الذكرى الـ 70 لإنشاء الفاو

مرحبا بكم في البوابة المخصصة للذكرى الـ 70 لإنشاء منظمة الأغذية والزراعة!
هل لديك معلومات كافية عن ما قامت به منظمة الأغذية والزراعة خلال السنوات الـ 70 الماضية للقضاء على الجوع في العالم؟
اختبر وتحقق من معلوماتك مع هذا الاختبار!
هل تريد أن تعرف المزيد عن قصة منظمة الأغذية والزراعة؟
أعددنا بعض المواد التي ستأخذك في رحلة لتعرفك على أنصار المنظمة، والأحداث، والمساعي التي ميزت قصتنا طوال السنوات الـ 70 الماضية.
انقر هنا لمعرفة المزيد

55 - 1945

معالجة مشكلتي الجوع وسوء التغذية في أعقاب الأزمة
أكتوبر/تشرين الأوّل 1945، كيبيك – مؤتمر الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في كيبيك. اجتمع ممثلون من حوالي 40 بلداً في كيبيك وأنشؤوا منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

أحدث الكساد الذي شهده العالم بعد عام 1929 أثراً مدمّراً على الزراعة وأركع مجتمع المزارعين. وأسرعت البلدان المستوردة للأغذية في رفع التعريفات الجمركية وزيادة الإنتاج الوطني للأغذية جرّاء الأزمة المالية. ومع هبوط استيراد القمح بنسبة 60 في المائة، انهارت التجارة وكثُرت الفوائض الغذائية. ومع كشف النقاب عن استنتاجات جديدة متعلّقة بالفقر والتغذية في الثلاثينيات من القرن الماضي، طالب أخصائيو التغذية بزيادة الاستهلاك في حين حث خبراء الاقتصاد على خفض الإنتاج.

وحلل السيد Frank McDougall، أخصائيّ التغذية الأسترالي الجنسية هذه المفارقة داعياً إلى "اقتران الصحة بالزراعة" والجمع بين تخصصات مختلفة لمعالجة مسألة سوء التغذية. ولقيت مقترحاته قبولاً واسع النطاق لدى الحكومات والرأي العام على حدٍ سواء وبدا الوقت مناسباً للشروع بعمل جماعي في هذا الصدد، غير أن الحرب العالمية الثانية اندلعت واضعةً حداً لأي تقدّم إضافي.

وفي عام 1942 اطّلعت السيدة الأولى Eleanor Roosevelt على مقترحات McDougall فرتّبت له لقاءً مع رئيس الولايات المتحدة. وأثناء مأدبة عشاء في البيت الأبيض، دعا McDougall بشغف إلى إنشاء برنامج للأمم المتحدة لمعالجة القضايا الغذائية بوصفها مشكلة اقتصادية أساسية في العالم معتبراً أن الزراعة عامل رئيسي للارتقاء بمستوى السكان المعيشي حول العالم.

ولم يبد الرئيس Roosevelt أي ردة فعل ولكن يبدو أن الحديث لاقى عنده استحساناً عقد في السنة التالية مؤتمراً للأمم المتحدة بشأن الأغذية والزراعة في Hot Springs، فيرجينيا، حيث تعهّدت 44 حكومة بإنشاء منظمة دائمة للأغذية والزراعة.

كيبيك، 1945 – دورة لجنة الزراعة التابعة للفاو.

 وتأسست المنظمة في وقت مناسب لأن الدمار الذي شهدته أوروبا جعل الجوع تهديداً حقيقياً للعديد من السكان. وخلال الاجتماع نفسه، تم أيضاً انتخاب المدير العام الأوّل للمنظمة وهو اللورد John Boyd Orr الاسكتلندي الجنسية الذي نال شهرة واسعة من عمله المكثّف في مجال التغذية.

وتعيّن على المنظمة، بعد سنة من إنشائها، إثبات للحكومات أن الفقر يشكّل السبب الأساسي وراء الجوع وسوء التغذية.

وفي أوائل عام 1946 كان من الواضح أن مزيجاً من الاضطرابات والجفاف من شأنه في السنوات القادمة أن يعرّض للخطر قدرة السكان على الوصول إلى الأغذية. وأشارت تقديرات الفاو إلى أن فجوة هائلة بين احتياجات الأشخاص والإمدادات الغذائية ستظهر خلال الموسم الزراعي للعامين 1946 و1947 وأوصت باتخاذ عدد من الإجراءات الطارئة.

