مصايد الأسماك الداخلية

الأطر السياساتية المتّصلة بمصايد الأسماك الداخلية

اعتمد مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة مدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد ("مدونة السلوك") في عام 1995. وقد دعا مؤتمر المنظمة، من خلال اعتماد مدونة السلوك، الدول وجميع المهتمين بمصايد الأسماك إلى تنفيذ هذه المدونة بما يشمل الإجراءات ذات الصلة لتحقيق الصيد الرشيد. وتحدد مدونة السلوك المبادئ والمعايير الدولية للسلوك في ما يتعلق بالممارسات الرشيدة بهدف التأكد من حفظ الموارد المائية الحية وإدارتها وتنميتها بصورة فعالة، مع المراعاة التامة للنظام الإيكولوجي والتنوع البيولوجي. وتعترف مدونة السلوك بالأهمية التغذوية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية لمصايد الأسماك وبمصالح جميع أصحاب المصلحة في قطاعي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية. وتراعي مدونة السلوك الخصائص البيولوجية للموارد وبيئتها ومصالح المستهلكين وسائر المستفيدين. وقد تم وضع مجموعة متنوعة من الصكوك في إطار مدونة السلوك. وإنّ مدونة السلوك طوعية وليست إلزامية، وتستهدف جميع العاملين والمشاركين في قطاعي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بغض النظر عما إذا كانت هذه الأخيرة واقعة في المناطق الداخلية أو في المحيطات. وبما أن مدونة السلوك طوعية، من الضروري أن يلتزم جميع العاملين في قطاعي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بمبادئها وأهدافها، وأن يتخذوا التدابير العملية لوضعها موضع التنفيذ. وتغطّي مدونة السلوك مصايد الأسماك الداخلية، وثمة أيضًا عدد من الخطوط التوجيهية الفنية الصادرة المتعلقة بقضايا مصايد الأسماك الداخلية

تشكّل الخطوط التوجيهية الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك الصغيرة النطاق في سياق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر (الخطوط التوجيهية الطوعية) أولّ صك متّفق عليه دوليًا يخصّص بالكامل لقطاع مصايد الأسماك الصغيرة النطاق. وتكمّل هذه الخطوط التوجيهية الطوعية مدوّنة السلوك بشأن الصيد الرشيد التي تشكّل جنبًا إلى جنب مع أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار أكثر الصكوك الدولية الخاصة بمصايد الأسماك التي يتم الاعتراف بها وتنفيذها على نطاق واسع. وكذلك فإن الخطوط التوجيهية الطوعية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالخطوط التوجيهية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني، والخطوط التوجيهية الطوعية لدعم الإعمال المطرد للحق في غذاء كاف في سياق الأمن الغذائي الوطني، ومبادئ الاستثمار الرشيد في نظم الزراعة والأغذية. وتعطي الخطوط التوجيهية الطوعية أولوية عالية لإعمال حقوق الانسان وللحاجة إلى تلبية احتياجات المجموعات الضعيفة والمهمّشة

أهداف آيتشي للتنوع البيولوجي هي مجموعة من 20 هدفًا عالميًا تندرج في إطار الخطة الاستراتيجية للتنوع البيولوجي للفترة 2011-2020 بموجب الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي. وقد تم إدراج هذه الأهداف ضمن خمس غايات استراتيجية. أما الهدفان الرئيسيان المرتبطان بمصايد الأسماك الداخلية فهما الهدفان 6 و11.

الهدف 6: "بحلول عام 2020، يتم على نحو مستدام إدارة وحصاد جميع الأرصدة السمكية واللافقاريات والنباتات المائية، بطريقة قانونية وبتطبيق النُهج القائمة على النظام الإيكولوجي، وذلك لتجنب الصيد المفرط، ووضع خطط وتدابير إنعاش لجميع الأنواع المستنفدة، ولا يكون لمصايد الأسماك تأثيرات ضارة كبيرة على الأنواع المهددة بالانقراض والنظم الإيكولوجية الضعيفة، وأن تكون تأثيرات مصايد الأسماك على الأرصدة السمكية والأنواع والنظم الإيكولوجية في نطاق الحدود الإيكولوجية المأمونة".

