يونيو/حزيران 2025، نيس، فرنسا. المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو، يلقي كلمته الافتتاحية بحضور ولي عهد النرويج، الأمير Haakon، أثناء انعقاد حدث: المحيط الذي نعتمد عليه: تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة من خلال الحوكمة المستدامة. © FAO /Alessandra Benedetti
نيس، فرنسا - اضطلع السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، بدور رائد في التزام المنظمة خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيط (UNOC 25)، مؤكدًا على الدور الأساسي الذي تؤديه العلوم والابتكار والتعاون الدولي في تعزيز الإدارة المستدامة للمحيطات. وقد شكّل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيط لعام 2025 منصة هامة من أجل النهوض بعمل المنظمة في مجال مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، ممّا يعيد التأكيد على دور المنظمة كهيئة عالمية رائدة في مجال مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية المستدامة.
المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو، يلتقي بوزيرة التحول الإيكولوجي والتنوع البيولوجي والغابات والبحار ومصايد الأسماك في فرنسا، السيدة Agnès Pannier-Runacher. المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة السيد شو دونيو؛ والمدير العام المساعد، السيد Manuel Barange، يغادران سفينة Thalassa في ختام حدث "من العِلم إلى الطبق" (سفينة Thalassa). © FAO /Alessandra Benedetti
تعزيز الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك
ألقى المدير العام، في حلقة العمل من أجل المحيطات 5، وهي حدث يركز على تحقيق الإدارة المستدامة للأرصدة السمكية، كلمة سلّط فيها الضوء على الدور الحاسم للعلوم والابتكار والتعاون الدولي في ضمان قدرة النظم الغذائية المائية على توفير الغذاء لسكان العالم الآخذ عددهم في التزايد والحفاظ في الوقت نفسه على التنوع البيولوجي.
وقال السيد شو دونيو، في الكلمة التي ألقاها، "إنّ المنظمة تدعم، منذ عام 1950، الجهود العالمية الرامية إلى جمع بيانات مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية وتحليلها، وتقدّم الدعم المباشر لأعضائها من أجل صون نظمها الغذائية المائية وتحقيق تنميتها المستدامة"، مؤكدًا على التزام المنظمة منذ أمد بعيد بالممارسات المسؤولة في مجال مصايد الأسماك.
وشدّد المدير العام أيضًا على الدور المحوري الذي تؤديه المنظمة في تشكيل إطار الحوكمة العالمية عن طريق التفاوض على صكوك دولية مهمة. وقد أدت المنظمة منذ خمسة وعشرين عامًا دورًا رائدًا في هذه الصكوك، بما في ذلك اتفاق الأمم المتحدة بشأن الأرصدة السمكية، والاتفاق بشأن التدابير التي تتخذها دولة الميناء، والخطوط التوجيهية الطوعية لضمان استدامة مصايد الأسماك صغيرة النطاق. ويشير تركيزه على هذه الاتفاقات إلى التزام المنظمة بمكافحة الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم، الذي يشكّل تهديدًا كبيرًا للنظم الإيكولوجية البحرية والأمن الغذائي العالمي.
إصدار تقرير تاريخي بشأن مصايد الأسماك
قام المدير العام السيد شو دونيو أيضًا بإصدار تقرير المنظمة عن استعراض حالة موارد مصايد الأسماك البحرية في العالم لعام 2025، وهو أشمل تقييم لمصايد الأسماك البحرية العالمية حتى الآن. ويغطي التقرير، الذي ساهم في إعداده أكثر من 650 خبيرًا من 92 بلدًا، أكثر من 500 2 من الأرصدة السمكية البحرية ويشير إلى أنّ نسبة تزيد عن 80 في المائة من الأرصدة السمكية في عدد من أقاليم المنظمة مستغلة بشكلٍ مستدام.
