Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

البقول والتربة: ثنائي ديناميكي


أربع طرق تغذي بها البقول التربة التي تغذينا بدورها

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تتمتع البقول بالقدرة على تحسين سلامة التربة والأنماط الغذائية الصحية، من خلال أنواعها الرائجة مثل الفاصولياء والعدس والحمّص والبازلاء، والأقل رواجًا مثل حبوب الترمس وفاصولياء الأدزوكي. ©FAO/Pedro Costa Gomes

05/02/2024

إنها البذور المجففة الصالحة للأكل من الحبوب البقولية التي تزرع من أجل الأغذية والأعلاف على حدٍ سواء. إنها البقول، وإليكم معلومة ربما لم تعرفوها من قبل، إنها قادرة على تحويل نظمنا الزراعية والغذائية.

وتتميز البقول بألوانها الزاهية ومذاقها اللذيذ، وبالرغم من صغر حجمها، إلّا أنها تتمتع بقدرة عظيمة، وتضم البقول أنواعًا رائجة مثل الفاصولياء والعدس والحمّص والبازلاء، غير أنّ هناك أيضًا أنواعًا منها أقل رواجًا مثل حبوب الترمس وفاصولياء الأدزوكي.

ولا تتوقف منافع البقول عند دعم أمننا الغذائي وتغذيتنا فقط، بل إنها تغذي تربتنا أيضًا وتفيد البيئة.

ويوافق يوم 10 فبراير/شباط من هذا العام اليوم العالمي للبقول وتسلّط منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) الضوء في هذه المناسبة على الإمكانات التي تتمتع بها هذه البذور الصغيرة والفعالة في تحسين سلامة التربة والأنماط الغذائية الصحية.

وفي ما يلي أربع طرق تغذي بها البقول التربة التي تغذينا بدورها:

1-           البقول توفر المغذيات الأساسية للتربة.

من المعروف على نطاق واسع أنّ التربة السليمة تسهم في نمو الأغذية الصحية والمغذية. لكن هل تعلمون أنّ البقول تحسّن أيضًا سلامة التربة من خلال توفير المغذيات وجمعها على غرار النتروجين والفوسفور والمغذيات الدقيقة؟

وتحصل البقول على نسبة تفوق 60 في المائة من الآزوت اللازم لها من الهواء. فيتغلغل هذا الآزوت بعد ذلك في التربة ويتيح لتلك الحبوب البقولية تشاطر النتروجين مع المحاصيل القريبة منها، ما يخفض في المقام الأول الحاجة إلى استخدام الأسمدة الكيميائية. وتدعى هذه القدرة الفريدة التثبيت البيولوجي للنتروجين - حيث يتحول الآزوت الجوي من حالته الغازية إلى أمونيا (وهي أحد أشكال النتروجين الصالحة لاستخدام النباتات).

ويمثل الفوسفور عنصرًا مغذيًا آخر تشتد حاجة التربة إليه، بيد أنه غالبًا ما يكون شحيحًا فيها، وهو ضروري من أجل تحويل طاقة الشمس ومساعدة النباتات على النمو. إلّا أنّ الفوسفور غالبًا ما يتوفر بكميات ضئيلة فقط، وحين يكون متوفرًا، قد يكون ذلك بأشكال غير متوفرة كيميائيًا. ونتيجة لذلك، يضيف المزارعون أسمدة معدنية للتعويض عن هذه الخسارة.

ولدى البقول قدرة طبيعية على جمع الفوسفور وغيره من المغذيات الأساسية والدقيقة في التربة، ما يسهم في تعزيز صحة المحاصيل وغلاتها. وأخذًا لهذا الأمر في الحسبان، تقوم المنظمة والشراكة العالمية من أجل التربة بتشجيع زراعة البقول بالتناوب مع المحاصيل الأساسية بغية تغذية التربة ومساعدتها على إنتاج أغذية فيها قدر أكبر من المواد المغذية. فعلى سبيل المثال، تشجع المنظمة في بنغلاديش التناوب بين زراعة محصول الأرزّ ومحصول فاصولياء مونغ. ويهدف هذا المشروع إلى مكافحة "الجوع المستتر" - وهو نقص المغذيات الدقيقة الذي يظهر بالرغم من استهلاك السعرات الحرارية اليومية المناسبة. وتنتشر هذه الحالة في صفوف السكان في العديد من البلدان.

الصورة إلى اليسار: توفر البقول المغذيات وتجمعها في التربة ومنها النتروجين والفوسفور والمغذيات الدقيقة، ما يساعد على زيادة غلات المحاصيل. ©FAO/Matteo Sala. الصورة إلى اليمين: في بنغلاديش، تنفذ منظمة الأغذية والزراعة مشروعًا يشجع التناوب بين زراعة محاصيل ال

2-           البقول تساعد على حفظ التنوع البيولوجي.

