المزيد
المزيد
وتساهم مبيعات الثروة الحيوانية واللحوم والحليب والشعر والجلود، في العديد من البلدان، في أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي الزراعي. كما تكتسب السياحة أهمية متزايدة. ولا يؤمن الرعاة الطعام لمجتمعاتهم فحسب بل يستفيد منها أيضاً من يعيش في المناطق الزراعية والمراكز الحضرية والمناطق الساحلية بفعل التجارة وسلاسل القيمة التي تستحدثها المنتجات الرعوية.
ويستخدم الرعاة سلالات حيوانية متكيّفة مع البيئة ويحافظون عليها. كما يوفّر رعي الماشية خدمات أساسية للنظم الإيكولوجية. فتخصّب الحيوانات الحقول التي تزرع فيها المحاصيل؛ وتساعد على امتصاص الكربون، وتدعم النظم الإيكولوجية وتمنع التعدي على الأحراش مما يحول دون نشوب الحرائق. ويحافظ الرعي على التنوع البيولوجي والمناظر الطبيعية.
ويعتمد الرعاة على تنقل الماشية والأراضي الجماعية لتأمين سبل عيشهم. وهم يستندون إلى إرث زاخر بالمعارف التقليدية، والعلاقات الاجتماعية ونظم حيازة الأراضي للوصول إلى المراعي، كما ينتجون الأغذية ويغتنمون الفرص في الأسواق. ويشكّل التنقّل بالنسبة إلى المجتمعات الرعوية أمراً أساسياً للتكيّف واستراتيجية من استراتيجيات الصمود. فيمكنهم عبر التنقّل التكيف مع بيئات متغيرة، والتأقلم مع تبدّل المناخ والتخفيف من حالات الأزمات.
ويواجه الرعاة مجموعة كبيرة من التهديدات منها النزاعات والعنف وقطع طرق الهجرة ونقاط المياه وخسارة أراضي الرعي وتعدّي الزراعة على أفضل مناطق الرعي ونقص الخدمات، مثل المدارس والرعاية الصحية، التي تلائم سبل كسب عيشهم المتنقّلة. وكثيراً ما يُساء فهم المجتمعات الرعوية وتهميشها وإقصائها من عمليات أخذ القرارات التي تؤثر عليها.
وتعمل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مع المنظمات الرعوية وغيرها من المنظمات الدولية في مختلف المجالات لدعم المجتمعات الرعوية. ويشمل عمل الفاو المساعدة الفنية والدعوة في مجال السياسات وبناء القدرات وتقاسم المعارف. وإن منصة المعرفة الرعوية الخاصة بالفاو، وهي منصة تنسيق ومعارف يتولى الرعاة قيادتها وقد أُطلقت في أبريل/نيسان 2015، تجمع بين المنظمات الدولية بهدف تنسيق عملهما ومعارفها المتعلقة بالرعي.