وإنّ هذا التقرير، الذي حظي بتقدير كبير من جانب الأعضاء والشركاء، لا يشكّل أداة بالغة الأهمية لصانعي السياسات فحسب، بل يسلّط الضوء أيضًا على الحاجة المُلحة إلى مواصلة الاستثمار في البحث العلمي وممارسات الإدارة الفعّالة بغية ضمان استدامة الأرصدة السمكية على المدى الطويل.
توقيع مذكرة تفاهم
وقّع السيد شو دونيو مذكرة تفاهم بين المنظمة والسلطة الدولية لقاع البحار (ISA)، في خطوة هامة لتعزيز أواصر التعاون بين الطرفين. ويؤدي هذا الاتفاق إلى تيسير توثيق التعاون في مجالات النظم الإيكولوجية في أعماق البحار، والتنوع البيولوجي، وتنمية القدرات، والاستخدام المسؤول للموارد، بما يتماشى مع عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة.
وتؤكد مذكرة التفاهم على أهمية تبادل المعارف والتخطيط المكاني البحري ونقل التكنولوجيا في مواجهة التحديات العالمية، مثل التلوث، وتدهور الموائل، والممارسات غير المستدامة.
وتجسّد الشراكة مع السلطة الدولية لقاع البحار التزام المنظمة المستمر بحماية الموارد البحرية وتعزيز الجهود التعاونية التي تدعم الإدارة المستدامة للمحيطات.
معالجة مسألة سلامة المحيطات والتلوث بالمواد البلاستيكية
عقدت المنظمة البحرية الدولية حدثًا جانبيًا رفيع المستوى بعنوان "الشحن البحري المستدام: محيطنا - التزامنا - فرصتنا"، استرعى خلاله المدير العام الانتباه إلى التلوث بالمواد البلاستيكية وسلامة المحيطات.
وسلّط الضوء على التعاون المثمر بين المنظمة والمنظمة البحرية الدولية بهدف الحدّ من النفايات البحرية، والذي يشمل مشاريع شراكة مع النرويج وجمهورية كوريا، بالإضافة إلى مشروع قادم من تمويل مرفق البيئة العالمية، وتركز جميعها على إدارة النفايات البحرية من المصادر البحرية.
وقال السيد شو دونيو، في الكلمة التي ألقاها، "إنّ الحد من نفايات المحيطات ليس مجرد مسؤولية بيئية - بل هو أمر أساسي لضمان استدامة مصايد الأسماك وحماية التنوع البيولوجي البحري ودعم سبل عيش المجتمعات الساحلية".
الاحتفال بإنجازات منظمة الأغذية والزراعة
بالإضافة إلى ما سبق، احتفل السيد شو دونيو خلال المؤتمر بإنجازات كبيرة. إذ احتفى باليوم العالمي للمحيطات (9 يونيو/حزيران) في جناح "La Baleine" في مدينة نيس حيث كان من الممكن عيش تجربة اندماجية، وحيث عرضت منظمات شتّى مبادراتها المتعلقة بصون المحيطات واستخدامها على نحو مستدام.
وقام المدير العام بزيارة إلى معرض المنظمة حول التحول الأزرق، الذي ركّز على تحويل النظم الغذائية المائية من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.
وعلاوةً على ذلك، ألقى المدير العام كلمة في حدث بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة، التي تتزامن مع الذكرى الثلاثين لمدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد. وسلّط هذا الحدث الضوء على أهمية الحلول التي يقودها الشباب في مجال استدامة المحيطات وأشاد بالممارسات المبتكرة التي تساهم في التنمية المسؤولة لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.
إشراك الشباب وتعزيز الحوار
أكّد السيد شو دونيو، خلال المؤتمر، على أهمية الحوار بين الأجيال من خلال لقائه مع ولي عهد النرويج، سمو الأمير Haakon ، وممثلين شباب من قطاع مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية على متن سفينة التدريب النرويجية "Statsraad Lehmkuhl". وقد أكد هذا اللقاء غير الرسمي على أهمية إشراك الشباب في المناقشات حول استدامة المحيطات ودعم جيل جديد من القادة في هذا المجال.
