Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تجديد التقاليد من خلال الابتكار لحماية الغابات المعمّرة في بابوا غينيا الجديدة


دعم إحدى الشعوب الأصلية لرصد الغابات باستخدام الأقمار الاصطناعية والأجهزة اللوحية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

في بابوا غينيا الجديدة، تملك الشعوب الأصلية النسبة الأكبر من الغابات. ويزوّد برنامج منظمة الأغذية والزراعة Aim4Forests الشعوب الأصلية بالأدوات التكنولوجية لمكافحة إزالة الغابات. ©FAO/ Cory Wright

20/03/2024

يعجز السيد Besta Pulum عن إخفاء حماسه أمام جهاز الحاسوب اللوحي الذي يحمله بيديه. ويقول قائد المجتمع المحلي الذي يعتقد أنّ عمره يناهز الستين عامًا: "لم أرَ هذا النوع من الحواسيب قط عندما كنت شابًا. وأصبحتُ اليوم أراه، ولم يغمَض لي جفن [لشدّة الحماس]".

وهو أمضى حياته بأكملها، كما والده من قبله، وهو يهتم بـ 800 هكتار من الغابات الاستوائية الكثيفة في المرتفعات النائية في غربي البلاد، على بُعد حوالي 550 كيلومترًا شمال غرب بورت مورسبي، عاصمة بابوا غينيا الجديدة.

ويقول: "في الماضي، كان من الصعب جدًا القيام بدوريات على حدود أرضي لو رغبت في ذلك". وأدرك السيد Besta، في غضون دقائق، أنّ الخريطة الجوية للغابة التي تظهر على شاشته ستساعده في ترسيم حدود مساحة غابته من دون أن يضطر إلى السير لعدة أيام. فقد أصبح بإمكانه اليوم مراقبة المنطقة باستخدام صور الأقمار الاصطناعية العالية الدقة.

وقد نتج هذا الابتكار التكنولوجي عن برنامج AIM4Forests (تسريع وتيرة الابتكار في رصد الغابات)، وهو مبادرة برامجية رائدة أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وحكومة المملكة المتحدة في عام 2023.

ويهدف المشروع في آن معًا إلى تزويد البلدان بالوسائل التكنولوجية لمكافحة إزالة الغابات وإشراك الشعوب الأصلية على نحو فاعل في عملية رصد الغابات. وهذا أمر بالغ الأهمية بوجه خاص في بلد مثل بابوا غينيا الجديدة، حيث تملك الشعوب الأصلية النسبة الأكبر من الغابات.

وتضمّ هذه الدولة الجزرية الواقعة في جنوب المحيط الهادئ سبعة في المائة من التنوع البيولوجي في العالم وثالث أكبر غابة مطيرة على وجه الأرض. وتستضيف الغابة مجموعة متنوعة وغنية من أنواع الحيوانات والطيور، بما في ذلك طائر الشبنم البري المميز الذي يعجز عن الطيران. وتزخر هذه البلاد بالموارد الطبيعية، ولكنها تفتقر إلى الأدوات التكنولوجية اللازمة لرصدها وإدارتها بشكل فعّال.

ويقول السيد Julian Fox، كبير مسؤولي الغابات في المنظمة: "هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن الشعوب الأصلية هي أفضل القيّمين على الغابات، لذلك نحاول تعزيز ذلك وإيجاد حلول تقنية تسمح لها بالقيام بذلك بشكل أفضل". ويريد السيد Besta الإبقاء على غابته محمية للحفاظ على مصدر الغذاء والمأوى وسبل العيش لمجتمعه المحلي. ويقول السيد Fox: "نحن نحاول إيجاد حلّ تقني لمساعدته على القيام بذلك".

بات باستطاعة السيد Besta ترسيم حدود غابته ورصدها من خلال واجهة لرسم الخرائط للتأكد من خلوّ غاباته من الغزوات، وذلك بفضل أداة جديدة معروفة باسم Open Foris Ground، هي ثمرة التعاون بين المنظمة وGoogle. ©FAO/ Cory Wright

بالنسبة إلى السيد Besta، كانت القدرة على تكبير صورة غابته وتصغيرها من أكثر الحلول المشوّقة. ويتم ذلك باستخدام أداة جديدة معروفة باسم Open Foris Ground، هي ثمرة التعاون بين المنظمة وGoogle. وهي واجهة لرسم الخرائط يمكن استخدامها على جهاز لوحي أو هاتف محمول وتتيح للقيّمين على الغابات، ببضعة نقرات، ترسيم حدود الغابة ببساطة عن طريق وضع علامات على الشاشة. ويمكنهم من ثمّ رصد المنطقة باستخدام Google Earth للتأكّد من سلامة الغابات والأراضي وخلوّها من الغزوات.

