تغيّرت ذهنية السيد Jeffrey Chimenya بشأن إمكانات الزراعة بعد انضمامه إلى مدرسة Nyadanawo الحقلية للمزارعين، التي تدعمها منظمة الأغذية والزراعة في إطار برنامج KULIMA المموّل من الاتحاد الأوروبي. وبات يعرف الآن أن أعماله كمزارع يمكن أن تزدهر. ©FAO/Mike Kambalame
ما كان السيد Jeffrey Chimenya أن يتخيّل يومًا أنّ الزراعة قد تسمح له بامتلاك منزل لائق ومؤسسة أعمال مزدهرة لتوريد الحليب. فالزراعة كانت تعني الكفاف بالنسبة إليه ولم تعنِ النجاح. إنما اليوم، وبعد مرور أربع سنوات على انضمامه إلى مدرسة Nyadanawo الحقلية للمزارعين، يقول السيد Jeffrey إنَّ أحلامه تتحقق. فهو يتمتع بالاستقرار المالي، وبات قادرًا على الاعتناء بعائلته، والأهم أنه يؤمّن الأغذية المغذية لأسرته.
وقبل المشاركة في مدرسة Nyadanawo الحقلية للمزارعين، وهي مبادرة مدعومة من المنظمة في إطار برنامج KULIMA الممول من الاتحاد الأوروبي، يقول إنّه كافح في مجال إنتاج الألبان لمدة سبع سنوات لكنه لم ينجح كثيرًا. فاشترى أبقارًا فقط لأنه رأى آخرين يفعلون الأمر ذاته، ورعاها وأطعمها من دون أي نهجٍ منتظم.
ويقول "بدأت ببقرة صغيرة واحدة في عام 2012. لكن لسوء الحظ، كان إنتاج الألبان مجالاً جديدًا بالنسبة إليّ ولم أكن أعرف كيف أقوم بالأشياء. وبحلول عام 2019، كانت لديّ ثلاث أبقار فقط ولم أجنِ منافع حقيقية من جهودي".
تحويل سبل العيش من خلال المدارس الحقلية للمزارعين
حين انضمّ السيد Jeffrey إلى مدرسة Nyadanawo الحقلية للمزارعين في عام 2019، أدرك أن تربية الحيوانات، إن تمّ القيام بها بشكل صحيح، تنطوي على إمكانات ضخمة لتوليد الدخل. وبفضل المهارات والمعرفة في مجال إدارة الثروة الحيوانية التي بدأ يكتسبها، راح يعيد إنعاش أعماله المتعثرة في إنتاج الألبان. وزاد حجم قطيعه ليضمّ ثماني أبقار، تنتج 50 إلى 70 لترًا من الحليب كل يوم، وبدأ يكسب دخلًا منتظمًا من خلال بيع الحليب إلى مجهّزين وأعضاء في مجتمعه المحلي. كما أنه يحتفظ ببعض الحليب لأسرته، باعتباره مصدرًا منتظمًا للبروتينات. ويسعى السيد Jeffrey إلى اقتناء 10 أبقار حلوب بحلول عام 2023، واستنادًا إلى تجربته الحالية، يقول إنّ هدفه هذا قابل للتحقيق.
وبفضل الدعم والتدريب اللذين توفرهما المدرسة الحقلية للمزارعين، غامر السيد Jeffrey أيضًا في مجال البستنة، وبدأ يزرع الطماطم. ومن خلال هذا الدخل الإضافي، تمكّن من شراء أرضٍ وبنى منزلاً جديدًا لتحسين ظروف عيش أسرته.
وقال السيد Jeffrey: "تزوّجت بموجب ثقافة أمومية، أي أنني لم أكن أملك أرضًا في قرية زوجتي. وبالتالي، كان من المهم بالنسبة إليّ أن أجد قطعة أرض خاصة بي، وأن أؤسس عائلتي باعتبارها وحدةً مستقلة ومكتفية ذاتيًا. وبفضل ما تعلّمته من المدرسة الحقلية للمزارعين، فإني أطبّق الآن حرفيًا المعرفة والمهارات التي اكتسبتها، وأنا أحقق نتائج جيدة".
بفضل الدخل الإضافي الذي اكتسبه آل Chimenyas من خلال البستنة وإدارة أفضل لثروتهم الحيوانية، اشتروا أرضًا وبنوا لأنفسهم منزلاً لائقًا. ©FAO/Mike Kambalame
التمكين لمواجهة المستقبل
في عمر 47 سنة، أصبح السيد Jeffrey أحد الميسّرين المجتمعيين للمدارس الحقلية للمزارعين والبالغ عددهم 303 8 ميسّرًا. ويقوم هؤلاء بتيسير عملية تبادل المعلومات والتعلّم ضمن المجموعات التي يدعمونها، وينقلون المعرفة التي اكتسبوها في المدرسة الحقلية للمزارعين إلى مجتمعهم الأوسع نطاقًا. وتضم مجموعة السيد Jeffrey 30 عضوًا، وهو يشجعهم على تحقيق رؤيتهم الخاصة. كما أنه يدرك إمكاناتهم ويريد منهم أن يفهموا أنهم قادرون على بلوغ أهدافهم أيضًا. إنما لا يثق جميع أفراد المجتمع المحلي بنهج المدارس الحقلية للمزارعين، ولذا فهو يوفّر لهم أمثلةً عملية وقابلة للمقارنة وواضحة عن نجاحه لضمان أن تبقى هذه المجموعة في المسار الصحيح.
