تقييم المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية بشأن الملقحات والتلقيح وإنتاج الأغذية
يعدّ تقييم خدمات النظام الإيكولوجي وتحديد قيمتها وتعزيزها وإدارتها مهمةً صعبةً، ويرجع ذلك غالبًا إلى "عدم تجّلي" هذه الخدمات. والتلقيح هو خدمة من خدمات النظام الإيكولوجي التي - على الرغم من صغر حجم مقدمها (الملقحات) (عمومًا) يمكن فهمها وتقديرها بطريقة أكثر "تجليًا".
وتم اختيار تقرير التقييم بشأن "الملقحات والتلقيح وإنتاج الأغذية" من البلدان الأعضاء لعرضه على المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية ليكون أول تقييم يتم إجراؤه والانتهاء منه في عام 2016.
وتأسس المنبر في أبريل/نيسان 2012 وبدأ برنامج عمله الأول في عام 2014 وهدفه الرئيسي هو "تعزيز التفاعل بين العلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية من أجل حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام، ورفاه الإنسان على الأمد الطويل وتحقيق التنمية المستدامة". وتشمل الوظائف الرئيسية الأربع للمنبر في برنامج العمل الأول ما يلي:
- توليد المعرفة (تحديد أولويات المعلومات العلمية الرئيسية اللازمة لواضعي السياسات وترتيبها وتحفيز الجهود الرامية إلى توليد معارف جديدة)؛
- عمليات التقييم (إجراء عمليات تقييم منتظمة وفي الوقت المناسب للمعرفة المتعلقة بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية والروابط بينها)؛
- أدوات/منهجيات دعم السياسات (دعم صياغة السياسات وتنفيذها من خلال تحديد الأدوات والمنهجيات ذات الصلة بالسياسات)؛
- بناء القدرات (إعطاء الأولوية للاحتياجات على صعيد بناء القدرات الرئيسية لتحسين التفاعل بين العلوم والسياسات، وتوفير الدعم المالي وغيره من أشكال الدعم والدعوة إليه لتلبية الاحتياجات ذات الأولوية العليا المرتبطة مباشرةً بأنشطتها).
لأغراض تقييم "الملقحات والتلقيح وإنتاج الأغذية"، تمت الموافقة على الفصل الذي يقدّم الخطوط العريضة للوثيقة النهائية كجزء من برنامج العمل للفترة 2014-2018.
ويتكون تقرير التقييم المواضيعي من ستة فصول وكان بمثابة الأساس لموجزه الخاص بواضعي السياسات.
وكان من الممكن لمنظمة الأغذية والزراعة، من خلال التمويل المقدم من حكومة النرويج (التي تتولى تنسيق المبادرة الدولية الأولى للملقحات وتيسير تنفيذها) أن تعزز هذا الموقع الإلكتروني ليكون بمثابة مصدر معلومات لدعم الفصول الستة.
ويمكن الاطلاع أدناه على وصف لكل فصل من الفصول الستة التي تم إعدادها لأغراض التقييم، بالإضافة إلى معلومات بشأن محور تركيز كل فصل.
معلومات أساسية عن الملقحات والتلقيح وإنتاج الأغذية
تضمّن الفصل 1 استعراضًا موجزًا لتنوع الملقحات ونظم التلقيح ودورها في دعم إنتاج الأغذية على وجه التحديد ورفاه الإنسان والحفاظ على التنوع البيولوجي بشكل عام. وقيّم الفصل حالة واتجاهات العناصر والوظائف البيولوجية التي تتفاعل لتقديم خدمات التلقيح. وشمل التقييم دور الملقحات المحلية والغريبة، بما في ذلك الحشرات واللافقاريات الأخرى والخفافيش والثدييات الأخرى والطيور والزواحف والفقاريات الأخرى. وعلاوةً على ذلك، أخذ التقييم في الاعتبار دور العوامل المتعددة عبر النطاقات المكانية، مثل التركيبة الوظيفية لمجتمع النباتات، وتنوع الملقحات وخصوصيتها، والتغيرات الموسمية للمناخ وتقلباته، وهيكل المناظر الطبيعية المرتبطة بعمليات التشتت، والتنقل. وشمل التقييم وجهات نظر المعارف الأصلية والمحلية بشأن الملقحات ونظم التلقيح وفوائدها لحاملي المعرفة، بالإضافة إلى المقايضات بين عمليات التلقيح وخدماته والصلات المحتملة مع الأضرار.
دوافع تغيّر الملقحات وشبكات التلقيح وخدماته، خاصة تلك ذات الأهمية بالنسبة إلى إنتاج الأغذية، بما في ذلك المحاصيل المحلية والنباتات الغذائية البرية والعسل.