وإنّ مراقبة غابة شاسعة بهذا الحجم وجميع مواردها ليست بالمهمة السهلة، وفقًا لما أفاد به السيد Besta، حيث يقول: "هناك الكثير من الأشياء داخل غابتنا. وإلى جانب طائر الشبنم البري، هناك يرقات الحشرات في الخشب. وأنا أقوم بفتح الشجرة وكسرها وجمع تلك اليرقات. وإذا أزلتُ أشجار الغابة، لن أحصل بعدها على هذه الحيوانات البرية التي سترحل عندئذ".

إنّ أسلوب حياته وأسلوب حياة مجتمعه المحلي بأكمله على المحك. ويختتم قائلًا: "أنا أعتني بغابتي ولا أدمرها، من الجانب الخاص بي منها".

والغابة هي أيضًا مصدر للأدوية للسيد Besta وعائلته. ويقول: "إذا قطعت هذه الأشجار، من أين سأحصل على الدواء؟ فغابتي زاخرة بالأدوية. كان أجدادي يستخدمونها وها أنا اليوم أستخدمها بدوري. وأطفالي من بعدي سيستخدمون الأدوية نفسها. لهذا السبب ما زلت أعتني بغابتي."

يجري تنفيذ برنامج AIM4Forests بشكل عاجل في ما مجموعه 20 بلدًا. فقد شهد العالم اختفاء أكثر من 420 مليون هكتار من الغابات منذ عام 1990. ©FAO/ Cory Wright

ليس السيد Besta إلّا أحد القيّمين الكُثُر على الغابات في ما مجموعه 20 بلدًا من البلدان التي تقوم فيها منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتعاون في مجال خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها في البلدان النامية، بتنفيذ برنامج AIM4Forests بشكل عاجل. وقد شهد العالم اختفاء أكثر من 420 مليون هكتار من الغابات منذ عام 1990، وهي خسارة لا تؤدي إلى تقليص التنوع البيولوجي فحسب، بل تؤثر أيضًا على انتظام المناخ وعلى سبل عيش الملايين.

وهنا في غابات بابوا غينيا الجديدة المطيرة، يسعى برنامج AIM4Forests إلى وقف إزالة الغابات واستعادة الأراضي المتدهورة، كجزء من مبادرة عالمية أوسع بكثير لاستعادة مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030. ويركّز البرنامج على الجمع بين التكنولوجيا والمعارف التقليدية التي يلمّ بها السيد Besta وقيادته لمجتمع محلي أشرفَ على هذه الأراضي على مدى أجيال.

وهو يشارك بوضوح هذه الرؤية للمستقبل: "أمنيتي هي إرسالهنّ [بناته الثلاث] إلى المدرسة لكي يتعلّمن استخدام هذا الشيء المسمى حاسوب".  

يدرك السيد Besta أهمية تملّك بناته لهذه التكنولوجيا التي ستساعد قريبًا الأجيال الجديدة من الشعوب الأصلية على حماية هذه الموارد الحرجية الثمينة في مجموعة واسعة من البلدان.

وتسعى التكنولوجيات الجغرافية المكانية وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب النُهج التشاركية، كهذه الأداة المبتكرة، إلى ضمان حقوق الشعوب الأصلية في الموافقة الحرة والمسبقة والمستنيرة، وإدماجها وتوثيقها ودورها الفاعل في أيّ من مبادرات رصد الغابات.

وقد بدأ بالفعل تنفيذ البرنامج في 11 من البلدان هي إندونيسيا وأوغندا وبابوا غينيا الجديدة والبرازيل وبوليفيا وبيرو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغانا وغواتيمالا وفيت نام وكينيا. وفي بابوا غينيا الجديدة وفي الكثير من هذه البلدان، يستخدم المشروع قوة التكنولوجيا الحديثة لتعزيز معارف الأجيال السابقة التقليدية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

روابط تتعلق بالموضوع

تم تسجيل شريط الفيديو المضمّن بموافقة الشعوب الأصلية المعنية المسبقة والمستنيرة والحرة.

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني:منظمة الأغذية والزراعة والغابات

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج AIM4Forests

الموقع الإلكتروني:منظمة الأغذية والزراعة ورصد الغابات على المستوى الوطني

الموقع الإلكتروني:منظمة الأغذية والزراعة والشعوب الأصلية