تقرير جديد لمنظمة الأغذية والزراعة: اللحوم والبيض والحليب مصادر أساسية للمغذيات، لا سيما بالنسبة إلى الفئات الأشد ضعفًا

على الحكومات الترويج لمنافع التزوّد بالأغذية المشتقة من حيوانات البر ولكن مع مراعاة التحديات المرتبطة بالثروة الحيوانية بما يشمل المسائل البيئية

FAO/Giuseppe Bizzarri

©FAO/Giuseppe Bizzarri

25/04/2023

روما –  يفيد تقرير جديد صادر اليوم عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بأنّ اللحوم والبيض والحليب تشكّل مصادر هامة للمغذيات التي تمس الحاجة إليها والتي لا يمكن الحصول عليها بسهولة من الأغذية النباتية المصدر.

وتشير الدراسة بعنوان "مساهمة الأغذية ذات المصدر الحيواني البري في الأنماط الغذائية الصحية من أجل تحسين النتائج التغذوية والصحية"، إلى إنّ تلك المغذيات تتسم بأهمية حيوية للغاية أثناء مراحل الحياة الرئيسية، مثل الحمل والإرضاع والطفولة والمراهقة والكهولة.

وتمثل هذه الدراسة التحليل الأكثر شمولًا حتى الآن للمنافع والمخاطر التي ينطوي عليها استهلاك الأغذية الحيوانية المصدر، وهي تستند إلى بيانات وأدلة مستقاة من أكثر من 500 بحث علمي ونحو 250 وثيقة سياسات.

ويشير التقرير إلى أنّ اللحوم والبيض والحليب توفر مجموعة من المغذيات الكبرى الهامة، مثل البروتينات والدهون والكربوهيدرات والمغذيات الصغرى، التي يصعب الحصول عليها من الأغذية النباتية المصدر بالكميات والنوعية المطلوبة. وتوفر الأغذية المشتقة من حيوانات البر بروتينات عالية الجودة وعددًا من الأحماض الدهنية الأساسية والحديد والكالسيوم والزنك والسيلينيوم وفيتامين ب 12 والكولين ومركبات نشطة حيويًا مثل الكارنيتين والكرياتين والتورين، وتضطلع بوظائف هامة في ضمان الصحة والنمو.

ويندرج الحديد وفيتامين ألف ضمن أكثر المغذيات الدقيقة التي يعاني الناس من نقص فيها في العالم، لا سيما الأطفال والنساء الحوامل. إذ يعاني ما يزيد عن طفل واحد من أصل طفلين في سن الحضانة (أي 372 مليون طفل) و1.2  مليار امرأة حول العالم من نقص في واحد على الأقل في المغذيات الدقيقة الثلاثة، وهي الحديد وفيتامين ألف والزنك. ويعيش ثلاثة أرباع أولئك الأطفال في شرق أفريقيا والمحيط الهادئ وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ولا غرابة، وفقًا للتقرير، في أنّ استهلاك الأغذية المشتقة من حيوانات البر (بما في ذلك الحليب والبيض واللحوم) يتباين إلى حد كبير حول العالم. إذ يستهلك فرد واحد في جمهورية الكونغو الديمقراطية في المتوسط 160 غرامًا فقط من الحليب كل عام، في حين يستهلك فرد آخر في الجبل الأسود 338 كيلوغرامًا في السنة. أما بالنسبة إلى البيض، فيستهلك فرد في جنوب السودان غرامين (2) في المتوسط كل عام وفي المقابل يستهلك الفرد في هونغ كونغ 25 كيلوغرامًا في المتوسط في السنة. ويستهلك الفرد العادي في بوروندي 3 كيلوغرامات فقط من اللحوم كل عام، في حين يستهلك الفرد في هونغ كونغ 136 كيلوغرامًا في السنة.

الدور الذي يمكن تأديته في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

يمكن أن تساعد الأغذية الحيوانية المصدر، في حال استهلاكها كجزء من نمط غذائي مناسب، على تحقيق غايات التغذية التي أقرّتها جمعية الصحة العالمية وأهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالحد من التقزم والهزال لدى الأطفال دون سن الخامسة من العمر وانخفاض الوزن عند الولادة وفقر الدم لدى النساء في سن الإنجاب والسمنة والأمراض غير المعدية لدى البالغين.

ولكن في الوقت نفسه "يجب على قطاع الثروة الحيوانية أن يسهم في التصدي لمجموعة من التحديات"، حسبما أشارت إليه في تمهيد التقرير السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام للمنظمة؛
والسيد Maximo Torero Cullen، رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة.

"ويشمل هذا الأمر مسائل تتعلق بالبيئة (مثل إزالة الغابات والتغيرات في استخدام الأراضي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري واستخدام المياه والأراضي على نحو غير مستدام والتلوث والمنافسة بين الأغذية والأعلاف)، وإدارة القطعان (مثل انخفاض الإنتاجية والرعي الجائر وسوء الرفق بالحيوان)، ومسائل تتعلق بصحة الحيوان (مثل الأمراض ومقاومة مضادات الميكروبات)، ومسائل تتعلق بالصلة بين الإنسان والثروة الحيوانية (مثل الأمراض الحيوانية المصدر والمنقولة بالأغذية) وقضايا اجتماعية (مثل المساواة)".

المخاطر

بالنسبة إلى الأدلة على المخاطر الناجمة عن استهلاك الأغذية الحيوانية المصدر، يوضح التقرير أنّ استهلاك حتى مستويات منخفضة من اللحوم الحمراء المجهزة من شأنه أن يزيد خطر الوفاة والإصابة بأمراض مزمنة، بما في ذلك الأمراض القلبية الوعائية وسرطان القولون والمستقيم. في حين أنّ استهلاك اللحوم الحمراء غير المجهزة بكميات معتدلة (تتراوح بين 9 و71 غرامًا في اليوم) قد ينطوي على مخاطر أقل ولكنه يعتبر آمنًا من حيث الإصابة بالأمراض المزمنة.

وفي الوقت ذاته، فإن الدليل على وجود أي صلة بين استهلاك الحليب والبيض والدواجن من قبل الأشخاص البالغين الأصحاء والإصابة بأمراض مثل أمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم، غير قاطع
(بالنسبة إلى الحليب) أو لا يؤخذ به (بالنسبة إلى البيض والدواجن).

وقد شجعت اللجنة الفرعية المعنية بالثروة الحيوانية التابعة للجنة الزراعة، في دورتها الأولى التي انعقدت مؤخرًا، الحكومات على تحديث الخطوط التوجيهية الغذائية الوطنية للنظر، حسب الاقتضاء، في كيف يمكن للحوم والبيض والحليب المساهمة في الاحتياجات التغذوية المحددة أثناء دورة حياة الإنسان.

للاتصال

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]

فرنسيس ماركوس المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) [email protected]