وبالإضافة إلى ذلك، شارك السيد شو دونيو في حدث جانبي رفيع المستوى بعنوان "المحيط الذي نعتمد عليه: تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة عن طريق الحوكمة المستدامة". وقد صادف هذا الحدث الذكرى السنوية الخمسين لبرنامج نانسن المشترك بين المنظمة والنرويج، وجمع مسؤولين حكوميين وقادة شباب وعلماء وشركاء في التنمية لاستكشاف الطرق التي يمكن بها لعلوم المحيطات والسياسات الشاملة أن تسهم في تعزيز الحوكمة. وركّزت المناقشات على دور الإدارة القائمة على العلوم لمصايد الأسماك في ضمان الأمن الغذائي والتغذوي، وسبل العيش العادلة، والنظم الإيكولوجية البحرية السليمة.
وقال السيد شو دونيو، في الكلمة التي ألقاها في هذا الحدث، "إنّ النظم الغذائية المائية المستدامة بالغة الأهمية بالنسبة إلى التنمية الريفية، وقدرة الاقتصاد على الصمود، والنمو العادل، وفتح السبل أمام الاقتصاد الأزرق العالمي - ونحن بحاجة إلى ثقافة استزراع الأسماك!"
وتخلّل هذا الحدث أيضًا اختبار تذوق رمزي لأغذية بحرية، بهدف تعزيز الاستهلاك المستدام والقيمة الثقافية للأغذية المائية. وبغية إبراز أهمية الاستهلاك المسؤول، قام المدير العام بزيارة سفينة الأبحاث الأوقيانوغرافية الفرنسية Thalassa، والتقى على متنها بطهاة مشهورين دوليًا ملتزمين بتعزيز الأغذية البحرية المستدامة.
المشاركة في الحوارات
شارك السيد شو دونيو، طوال الأسبوع، في لقاءات ثنائية واجتماعات رمزية. وأجرى السيد شو دونيو حوارات مع ولي عهد النرويج، سمو الأمير Haakon؛ والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالمحيطات، السيد Peter Thomson، كما أجرى عددًا من اللقاءات الثنائية الرفيعة المستوى.
وأعرب المدير العام، في اجتماعه مع معالي السيدة Agnes Pannier-Runacher، وزيرة التحول الإيكولوجي والتنوع البيولوجي والغابات والبحر وصيد الأسماك في جمهورية فرنسا، عن تقديره لفرنسا لدعمها المنتظم والمستمر للمنظمة وتطلّع إلى زيادة مساهمتها، لا سيما في دعم البلدان النامية الناطقة بالفرنسية، في مجالي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.
والتقى المدير العام أيضًا مع معالي السيد Feleti Teo، رئيس وزراء توفالو؛ ومع معالي السيد Sun Shuxian، نائب وزير الموارد الطبيعية في جمهورية الصين الشعبية؛ ومع معالي السيد Ahmed Shiyam، وزير مصايد الأسماك وموارد المحيط في جزر الملديف.
وإنّ القيادة النشطة للمدير العام، السيد شو دونيو، في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيط لعام 2025، تدلّ على التزام المنظمة الراسخ بتعزيز الحوكمة المستدامة للمحيطات والتصدي للتحديات الملحة التي تواجه محيطات العالم. ومن خلال إقامة شراكات استراتيجية، وإشراك الشباب، والتركيز على الابتكار العلمي، تقدّم المنظمة مساهمات مهمة في استدامة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، وتعدّ الشريك الموثوق به للبلدان التي تسعى إلى تسخير إمكانات المحيطات مع حماية مستقبلها في الوقت نفسه.
الأمينة العامة للسلطة الدولية لقاع البحار، السيدة Leticia Reid de Carvalho (وسط اليسار)؛ والمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو (وسط اليمين)، يوقعان على مذكرة تفاهم بين منظمة الأغذية والزراعة والسلطة الدولية لقاع البحار. © FAO /Alessandra Benedetti