Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

هل يمكن للَعِب لُعَبٍ في حوض الكونغو تحسين الحفاظ على الحياة البرية؟


النُهج المستدامة لحماية الحيوانات البرية والمجتمعات المحلية التي تعتمد عليها

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

يهدف برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية في جمهورية الكونغو إلى تعزيز الإدارة المجتمعية للحياة البرية، من خلال القنص المستدام، بموازاة تطوير مصادر بديلة للبروتين وسُبل العيش. ©Brent Stirton/Getty Images لصالح منظمة الأغذية والزراعة، ومركز البحوث الحرجية الدولية والمركز الدولي لبحوث الحراجة الزراعية (CIFOR-ICRAF)، ومركز التعاون الدولي للبحوث الزراعية من أجل التنمية (CIRAD)، وجمعية المحافظة على الحياة البرية (WCS).

27/02/2024

في قرية كابو (Kabo)، في أعماق حوض الكونغو، تجلس مجموعة من الرجال في دائرة، يلعبون لعبة. ويتناوب كل واحد منهم على سحب بضعة حبوب فاصولياء من كيس قماش صغير. وينظرون إلى بعضهم البعض ويبتسمون، ولكن لا أحد يتكلّم – فهذا مخالف لقواعد اللعبة. ومع التقدّم في اللَعِب، تنفد حبوب الفاصولياء بسرعة، ويقوم كل لاعب بعدّ غنيمته.

وفي اللُعب المعتادة، يكون الرابح في نهاية المطاف الشخص الذي جمع أكبر عدد من حبوب الفاصولياء. ولكن في هذه اللعبة، خسِر جميع اللاعبين.

فحبوب الفاصولياء تمثل الحيوانات البرية، والكيس يمثل الغابة، واللاعبون هم القنّاصون. وعندما يفرغ الكيس، قد يكون لدى كل شخص كمية وافرة من حبوب الفاصولياء (التي تمثل اللحوم التي يمكن تناولها وبيعها)، ولكن سبل كسب عيشهم وإطعام أسرهم قد ذهبت أدراج الرياح: فالغابة باتت فارغة.

وقد صُمِمت هذه اللعبة البسيطة لتعزيز فهم ما يمكن أن يحدثه القنص غير المستدام من أثر على نطاق أوسع بالنسبة إلى أغذية أجيال المستقبل ودخلها.

ولطالما اعتمدت مجموعات البانتو والبآكا من الشعوب الأصلية في قرية كابو والقرى المجاورة الأخرى في الكونغو على لحوم الطرائد كمصدر رئيسي للبروتينات وكطريقة من الطرق الموثوقة القليلة لكسب عيشها في هذه المنطقة النائية. وبالنسبة إلى بعض المجتمعات المحلية في حوض الكونغو، تشير التقديرات إلى أن استهلاك لحوم الطرائد يغطي بين 60 و80 في المائة من الاحتياجات اليومية من البروتينات.

ومع نمو السكان في بلدات ومدن الكونغو، ازداد بسرعة الطلب على لحوم الطرائد، وفي الوقت ذاته، أدت الحدود السهلة الاختراق إلى تمهيد الطريق أمام الاتجار غير المشروع بالأنواع الحيوانية.

وقد أسفر القنص الجائر الناتج عن ذلك، جنبًا إلى جنب مع إزالة الغابات والتلوث والأمراض والتغير المناخي، عن خفض عدد أنواع الحيوانات البرية في حوض الكونغو، ثاني أكبر غابة مطيرة في العالم بعد غابة الأمازون.

ويقول السيد Jean Louis Pollo، قنّاص محلي وأحد لاعبي لعبة حبوب الفاصولياء، "لقد كنت أعثر بسهولة على حيوانات صغيرة، مثل الدويكر وخنزير الآجام، في الغابة. واليوم أصبح الأمر أصعب. وبفضل القنص، أُطِعمُ أسرتي وأغطي كلفة دراسة أطفالي."

قنّاصون من جمعية كابو-غبابالي Kabo-Gbabali يلعبون لعبة لتعزيز فهم ما يمكن أن يحدثه القنص غير المستدام من أثر بالنسبة إلى أغذية الأجيال المستقبل ودخلها.©FAO/Cindy Côté-Andreetti

كيف يمكن للُعب المساهمة في حلّ المشاكل؟

"لعبة القنص" التعاونية، التي تُسمى محليًا "كوويندا نياما" (Kuwinda Nyama) هي عنصر ابتكاري لبرنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية، الذي تنسّقه منظمة الأغذية والزراعة، ومركز البحوث الحرجية الدولية والمركز الدولي لبحوث الحراجة الزراعية، والمركز الزراعي الفرنسي للتنمية الدولية، وجمعية المحافظة على الحياة البرية. ويعمل هذا البرنـامج على استعادة التوازن بين الأمن الغذائي وحماية الحياة البرية.

