المزيد
المزيد
تكتسي المصايد الداخلية أهميةً خاصة في هذا الصدد حيث إن غالبية المصيد الذي يتأتى من مصايد الأسماك الصغيرة النطاق تُوجّه للاستهلاك البشري. وعلى هذا النحو، تعمل مصايد الأسماك الصغيرة النطاق كمحرك اقتصادي واجتماعي، يوفر الأمن الغذائي والتغذوي وفرص العمل وعوامل مضاعِفة أخرى للاقتصادات المحلية ويعمل في الوقت ذاته على دعم سبل عيش المجتمعات المشاطئة. وبالنسبة إلى العديد من صغار الصيادين والعاملين في قطاع صيد الأسماك، تمثل مصايد الأسماك نمط عيش ويجسد القطاع الفرعي ثراءً ثقافيا ومتنوعا ذا أهمية عالمية.
كما أن مساهمة تربية الأحياء المائية الصغيرة النطاق في التنمية الريفية المستدامة تشمل، على سبيل المثال، ضمان الأغذية، والاستخدام الفعّال للمياه، والمواد الزراعية والموارد الأخرى، وخلق الثروة، وتنويع سبل العيش، وخلق فرص العمل والدخل في المناطق الريفية، واستخدام العمالة الأسرية، وتعزيز الوئام الاجتماعي، وتمكين المرأة. ويتوقع أن تستمر مساهمة تربية الأحياء المائية في توفير الإمدادات من البروتينات المائية في التزايد بسبب الطلب من سكان العالم المتزايد عددهم وتحول أنماط الاستهلاك وركود إنتاج المصايد الطبيعية.
وتختلف الخصائص المحددة لصغار المنتجين بحسب الموقع؛ فمصايد الأسماك الصغيرة النطاق تميل بالفعل إلى أن تكون متجذرة بقوة في المجتمعات المحلية، وتبرز في غالب الأحيان الصلات التاريخية التي تربطها بالموارد السمكية القريبة والتقاليد والقيّم، وتدعم التلاحم الاجتماعي. وتوفر أنشطة الصيد الموسمية أو العرضية والأنشطة ذات الصلة، بالإضافة إلى إتاحتها لفرص عمل بدوام كامل أو جزئي للصيادين والعاملين في مجال صيد الأسماك، مكملات حيوية لسبل معيشة الملايين من الأشخاص. وقد تكون تلك الأنشطة عبارة عن نشاط هامشي متكرر أو قد تصبح ذات أهمية خاصة في أوقات الشدة. والكثير من صغار الصيادين ومربي الأسماك والعاملين في قطاع الأسماك يعملون لحسابهم الخاص ويسعون إلى توفير الأغذية مباشرة لأسرهم ومجتمعاتهم فضلاً عن العمل في الصيد التجاري والتجهيز والتسويق.
وحيثما يوجد الفقر في مجتمعات تربية الأحياء المائية والمصايد الصغيرة النطاق، يكون هذا الفقر متعدد الأبعاد ولا يعزى فقط إلى انخفاض الدخل ولكن أيضا إلى عوامل تعيق التمتع الكامل بحقوق الإنسان، بما في ذلك الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وغالباً ما تعيش هذه المجتمعات في مناطق نائية ويكون وصولها إلى الأسواق محدوداً أو صعباً على العموم، وقد يصعب حصولها على الخدمات الصحية والتعليم وغير ذلك من الخدمات الاجتماعية. وأما الخصائص الأخرى فتشمل انخفاض مستويات التعليم الرسمي واعتلال الصحة (بما في ذلك في كثير من الأحيان نسب تفوق المتوسط من حالات فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في مجتمعات الصيد)، وعدم كفاية الهياكل التنظيمية.
وإن الفرص المتاحة محدودة نظراً إلى أن مجتمعات الصيد الصغيرة النطاق تواجه نقصاً في سبل العيش البديلة وتعاني من بطالة الشباب وظروف العمل غير الصحية وغير الآمنة والعمل الجبري وعمالة الأطفال. وإن التلوث والتدهور البيئي وآثار تغير المناخ والكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان كلّها مخاطر تضاف إلى التهديدات التي تواجهها مجتمعات الصيد الصغيرة النطاق. وكل هذه العوامل تجعل من الصعب على صغار المنتجين إسماع أصواتهم والدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الحيازة الخاصة بهم وضمان الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية التي يعتمدون عليها.