الهدف 11: "بحلول عام 2020، يتم حفظ 17 في المائة على الأقل من مناطق اليابسة ومناطق المياه الداخلية و10 في المائة من المناطق الساحلية والبحرية، خصوصًا المناطق ذات الأهمية الخاصة للتنوع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي، من خلال نظم مدارة بفاعلية ومنصفة وتتسم بالترابط الجيد، وممثلة إيكولوجيًا للمناطق المحمية وتدابير الحفظ الفعالة الأخرى القائمة على المنطقة، وإدماجها في المناظر الطبيعية الأرضية والمناظر الطبيعية البحرية الأوسع نطاقًا".

ولهدفين اثنين آخرين (8 و9) تأثيرات في النظم الإيكولوجية المائية وهما أيضًا ذَوا صلة بالموضوع:

الهدف 8: "بحلول عام 2020، يُخفَّض التلوث، بما في ذلك التلوث الناتج عن المغذيات الزائدة، إلى مستويات لا تضر بوظيفة النظم الإيكولوجية وبالتنوع البيولوجي".

الهدف 9: "بحلول عام 2020، تعُرّف الأنواع الغريبة الغازية ومساراتها، ويُحدّد ترتيبها حسب الأولوية، وتخضع للمراقبة الأنواع ذات الأولوية أو يتم القضاء عليها وتوضع تدابير لإدارة المسارات لمنع إدخالها وانتشارها".

إن اتفاقية الأراضي الرطبة المعروفة باسم اتفاقية رامسار هي معاهدة حكومية دولية توفر إطار عمل للإجراءات الوطنية والتعاون الدولي من أجل المحافظة على الأراضي الرطبة ومواردها وترشيد استخدامها. وتتمثل مهمة الاتفاقية في "المحافظة على جميع الأراضي الرطبة وترشيد استخدامها من خلال الإجراءات المحلية والوطنية والتعاون الدولي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في جميع أرجاء العالم". وترتبط اتفاقية رامسار بمصايد الأسماك الداخلية من خلال ارتباطها بالموائل المائية والأراضي الرطبة (مثل المستنقعات والأراضي السبخة ونظم إنتاج الأرزّ المرويّ والغابات المغمورة بالمياه والمستنقعات العشبية).

إنّ معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطريّة هي معاهدة بيئية تحت رعاية برنامج الأمم المتحدة للبيئة وهي توفّر منصة عالمية للمحافظة على الحيوانات المهاجرة وموائلها واستخدامها على نحو مستدام. وهي المعاهدة الوحيدة على المستوى العالمي المخصصة للمحافظة على أنواع الحيوانات المهاجرة وموائلها وطُرق هجرتها. وترد أسماء الأنواع المهاجرة المهددة بالانقراض في المرفق الأول بالمعاهدة. وتسعى الأطراف في هذه المعاهدة إلى حماية هذه الحيوانات والحفاظ على المواطن التي تعيش فيها وإصلاحها، والتخفيف من العوائق التي تحول دون هجرتها والتحكّم في العوامل الأخرى التي قد تهددها. وترد أسماء الأنواع المهاجرة التي تحتاج إلى التعاون الدولي أو التي قد تستفيد منه كثيرًا في المرفق الثاني بالمعاهدة. وتشجّع المعاهدة دول انتشار هذه الأنواع على إبرام اتفاقيات عالمية أو إقليمية. وتشمل الأنواع المهاجرة المدرجة في هذه المعاهدة وذات صلة خاصة بمصايد الأسماك الداخلية الأنواع المهاجرة المستهدفة مباشرة عن طريق الصيد أو تلك التي تتأثر بتداخل طرق الهجرة أو الموائل (على سبيل المثال العديد من أنواع أسماك الاسترجون والسمك المجدافي الصيني والأسماك الجاروفيّة الخطم وأسماك القرش وأسماك الأنقليس الأوروبية وأسماك السلور العملاقة.

إن اتفاقية قانون استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية هي معاهدة عالمية اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1997. وهي اتفاقية إطارية تنظم استخدام المجاري المائية الدولية. وتشكّل هذه الاتفاقية آلية قانونية عالمية لتسهيل الإدارة المنصفة والمستدامة للأنهار والبحيرات العابرة للحدود في جميع أنحاء العالم. ويتمثل الهدف الرئيسي للاتفاقية في تعزيز التعاون بين الدول في مجال الموارد المائية المشتركة تبعًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وفي منع النزاعات المحتملة. وقد دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في 17 أغسطس/آب 2014. وهناك بعض الأمثلة العملية عن كيفية تطبيق هذه الاتفاقية في مجال مصايد الأسماك الداخلية في المياه العابرة للحدود.