وفي الجولات اللاحقة، تتعقد اللعبة تدريجيًا مع أكياس متعددة أو أوعية تمثل مختلف أجزاء الغابة، وحبوب فاصولياء ملوّنة تمثل شتّى أنواع الحيوانات المحلية، من الذكور والإناث على حدٍ سواء. وتضاف حبوب فاصولياء جديدة حينما تمنح الأنواع الحيوانية الوقت الكافي للتكاثر. وتُعرض على اللاعبين سيناريوهات مختلفة. ففي البداية، يُطلب منهم العمل فرادى، ولاحقًا يتم تشجيعهم على وضع الاستراتيجيات معًا.

ويتسألون "هل نواصل صيد القوارض (التي تتكاثر بسرعة) ونفرض حظرًا على قنص الرئيسيات (التي تتكاثر ببطء)؟".

وتنجح اللعبة عندما يتمكّنون من إيجاد طريقة لمواصلة القنص بموازاة ضمان ملء الأكياس مرة أخرى.

وعلى حد قول السيدة Gracia Dorielle Ngohouani، موظفة متخصصة في القنص المستدام في جمعية المحافظة على الحياة البرية، فإن "الكل ينشغل بمناقشة كيفية حلّ مشاكل القنص الخاصة بهم وكسب اللعبة. ولكنهم، في الوقت ذاته، يتعاملون مع حماية موارد الحياة البرية لأجيال المستقبل، وهذا أمر هام."

في الاتحاد قوة

لقد بات 94 قنّاصًا اليوم يتخذون قرارات إدارة القنص سويًا كجمعية، بدعم من برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية، في الوقت الذي جرت فيه العادة على أن يقوموا بالقنص بمفردهم.

وتتعلّم جمعية القناصين، بقيادة السيد Jean Louis، كيفية وضع قوائم جرد، ومراقبة الحيوانات التي يتم قنصها، والاتفاق على قواعد القنص والحصص والمناطق المحظورة، التي يتم التناوب عليها للسماح لمجموعات الحيوانات البرية بالتكاثر مجددًا.

وتقوم الجمعية حاليًا بتجربة نُظم التتبع. فعلى سبيل المثال، يمكن للأعضاء الإشارة إلى موقع ونوع ما قاموا بقنصه من خلال وضع أعواد كبريت في صناديق كبيرة موزعة عبر مختلف أنحاء القرية.

يعمل برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية في أكثر من 15 بلدًا مختلفًا، من أجل استعادة التوازن بين الأمن الغذائي وحماية الحياة البرية. ©Brent Stirton/Getty Images لصالح منظمة الأغذية والزراعة، ومركز البحوث الحرجية الدولية والمركز الدولي لبحوث الحراجة الزراعية، ومركز التعاون الدولي للبحوث الزراعية من أجل التنمية، وجمعية المحافظة على الحياة البرية.

رواد الإدارة المستدامة للحياة البرية

في بلد تُعدُّ فيه الدولة مالك الغابات ومواردها الطبيعية، يكمن الهدف الطويل الأجل للجمعية في الحصول على حقوق رسمية بشأن الحياة البرية في منطقتها وإتقان الإدارة المستدامة لهذه الحيوانات.

ويقول ممثل المنظمة في الكونغو، السيد Yannick Rasoarimanana، "يعزز برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية القدرات الإدارية للمجتمعات المحلية الريفية وجمعيات القناصين في شمال الكونغو من أجل الاستخدام المستدام والقانوني للحياة البرية والنظم الإيكولوجية، مع إعطائها بدائل أفضل بالنسبة إلى الأمن الغذائي والتغذوي، لكي تصبح أفضل حلفاء للدولة من حيث حماية الطبيعة والتنمية الريفية".

وما فتئ برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية، الذي يموّله الاتحاد الأوروبي، بتمويل مشترك من المرفق الفرنسي للبيئة العالمية والوكالة الفرنسية للتنمية، يعمل بالتعاون الوثيق مع جمعية القنّاصين والسلطات الحكومية وشركات قطع الأشجار لأغراض تجارية، من أجل ضمان أخذ قواعد القناصين واحتياجات المجتمع المحلي بعين الاعتبار.

وفي نفس الوقت، تعمل المنظمة أيضًا مع الحكومة على إصلاح قانون بشأن الحياة البرية والمناطق المحمية من أجل تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي واعتبارات المجتمعات المحلية وحماية البيئة.

ويقول السيد Giacomo Durazzo، سفير الاتحاد الأوروبي في جمهورية الكونغو، "إن نهج الشراكة هذا في مجالي حماية الحياة البرية واستخدامها المستدام سيساعدنا في تحقيق تعايش صحي ومستدام بين البشر والبيئة والحياة البرية".

كما يقوم برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية بدعم السكان الريفيين من أجل تطوير مصادر بديلة للتغذية من خلال تربية الدواجن والمجترات الصغيرة والتشجيع على استهلاكها في المناطق الحضرية.

وفي غضون ذلك، تركت لعبة القنص انطباعًا عميقًا.

ويوضّح السيد Jean-Louis قائلًا "سندرك أن هناك قواعد يجب تطبيقها وسنطبقها، حيث كنّا نُفرط في القنص. واعتقد أنه إذا تمكّنا من فعل ذلك، فستكون دومًا هناك طرائد في كابو."

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية: جمهورية الكونغو

فيديو: خمس طرق لتحقيق الإدارة المستدامة للحياة البرية في كونغو

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: الكونغو