نحن الإبليّات! فهل تقابلنا من قبل؟

17/01/2024

بدأنا نجوب الأرض قبل أن تطأها قدما الإنسان بوقت طويل، ولكنكم لم تلاحظوا ربما وجودنا.

نحن نُسمّى أبطال الصحارى والمرتفعات، لأننا نستطيع أن نتحمّل أقسى الظروف المناخية.

ونحن نعيش في أكثر من 90 بلدًا ولنا دور أساسي في سبل عيش الملايين من البشر. ونحن جزء من ثقافات الشعوب وسبل عيشها وهوياتها. ونحن أيضًا حيوانات عاملة وندعم الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية. وتسهم منتجاتنا في التغذية والأمن الغذائي والنمو الاقتصادي في جميع أرجاء العالم.

ويوجد منّا عدة أنواع مختلفة وعددنا في العالم لا يُحصى!

يُسموننا الإبليّات. فتعالوا وتعرّفوا علينا!

1-      الجمل ذو السنامين

أنا الجمل ذو السنامين، وكما يدلُّ اسمي لديّ سنامين على ظهري.

وأنا أكبر الإبليّات الحيّة وأستطيع أن أتأقلم مع الظروف المناخية السائدة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية على حدّ سواء.

وأنا أشبه كثيرًا الجمل العربي، فأنا قادر على السفر لمسافات طويلة من دون غذاء أو مياه حيث استخدم مخزون الدهون في سناميَّ وأحوّله إلى طاقة.

ولكن، لا تخلطوا بيننا وبين الجمال البريّة. فهي نوع مختلف عنّا، وتعيش فقط في المناطق الصحراوية النائية بين الصين ومنغوليا.

وعلى غرار سائر الإبليّات، أنا مخلوق قوي وقادر على الصمود، وأخدم الناس على الدوام في أوقات الحاجة.

وحتّى في الظروف المناخية القصوى، لا أنفكّ أوفر الأغذية المغذية والألياف. وعلى غرار الجمال العربية، أنا أيضًا أُسمّى "سفينة الصحراء" بفضل قدرتي على العيش في الظروف القاسية، وهذا هو السبب الذي يجعلنا والجمال العربية عنصرًا أساسيًّا بالنسبة إلى المجتمعات البدوية ومجتمعات الأراضي الجافة.

2-      الجمل العربي

أنا الجمل الأحادي السنام ويمكنكم التعرّف إليّ من خلال عنقي الطويل المعكوف وصدري الضيّق.

وأنا أجد صعوبة في الترحال عبر المناطق الجبيلة، لذلك يُشار إليّ بجمل الأراضي المنبسطة.

وأعيش في أفريقيا وفي آسيا.

وأجتاز مسافات شاسعة كما الجمل ذو السنامين وأقوى على البقاء لفترات طويلة من دون مياه. ولهذا، فقد أكون الرفيق المثالي عبر الصحارى الشاسعة.

3-      اللاما

أنا حيوان طويل أشبه الحصان، ولي ذيل قصير. وأذناي طويلتان نسبيًّا ومعكوفتان إلى الداخل بعض الشيء كما الموز.

ويبلغ عددنا اليوم أربعة ملايين ويعيش نصفنا في بوليفيا. ومع أنّ الخيوط المغزولة من وبرنا هي خفيفة لكنها كفيلة بتدفئتكم على نحو استثنائي.

وكسائر أصدقائنا من الإبليّات، أعيش في أمريكا الجنوبية منذ نحو 45 مليون عام وأشكّل جزءًا أساسيًّا من هوية العديد من الثقافات والمجتمعات.

4-      الألباكا

يُسمونني الألباكا ويمكنكم التعرّف إليّ بسبب طول عنقي وأرجلي وعدم وجود أسنان في الجزء الأمامي من فكّي العلوي. وكسائر الإبليّات في أمريكا الجنوبية، فإنَّ أقدامي ناعمة ولها غشاء مبطن بحيث لا ألحق أضرارًا بالأعشاب التي أتغذى عليها.