وشمل التقرير تقييمًا لدوافع التغيير غير المباشرة، بما في ذلك التجارة والسياسات في مجالات مثل الزراعة والتخطيط المكاني. وقيّم الدوافع المباشرة للتغيّر في مجال التلقيح، بما في ذلك المخاطر التي يشكلها تغير المناخ، والأنواع والأمراض الغازية، والتغيرات في استخدام الأراضي، وتغيير الممارسات الزراعية، واستخدام المواد الكيميائية بما في ذلك مبيدات الفطريات ومبيدات الحشرات. وقيّم عواقب زراعة النباتات المعدلة وراثيًا بالنسبة إلى الملقحات وشبكات التلقيح وخدماته وإنتاج الأغذية بما في ذلك العسل
الحالة والاتجاهات في مجالي الملقحات والتلقيح
قيّم الفصل 3 الحالة والاتجاهات في مجالي الملقحات وشبكات التلقيح وخدماته بوصفها عمليات وخدمات إيكولوجية أساسية في كل من النظم الإيكولوجية الأرضية التي يديرها الإنسان والنظم الإيكولوجية الأرضية الطبيعية. وركز على مساهمة التلقيح من جانب مختلف مجموعات الملقحات في رفاه الإنسان، بناءً على دور التلقيح في الحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي والطبيعي وفي حماية المجتمعات المحلية التي تعتمد في تأمين معيشتها على استخدام الموارد الطبيعية، بما في ذلك للأغراض الطبية. وتم النظر في معارف الشعوب الأصلية والمعارف المحلية القائمة بشأن الملقحات وشبكات التلقيح وخدماته وكيفية مساهمتها في أسلوب حياة الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، وبشكل أعمّ في العيش في وئام مع كوكبنا. وتم التركيز على الدور الأساسي للتلقيح في المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، بما في ذلك ما يتعلق بنوعية الأغذية واستقرارها وتوافرها، فضلًا عن دورها في توليد الدخل من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي. وقيّم هذا الفصل كيفية تحديد عجز التلقيح وما هي المناطق والنظم الزراعية المعرضة لنقص التلقيح وانخفاضه. كما تضمّن معلومات عن تصور الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية لهذا العجز.
التقييم الاقتصادي لمكاسب الملقحات وخسائرها
قيّم الفصل 4 المنهجيات الاقتصادية لتحديد قيمة التلقيح لإنتاج الأغذية والآثار الاقتصادية للانخفاض في مجموعات الملقحات ذات الصلة بالأغذية. وقيّم المدى الذي تعكس فيه التقديرات الحالية للقيمة الاقتصادية للتلقيح لأغراض إنتاج الأغذية مساهمات التلقيح في الأمن الغذائي والتنمية على النحو المحدد في الفصل 3. وقيّم أيضًا المنهجيات والنُهج لإجراء هذا النوع من عمليات التقييم على المستويين الوطني والمحلي.
التنوع البيولوجي الثقافي والملقحات وقيمها الاجتماعية والثقافية
قيّم الفصل 5 التقييم غير الاقتصادي لتأثيرات تراجع التنوع و/أو مجموعات الملقحات، مع التركيز بشكل خاص على تجربة مجتمعات الشعوب الأصلية والمحلية. وقيّم خيارات الإدارة والتخفيف بما يتناسب مع الرؤى والنُهج ونظم المعرفة المختلفة.
الاستجابات للمخاطر والفرص المرتبطة بالملقحات والتلقيح
قيّم الفصل 6 الاستجابات للمخاطر المرتبطة بتدهور خدمات التلقيح وفرص استعادة تلك الخدمات وتعزيزها. وقيّم الخبرة في استخدام الأدوات والمنهجيات لرسم الخرائط ووضع النماذج وتحليل خيارات العمل استنادًا إلى العمل الحالي الذي قامت به الجهات الفاعلة مثل منظمة الأغذية والزراعة، بما في ذلك من خلال تقييم كيفية إدارة أوجه عدم اليقين الإيكولوجي وتلبية الاحتياجات في مجالي البحث والرصد. وقد تم دمج الخبرات الحالية التي سجلتها نظم المعرفة الأخرى في هذا الفصل، مما ساهم في تحديد خيارات الإدارة والسياسات. وعلاوةً على ذلك، قيّم هذا الفصل كيف يمكن أن يساعد فهم حالات انخفاض التلقيح وأوجه قصوره في المضي قدمًا بالممارسات والسياسات، لا سيما في ما يتعلق بإدارة استخدام الأراضي والبستنة والزراعة، بما في ذلك من خلال النهج المبتكرة مثل الزراعة المكثفة بيئيًا وكذلك تلك التي تستخدمها الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية. وشمل تقييم خيارات الاستجابة اعتبارات المقايضات على مستوى السياسات.