القاهرة، مصر – تعتبر مصر من البلدان المعرضة بشدة لمخاطر تغير المناخ مثل ارتفاع منسوب مياه البحر والجفاف والحرارة الشديدة، والتي تشكل تهديدات كبيرة لإنتاج الغذاء وسبل العيش، لا سيما في قطاع الزراعة. ووفقاً لدراسات حديثة فإن من المتوقع أن تنخفض غلة المحاصيل بمعدل 10 في المائة بحلول عام 2050.

ولمواجهة هذا التهديد، ركزت مصر على دمج قطاع الزراعة في عمليات تغير المناخ الوطنية، مثل مساهماتها المحددة وطنيا. كما تقوم مصر حالياً بتطوير إطار عمل للخطة الوطنية للتكيف بهدف تعزيز استراتيجياتها للصمود في وجه تغير المناخ.

ولدعم الحكومة المصرية في تعزيز مرونة جميع قطاعات الزراعة الفرعية، استضافت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في القاهرة ورشة عمل لتدريب المدربين حول موضوع الزراعة في الخطة الوطنية للتكيف، بدعم من برنامج "سكالا" المشترك بين المنظمة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وشرح زملاء من مكتب المنظمة في مصر والمكتب الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا ومقر المنظمة في روما وشركاء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تجربتهم إلى زملائهم في مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة وفي الإدارة المركزية لتغير المناخ بوزارة البيئة في مصر وقدموا المهارات اللازمة لتسهيل حوارات القطاعات الفرعية الزراعية.

وستتواصل هذه الحوارات لتوفير معلومات حيوية تتعلق بالتأثيرات والأولويات والحلول المحتملة للتكيف مع تغير المناخ في الزراعة. وبالإضافة إلى ذلك، نجحت ورشة العمل في سد فجوات المعلومات لتحسين الاستجابة لمخاطر وآثار تغير المناخ في البلاد، واكتسب المشاركون المعرفة والمهارات التي سينقلونها بشكل فعال إلى الممارسين الآخرين في مجال استراتيجيات التكيف والتخفيف في قطاع الزراعة واستخدام الأراضي.

وفي كلمته الافتتاحية في ورشة العمل، أكد نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في مصر، على أهمية تنفيذ برنامج سكالا هذا العام قائلاً: "إن تنفيذ البرنامج هذا العام مهم لمصر لأنه يتزامن مع صياغة الخطة الوطنية للتكيف في البلاد، وهي الخطة التي توفر خارطة طريق لإيجاد حلول تستند إلى أدلة علمية للتكيف تتماشى مع الظروف والأولويات الوطنية".

وتقوم الحكومة المصرية حالياً بتنفيذ مشروع "صياغة وتطوير عملية خطط التكيف الوطنية في مصر" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبدعم مالي من برنامج الجاهزية التابع للصندوق الأخضر للمناخ. واستناداً إلى الأفكار المقدمة في ورشة العمل، تم تصميم مخرجات "سكالا" لتكون بمثابة مدخلات قيمة لعملية الخطة الوطنية للتكيّف بما يشكل إطار العمل الشامل للخطة في مصر.

وشدد السيد نصر الدين حاج الأمين على الحاجة إلى التعاون بين أصحاب المصلحة المختلفين في مركز معلومات المناخ وسكالا لتسخير جميع العناصر اللازمة لتحقيق التقدم المنشود في رؤية مصر 2030، واستراتيجية التنمية المستدامة للزراعة، والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.

وفي ورشة العمل، عمّق المشاركون فهمهم للتخطيط القطاعي للتكيف وعملية الخطة الوطنية للتكيُّف، وتعلموا كيفية تصميم وتنفيذ عناصر الخطة الوطنية للتكيّف، وتوفير واستخدام البيانات المناخية، وتقييم المخاطر ونقاط الضعف، وتحديد أولويات خيارات التكيف. كما سلطت ورشة العمل الضوء على أهمية الانتقال من صياغة الخطة الوطنية للتكيف إلى تنفيذ الخطة. كما بحث المشاركون قيمة رصد وتقييم إجراءات التكيف وخصصوا جلسة لاعتبارات المساواة بين الجنسين في تخطيط التكيف الزراعي. واستندت المواد التدريبية المستخدمة خلال ورشة العمل إلى المعرفة والموارد ودراسات الحالة والإرشادات الفنية والدروس المستفادة من التنفيذ الناجح لبرنامج سكالا وبرنامج دمج الزراعة في خطط التكيف الوطنية المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على مر السنين.

ويجري تقييم معرفة المشاركين وفهمهم للموضوعات من خلال الدراسات الاستطلاعية السابقة واللاحقة لورشات العمل، مما يدل على تحسن ملحوظ في الفهم. وقد أشارت الدراسات الاستقصائية إلى زيادة ملحوظة في الفهم، لا سيما في مجالين حظيا بتقدير كبير وهما معالجة النوع الاجتماعي في تخطيط التكيف ورصد وتقييم التكيف في سياق عمليات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

بتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للبيئة وحماية الطبيعة والسلامة النووية وحماية المستهلك من خلال مبادرة المناخ الدولية (IKI)، يكرس برنامج سكالا في مصر جهوده لإدماج الممارسات الزراعية المقاومة للمناخ في خطط التكيف الوطنية. ويتمثل الهدف من ذلك في تعزيز القدرات المؤسسية والفنية، والإدارة والاستجابة الفعالة للمخاطر والكوارث المتعلقة بالمناخ، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في أنظمة الإنتاج الزراعي المبتكرة والقابلة للتكيف. ومن خلال هذه الجهود، يسعى البرنامج إلى تعزيز الإجراءات التحويلية التي تعمل على تحسين مرونة قطاع الزراعة وقدرته على التكيف، وتحسين أنظمة الرصد، وإشراك العديد من أصحاب المصلحة، وتعزيز الأمن الغذائي، ودفع عجلة التنمية المستدامة في مصر.

لعب برنامج سكالا المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي دوراً أساسياً في تسهيل تنفيذ الأنشطة المختلفة في مصر، وهي دولة مشاركة في البرنامج. وتركز هذه الأنشطة في المقام الأول على تعزيز العمل المناخي في القطاعات الفرعية للزراعة، واستخدام الأراضي، وإدارة المياه من خلال تحسين التقييم والقدرات للتخطيط والرصد بما يتماشى مع عملية خطة الكيّف الوطنية وتنفيذ المساهمات المحددة وطنياً.

ألبوم الصور