وأنا حيوان اجتماعي وأحب أن أكون مُحاطًا بغيري من الألباكا والحيوانات الأخرى. أتواصل من خلال لغة جسدي، ما يعني أنه بإمكانكم معرفة مزاجي بمجرد مراقبة حركاتي وتصرفاتي.

ومنذ فترة ما قبل الحقبة الإسبانية، كنا نحن وحيوانات اللاما الحيوانات العاملة الرئيسية. ونحن نمدُّ المجتمعات المحلية أيضًا بالألياف واللحوم.

ونحن، الألباكا ومعنا اللاما، النوع الوحيد من الإبليّات المدجّنة في أمريكا الجنوبية.

5-      الغواناكو

أنا من بين أكبر الثدييات البرية التي تعيش على اليابسة في أمريكا الجنوبية. ويمكنكم التعرّف إليّ من جسمي النحيل وأُذنيّ الكبيرتين المدببتين. وعلى عكس أقاربي من حيوانات اللاما، فإنّ لون وبري لا يتباين كثيرًا ويتراوح فقط بين البني الفاتح والبني الداكن، وتكون بعض أجزائي السفلية باللون الأبيض.

ونحن حيوانات سريعة وقادرة على الهروب من الحيوانات التي تحاول افتراسنا. هل تعلمون أننا نستطيع الجرِي بسرعة 35 ميلًا في الساعة؟ وهذا يعادل تقريبًا سرعة النمر! ولي، كغيري من الإبليّات، دور هام في المجتمعات المحلية بفضل أليافي.

6-      الفيكونيا

أنا الفيكونيا، الحيوان الوطني في بيرو. ويكسو ظهري غطاء من الصوف البني، في حين أن صدري مغطى بشعر أبيض. ويقول البعض إني مصدر لأجود الألياف في العالم.

وأستطيع العيش في درجات الحرارة الباردة بصرف النظر عن صوفي الخفيف، لأن جسدي يحبس حرارة الشمس أثناء النهار لكي أبقى دافئًا طوال الليل.

وكسائر الإبليّات في أمريكا الجنوبية - اللاما والألباكا والغواناكو- نحن أيضًا نُسمى إبليّات العالم الجديد ونعدُّ ثدييات أصلية فريدة من هذه القارة. ونشكّل جزءًا روحيًّا وثقافيًّا من هويات الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية في مرتفعات الأنديز، ما يشبه إلى حدٍّ كبير الأهمية الثقافية والاجتماعية الكبيرة التي تكتسيها الجمال ذات السنامين والجمال العربية في الأراضي القاحلة وشبه القاحلة في أفريقيا وآسيا.

بمناسبة السنة الدولية للإبليّات 2024، تتعاون منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) مع الشركاء لتسليط الضوء على الدور الهام الذي تؤديه الإبليّات في سبل عيش المجتمعات المحلية ولبناء القدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ- لا سيّما في الأراضي الجبلية والقاحلة وشبة القاحلة.

وتعتمد المجتمعات المحلية في جميع أرجاء العالم على منتجات وخدمات الإبليّات لتأمين سبل عيشها. ولهذا، يكتسي الاعتراف بالإبليات ودعمها أهمية بالغة في سبل عيش المجتمعات المحلية وفي البيئة، ولإيجاد فرص العمل المستدامة وتعزيز المساواة.

فأفسحوا المجال لأبطال الصحارى والمرتفعات لكي يساعدوا على تحويل المجتمعات المحلية والثقافات في كل مكان.

هذه السنة سنتنا! الآن وقد تعرّفتم علينا، انشروا الوعي بإمكاناتنا غير المستغلة واطلعوا على المزيد مما يمكننا فعله!

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: السنة الدولية للإبليّات 2024

الموقع الإلكتروني: شعبة الإنتاج الحيواني وصحة الحيوان في منظمة الأغذية والزراعة