وعقدت الفاو لهذا السبب اجتماعاً خاصاً بشأن المشاكل الغذائية الطارئة في واشنطن في مايو/أيّار 1946. ولم يعالج الاجتماع الأزمة الغذائية الحالية فحسب بل أعدّ مجموعة من المقترحات لتناول مسائل قديمة متعلّقة بإنتاج الأغذية. وعالجت المنظمة في ذلك الاجتماع المسائل الأساسية المرتبطة بإجراء التعدادات العالمية بصورة منتظمة ومكافحة الآفات النباتية والاستجابة لحالات الطوارئ عبر توفير الإغاثة الغذائية. واعتُبر  تحسين خصوبة التربة أحد الأمور الملحّة الواجب معالجتها.

تقييم الأوضاع
1958، اليابان – التعداد العالمي الأوّل للزراعة. بالصور: مركز التدريب على التعداد في آسيا والشرق الأقصى.

برزت الحاجة بعد الحرب العالمية الثانية إلى تجديد خصوبة التربة في العديد من البلدان. ورغبت الأمم في زيادة إنتاجها للمحاصيل 

الغذائية. ورغب المزارعون الذين تمكنوا من بلوغ مستوى عالٍ من الإنتاج خلال الحرب في الحفاظ على نفس المستوى في ما بعد لا سيما بفعل ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية  في ذلك الوقت. وانعكس ذلك في طفرة في الطلب على الأسمدة حول العالم. فتعيّن على الحكومات التكيّف مع تزايد الطلب على الأغذية وفهم ماذا ستكون عليه حالة الاقتصاد الزراعي في البلاد إذا قامت بتحسين الإنتاج الزراعي على نحو جماعي.

وتولّت الفاو لهذا السبب تنسيق التعداد العالمي للزراعة لعام 1950. وشكّل هذا التعداد البرنامج الأوّل الذي جمع معلومات إحصائية من 81 بلداً، موفِّراً بذلك فكرة كاملة وحديثة عن الإنتاج الزراعي وهيكله. وأحرز هذا التعداد تقدماً ملحوظاً مقارنة بتعدادات فترة ما قبل الحرب. 

زراعة خاضعة للرقابة

على الرغم من تلاشي أزمة الغذاء التي تلت الحرب العالمية الثانية في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، لم يعن ذلك تراجع اهتمام الفاو والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات في معالجة حالات الطوارئ الغذائية. وفي أغسطس/آب 1951، أوصى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة بأن تواصل الفاو مراقبة الوضع في بلدان معيّنة بشكل مستمر والتبليغ عن حالات "النقص الحاد في الأغذية أو المجاعة".

وتمكّنت الفاو بذلك من إجراء زيارات فورية لتقصي الحقائق وعقد اجتماعات مع الحكومات بهدف "تحديد مسارات التدخّل الأكثر عملية". وتجلى ذلك أيضاً من خلال إجراء دراسة جدوى لإنشاء احتياطي للأغذية يُستخدم في حالات النقص الحاد في الأغذية أو المجاعة بفعل الحروب أو الكوارث الطبيعية أو تفشي الآفات مثل الجراد الصحراوي. 

 معالجة مفارقة الوفرة مقابل العوز

عملت الفاو جاهدةً منذ عام 1950 من أجل معالجة المسألة الشائكة المتمثلة في الوفرة مقابل العوز.

وفي حين كان خطر المجاعة والكوارث وتفشي الآفات ما زال طاغياً، تراكمت الفوائض الغذائية في البلدان المتقدمة. وبرزت الحاجة إلى نقل هذا الفائض في البلدان المحتاجة مع التأكد من أن المزارعين يستفيدون من آليات مناسبة تضمن أسعاراً تنافسية لمنتجاتهم.

 ووضعت لجنة مشكلات السلع التابعة للفاو الخطوط والمبادئ التوجيهية بشأن تصريف الفوائض. واعتمد مجلس الفاو هذه الخطوط والمبادئ التوجيهية  في عام 1954، وهي تشكّل مدونة سلوك دولية، كما تشجع الاستخدام البناء للفائض من السلع الغذائية، مع حماية مصالح المصدرين التجاريين والمنتجين المحليين في الوقت نفسه. ومنذ ذلك الحين استندت برامج المعونة الغذائية إلى هذه الخطوط التوجيهية باعتبارها مدوّنة فعّالة لرصد مبادرات المعونة المرتبطة بالسلع الغذائية والزراعية.