مصايد الأسماك الداخلية

لمحة عامة عن مصايد الأسماك الداخلية

مصايد الأسماك الداخلية عبارة عن أي نشاط يتم الاضطلاع به لاستخراج الأسماك وغيرها من الكائنات الحية المائية من "المياه الداخلية.

[المصدر: مصايد الأسماك الداخلية. الخطوط التوجيهية الفنية لتحقيق الصيد الرشيد العدد 6. روما، منظمة الأغذية والزراعة 1997. 36 صفحة]

يُستخدم مصطلح "المياه الداخلية" للإشارة إلى البحيرات والأنهار والجداول ومجاري المياه والبرك والقنوات الداخلية والسدود وغيرها من المسطحات المائية (وغالبًا ما تكون عذبة) المحاطة باليابسة (مثل بحر قزوين وبحر آرال وغير ذلك). ومع أن معظم المياه الداخلية هي مياه عذبة (أي أن ملوحتها معدومة)، ثمة العديد من المناطق التي تصنّف على الصعيد الوطني ضمن فئة المياه الداخلية وتتّسم بتقلّبات موسمية أو يومية في درجة ملوحتها (مثل مصبّات الأنهار والدلتا وبعض البحيرات الساحلية). وتكون المياه في بعض المناطق متوسطة الملوحة بصورة دائمة (مثل البحيرات الساحلية وبحر قزوين وبحيرة فان) أو حتى شديدة الملوحة (مثل البحيرة المالحة الكبرى في ولاية يوتا الأمريكية). ولأغراض إعداد التقارير الإحصائية عن مصايد الأسماك، قررت مجموعة العمل المعنية بتنسيق الإحصاءات الخاصة بمصايد الأسماك أنه ينبغي للسلطات الوطنية رسم الحدود بين مناطق المياه البحرية والداخلية بحسب ما يقتضيه السياق الوطني.

ولطالما كانت المصايد في المياه الداخلية مصدرًا هامًا من مصادر الغذاء للإنسان. ويبلغ عدد سكان العالم اليوم 7.6 مليارات نسمة ومن المتوقع أن يصل إلى 9.7 مليارات نسمة بحلول عام 2050. وتضطلع المصايد الطبيعية في المياه الداخلية بدور مهم في مواجهة التحدي العالمي المتمثل في إطعام السكان الذين يتزايد عددهم باستمرار، إذ توفّر تغذية ذات نوعية جيدة لعدد من أشدّ الفئات السكانية ضعفًا بطريقة يسهل الوصول إليها وبأسعار ميسورة. وتتّسم مصايد الأسماك الداخلية بأهمية بالغة في مجموعة من البلدان النامية في العالم إذ توفّر لها مصدرًا هامًا للتغذية والأمن الغذائي فضلًا عن المغذيات الدقيقة. وتشكّل هذه المنافع الغذائية والمنافع المترتّبة على الأمن الغذائي جزءًا لا يتجزأ من المشهد الزراعي في هذه البلدان، وبالتالي فإن مصايد الأسماك الداخلية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بإنتاج الأغذية وإدارة المياه والأراضي والتنوّع البيولوجي والنظم الإيكولوجية.

وكذلك فإنّ مصايد الأسماك الداخلية تتأثر وتشهد تغييرات على نحو متزايد مع تطوير البلدان لموارد المياه والأراضي لأغراض الزراعة. فتتعرض مصايد الأسماك الداخلية للضغط والتهديدات المتزايدة الناجمة عن التغيرات البعيدة المدى التي تطرأ على البيئة المائية والتي تتسبب بها أنشطة الإنسان مثل إقامة السدود والملاحة واستصلاح أراضي المستنقعات للزراعة والتوسع الحضري واستخراج المياه ونقلها والتخلّص من النفايات. 

وتُجري منظمة الأغذية والزراعة استعراضًا دوريًا لمصايد الأسماك الداخلية على الصعيد العالمي في النشرة الدورية المعنونة "حالة موارد مصايد الأسماك في العالم: مصايد الأسماك الداخلية (النشرة الدورية لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية رقم 942). وثمة عدد من عمليات الاستعراض غير الدورية التي تغطي البلدان والأقاليم الفرعية وأحواض الأنهار. وقد أجرت أيضًا منظمة  الأغذية والزراعة استعراضًا لتأثير تغير المناخ على مصايد  الأسماك الداخلية