الرعي

الرعي هو نظام لكسب الرزق يعتمد بصورة شاملة على الإنتاج الحيواني. وهو واحد من نظم الإنتاج الرئيسية في الأراضي الجافة على مستوى العالم يتسم في الأساس بانتقال الحيوانات والاستخدام المشترك للموارد الطبيعية ـ وهي الاستراتيجيات الرئيسية لإدارة التقلبات والصدمات البيئية. هناك ما يقدر بنحو 200 مليون من الرعاة يربون الماشية، كالأبقار والأغنام والماعز والإبل - في الأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة الكرة الأرضية والتي لا يمكن أن تنمو فيها المحاصيل.

تعزيز الحوار من أجل سياسات وتدابير صديقة للرعاة

غالباً ما يتم إساءة فهم الرعاة واستبعادهم من الإجراءات السياسية التي تؤثر عليهم، برغم إسهامهم الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في مجتمعاتهم. لذلك، يركز عمل المنظمة، من بين أمور أخرى، على زيادة الوعي بمساهمة الرعاة في الاقتصادات الوطنية والتنمية المحلية، وكذلك على المبررات المنطقية لإدارة الأراضي الرعوية والتنقل عبر الحدود. وتقوم المنظمة بتشجيع ودعم وقيادة الحوار العالمي لتعزيز السياسات والتدابير الصديقة للرعاة، من خلال محور المعرفة عن الرعاة (PKH).

رسائل السياسات الأساسية

الرعي هو نظام إنتاج مستدام بيئيًا يوفر مجموعة من خدمات النظام الإيكولوجي، مثل الحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادته في أراضي المراعي وخصوبة التربة في أراضي المحاصيل، وتزويد الأسواق بالأغذية ذات المصدر الحيواني ومشتقاتها. يدعم محور المعرفة عن الرعاة (PKH) المبادرات البحثية الرامية إلى تقييم مساهمة الرعي في النظم الإيكولوجية. ويسلط الضوء على دوره الرئيسي من أجل مستقبل قطاع الثروة الحيوانية، وعلى نطاق أوسع، من أجل نظم الأغذية العالمية.
أظهر الرعي قدرات تكيفية واسعة للتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة والتغلب على الصدمات الخارجية. إن آثار تغير المناخ - ارتفاع درجة الحرارة، وفترات الجفاف الممتدة أو التغيرات الموسمية - تؤثر على توافر المراعي وتقلل من مصادر المياه. يسعى محور المعرفة عن الرعاة إلى المساهمة في زيادة قدرة الرعاة على الصمود من خلال الدعوة إلى حقهم في التنقل وإظهار مساهمتهم التكميلية في أنظمة سبل المعيشة والإنتاج الأخرى، مثل الزراعة البعلية أو الزراعة الحراجية

إن إنتاج البيانات له أهمية حاسمة فيما يتصل بصنع السياسات القائمة على الأدلة، من أجل زيادة الاعتراف بالرعي. كما أن جمع البيانات هو أمر أساسي لفهم أهمية الرعي، وإسهامه في المجتمعات المحلية والوطنية، وتوعية السياسات بشكل أفضل. إن محور المعرفة عن الرعاة (PKH) يدعم ويقود الأنشطة الميدانية الرامية إلى تقدير القيمة الحقيقية للنظم الرعوية، مثل قيمتها الاقتصادية الكلية الملموسة وغير الملموسة.

ليس الرعي مجرد نظام إنتاج، لكنه وعلى نطاق أوسع نظام لكسب العيش واستخدام الأراضي، يتطلب نهجاً متعدد الأبعاد (البعد الغذائي، والتغذوي، والبيئي، والاقتصادي، والاجتماعي، وما إلى ذلك) في إطار السياسة العامة. ولهذا السبب، يشجع محور المعرفة عن الرعاة (PKH) ويقود الحوار مع المؤسسات السياسية على مستويات مختلفة ــ محلية ووطنية وإقليمية ودولية ــ لضمان اعتراف السياسات بخصوصيات الرعي.

يتطلب الرعي، بحكم طبيعته، أنظمة حكم وحيازة مرنة وقابلة للتكيف من أجل العمل على النحو الأمثل. في حين أن القوانين المعمول بها غالبًا ما تسمح للمستفيدين بتأمين الحيازة الرعوية وممارسة حقوقهم في الوصول إلى الموارد الطبيعية، فلا يزال من الضروري الاعتراف بنظم الحكم العرفية وإدماجها على المستويات المحلية، وإدراج أنظمة الحكم غير الرسمية في عمليات صنع القرار. يدعم مركز معرفة الرعاة (PKH) هذا من خلال تنفيذ "المبادئ التوجيهية الفنية لتحسين حوكمة الأراضي الرعوية".