التربة هي موطن لنسبة 50 في المائة من التنوع البيولوجي في كوكبنا. وتحوي التربة السليمة عادةً ديدان الأرض والديدان الخيطية ونحو 20 إلى 30 نوعًا من العثّ و50 إلى 100 نوع من الحشرات ومئات الأنواع من الفطريات وآلاف الأنواع من البكتريا والشعيّات. وهذا هو التنوع البيولوجي للتربة: كائنات حية متنوعة تتفاعل مع بعضها وتؤدي الخدمات الأساسية مثل إعادة تدوير المغذيات وعمليات احتجاز الكربون في التربة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وإنّ التنوع البيولوجي للتربة السليمة لا يؤدي فقط إلى زيادة المقاومة والقدرة على الصمود في مواجهة الاضطرابات وحالات الإجهاد، بل إنه يعزز أيضًا قدرة النظام الإيكولوجي على منع الأمراض. وهنا يأتي دور البقول. فهي تساعد في زيادة كمية الكائنات الدقيقة في التربة وتنوعها. وحين تزيد كمية الميكروبات، تزيد معها إعادة تدوير المغذيات وتنظيم المواد العضوية في التربة - وبالتالي فإنّ ذلك يحسن التنوع البيولوجي للتربة.

وعوضًا عن إساءة استخدام المواد الكيميائية الزراعية أو الإفراط في استخدامها وما قد ينجم عن ذلك من تدهور للبيئة، يساعد استخدام البقول في نظم المحاصيل المتناوبة على الحد من انتشار الآفات والأمراض ومكافحتها.

3-           البقول تحسّن بنية التربة.

بنية التربة هي الطريقة التي تجتمع بها حبيبات الرمل والطمي والطين مع بعضها. وإذا كانت التربة مفتتة ومسامية وتتوزع فيها الجذور بصورة جيدة، فهي ذات بنية جيدة. لكن إذا كانت مرصوصة (يصعب تفتيتها)، فمن المحتمل أن تكون بنيتها سيئة.

ومن شأن إنتاج الحبوب البقولية، مثل البقول، أن يحسّن بنية التربة. فهي تدر منافع طويلة الأجل، إحداها زيادة مساحة المسامات وتماسك التربة، ما يحسن بالتالي القدرة على حفظ المياه وتهوية التربة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ بنية التربة تتحسن فعليًا نتيجة نظام الجذور العميقة لدى البقول وفترة نموها الأطول زمنًا.

تمثل البقول والتربة ثنائيًا ديناميكيًا يؤدي دورًا أساسيًا في توفير الأغذية المغذية وتحسين التنوع البيولوجي الزراعي وتخفيف حدة تغير المناخ ودعم سبل العيش. © FAO/Samuel Aranda

4-           البقول تساعد على التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه.

يمكن أن تساعد البقول بقدرتها على جمع المغذيات الأساسية في التربة على تقليص الحاجة إلى استخدام الأسمدة الكيميائية، كما أنها تخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري - وهذان سببان رئيسيان لتغير المناخ. كما أنها تعزز نمو الجذور وتزيد من احتجاز الكربون وتسهم في التخفيف من وطأة تغير المناخ.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ التنوع الوراثي الواسع الذي تتسم به البقول يتيح اختيار أو تربية أنواع معينة تكون أكثر قدرة على الصمود في وجه تغير المناخ. ونظرًا إلى أنّ الإجهاد الحراري يؤثر على المحاصيل، يمكن لهذه الأنواع من البقول مساعدة المزارعين في الأماكن التي لا تتوفر فيها كميات كافية من المياه.

وعند التناوب في زراعة نوع واحد على الأقل من البقول مع أحد محاصيل الحبوب، تصبح الحقول الزراعية أكثر قدرة على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، مثل الجفاف. وقد أثبت هذا النموذج نجاحه في تنزانيا، حيث تجري زراعة محاصيل الحبوب (مثل الذرة والذرة الرفيعة) والحبوب البقولية (مثل الفاصولياء) واللوزيات (مثل الفول السوداني) في آن معًا.

وتمثل البقول والتربة ثنائيًا ديناميكيًا يؤدي دورًا أساسيًا في توفير الأغذية المغذية وتحسين التنوع البيولوجي الزراعي والتخفيف من حدة تغير المناخ ودعم سبل العيش.

وهي تزود التربة بالمغذيات الأساسية، ومن ثم توفر التربة الأغذية الغنية بالمغذيات الأساسية لنا، فتسهم في توفير أنماط غذائية صحية للجميع.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: اليوم العالمي للبقول

المطبوع: التربة والبقول: تكافل مدى الحياة

قصة: حبًا في البقول!