ويقول السيد Jeffrey إنّ القدرة على معرفة ما يجب القيام به في وجه أي تحدٍّ كان أحد المكتسبات الأعظم والأكثر تمكينًا التي جناها من المدرسة الحقلية للمزارعين. ويذكر أنه حين انضم إلى مجموعة مدرسة Nyadanawo الحقلية للمزارعين، كان يعاني من صعوبات في تربية الماعز. ويقول السيد Jeffrey "تلقّت مدرسة Nyadanawo الحقلية للمزارعين رؤوس الماعز من خلال مشروع KULIMA، لكنها بدأت تنفق". فهذه المقاطعة في ملاوي تعاني من برودة الطقس والرطوبة، ولهذا السبب كانت تُصاب رؤوس الماعز بالتهاب رئوي وتنفق.
ولم يدرك أعضاء المجموعة أنه من الضروري عزل حظيرة الماعز. إنما بفضل التدريب الذي وفّرته المدرسة الحقلية للمزارعين والذي نصح بتتبّع حالة كل حيوان، اكتشفوا المشكلة، وبمساعدة موظف الإرشاد، أضافوا أقمشة بلاستيكية إلى الحظيرة كانت حلاً للمشكلة.
ويقول:" لقد جرى تمكيننا بما فيه الكفاية كمجموعة للعمل على حلّ المشكلة، وبالطبع تشاورنا مع عامل الإرشاد في منطقتنا للحصول على توجيهاته".
وبات أعضاء مدرسة Nyadanawo الحقلية للمزارعين يتقنون إدارة رؤوس الماعز الآن، وقد شهدوا أكثر من 18 ولادة، حيث كان يوزّع صغار الماعز على أعضاء المجموعة لتربيتها في أسرهم.
السيد Jeffrey هو ميسّر مجتمعي في مدرسة حقلية للمزارعين، وتضمّ مجموعته 30 عضوًا. كما أنه يستضيف طلابًا من مدارس مجاورة في زيارات تثقيفية. ©FAO/Mike Kambalame
تتمثل إحدى النتائج الهامة المنبثقة عن المدارس الحقلية للمزارعين في الاعتماد على الذات لدى التصدّي للتحديات المعقّدة التي يواجهها المزارعون في ملاوي بسبب آثار تغيّر المناخ. فقد سمحت هذه المدارس للسيد Jeffrey وغيره من الأعضاء بالنظر في كيفية تنويع أعمالهم الزراعية ودمجها، واستخدام الموارد الطبيعية المتاحة على نحو مستدام أكثر.
على سبيل المثال، يجمع السيد Jeffrey النفايات الناجمة عن تربية الماعز لدى أعضاء المجموعة، ويستخدمها لإعداد السماد العضوي. ويساهم هذا السماد في تحسين خصوبة التربة في بساتين الموز والبساتين الأخرى. ويُستخدم السماد أيضًا لتحسين تغذية التربة في الحدائق المنزلية، التي تضمن مع حظيرة الدجاج، أن يحصل آل Chimenyas على إمدادات جيدة من الخضار واللحوم والبيض لإعداد وجبات مغذية. ويشير مثال آخر إلى تحويل سيقان الذرة الصفراء بعد حصادها إلى علفٍ للأبقار، حين يكون نادرًا، بما يعظّم الموارد التي كانت لتُهدر لولا ذلك.
ويقول السيد Chifundo Staubi، وهو عامل في مجال الإرشاد الزراعي وأحد كبار المدربين في المدارس الحقلية للمزارعين ضمن برنامج KULIMA: "المذهل في مُزارع مثل السيد Jeffrey هو أنه يكتسب المعرفة ويتملّكها. وقد استفاد آل Chimenyas من المعرفة والمهارات، وباتوا يعملون معًا لتحويل أسرتهم ومجتمعهم المحلي".
من خلال برنامج KULIMA المدعوم من منظمة الأغذية والزراعة وبالتعاون مع حكومة ملاوي، تمّ حتى تاريخه تدريب 402 عامل إرشاد ليصبحوا كبار المدربين و396 مزارعًا رائدًا ليصبحوا ميسّرين مجتمعيين. وما زالت الدورات الخاصة بالميسرين المجتمعيين جارية في 602 موقعًا، وقد بلغ مجموع المشاركين فيها 122 8 شخصًا. ويهدف البرنامج إلى تدريب 600 من كبار المدربين و000 8 من الميسرين المجتمعيين بنهاية البرنامج في ديسمبر/كانون الأول 2023.
لمزيد من المعلومات
الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لدى المنظمة: ملاوي
الموقع الإلكتروني: منصة مدرسة المزارعين الحقلية العالمية
الموقع الإلكتروني: برنامج KULIMA