإذاعات المجتمعية، على ترسيخ استراتيجيات التواصل في السياقات المحلية وعلى ضمان تصديها للتحديات المحددة التي تواجهها هذه المجتمعات المحلية، وهي تدعم بالتالي النُظُم الزراعية والغذائية المستدامة، تماشيًا مع أهداف عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية. 

في ربوع الطبيعة الخصبة في جمهورية تنزانيا المتحدة حيث يمتزج الهواء بعطر الأزهار، يفوح شذا ثورة رقيقًا. ويقود برنامج مرفق الغابات والمزارع زمام هذا التحوّل وتتولى تنفيذه منظمتان متفانيتان في عملهما، هما جمعية مزارعي أشجار موفيندي (MVIWAMA) ومجموعة مزارعي أروشا (MVIWARUSHA). وهما تعملان معًا على إعادة تشكيل سلسة قيمة العسل وتحقيق الازدهار والاستدامة لمجتمعاتهما المحلية، من خلال الاعتماد على الدور المحوري للتواصل الفعّال.  

وعملت جمعية MVIWAMA التي أُنشئت أساسًا لدعم مزارعي الأشجار من أصحاب الحيازات الصغيرة، على توسيع نطاق أنشطتها لتشمل تربية النحل ولإدراجها في الحراجة الزراعية على نحو سلس. وتعتني Anna Mwakalinga وهي مربية نحل متمرّسة بمَنحَلَتها الكائنة بين أشجار الأوكاليبتوس العمّلاقة والأشجار المحلية. وبدأت مسيرتها في تربية النحل بدورة تدريبية نظّمتها جمعية MVIWAMA بدعمٍ من برنامج مرفق الغابات والمزارع. وهي تتذكّر قائلةً "كنّا نجمع العسل في السابق بالطريقة التقليدية، وغالبًا ما كنّا نؤذي خلايا النحل ونربك النحل. أمّا اليوم وبفضل التقنيات الحديثة، فقد تضاعف محصولنا وأصبح ذا جودة عالية."