روما / الدوحة - حظيت الجهود الرامية إلى مساعدة المجتمعات الريفية الضعيفة في الصومال على تحقيق الأمن الغذائي وبناء القدرة على الصمود أمام تغير المناخ على دعم إضافي بفضل الشراكة الجديدة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وصندوق قطر للتنمية، وهو المؤسسة العامة التابعة لدولة قطر المعنية بالتنمية.
وتمثل المساهمة التي قدّمها صندوق قطر للتنمية بقيمة 1.7 ملايين دولار أمريكي انطلاق الشراكة بين منظمة الأغذية والزراعة والصندوق التي أُبرمت اليوم. وسوف يتعاون الطرفان معًا للمساعدة في تحسين الوصول إلى المياه وإدارتها، وتدريب صغار المزارعين والرعاة على التصدي لتحديات تغير المناخ، فضلًا عن التنبؤ بالظروف المناخية المتطرفة والتعامل معها. وتشير التقديرات إلى أن هذه الجهود المشتركة ستُفيد 050 78 أسرة معيشية، أي ما يعادل 300 468 شخص. وسيولى اهتمام خاص لضمان إدماج المجموعات السكانية الفقيرة والضعيفة والمهمّشة، بما يشمل النساء والشباب.
إنّ الصومال معرّضة بشدّة للصدمات المتكررة - بما في ذلك حالات الجفاف الشديدة والفيضانات - ويؤدي تغير المناخ إلى ازدياد تواتر الظواهر المناخية وشدّتها. وتصبح الآثار المترتبة عن ذلك، والمقترنة بسوء أداء البنى التحتية الخاصة بالمياه وإدارتها، مأساوية بشكل أكبر. وقد أدّت هذه الصدمات إلى اختلالات متواصلة في سبل العيش وتفاقم أوجه الضعف والفقر، ما أدّى بدوره إلى معدّلات حادة من الجوع وسوء التغذية.
وقد أدّى تعدد الأزمات، بما في ذلك نقص تساقط الأمطار، وتفشي الجراد الصحراوي، والفيضانات المحلية، والنزاعات وجائحة كوفيد-19 إلى تفاقم أوضاع المزارعين المحليين والمجتمعات الرعوية. وبسبب الآثار المضاعفة لهذه التحديات، يعاني نحو
3.5 ملايين شخص حاليًا من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وقالت السيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة خلال توقيع الاتفاق اليوم: "ترحّب منظمة الأغذية والزراعة بالتزام دولة قطر بدعم المجتمعات الزراعية الضعيفة في الصومال. وسنعمل معًا، من خلال هذه الشراكة الأولى من نوعها مع صندوق قطر للتنمية، لإنقاذ سبل العيش وتعزيزها ومساعدة الأسر على استباق الصدمات مثل حالات الجفاف والأمراض الحيوانية من خلال زيادة إنتاجها الغذائي وتنويعه وحماية ثروتها الحيوانية التي تمثل مصدرًا أساسيًا للغذاء والدخل."
وقال السيد مسفر الشهواني، نائب المدير العام للمشاريع في صندوق قطر للتنمية: "إننّا مجتمعون هنا اليوم لنشهد على التوقيع على هذا الاتفاق لاتخاذ اجراءات استباقية عاجلة. ونحن على ثقة من أن هذه المبادرة ستوفّر الدعم على نحو مسبق للمجتمعات الزراعية والرعوية المعرضة للخطر لتقليص التهديدات الماثلة أمام هذه المجموعات السكّانية المهمّشة. وعلاوةً على ذلك، ستساعد هذه الدعوة إلى اتخاذ إجراءات استباقية في إيجاد حلول فعّالة من المقدّر أن يستفيد منها 850 1 من صغار المزارعين، والاستجابة مسبقًا لسبل العيش الزراعية في حالات الطوارئ".
تتمتع منظمة الأغذية والزراعة بخبرة وتجربة كبيرتين في سياق العمل الإنساني والتنمية على السواء. وهي تساهم في الحفاظ على السلام الدائم وتعمل على جميع الجوانب المتعلقة بالأغذية والزراعة والأمن الغذائي والتغذية على المستوى العالمي من أجل حماية سبل عيش أشدّ الفئات السكانية ضعفًا.
ويرقى وجود المنظمة في الصومال إلى فترة طويلة. ويتيح برنامجها الخاص بحالات الطوارئ والقدرة على الصمود إنقاذ الأرواح وسبل العيش من خلال توفير التحويلات النقدية للأسر المعيشية الضعيفة في المناطق الريفية لتلبية احتياجاتها الغذائية العاجلة. ويزوّد كذلك هذا البرنامج المجتمعات الرعوية بالأعلاف الحيوانية والمياه والعلاجات التكميلية التي هي بأمسّ الحاجة إليها. وبالإضافة إلى ذلك، توفّر استجابة المنظمة لحالات الطوارئ أنواع البذور التي تتحمل الجفاف وأساليب الريّ التكميلية لحماية سبل عيش الأسر المعيشية الزراعية في المناطق الريفية.
ويشكّل حفل التوقيع على الاتفاق الذي أقيم اليوم بصورة افتراضية، الاتفاق الأوّل من نوعه بين المنظمة ودولة قطر بواسطة صندوق قطر للتنمية الذي يمثّل الشقّ الخاص بالعمل الإنساني والتنمية في دولة قطر. ويعتبر المشروع في الصومال خطوة أولى من شأنها أن توطّد أواصر التعاون بين المنظمة والصندوق في المستقبل في مجالي العمل في حالات الطوارئ والقدرة على الصمود وغيرهما من مجالات العمل.